أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد عبد الحميد الكعبي - الفرق بين الاسلام الشيعي الفارسي والوهابي السعودي














المزيد.....

الفرق بين الاسلام الشيعي الفارسي والوهابي السعودي


ماجد عبد الحميد الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 5040 - 2016 / 1 / 10 - 15:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الفرق الرئيس بين الاسلام الشيعي الفارسي والاسلام بنسخته الوهابية السعودية ان الاول كان مسؤولا عن اعاده كثير من العلماء والمفكرين الغربيين الى الايمان بالله بعدما فقدوا الايمان في ظل المبادئ التي تربوا عليها في دياناتهم الاخرى ، بينما يحول الاسلام الوهابي السعودي الناس المسلمين من الايمان بالله الى الالحاد والكفر. هذه النتيجة لم تعتمد على استقراء الكتب الدينية ولا على نتائج مستمدة من المسلمين انفسهم ولا على شهادات حية مقتبسة من ارض الواقع اليومي الغربي بل هي دراسة ومراقبة لسلسلة من العلماء والمفكرين الغربيين ولا سيما الانكليز منهم والذين لايمكن الشك بمصداقيتهم وموضوعيتهم العلمية والاخلاقية على حد سواء من مصادر موثوقة ومطبوعة ومتداولة و مكتوبة بايدي هؤلاء المفكرين . طبعا هنا اقصد الادلة التي تعزز الشق الاول من المعادلة والذي يتعلق بتحول هؤلاء من الالحاد الى الايمان بالله تاركا لكم تقدير عدد الملحدين الذين اسهم بزيادتهم الفكر الوهابي السعودي.
قد تمتد جذور الحكاية الى بداية ظهور الاسلام وكيف شكلت تعاليمه صدمة كبيرة لكثير من رجال الدين الذين ارعبهم تحول الناس الى الاسلام وترك دياناتهم السابقة ، لكن ذلك الامر سيطول ويحتاج الى مساحة اوسع وزمن ارحب قد يكون المستقبل كفيلا بتحقيقه ، لكني ساكتفي بضرب بعض الامثلة المستمدة من القرن السابع عشر الميلادي صعودا الى عصرنا الحاضر وباختصار شديد.
الحكاية تبدأ مع المستشرق الانكليزي ادوراد بوكوك استاذ كرسي الدراسات الفارسية والعربية الاول في جامعة اكسفورد والذي خصصه محاضرته الاولى في عام 1636 عن (امثال الامام علي ع) وعلى الرغم من ان تلك المحاضرات كانت باللغة اللاتينية ولم تطبع بالانكليزية –على حد علمي – الى الان لكن القارئ الفطن لايعدم ان يجد بديلا في معرفة اثر الفكر العلوي في نفس هذا القس البروتستانتي الذي حورب شطرا من حياته بسبب معتقداته في استقراء بحث كتبه عن قصيدة الطغرائي المسماة بـ (لامية العجم ) في هذا البحث يطرح بوكوك نموذجا اسلاميا للاخلاق والقيم الاسلامية التي يوصي ابناء جلدته للاهتداء بها واخذها مثالا يحاكونه في اعمالهم اليومية وتصرفاتهم الاخلاقية.
اما المثال الاخر فيتعلق بصاحب نظرية الجاذبية العالم والمفكر اسحاق نيوتن الذي وان لم يكن مستشرقا محترفا الا انه كان يستعين بالمستشرقين في كثير من المسائل التي تتعلق بالاسلام ومبادئه ولاسيما قضية التوحيد ، طبعا ليس التوحيد على طريقة البروتستانتية والا فلا يكون هناك معنى لاخفاء مذكراته خوفا على نفسه من الذي جرى لتلميذه وايتسون الذي طرد من الجامعة بسبب تعاطفه مع الاسلام بل التوحيد على وفق ما تؤمن به الايروسية تلك الفرقة المسيحية التي عرفت في القرن الرابع الميلادي والتي اشار اليها الرسول الكريم(ص) في مراسلته لاحد القياصرة الروم . أود التذكير هنا الى قضية التزامن بين المدة التي عاشها نيوتن في الحقبة الممتدة من 1642-1727 والتي تتداخل مع الحقبة التي ظهر فيها مؤسس الوهابية الذي عاش من 1703الى 1791 والتي يمكن ان تفيد في الاجابة عن السؤال الاتي : لماذا ظهرت الوهابية في هذا الزمن بالذات ؟ حتما جاءت الوهابية ونشات في مرحلة انتشر الاسلام فيها بين العلماء والمفكرين والنخب الانكليزوليس كما يشاع في البلاد الأعرابية من ان ابن عبد الوهاب قد ظهر في عصر انتشار البدع والكفر والتبرك والتوسل بغير الله تعالى. يمكن ان يكون ظهوره صدى لما كان يجري في الغرب ولاسيما في انكلترا انذاك.
هذان المثلان لم يفصحا بشكل كبيرعن نفسيهما وهما بحاجة الى تحقيق اكثر ولكن لاشك في انهما يمثلان الجذر الاول لظهور ما سياتي من تيار فكري استشراقي واضح في القرن التاسع عشر وما يليه. تبدأ حكاية التاثر بالاسلام الفارسي (الشيعي-الصوفي ) مع المستشرق ادوارد غرانفيل براون المولود عام 1862والذي ترك كلية الطب وفضل الاذعان لنصيحة استاذ الدراسات الاسلامية في الجامعة المستشرق وليم رايت الذي نصحه بالانضمام الى قسم الدراسات الاسلامية والذي تخصص فيه بعد ذلك بالدراسات الفارسية . براون فقد الايمان بمبادئه عندما كان يرى المعاناة والماساة في اروقة المستشفيات ففضل ان يعيش في اروقة الدراسات الاسلامية حيث الروحانيات والتصوف الفارسي. الحكاية نفسها تكررت مع تلميذه نيكلسون بعد مدة من الزمن والذي فقد ايضا ايمانه بالله تعالى فنصحه استاذه بالدواء والعلاج المجرب الذي لمسه شخصيا فكان الالتحاق بقسم الدراسات الفارسية وراح نيكلسون يطبع عشرات الكتب متأثرا بالاسلام الفارسي(الشيعي -الصوفي) ، لكن الحكاية لم تنته بعد فتكرر الامر نفسه مع تلميذه جون ارثر اربري الذي خرج بعد الحرب العالمية الاولى يائسا ومحبطا فكفر بديانته وطقوسه التي تربى عليها صغيرا ففقد ايمانه بالله ايضا لكن نيكلسون نصحه ان ينضم الى قسم الدراسات الاسلامية ليتخصص بدراسة اللغتين العربية والفارسية وبدأ اربري- كما يروي بنفسه تلك المذكرات- يستعيد ما فقده فكتب قبل مماته وصية لو قرأها اي انسان لديه شك في عالم الروح لفكر مرات قبل ان ينغمس في الحياة المادية المحضة. السلسلة لم تنته ولكن تحولت هذه المرة الى ميدان النساء فظهرت علينا المفكرة والكاتبة الانكليزية كارن ارمسترونغ لتقص حكايتها المشهورة في اكثر من محاضرة وندوة منشورة على موقع اليوتيوب عن دور دراسة الاديان في استعادة المرء لانسانيته المستلبة . وهكذا يتبين الاثر الذي تركه الاسلام الفارسي في نفوس النخبة والذي بدأ ينتشر بين الجمهور ايضا. لذلك لا يستبعد ايضا ان يربط امر داعش وظهورها في بلاد الأعراب من جديد بوصفه ردة فعل معاصرة لتيار روحي بارز في الغرب .



#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وسائل الاعلام الحديثة ودورها في ايقاظ الضمير الجمعي
- (السُنة) مصطلح وضعه عمر بن الخطاب
- اكلت يوم اكل الثور الابيض!
- الفنانة حنان شوقي : لماذا المحترم يقعد في بيته ؟
- استفيقي يا أمة الحرب و الجرب !
- خليفة ( نيوتن ) يطرد من ( كيمبرج )
- الاكاديمي المتحجر ديفيد كريستل !
- ثنائية الشيعة والسنة تكشف الاصل والمحاكاة
- خطاب ما بعد الأعراب : روايات الشيخ الأعرابي مثالا
- فايروس داعش يخترق نظام المراقبة اللغوية في عقل الجعفري
- الطلاب قادمون ..فهذا زمنهم وليس زمن الجاهلين
- يا وزيرنا الشهرستاني .. كن اديبا !
- حرب مؤجلة التعليم العالي تعجلها
- لغتنا هويتنا
- ملك السعودية ونظرية جديدة في الترجمة الفورية
- عندما يكون المثقف منافقا : كتاب ( العربية ) انموذجا
- السيسي يتكلم بلسان عصفور!
- ماذا يقصد المستشرقون بمصطلح (Orthodox ) ؟
- خطاب ما بعد الأعراب! : (الاستعمار والأعراب صنوان)
- الاستشراق السياسي يعيد انتاج الداعشية الوهابية


المزيد.....




- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد عبد الحميد الكعبي - الفرق بين الاسلام الشيعي الفارسي والوهابي السعودي