أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - المناضل-ة - تحديات بناء حركة نقابية قوية بالمغرب - 2















المزيد.....

تحديات بناء حركة نقابية قوية بالمغرب - 2


المناضل-ة

الحوار المتمدن-العدد: 1373 - 2005 / 11 / 9 - 13:07
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


تجتاز الحركة العمالية بالمغرب مرحلة عسيرة من تاريخها، عنوانها العريض العجز عن الحفاظ على مكاسب طفيفة، يعود الكثير منها إلى عهد الاستعمار والسنوات الأولى من الاستقلال الشكلي. فمنذ الشروع في تطبيق سياسة التقويم الهيكلي قبل عشرين سنة اشتد الهجوم البرجوازي على جبهات عديدة (التشغيل، الأجور، الحماية الاجتماعية، قانون الشغل، الخدمات العمومية، الحريات الديمقراطية،… )، ثم تصاعد مع الانتقال الصريح لقسم من المعارضة التاريخية ذات النفوذ في الساحة العمالية إلى الخندق المعادي، ومعه احتدت مشاكل الحركة النقابية (مزيد من التشتت ، تراجع القوة التنظيمية، توريط في تدبير الهجوم على المكاسب ، استفحال تغييب الديمقراطية الداخلية،… ).

لكن مهما بلغ التدهور، تظل النقابات إحدى أدوات نضال العمال/العاملات الأساسية التي لا غنى عنها لمنع الانحطاط ( توحيد قوى الطبقة دفاعا عن الحاجات الآنية المتعلقة بأفضل شروط لبيع قوة العمل) ولتعزيز القدرة على الكفاح من اجل تغيير جذري.

يلقي هذا على كاهل الطليعة العمالية، وعموم المناضلين والمناضلات، واجب النظر بعين نقدية في الحالة النقابية بقصد تقويمها.

لهذه الغاية نقترح على قرائنا وجهة النظر التالية حول اوجه ضعف النقابات وقصورها، على ان نعرض عليهم في العدد المقبل تتمة تتناول مسائل وحدة الحركة النقابية وديمقراطيتها واستقلالها ودور اليسار الراديكالي فيها ، ودلك بقصد إثارة الجدل بما هو، دون سواه، مصدر انبجاس الحقيقة.

" المناضل-ة"


************************

يتبع......


ما العمل بوجه زحف البطالة والتهشيش؟

تنظيم العاطلين:

لم تبد النقابات يوما بالمغرب أدنى اهتمام بتنظيم العاطلين. فحتى المطرودون بفعل نزاعات الشغل، وهم يعدون بعشرات الآلاف في السنوات الأخيرة، يتركون إلى مصيرهم بدل تنظيمهم في لجان، وكأن النقابات تطردهم بعد ان طردهم ارباب العمل. لا مستقبل للنقابات دون العمل لتنظيم العاطلين. وان السبيل الأقرب للشروع في هذا العمل اللازم هو تأطير ضحايا التسريحات الجماعية والإغلاق الذين سيتكاثرون في السنوات المقبلة بأحجام مرعبة، والخروج من روتين أشكال العمل المألوفة وتفعيل حق التظاهر بتنظيم مسيرات وطنية بالعاصمتين الإدارية والاقتصادية لضحايا سياسة قطع الأرزاق الإجرامية التي لا يتردد أرباب العمل في تنفيذها كل يوم.

المعطلون الشباب: لم تحتضنهم النقابات بل باتت ترى فيهم كيانا مزعجا بعد ان نظموا صفوفهم في إطار الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، وخاضوا كفاحات مريرة وراكموا خبرة ثمينة. ومن النقابات من يفتح لهم الابواب ويغلقها حسب حسابات آنية لا علاقة لها بمصالح المعطلين.

لو كانت النقابات العمالية وفية لغاية وجودها( جمع قوى الطبقة) لنظمت المعطلين الشباب معززة بذلك قواها في وجه السياسات العدوانية للبرجوازية ودولتها. وهي مطالبة، بعد تخلفها عن ذلك، بدعم لا مشروط لجمعية المعطلين ومعاملتها كحليف استراتيجي.

بناء جبهة موحدة و تجديد الفعل النقابي لمواجهة الهشاشة:

تواجه النقابات صعوبات جمة في التكيف مع تغيرات الواقع الاقتصادي وفي الانغراس في قطاعات العمل الهش. فهذه القطاعات تتميز بحركية كبرى لليد العاملة تعرقل تشكل متحدات عمل تتيح للعمال بناء روابط تقدير وثقة متبادلة واكتساب وعي وحدة مصالحهم بوجه رب العمل وقدرة على المقاومة.

ان الخاصية الأساسية لهشاشة التشغيل، المتمثلة في ضعف تأهيل العمال، تشكل عقبة أمام خلق هوية مشتركة بين الأجراء وتسهل استبدالهم في حالة نزاع مع رب العمل. وهذا كله مانع لنشوء تنظيم نقابي . وعلى هذا النحو تمثل الهشاشة حليف القمع في القضاء على العمل النقابي.

تؤدي طبيعة قطاعات الهشاشة إلى استحالة بناء تنظيم نقابي والمحافظة عليه في مقاولاته دون مساندة من خارج . وهنا تكمن الاهمية الحاسمة لبناء جبهة موحدة مع المنظمات الحليفة للحركة النقابية:

حقوق الإنسان : تفعيل مبدأ الدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية. وقد بادرت فروع عديدة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى دعم نضالات عمالية بمختلف المناطق، أبرزها في السنوات الأخيرة فرع واد زم المتضامن مع عمال ايكوز المشردين، لكن كيفيات هذا العمل وسبل توسيعه وتطويره ما زالت تستدعي اهتماما مركزا.

المنظمات النسائية، سيما مع تنامي تأنيث قوة العمل. ولن يفوتنا هنا تسجيل تأخرنا في الجمعيات النسائية عن مواكبة كفاحات العاملات بالتضامن والمساهمة في تعبئة القوى الشعبية. ولنا مثال ساطع في حالة مركب مانيك للنسيج بالحي الصناعي زناتة البرنوصي بالدار البيضاء حيث اضربت 5 الاف عاملة في نوفمبر 2000 وُمنعن من التظاهر واعتصمن من جديد في يناير 2001 دون أي مساندة من جمعيات النساء.

انوية الحركة من اجل عولمة بديلة ( اطاك المغرب والمنتدى الاجتماعي المغربي) باعتبار العولمة النيوليبرالية هجوما كاسحا من الرأسمال ضد العمل. سيمثل انخراط هذه الانوية في دعم النضالات العمالية مساعدا على وقايتها من مخاطر التدجين المحدقة بها بقوة.

الطلبة: ان القاعدة العريضة من الطلاب والطالبات أبناء عمال وكادحين، وهم واعون بأهوال المستقبل في ظل استمرار السياسات البرجوازية: اما البطالة والموت البطيء او العمل الهش مع ما يرافقه من فرط استغلال وبؤس. لذا يدفع هذا المعطى الموضوعي في اتجاه اعادة بناء أواصر التضامن بين الحركتين الطلابية والعمالية. واذ عادت إلى الظهور مؤخرا بشكل جنيني نادر أشكال تضامن الطلبة مع العمال، فان المسؤولية الرئيسية في المساعدة على بعث التقاليد المجيدة في تاريخ الحركة الطلابية المجسدة لشعار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب " لكل نضال جماهيري صداه في الجامعة"، تقع على النقابات العمالية المطالبة بمآزرة الطلبة المناضلين المستهدفين بالقمع وبسياسة التقشف الحكومية. و تتمثل اول واجبات الحركة النقابية ازاء الطلاب في تصحيح الموقف النقابي الرسمي من ميثاق التعليم المخرب للمدرسة العمومية، وتجسيد التضامن مع ضحايا القمع البوليسي الرامي إلى وأد أجنة التنظيم الطلابي.

هكذا تمثل حركة الحقوق الإنسانية والحركة النسائية والحركة الطلابية وحركة المعطلين الشباب قوى لا غنى عنه لمساندة عمال وعاملات قطاعات الهشاشة، وهي مطالبة بفضح الاستغلال الفائق في أسوء الشروط و بالتعريف واسع النطاق بالنضالات وتنظيم التضامن معها.

وفي هذه الحالة، اكثر من غيرها، حيث يتعذر على شغيلة قطاعات الهشاشة بناء ميزان قوى داخل كل منشأة، يمثل الرأي العام حليفا لا غنى عنه. يجب على النقابات ان تتعلم كيف تباشره بالمناشير وعرائض الاحتجاج والدعوة إلى مقاطعة سلع الشركات المجهزة على الحقوق والمشردة للبشر.

كما يجب استعمال الإضرار بسمعة الشركات سلاحا بوجه ارباب العمل المعتدين على عمالهم. إذ أن الأموال الطائلة التي تصرف في الإعلانات التجارية بقصد كسب الزبائن، تجعل المس بالسمعة ضغطا قويا على أرباب العمل. وتبرز اهمية هذا السلاح بالنظر إلى أن الهشاشة ليست خاصية تنفرد بها المقاولات الصغيرة جدا العاملة في خفاء بل حتى كبريات الشركات ذات الصيت مثل اسواق مارجان والفنادق الفاخرة. ومن الأسلحة غير المستعملة للضغط على ارباب العمل الذين يجهزون على الحقوق العمالية بسلاح الهشاشة استعمال شبكة إنترنت للقيام بتشهير عالمي يسد على آكلي اللحم البشري طريق الأسواق الخارجية.

بخس قدر النساء إضعاف للنقابات:

ان كان قطاع النسيج أول مشغل في الصناعة التحولية بالمغرب ( 200 الف اجير) يليه قطاع الصناعة الغذائية ( 100 ألف أجير ) ، فهما بالذات القطاعين الصناعيين المشغلين للنساء بامتياز. وبوجه عام تمثل النساء 37 % من شغيلة الصناعات التحويلية(ارقام 2001). وتلج النساء بالمغرب سوق العمل بوتيرة متنامية بلغت 5.9 % فيما بين 1995 و2002 . وطبعا يشكلن زهاء ربع العاملين في الإدارة .

وقد خاضت نساء الصناعات التحويلية نضالات ضارية لصد هجمات أرباب العمل ولا سيما فرط الاستغلال ( بلغ استعباد النساء في قطاع التصبير مستوى سرقة ساعات العمل أي تشغيلهن مجانا ساعات بكاملها : لا تؤدى لهن اجرة 3 إلى 4 ساعات في اليوم ). ومع هذا كله، لا ينعكس وزن النساء المتزايد في قوة العمل على مكانتهن في النقابات العمالية. بل ان الذي ينعكس داخل النقابات هو الميز والتفاوت السائدين في المجتمع البطريركي -الراسمالي. بل نحن لا نخجل داخل النقابات في تزيين منصات الخطابة بالنساء بدل بذل جهد حقيقي من اجل تبوئهن المكانة الواجبة في هياكل النقابة وفي المسؤوليات. بلغ هذا مستوى كاريكاتوريا في بعض القطاعات: مصنع به 95% من النساء والمكتب النقابي مشكل من الذكور بنسبة 95 او 100% وهم في الغالب عاملون في الادارة وبعض مناصب العمل المؤهل، وبالتالي غير ملمون بمشاكل القاعدة العمالية العريضة. ولا تعار المطالب الخاصة بالنساء الاهتمام الواجب، مع أنهن اكثر عرضة للاستغلال ( تفاوت في الأجور، تشغيل هش…) وضحايا التحرش الجنسي وكل أنواع السلوك المهين للكرامة، واحيانا حتى من المسؤولين النقابيين أنفسهم.

ان الانقسام إلى جنسين هو من الأدوات الفتاكة التي تستعملها البورجوازية لاضعاف الطبقة العاملة، ولا يمكن لمنظمة عمالية تعيد انتاج علاقات الميز ضد النساء ان تكون فعالة ووفية لعلة وجودها.

لم تساهم الحركة النسائية لحد الان بما يكفي في تخصيب النقابات العمالية بحس الاهتمام بخصوصية استغلال النساء ، لان الحركة النسائية منذ تبلورها قبل عقدين ركزت بشكل أساسي على قانون الأحوال الشخصية ، مع ميل قوى إلى نخبوية المثقفات.

ان عدم الاكتراث بأوضاع النساء العاملات ونضالهن اصبح روتينا مكرسا بعقود من منظور وممارسة نقابيين متخلفين، وبالتالي فلن تتحرر منظماتنا العمالية من طابعا الذكوري بغير جهد واع وتربية جديدة قوامها الميز الإيجابي لصالح النساء ، ضمن رؤية اجمالية تأخذ بالحسبان كل مستجدات الوضع الاقتصادي والاجتماعي .


مصطفى البحري و محمود جديد
المناضل-ة عدد2


يتبع......



#المناضل-ة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحديات بناء حركة نقابية قوية بالمغرب - 1
- فنيزويلا : ثورة في الثورة
- الساحة العمالية: هجوم برجوازي كاسح ...وقيادات نقابية سائرة إ ...
- التنمية البشرية في تالسينت وبوعرفة: الرصاص والقنابل المسيلة ...
- كيف تهدد البطالة مكتسبات الطبقة العاملة ؟
- فنزويلا: الثورة البوليفارية
- نضالات النساء من المقاومة الى البدائل
- الربيع الأمازيغي 2001: نضال شباب الجزائر وكادحيها المتواصل
- الوضع النقابي في فنزويلا
- الجمعية الوطنية للمعطلين دينامية متواصلة ومسيرة بالرباط
- ميلاد حركة الكادحين دون ارض ونضال -الناس معدومي الأرض- المدي ...
- نضال النقابات ضد البطالة مسالة حياة او موت
- من رائدات النضال النسائي بالمغرب
- الطلاب والنضال الاجتماعي
- - المغرب كادحو ايفني وشبابها يلقنون درسا لمن يتجاهل إرادة ال ...
- نضال النساء معركة كل العمال
- دلالات سياسية لردود الفعل على جهر بتفضيل الجمهورية على الملك ...
- انتخابات ألمانيا : سقوط الاشتراكية-الليبرالية
- بوليفيا: لا انتخابات و لا تجديد دستوري، المطلوب حكومة ثورية
- الانتخابات في بريطانيا: تقدم اليسار الجذري


المزيد.....




- “صندوق التقاعد الوطني هُنـــا mtess.gov.dz“ موعد تطبيق زيادة ...
- حددها الآن.. رابط تجديد منحة البطالة بالجزائر والشروط المطلو ...
- خبر سعيد.. موعد صرف مرتبات شهر إبريل 2024… وجدول الحد الأدنى ...
- Visit of the WFTU Palestinian affiliates in Cyprus, and meet ...
- “100.000 زيادة فورية mof.gov.iq“ وزارة المالية العراقية توضح ...
- WFTU Socio-Economic Seminar at Naledi, Maseru Lesotho.
- زيادة رواتب المتقاعدين في العراق 2024 استعلام جدول الرواتب ا ...
- “بزيادة 100 ألف دينار mof.gov.iq“ وزارة المالية العراقية روا ...
- منحة البطالة للمتعثرين.. كيفية التقديم في منحة البطالة للمتز ...
- فرصة جديدة.. رابط التسجيل في منحة البطالة بالجزائر مع الشروط ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - المناضل-ة - تحديات بناء حركة نقابية قوية بالمغرب - 2