أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مناقشتي لمناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين» 7/10















المزيد.....

مناقشتي لمناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين» 7/10


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5039 - 2016 / 1 / 9 - 12:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ص: صادق إطيمش.
ض: ضياء الشكرجي
1. ص: «أما إذا كان المقصود بالعدالة هي تلك المعاملة التي يلقاها الإنسان يوم المعاد والحساب، فلا أعتقد بأن مثل ذلك يقع ضمن الممكنات العقلية الواجبة الوجود، والتي لا برهان عقلي عليها لحد الآن.»
ض: مع احترامي هناك عدم تمييز بين الممكن العقلي وممكن التصور. ما يعجز الإنسان أو بعض أو أكثر الناس عن تصوره، لا يعني أنه ممتنع. فما هو دليل الامتناع؟ كون العلم لم يكتشف حتى يومنا هذا مثلا كوكبا آخر، فيه حياة كما على كوكبنا أو أرقى، أو أقل مرتبة منها، لا يجعل العلماء يقولون باستحالة وجود مثل هذا الكوكب، سواء في مجموعتنا الشمسية، أو لعله في مجموعة أخرى، مما سيكتشفه الإنسان يوما، أو مما لن يكتشفه أبدا، فحتى آخر لحظة من عدم الاكتشاف لا يبرر ذلك للعلماء أن يقولوا باستحالة وجود ما يحتملون وجوده ويبحثون عنه. فهل عاد إلينا من مات ليخبرنا بعدم وجود شيء بعد هذه الحياة؟ طبعا ستطرح السؤال المشروع بالمقابل، وهل عاد أحد من عالم الأموات ليخبرنا عن ثمة حياة في ذلك العالم؟ لكننا نستدل عبر استحالة وجود الوجود من غير موجد، واستحالة أن يكون موجد الوجود ناقصا، بأن من النقص أن يخلق هذا الخالق الحياة الحافلة بألوان الشر وأنواع الظلم، ولا يجبر هذا النقص. أعلم إن هذا لن يكون مقنعا لك، لكن نفيه لن يقنع من يؤمن به بأدلة عقلية، لا دينية، ولا تجريبية.
2. ص: «فإذن بما إن هذه العدالة غير ممكنة الوجود على نطاق الحياة العملية، ولا تقع ضمن الممكنات العقلية في حياة غير هذه الحياة، فإن نسبتها إلى مَن يمكن أن يحققها "الله" تصبح غير ممكنة الوجود أيضاً، هذا إذا ما استعنا بالمعادلات الهندسية. أي إن مَن تُنسب له هذه الصفات غير المتحققة أصلاً هو غير متحقق أيضاً.»
ض: أعود وأقول هناك فرق بين ما لم يوجد بالنسبة لنا وما بين امتناع وجود مفترض، وإلا أرجع إلى مثال الكوكب المتوفر على حياة، فعدم اكتشافه حتى الآن، لا يعني امتناع (استحالة/ لاإمكان) وجوده. أنت افترضت عدم تحقق الصفات، واستنتجت عبر عدم تحقق الصفات عدم تحقق الموصوف. والصحيح كان يجب أن تقول: إذا ثبت لنا عدم تحقق الصفات ثبت عدم وجود الموصوف بها، أما أن تفترض عدم التحقق وتستنتج نتيجة من فرضيتك، قبل التثبت من فعلية عدم التحقق، فهذا استدلال غير صحيح.
3. ص: «وما ينطبق على العدل ينطبق أيضاً على كل الصفات التي ربطتها الأديان بهذا الإله المسكين، الذي لا حول له ولا قوة على منع لصق هذه الصفات به، ناهيك عن وهبه لهذه "الكمالات" لغيره. إن الكمالات التي تتحدث عنها، أخي الكريم، على الصفحات اعتباراً من صفحة 117 وما تلاها هي أمور ممتنعة التحقيق.»
ض: لم أعرف حتى الآن ما هو دليل امتناع التحقق. لنفترض إن هناك كوكبا كمواصفات كوكب الأرض، ولكنه مليون مرة بحجم الأرض، وكل ما فيه أيضا بمليون مرة بحجم ما يشبهه على الأرض بما في ذلك المخلوق الشبيه بالإنسان هناك. ولنفترض أن كوكبا آخر بنفس المواصفات، ولكنه وما فيه ومخلوقه الشبيه بالإنسان بمليون مرة أصغر من الأرض، وما فيها بما في ذلك الإنسان. ولنفترض أنه ليست هناك حياة متطورة كما على الكرة الأرضية في كل الكون بكل مجموعاته الشمسية. لا أحد يستطيع أن يقول عن وجود شيء من هذا القبيل أو من على نحو آخر أنه ممتنع لمجرد أن الإنسان لم يكتشفه بعد. كما لا يستطيع أحد أن يدعي استحالة عدم وجود حياة راقية أخرى على كوكب آخر. الامتناع العقلي يكمن في الاتجاه الآخر، أي هو وجود كل هذا الكون ونظامه ودقته من غير طاقة خلاقة قديرة مريدة مخططة، غير عشوائية وغير خاضعة لمحض الصدفة. هذا هو الممتنع عندي وليس العكس.
4. ص: «وذلك لأنها مرتبطة بالمتغيرات التي ترتبط بالخالق المتحقق فعلاً، والمحسوس به عقلاً. وبما إن هذا الخالق متعّدِد العوالم ومختلِف المقاصد فإن مخلوقاته تظل خاضعة لهذه المتغيرات أيضاً، بما فيها ما أطلقت عليه بالكمالات.»
ض: نعم هو قد خلق كل شيء وفقا لقانون النسبية والتكامل والتغير والتحول والنمو والاضمحلال والانبعاث للوجود والفناء والتجدد و...، ولكن هذا لا يعني أن القوانين التي خلق على وفقها الكون تنطبق عليه. فمصمم محرك المرسيدس، لا يخضع لنفس قوانين ذلك المحرك. ثم لحد الآن لم أعرف أي خالق هذا «المتحقق فعلا»، و«المحسوس به عقلا»، فهل تعني أن العقل هو الحاسة السادسة؟ فليس هناك حسب علمي شيء اسمه (محسوس عقلي)، فالمحسوسات إنما تحس بالحواس الخمس. وأكرر هنا إن المدرستين التجريبية والعقلية تختلفان في مصادر المعرفة، فبينما تعتمد المدرسة التجريبية (المادية/اللاإلهية) التجربة مصدرا أساسيا للمعرفة، ترى المدرسة العقلية (الإلهية) مصدرين للمعرفة، العقل والتجربة. واللاهوت الديني إذا كان عقليا، فيضيف الوحي كمصدر للمعرفة، واللاهوت الديني النقلي أو النصي أو الوحيوي لا يعترف حتى بالعقل، بل يرى الوحي وحده مصدر المعرفة الإنسانية. وبعضهم الأقل تطرفا يقبلون بالتجربة كمصدر للمعرفة في حقل العلوم الطبيعية. إذن ليس هناك محسوس عقلي، على الأقل حسب فهمي واطلاعي. ثم المدرسة المادية لا تعترف أصلا بالعقل مصدرا للمعرفة.
5. ص: «ولتقريب هذا المفهوم نستطيع القول بأن الإنسان مثلاً باعتباره أحد مخلوقات الخالق المتجدد والواقع ضمن المحسوس العقلي، يصبح بدوره هو خالقاً أيضاً وذلك من خلال تأثيره على طبيعة المخلوق.»
ض: صحيح فالخالقية ليست حكرا على الخالق الأول، لكن الفرق إن خالقية الله مستقلة وبالذات، طبعا إذا أقررنا به كواجب للوجود، بينما خالقية الإنسان مكتسبة وبالتبعية، فإنه قد أودعت فيه قابلية الخلق والإبداع، سواء كان الذي أودعها في الخالق واجب الوجود (الله)، أو الطبيعة، أو أي خالق آخر. وبالتالي فإن قابليات الإنسان، ومنها على الخلق، في تطور ونمو وتكامل، ذلك بنمو وتطور تجربته.
6. ص: «فعندما يفجر الإنسان قنبلة نووية مثلاً، فإنه يعمل على تغيير صفة الكمال التي انتهى منها الخالق المحسوس المتغير، ليحولها إلى طبيعة أخرى قد لا تكون لها علاقة بكمال طبيعتها الأولى. فالإنسان في هذه الحالة هو خالق للهزات الأرضية، أو التغيرات المناخية، أو كل ما يخل بالكمال الذي أوجدته قوانين الخالق المتغير والتي تغيرت أيضاً بفعل الإنسان.»
ض: أرجع وأقول ليس هناك تلازم منطقي بين أن يكون شيء ما هو خالق المتغيرات، وأن يكون هو متغيرا بالضرورة.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشتي لمناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين» 6/10
- مناقشتي لمناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين» 5/10
- مناقشتي لمناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين» 4/10
- مع مناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين ...» 3/10
- مع مناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين ...» 2/10
- مع مناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين ...» 1/10
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 30
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 29
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 28
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 27
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 26
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 25
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 24
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 23
- تركيا - روسيا - فرنسا - سوريا - داعش
- مع مقولة: «الدولة المدنية دولة كافرة»
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 22
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 21
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 20
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 19


المزيد.....




- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...
- ماذا تعرف عن كتيبة -نتسيح يهودا- الموعودة بالعقوبات الأميركي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مناقشتي لمناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين» 7/10