أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الرضا - لأجل غد تصان به حرمة الإنسان والأرض














المزيد.....

لأجل غد تصان به حرمة الإنسان والأرض


علي عبد الرضا

الحوار المتمدن-العدد: 5038 - 2016 / 1 / 8 - 23:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انه لواجب اخلاقي سامي وشرعي صادق يلزمانني أن أنشر هذه المقالة القصيرة في هذا الوقت بالذات
لنضحي جميعا كما ضحى الحسين الشهيد لأجل غد تصان به حرمة الإنسان والأرض :

نداء لتضحية مسؤولة ... رسالة إيمان صادق إن الأرض يرثها الإنسان المؤمن :

نحن أمام تحدى صعب جدا، وتمنياتنا الكلامية لا تعطي حلا بل تجعلنا ننكفئ على انفسنا ونتقوقع لان أحلامنا لا تتحقق مرة بعد مرة ... السؤال الجاد هو من يبني وطنا أرثناه رثا مقطعا ممزقا بعد عشرات السنين من الصراع الدموي الهمجي مع أقوام واديان ومعتقدات شعب نبيل معطاء صبور مقاوم عريق بكل مكوناته وخصوصياتها وطموحاتها ومع جارة لنا يهمنا كلنا أن تكون العلاقات معها سليمة وسلميه لان ذلك هو مصلحتنا القصوى وكذلك مع الكويت وباقي دول الجوار ... لا مِن بانٍ إلا الشعب العراقي نفسه واعتمادا على كل طاقاته !
عندما اسقط نظام هدام البلاد والعباد ودخل الجيش الأمريكي محتلا لوطننا ... لم تأتي عملية الولادة القيصرية للإدارة العراقية الجديدة، التي أدارها الاحتلال الأمريكي، بوليد جديد متمثلا بعراق ديمقراطي فدرالي موحد يحترم فيه حقوق ومصائر كل الأقوام والأديان والطوائف، ويضمن الحقوق الكاملة للشعب الكردي في تقرير مصيره بنفسه، بوليد متكامل البنى اللازمة قابل للحياة بقواه الذاتية، بوليد ناضلنا من أجله جميعا ... بل يمكننا القول إننا هدمنا الجزء القليل الباقي واستبدلناه بفوضى عارمة اجتاحت البشر والشجر والحجر ... هذا كله هو ما انتج لنا الأمية والجهل والمرض المتلازمة الثلاثية للبلدان الفقيرة. كم كانت أحلامنا وردية.
يجب علينا رغم قساوة الكلمات إن نواجه الحقيقة المرة والمتمثلة برفضنا بعضنا لبعض مهما حاولنا للتغطية على ذلك. شعبنا ذكي ويدرك هذه الحقيقة. ولا بد من وقفة مع النقس صادقة لنستقرئ القادم من الأيام فأما ... وأما ... فأبنوا على ذلك وبسرعه. نقطه راس سطر. لا يمكن إبقاء المريض في صالة العمليات ومن دون أي تخدير موضعي أو عام ونحن نعمل تقطيعا به بدون أن نقرر أنريد إبقاءه على قيد الحياة أم نجعله جثة حيه نتعلم عليها دروس التشريح !
الاستحقاق الجاد الآن أمامنا والذي يتطلب إجماع الكل عليه مهما كانت شروطه مؤلمه ويعتبرها البعض مجحفة تتمثل بالخضوع التام للدستور كونه الوثيقة الأساسية التي اجتمعنا حولها قبلنا بذلك أم لم نقبل ... نعم التعديلات الدستورية مطلوبة ويجب أن تسير جنبا إلى جنب مع الطاعة التامة للدستور ... هذا هو حجر الأساس الأول والأخطر إطلاقا لبناء وطن جديد يرسم ملامحه شعب فريد في العالم كله بتلاوينه وبتاريخه العريق والممتد إلى عشرة الآف سنة في التاريخ ... بحضاراته العظمى التي شغلت كل العالم بها ... لا يوجد أمامنا إلا البدء بهذه الخطوة أولا. عاجلا، عاجلا !
المهمة الثانية التي علينا إنجازها هو تحديد الخارطة السكانية الأثنية والعرقية لضمان إعطاء كل ذي حق حقه واحترام نتائج عملية المسح السكاني والسكني، الاقتصادي - الاجتماعي العام للعراق. هنا يجب أن أؤكد على الضرورة المطلقة لهذا المسح فقط وليس للمسوحات القادمة : أن يشمل هذا المسح التحديد والتعريف بالهويات القومية العرقية الأثنية الدينية الطائفية ويجب أن لا نخاف من الخوض في هذا الأمر الذي من جانب يمس مباشرة بالهوية الوطنية العراقية التي سيمنحها مثل هذا التحديد ومن جانب أخر سيشكل القاعدة البيانية لرسم خرائط إعادة بناء وطن مهدم وتثبيت المهام الآنية والمتوسطة والبعيدة لإعادة بناء الإنسان والأرض شرط أن تعتمد هذه الخرائط لتشخيص رؤية مستقبلية واقعيه ورسم برامج تنموية سليمة من اجل بناء بنية تحتية رصينة يبنى عليها حلمنا الجماعي المستقبلي لوطننا وشعبنا.
هاتين السيرورتين المتلازمتين ستتطلب تضحيات جسيمة وصعبه لكل قطاعات شعبنا لسنين عديده قادمه وهذا ثمن علينا دفعه ( مرة واحدة فقط ، لا أثمان متتالية كل يوم ! )حتى نبدئ برؤية الأجنة التي زرعناها وغرسناها لتقطفها الأجيال القادمة. إن هذه التضحيات ستسجل بمداد لا يمحى وسيشكل في عظمته وتفرده بما لا يقاس بألاف المرات بمسلة حمورابي, إنها أسطورة جديده تؤرخ لمئات من السنين القادمة : مسلة وطن جديد لشعب أصيل.
نعم، من المهم الأن، وهذا سابق كما اتفقت على ذلك كل قوى شعبنا الوطنية الحيه، وليس قوى التخاذل والتأمر والفساد والخيانة العظمى للوطن والشعب، تحقيق توافق وعقد جماعي ومشترك من كل كيانات البلاد القومية والعرقية والأثنية والمناطقية والدينية والطائفية لإخراج بلادنا من الهجمة الشرسة للقوى الإرهابية الوحشية البربرية الهمجية. هذه المهمة من المفهوم إنها أنيه وعلى قدر كبير من الأهمية والضرورة.
لا مخرج من الأزمة من دون عقد مؤتمر وطني عام يدرس ويقر هذه المهمة والسيرورتين السابقتين. مجلس النواب لمفرده لا يكفي لضرورات التمثيل الشامل والمتكافئ والحقيقي-الواقعي لكل مواطني بلدنا.
إن التهاون في دراسة هذا الأمر، وبجدية وسرعة ضروريتين، سيوقعنا في تجريبيات جديده لمسنا على امتداد اكثر من عقد من الزمن نتائجها الكارثية على الوطن والشعب والإنسان.
لا نريد مزيدا من هذه ( الثمار التي تغص بها قلوبنا وانفسنا قبل أفواهنا ) سئمنا !
لا خيارات أخرى، لا تجريبيه جديده ستنقذ الوطن والإنسان العراقي. ... هذه خياراتنا الآن ولا مناص من النهوض بها : فإما مجدا نجني أو لعنات تدوم سرمدا لا ينقطع.
لأجل أن لا نعود إلى الجاهلية الأولى علينا واجب أمام الله ورسوله ص أن نصون حرمة الإنسان والأرض. لا مناص لنا.
أقولها وبكل مسؤولية : كفى ! ... لنستعيد وطن ! لننقذ الإنسان !
حي على خير العمل ... !
حي على خير العمل ... !
الدكتور علي عبد الرضا طبله



#علي_عبد_الرضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية : رفض الاستغلال أم رفض الدين ؟
- من مقدمة : حول الاسلاميات
- التشكيك بكل شيء هو الباب الوحيد لليقين بكل شيء
- رسالة مفتوحة إلى سماحة المرجع الديني الأعلى سيدنا سيد علي ال ...
- توجيهات ام ثورة ؟
- رسالة مفتوحة الى السيد د. حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء الع ...
- إما النصر ... أو الانتصار !
- يجب اعادة كتابة كل الموروث الديني بصدق !
- ايران الفرس وأمريكا والمعدان وحواضن العدوان
- إما انتم مع الحق ... وإما انتم مع الباطل !
- فرخنده منم !
- حديث من القلب والعقل الى القلوب والعقول
- ما بكيت الشباب إذ رحل
- ولكن من هي الحكومة التي يقصدونها ؟
- يومَ استشهدَ العراق بكل قامته ... وحوار عراقي بالمدّس
- حوار قصير عن الخلاف الطائفي في المجتمع العراقي
- ليش نسكت ...
- خلاف طائفي ام سياسي وما العمل ج 7 - التقسيم وبعد ج 6 - الباب ...
- خلاف طائفي ام سياسي وما العمل ج 6 - التقسيم وبعد ج 5 - الباب ...
- خلاف طائفي ام سياسي وما العمل ج 5 - التقسيم وبعد ج 4 - الباب ...


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الرضا - لأجل غد تصان به حرمة الإنسان والأرض