أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - كوريا الشمالية والسعودية: مقارنة














المزيد.....

كوريا الشمالية والسعودية: مقارنة


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5038 - 2016 / 1 / 8 - 16:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كوريا الشمالية والسعودية: مقارنة
ناجح شاهين
السعودية بلد ديكتاتوري، وكوريا الشمالية بلد ديكتاتوري. السعودية بلد يعيش على الأيديولوجيا وكوريا بلد يعيش على الأيديولوجيا. عدد السكان متقارب: كوريا 25 مليوناً، والسعودية 28 مليوناً. أما المساحة فمتباينة جداً: كوريا 120 ألف كم، بينما السعودية أكثر من 2 مليون كم. بالطبع لا مجال للمقارنة بين ثروة السعودية التي تعوم على بحر من النفط، وبين كوريا التي لا تملك شيئاً من الثروات، وتعيش حصاراً متصلاً منذ سبعين سنة.
منذ يومين قامت كوريا باختبار نووي هو السادس منذ العام 2006، لكن ما يميز هذا الاختبار هو أنه يقود كوريا نحو امتلاك السلاح الهيدروجيني الرادع بشكل متفوق تماماً قياساً إلى أي سلاح آخر. يقدر الوزن التدميري للقنبلة الهيدروجينية بثلاثة آلاف ضعف القنبلة الذرية، وهذا بالطبع يوفر بالضبط ما قصده التلفزيون الكوري من قوة رادعة للجميع وخصوصاً الولايات المتحدة حتى لا تفكر في العدوان على الشعب الكوري أبداً.
ربما يذكر القارئ قبيل احتلال العراق في العام 2003 أن الكثير من الضجيج المتصل بكوريا قد ترافق مع الإعداد لاحتلال العراق، وفي حينه نذكر أننا كتبنا تحت عنوان "كوريا ليست كالعراق" أن كوريا لن يمسها سوء بالضبط لأنها تمتلك السلاح النووي الرادع، أما العراق فسوف يدمر، بالضبط لأنه لا يملك الردع، وذلك خلافاً للادعاء الوقح والكاذب بأنه يمتلك أسلحة الدمار الشامل.
استدعى التفجير التجريبي الكوري ردة فعل هستيرية من الاتحاد الأوروبي و "الأمم المتحدة" والولايات المتحدة، وكندا والدولة العبرية وربما السعودية. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لا تتوقف عاماً واحداً عن التجارب النووية، وأن تفجيرها العام الماضي كلف مالاً يزيد على الميزانية العسكرية الكورية كلها، إلا أن العالم "الحر" منزعج عن بكرة أبيه لما حدث في كوريا. تعرفون، لا بد من عالم خال من الأسلحة النووية أو الأسلحة كلها باستنثاء العالم الديمقراطي الحر ومن ضمنه "إسرائيل"، هؤلاء من حقهم التسلح دون إبداء أسباب.
كوريا بلد فقير، و"متخلف" اقتصادياً وعلمياً، بينما القنبلة الهيدروجينية سلاح معقد تماماً قياساً إلى الذري، ولكن الكوريين تمكنوا من الوصول إليه في ظل الحصار التام. وحتى الصين الشعبية ذاتها لا تتعاون مع كوريا منذ وقت طويل. ولعل مما يستحق الذكر هنا أن الحرب "الإسرائيلية" الفاشلة على لبنان في العام 2006 كان قد سبقها قيام الكوريين بتدريب عناصر من حزب الله على طرق حرب الشعب، ويعتقد أيضاً أن الجيش السوري يتلقى منذ بعض الوقت تدريبات من قبل خبراء كوريين. ولا يخفى على أحد أن أداء حزب الله في العام 2006 كان ناجحاً بكل المقاييس.
سوف يأتي يوم تتحد فيه كوريا الشمالية بشقيقتها الجنوبية، لا نعرف متى أو كيف على وجه الدقة. لكن ذلك سيقود إلى ولادة دولة عظمى مكتملة الأركان: قوة عسكرية شامخة في الشمال، وقوة اقتصادية منافسة من الجنوب. وهكذا يكون لدينا صين أخرى في آسيا. هل نقارن ذلك بما يحدث في السعودية؟
تسجل السعودية معدلات نمو أسطورية بالمقارنة مع الدول الأخرى وباستعمال الكثير من المحكات: معدل الأعمار، والوفيات بين الأطفال، واستخدام الانترنت، والناتج القومي، ودخل الفرد...الخ الخ وربما بإمكاننا أن نذكر استخدام المحرضات الجنسية من قبيل "الفياغرا" و "لافيترا". لكن لا يوجد صناعة ولا زراعة ولا علم ولا تعليم. وقد لاحظت "اليونسكو" أن نظام التعليم السعودي ضمن الأسوأ عالمياً، وكذلك البحث العلمي والإبداع الفني ...الخ وقد بدأ النفط يذوي قبل الزمن المتوقع بكثير. فقد كان متوقعاً أن يهبط النفط استراتيجياً في العام 2030 لكنه هبط بالفعل منذ سنتين، ويبدو أنه لن تقوم له قائمة، خصوصاً بعد أن سمحت الولايات المتحدة ذاتها بتصدير النفط الأمريكي الخام، وهو شيء لم يحدث منذ العام 1973. وهذا يشكل رسالة واضحة: إن عصر النفط قد انتهى بالفعل، ولولا الثورة الصناعية الصينية الهائلة لتوقفت الشركات بالفعل عن استخراج النفط الذي يستعاض عنه حالياً بألف طريقة وطريقة.
الفرق الجوهري بين السعودية وكوريا هو فرق في الطبقة السياسية والأيديولوجيا التي تحملها: واحدة تتمتع ببيعنا قيم القرون الوسطى وتعيش على ريع النفط وتتمتع بحماية النظام العالمي بقيادة الولايات المتحدة، وواحدة تقوم بالبناء المعتمد على الذات وتعلي من شأن قيم الاستقلال والكفاح ورعاية العلم على الرغم من ضيق ذات اليد. السعودية بدلاً من التجارب العلمية الذرية والهيدورجينية أو الأقل منها، تنفق المال بسخاء على "المطوعين" وقنوات التحريض الجنسي من طائفة "روتانا" وأخواتها. ومن الطريف أن هذه القنوات تضم كل ما يلزم من قيم السعودية، ومن ذلك دعاياتها التي لا تكل ولا تمل حول "علماء" الرقية الذين يبعدون عنك الجن، والعجز الجنسي، ويوفقون بين الأحبة، ويغيرون مصيرك الاقتصادي والأكاديمي، فقط عبر اتصال هاتفي مع العالم الذي يقدر على كل شيء. هذا بالضبط هو جوهر المشروع السعودي: المحافظة على جهل المواطن حتى آخر لحظة بانتظار بيع آخر برميل من النفط ووضع ريعه في حساب العائلة المالكة في شمال أوروبا. سلامتكم، ليس هناك من مشروع سياسي ولا غيره، ولذلك لا غرابة في استخدام ما أمكن من سبل إلهاء المواطن عن همومه الحقة عن طريق اختراع أعداء أسطوريين من قبيل الشيعة، والجن، واليمن، وقائمة من الأعداء ليس بينهم الاستعمار العالمي ولا تحديات البناء العلمي والاقتصادي.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فن الحب وعلم الثورة
- أوقفوا تعليم اللغة الإنجليزية
- بحلم يسكن في هافانا ، بفكر انو فرنسا معانا: ما الذي يجري في ...
- قراءة في خلفيات جنون الإرهاب
- -التهجيص- في السياسة والإعلام
- عريقات/نتانياهو وأزمة القيادة
- الخطاب الفلسطيني وتغطية المواجهات
- روسيا تقلب الطاولة على أمريكا ومن يدور في فلكها
- فانتازيا عيد النحر الأمريكي السعودي
- دائرة العنف الفلسطينية
- حضانة الطيرة المرعبة، وقرار الوزير العيسى
- الغزو الضفاوي ليافا/تل أبيب
- القانون لا يحمي المغفلين، ولكنه يحمي النصابين
- من يهودية الدولة إلى التطهير الكامل: المقاومة هي الحاجز الأخ ...
- أيديولوجيا الديمقراطية في خدمة الاستعمار والدمار
- حزب الله، أنصار الله ويسار الأجزة
- داعش والصهيونية: لماذا تنشران الفظائع؟
- بؤس المثقفين
- إلى عزمي بشارة 1: المقاومة لا قطر هي العدو المؤرق لإسرائيل
- فلسطين: نحو بطولة العالم في الجريمة؟


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - كوريا الشمالية والسعودية: مقارنة