أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل روسيا ارادت النصر السريع في سوريا ؟














المزيد.....

هل روسيا ارادت النصر السريع في سوريا ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5038 - 2016 / 1 / 8 - 13:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتكلم الكثير من المحللون عن مجيء روسيا الى سوريا و ما اعلنته في بداية تدخلها القوي من الناحية العسكرية والسياسية، معتمدين على تصريحات الروس و توقعاتهم العلنية، غير مبالين بما هو الواقع والاسباب و الدوافع ما فرضته عليهم ذلك الكلام و من العوامل التي فرضت نفسها في خضم التحركات السريعة؛ و ما تفاجئت بها دول مهتمة بسوريا او تعتبرها من مصالحها الاستراتيجية المصيرية لمستقبلها، و هي الحال التي فرضت عليهم الامر كي يطلقوا علنا عن نياتهم في تلك التوجهات و ان كانت غير حقيقية، وجاء ذلك قبل اي شيء لخفض الضغوطات السياسية بداية، و ما تفاجا به الكثيرون، و لم يعجبهم هذه القفزة السياسية العسكرية في المنطقة . و ما اعلنته الجهات السياسية الروسية من تحديد الزمن المطلوب للنصر النهائي لم يكن صادرا من النوايا الحقيقية التي جاءت بها روسيا و لم نسمع من السياسيين التنفيذيين عن مثل هذا الكلام الا بعض من السلطة التشريعية فقط من اعضاء مجلس الدوما . اما العسكريون و السلطة التنفيذية لم يحددوا الزمن بشكل واضح بل لمحوا الى ان العملية لن تستغرق كثيرا من الزمن و سوف يحققون ما جائوا لاجله . و هكذا كان، لقد اثبتوا جدارتهم وغيروا من المعادلة و الواقع العسكري السياسي و غيروا مسار توجهات الكثير من الاطراف التي كانوا يعتقدون بانهم يسيطرون على الحال في اي تغيير منتظر . و من مثل هذه العمليات الكبيرة و التي تدخل ضمن الشؤون الدولية ان تلقت ردود فعل مختلفة يُفضل ان تكون ردود و اجابات لتهدئة الامور و ليس التصعيد، و حصل هذا و مرت العملية بسلام دون اعتراض كبير، على الرغم من الاستناد على طلب سوريا لما اقدمت عليه روسيا، و هذا و ان كان قانونيا الا ان الوضع في سوريا لم يكن طبيعي كي لا يجد مثل هذا التدخل المؤثر على ردود فعل سلبية من قبل الجهات الكبيرة في المنطقة والعالم . و عليه تصرفت روسيا بعقلانية و فرضت ما ارادت و هي الان اكثر قوة و امكانية و ثقلا و لها الكلمة الاولى في شؤن المنطقة و ليس سوريا فقط . الصمت المطبق الذي فرض نفسه خلال هذه المدة جاء بعد تقدم روسيا كثيرا، و زادت من المساحة المطلوبة على الارض و في العمليات العسكرية و من الناحية السياسية لصالحها لتلعب بحرية، و طردت اطراف من الساحة كتركيا بشكل مناسب و هو امر عظيم لنهاية المعادلات . و بدلا من ان تتحضر تركيا للتدخل و السيطرة على الموقف في سوريا حال سقوط الاسد و هكذا نوت، خرجت و الان هي في موقف الدفاع و تبني جدارا على حدودها، و ما هددت به في حال تحركات الكورد لم تستطع ان تنبس ببنت شفة عند تحركهم و في الاتجاه الذي اعلنته تركيا بالذات و عبروا الفرات و لم تتحرك تركيا خطوة باتجاههم خوفا من روسيا قبل اي طرف اخر، اليس هذا امر ايجابي .
يدعي البعض ان روسيا قد وقعت في المستنقع غير محللين ما جاءت اصلا من اجله، و لم يسالون انفسهم هل نجحت فيما هدفت ام لم تغير الحال، انها اصبحت الطرف الرئيسي في ما يحدث في سوريا و هذا ما فرض تغيير توجهات الجهات الاخرى سواء في المنطقة او العالم في مخططاتهم، و اجبرت الدول الكبرى ومنها امريكا على التحرك مسرعا نحو روسيا و نسقت معها بعدما لم تبال بما يخصها من قريب اوبعيد من قبل .
من جانب اخر، بعدما ضعف موقف المحور الروسي الايراني في نهاية الامر بشكل واضح، جاءت روسيا و اعادت ميزان القوى و لم تدع ما يجري ان تكون نهايته لصالح دول متحفظة رجعية لم تهتم الا بمصلحتها الخاصة على حساب الانسانية و مستقبل المنطقة كالسعودية و دول الخيج الاخرى مع تركيا بالذات .
و من جانبها اجبرت روسيا العالم على الاعتراف بانها عادت قوة دولية لا يمكن الاستهانة بها مهما ادعت امريكا غير ذلك الا ان الزيارات المكوكية لكيري الى روسيا بعد مجيء روسيا القوي الى المنطقة تدل على صحة هذا الادعاء من قبل اي متابع لما افدته روسيا في مجيئها، و يفيد هذا في وضع حد بتمادي امريكا و غرورها في اعتقادها بانها يمكنها ان تحكم العالم من بعيد دون ان تكلف نفسها شيئا .
ما نريد قوله هنا، ان روسيا و ان ادعت بانها تريد النصر السريع في غضون اشهر الا انها في الحقيقة عرفت بان ماوراء التدخل امور ثانوية، و انها فكرت من زاوية الصراعات الدولية وليس من نافذة وجودها في سوريا فقط، و الدليل هو تغيير اهداف و توجهات تركيا بعدما كانت تتعجرف، و عبرت عن استهجانها مما يحدث لانها تاكدت بان البساط قد خرجت من تحت ارجلها و هي عضو في تحالف ناتو الغربي الراسمالي المهيمن على العالم لمدة طويلة . و هذا من الاهداف المخفية لمجيء روسيا ايضا . و ابعدت بهذه الخطوة الشر من بابها و استجمعت القوى المضادة في منطقة حساسة لها، و هي تبقى لما تصل اليه المعادلات المنتظرة التي تبان من نتائج ما يحصل على الارض من بعد نهاية داعش و التغييرات المنتظرة في المنطقة . و عليه يجب ان نعلم بان روسيا و المتحالفين معها على الرغم من التوافقات والخلافات الثانوية الا انهم يصرفون كل ما بامكانهم من اجل بقاء قوتهم لنهاية اللعبة كي يحصلوا على الاهداف المرجوة من قبلهم . و ما يمكن ان نذكره و هوخير للجميع هو؛ عند مجيء روسيا استوضح امر واحد و هو عدم سيطرة قوى الظلام من الدول الرجعية في المنطقة على الامور ما بعد داعش على الرغم من الاحتكاكات المنتظرة سياسيا و عسكريا من قبل التنظيمات الاهرابية التابعة لهم .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد داعش ؟
- اصبح اغتيال النساء امرا طبيعيا في اقليم كوردستان
- لماذا هكذا تتعامل امريكا مع اقليم كوردستان ؟
- كيف يتم توزيع الادوار لدول الشرق الاوسط ؟
- المثقف العراقي و ما يمر به اقليم كوردستان
- لماذا لم تتعامل السعودية مع المفتي الارهابي بعدالة
- تخبط الراسمالية الامريكية تتوضح من تعاملها مع قضايا الشرق ال ...
- اعترف اردوغان بلسانه
- هل يفيد الكلام عن الحلول المقترحة لحل الازمة في كوردستان ؟
- لماذا خضعت تركيا للتعاون الاستراتيجي مع السعودية ؟
- ماذا يخبيء لنا العام الجديد
- هل بنى البرزاني اسس الدولة كي يعلنها
- اقليم كوردستان بين بغداد و انقرة
- هل الحكم الذاتي يناسب كوردستان الشمالية
- البرزاني لم يدعو الى الاستفتاء ايمانا منه بالاستقلال
- هل المشكلة في التاويل ام في النصوص ؟
- هل البرازني يترك خندق اردوغان ؟
- وصلت الحال لانبثاق مفارز مسلحة لثورة العصر في اقليم كوردستان
- المحسوبية و المنسوبية لدى قادة الشرق
- كوردستان و مراكز العبادة


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل روسيا ارادت النصر السريع في سوريا ؟