أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - سيرَة أُخرى 11















المزيد.....

سيرَة أُخرى 11


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 5038 - 2016 / 1 / 8 - 03:28
المحور: الادب والفن
    


1
لقطة فوتوغرافية، تعود إلى عام 1882 وتظهر فيها الكاتبة الألمانية لو أندرياس سالومي مع مواطنيها؛ الفيلسوف نيتشة والدكتور بول راي. ويمكن إعتبارها إحدى الصور الإيروتكية، المبكرة والنادرة، التي تمثّل علاقة غريبة بين ثلاثيّ يجمعهم الإهتمام بالأدب والفن والفلسفة وعلم النفس.
لو أندرياس سالومي، كانت آنذاك امرأة معروفة في كل أوروبا بصفتها ككاتبة وعالمة نفس، وأيضاً بحياتها الحرّة الحافلة بالفضائح. لقد ارتبطت بصداقة عميقة مع العديد من مشاهير عصرها، مثل نيتشة وفاغنر وفرويد وريلكة. مع هذا الأخير ( شاعر ألماني يُعدّ الأكثر أهمية في زمنه )، سافرت لو سالومي في رحلة إلى موطن أسلافها الأول، الروسي.
فيلم " فريديرك نيتشة " هو من أروع الأفلام السينمائية، المنذورة لحياة فريدريك نيتشة وعلاقته بلو سالومي، التي أحبها بجنون. بل إنّ نيتشة دخل فعلاً في طور العته، على أثر قطعها كل علاقة معه ثم تطوّر إلى الجنون لاحقاً. بطلة الفيلم، هي الفنانة الفرنسية الفاتنة، دومينيك ساند، وجسّدت فيه شخصية لو سالومي ببراعة فائقة. هذه الفنانة، معروفة أيضاً بدورها في فيلم " عام 1900 " الملحمي من بطولة جيرار دي باردو وروبرت نيرو. أما من لعب دور نيتشة، فهو الفنان السويدي الشهير ايرلاند جوزيفسون. إلا أنّ لو سالومي، في ذلك الفيلم، كانت هيَ المحور الرئيس لحياة الأبطال الآخرين وربما بفضل الشخصية الساحرة لمن تقمّصت الدور؛ الممثلة دومينيك ساند. من اللقطات المؤثرة، التي أتذكرها جيداً بعد عقدين تقريباً من مشاهدتي للفيلم، حينما يهدد صديق لو سالومي، واسمه أندرياس، بالإنتحار إذا لم تتزوجه. اللقطة الأخرى، كانت دخول نيتشة إلى ماخور وانتقائها إحدى الفتيات الصغيرات السن، ومن ثم نومه معها مع علمه بأنها مريضة بالسفلس ( االزهري ). ويقول مدونو سيرة هذا الرجل الأسطورة، أن موته المبكر كان نتيجة إصابته بنفس المرض.

2
صورة فوتوغرافية، ملتقطة في بداية ثلاثينات القرن العشرين، تجمعُ بين أديبين كبيرين؛ هما الأمريكي هنري ميللر والفرنسية آناييس نين. ايروتيكية اللقطة تلك، ربما تدلّ المرء على نوعية الآثار الأدبية لكلا الكاتبين. مثلما أنّ المهتم بسيرة صاحبة الصورة، يعلمُ أنها تعمّدت وضعَ القناع على وجهها لأنها كانت متزوجة من رجل آخر.
آناييس نين، هيَ من أهم كاتبات جيلها وكانت تعتمد أسلوباً مكشوفاً في قصصها. من ناحية أخرى، فإنّ هذه الكاتبة تعدّ صاحبة أكبر سيرة ذاتية في تاريخ الأدب العالمي. إذ بدأت بكتابة مذكراتها حينما كانت في السابعة من عمرها على شكل رسائل إلى أبيها الغائب، الذي كان قد هجرَ أسرته نهائياً. في عام 1931، تعرّفت آناييس على هنري ميللر ثم ارتبطت معه بعلاقة سرية استمرت ثلاث سنوات. هذه العلاقة، كانت أناييس نين قد صورتها في أحد أجزاء سيرتها الذاتية بعنوان " هنري وجين "؛ وهوَ عنوان الفيلم الهوليوودي الشهير، المقتبس عن الكتاب.
هذا الفيلم، سبقَ لي مشاهدته في السينما عام 1991، بعد سنة من انتاجه. مخرج الفيلم، فيليب كوفمان، هو من تولى كتابة السيناريو. الحق، أنّ تصوير الفيلم كان رائعاً في الإيحاء بباريس الثلاثينات حتى أنّ المصوّر ترشح لجائزة الأوسكار. مثلما أنّ بطلة الفيلم ماريا دي مديروس، المجسّدة دور آناييس نين، قد أبدعت في تصوير شخصيتها الرقيقة والمعابثة في آن. إلا أنّ محور الفيلم، ما كان سوى زوجة هنري ميللر، جين، التي لعبت دورها الفنانة الفاتنة اوما ثورمان. هنري ميللر، بحسب أحداث الفيلم ( الممثل الرائع فريد وارد )، كان قد وصل باريس قادماً من نيويورك وهوَ مفلس تماماً. ما أن التقت معه آناييس نين عند أصدقاء، حتى اندفعت لمساعدته مادياً وأمنت له السكن أيضاً. على الرغم من علاقتها الطيبة مع زوجها، فإنها صارت عشيقة ذلك الرجل الغريب. على أثر قدوم زوجة هنري ميللر إلى باريس، تبدأ الخلافات بسبب غيرتها من آناييس نين.

3
صورة عائلية تعود للعام 1920، تجمعُ الأديب الروسي بوريس باسترناك مع زوجته وابنته. هذه اللقطة القديمة، ربما تفصحُ عن مشاعر القلق والخشية من المجهول في عينيّ الكاتب الكبير. ففي تلك الأيام، كانت الحرب الأهلية محتدمة بعدُ وجرى خلالها اتهام العديد من المثقفين الليبراليين بالخيانة وسيقوا إلى ساحات الإعدام أو المعتقلات والمنافي.
باريس باسترناك، هوَ من أهم الشعراء الروس المجددين. إلا أن شهرته عالمياً، كانت لنيله جائزة نوبل على روايته العظيمة " دكتور جيفاغو " عام 1957. الرواية، أجواؤها ملحمية تفصّل حياة أسرة روسية أرستقراطية منذ نهاية القرن 19 وإلى عشرينات القرن 20. وقد عرّى المؤلف حقبة الحرب الأهلية، وما جرى فيها من انتهاكات فظيعة لحقوق الانسان طالت الملايين بما فيهم أسرة بطل الرواية، المكونة من الزوجة والابنة الوحيدة. على الرغم من أن خروشوف فضح الستالينية قبل نشر الرواية بعام على الأقل، ولكنّ الموقف الرسمي منها كان معادياً لدرجة منع صاحبها من السفر إلى ستوكهولم لتسلّم جائزة نوبل.
رواية " دكتور جيفاغو " تحوّلت إلى فيلم سينمائي بنفس العنوان عام 1965، حيث حقق نجاحاً ساحقاً وترجم إلى معظم اللغات. الفيلم، حاز على خمس أوسكارات وحقق مبيعات تجاوزت 100 مليون دولار. ومع أن النجم المصري عمر الشريف كان هوَ بطل الفيلم ( بدَور د. جيفاغو )، فإنه لم يرشّح للأوسكار ولم يظهر اسمه في أفيش الفيلم بين الأبطال الرئيسيين بل الثانويين (!). من أروع مشاهد الفيلم، حينما تتوحه " لارا " الشقراء الفاتنة (النجمة جوليا كريستي) نحوَ أحد منازل النبلاء، المُعيّدة في ليلة الميلاد. كانت تبحث عن زوج أمها " كوماروفسكي "، المرتبطة معه بعلاقة سرية (النجم المخضرم رود ستيغر). الطبيب الشاب " جيفاغو "، كان بدَوره قد حلّ ضيفاً في ذلك المنزل رفقة بعض أقاربه. فلفت نظره تلك الغادة الشقراء، الماضيَة بتصميم نحوَ صدر الصالة المخصصة للعب الورق. ما أن عاد طبيبنا إلى مشاغله، حتى دوّى صوتُ إطلاقة نارية، أصمّ، فما عتم أن هرع مع الآخرين إلى ذلك المكان المرهون للمقامرة : كانت هيَ؛ الفتاة ذاتها، التي سبق أن إلتقاها خلال ليلة كالحة لما تمّ إستدعاؤه ومعلمه لعيادة إمرأة كانت قد حاولت الإنتحار؛ هيَ " لارا " إذاً، وكان بيدها مسدس صغير، مرتعدة وواجفة، إنما رابطة الجأش. لقد أحبّها " جيفاغو " منذ ليلة الإنتحار المشؤومة تلك، وها هو ذا هنا بقابلها في موقفٍ مثير.

4
صورة التقطت عام 1860، وهيَ تجمع الأديب الروسي ايفان تورغينيف مع أبطال مسرحية له كانت تمثّل على إحدى خشبات سان بطرسبورغ.
على الرغم من شهرة تورغينيف ككاتب روائي وقصصي، فإنّ مسرحياته لم تكن بأقل مستوى، لدرجة تأثيرها على مواطنه العظيم أنطون تشيخوف. نصوص تورغينيف، لاقت شعبية كبيرة على خشبات المسارح في بلده وبلدان العالم الأخرى إلى يومنا هذا. إنّ موتيفات بعض قصصه ( أو شخصياتها ) يمكن العثور عليها في هذه المسرحية أو تلك؛ كشخصية الضابط المتقاعد البليد والطفيلي في قصة " ملك لير السهبي "، التي نجدُ ما يشبهها في بطل مسرحية " العالة ". كذلك، أجادَ الكاتبُ في أعماله بتصوير الشخصيات الأرستقراطية والغوص في أعماقها، خصوصاً أنه من الوسط نفسه. ولعلّ أكثر شخصيات تورغينيف شهرةً، هي ماريا بولوزوفا، بطلة روايته الرائعة " فيوض الربيع ".
تلك الرواية، تحوّلت عام 1989 إلى فيلم تحت عنوان Torrents of Spring من اخراج البولوني جرجي سكوليموفسكي وانتاج بريطاني فرنسي ايطالي. الفيلم، وهوَ تحفة فنية بحق، كان قد حصل على جائزة السعفة الذهبية من مهرجان " كان " في ذات عام عرضه الأول. من ناحيتي، فإنني لم أرَ حتى اليوم عملاً سينمائياً كهذا الفيلم قد توفّقَ في اقتباس رواية كلاسيكية مُضفياً عليها أجواءً من الفنتازيا والأحلام والتهويمات. الفنانة الفاتنة ناستاسيا كينسكي، أسهمت في نجاح الفيلم بلعبها شخصية المرأة الارستقراطية العابثة، ماريا بولوزوفا، التي تنجح في جذب الشاب ديمتري سانين ( الفنان تيموثي هيوتون ) إلى أحضانها. هذا الأخير، كان قد وصل إلى أحد المنتجعات الألمانية حينما التقى بالفتاة الإيطالية الحسناء " جيما " فما لبثا أن تحابا وتواعدا على الزواج. من أنجح مشاهد الفيلم الرومانسية، العاصفة المُختتمة لقاءَ الحبيبين وبدت كأنما تتنبأ بما سيعصف بعلاقتهما لاحقاً من نوائب الزمن. أما مشهد موت ماريا بولوزوفا في باريس، وكان عبارة عن كرنفال سحري راقص، فإننني أعتبره شخصياً من أعظم الموتيفات في تاريخ السينما.

5
صورة فريدة، التقطت بمدينة الإسكندرية في 21 كانون الأول / ديسمبر عام 1921. ويظهر في الصورة عددٌ من عناصر البوليس وهم بجانب جثتيّ السفاحتين الشهيرتين، ريا وسكينة؛ اللتين تعتبران أول امرأتين ينفذ بهما حكم الإعدام في التاريخ المصري الحديث.
ريا وسكينة، هما شقيقتان من الصعيد أقامتا في الإسكندرية في العقد الأول من القرن العشرين. بعد بضعة أعوام، راحت " ريا " تعمل كقوّادة لأختها " سكينة " وبمساعدة من زوجيهما " حسب الله " و " عبد العال ". هذا الرباعيّ المشبوه، تطوّر الأمرُ به إلى تشكيل عصابة تعمل على قتل النساء بعد سلبهن حليهن. سجلات البوليس في الإسكندرية، سجّلت اختفاء 17 امرأة خلال عاميّ 20 ـ 1921. وقد أمكن القبض على العصابة أخيراً، بفضل يقظة ودهاء أحد ضباط الشرطة. المفارقة، أنّ منزل القتلة كان يُجاور قسم البوليس المركزي في " ساحة المنشية " بالمدينة.
فيلم " ريا وسكينة " أنتجَ عام 1953، سيناريو نجيب محفوظ وإخراج صلاح أبو سيف. هذا الفيلم، أعتبره إحدى الروائع النادرة في تاريخ السينما العالمية. السيناريو المُحكم لأديب نوبل العربي، تمّ التعامل معه بمعلميّة وخبرة رائد الواقعية في السينما المصرية. كذلك لعب الفنان الكبير، أنور وجدي، دوراً مهماً في إنجاح الفيلم بإبداعه في تجسيد شخصية ضابط البوليس. ولا يقلّ أهميةً دورُ الفنانة نجمة ابراهيم، التي قدّمت بجدارة شخصية القاتلة " ريا "، الحازمة والشديدة المراس. في الفيلم، وعلى الرغم من أهمية دَوره كأحد أفراد العصابة، فإنّ الفنان فريد شوقي لم يكن متميّزاً كثيراً. في المقابل، فإنّ الفنانة زينات علوي كان دورها مؤثراً كراقصة تمّ استدراجها ذات ليلة من لَدُن السفاحتين إلى منزل الموت، ثمّة أين سيتم قتلها بعدما تمّ تخديرها. على ذلك، لم يكن بالغريب أن يكون هذا الموتيف الأخير هوَ أطول مشاهد الفيلم، وفي آن، أكثره نجاحاً وخصوصاً بتضمنه أغنية رهيبة الكلمات تتمايل على وقع أنغامها تلك الراقصة المغدورة.

6
صورة، ألتقطت عام 1898 ويظهر فيها الأديب الفرنسي أميل زولا في قاعة المحكمة أثناء مداولات ( قضية دريفوس )، الشهيرة. القضية، ارتبطت بإسم الجنرال ألفريد دريفوس، الذي أتهمَ آنذاك بالخيانة العظمى كجاسوس للألمان. زولا، نشرَ لاحقاً وثيقة بعنوان " إني أتهم " فضحَ فيها المحاكمة بوصفها قضية تمييز عنصري لكون الجنرال دريفوس يهودياً. لاحقاً وبتأثيرٍ من تلك الوثيقة، التي أثارت تعاطف الرأي العام، تمّ إطلاق سراح الجنرال وأعيدَ له إعتباره. ثمّ مُنحَ دريفوس وسام الشرف الفرنسي عام 1919، تقديراً لبطولاته خلال الحرب العظمى.
أميل زولا، المُعَدّ من أهم الأدباء الفرنسيين الكلاسيكيين، كان قد فشل ببداية حياته في الدراسة وفي أيّ عمل مهنيّ. إلى أن بدأ بنشر أشعار وأقاصيص في الصحافة المحلية، فلفت إليه أنظارَ القراء والنقاد. ثمّ أضحى بنفسه ناقداً فنياً مرموقاً، خصوصاً لأعمال صديقه الرسام الكبير ادوارد مانيه. كذلك، نجدُ تجسيداً لشخصيّة هذا الفنان في إحدى روايات صديقه الأديب؛ " التحفة ". من ناحية أخرى، فإنّ زولا كان لا دينياً ومتحررَ الفكر، مثلما ظهرَ ذلك خلال دفاعه الجريء عن اليهودي دارفيوس. ولا تقلّ جرأةً روايةُ زولا، " معصية الأب مورييه "، وفيها يعرض قضية الشك واليقين في تماهيها مع الخطيئة والفضيلة.
الفيلم الفرنسي " معصية الأب مورييه "، المنتج عام 1970، سبقَ لي حضوره في السينما بعُمرٍ مبكر ثمّ أعدتُ مشاهدته قبل بضعة أعوام مترجماً للسويدية. الفيلم، إخراج وسيناريو جورج فرانجو. وقد قام بالبطولة كلّ من الممثلين فرانسوا هوستر، جيليان هيلز وأندريه لاكومب. الفيلم، أعتبره من الأفلام النادرة، المقتبسة بنجاح عن إحدى الروايات المهمة. القس الشاب " مورييه " يُنقل إلى إحدى القرى للخدمة في كنيستها، فيلتقي بفتاة بمثل سنّه، " ألبين "، فلم يلبث أن يقيم معها علاقة جسدية. الواقع، أنه قبل ذلك كان قد تعرّفَ بخال الفتاة؛ الطبيب الملحد، المعتاد على ازدراء رجال الدين. ففي منزل هذا الأخير، كان القس الشاب قد قضى فترة علاج ونقاهة. من أروع مشاهد الفيلم، حينما يخرج القس مع الفتاة إلى الطبيعة البكر في أوان نضوج ثمار الكرز. إنه ذلك الصيف ذاته، الشاهد على تفتح وردة " ألبين ". المشهد الختاميّ، كان لا يقلّ روعة. إذ ترفض الكنيسة الصلاة على جثمان " ألبين "، التي ماتت انتحاراً، فيتقدّم عندئذٍ حبيبها القس ليقوم بذلك مُتحدياً التعاليم الدينية الصارمة.

7
صورة، للكاتب الفرنسي هنري شاريير، الذي جاء إلى الأدب من عالم الجريمة والإنحراف. ومثلما يظهر في اللقطة الفوتوغرافية، فإنّ جسمَ الرجل موشّى بالوشوم الممثلة عالمَ الحرية والإنعتاق؛ هوَ من كان قد قضى 14 عاماً في سجن بجزيرة معزولة في " غويانا " الفرنسية على المحيط الأطلسي.
هنري شاريير ( 1906 ـ 1973 )، كان في فتوته وشبابه شخصاً منحرفاً يمتهن اللصوصية وغيرها من الأعمال المخالفة للقانون. حُكمَ بالسجن المؤبد لقتله أحد رفاقه المنحرفين، فأمضى سنوات سجنه المديدة حالماً بالحرية ومحاولاً أيضاً الهربَ المرة تلو الأخرى من تلك الجزيرة القصية والمعزولة عن العالم. روايته الشهيرة " الفراشة "، نشرها عام 1969، ثمّ تحولت عام 1973 إلى فيلم سينمائي حقق نجاحاً منقطع النظير في العالم أجمع. في هذه الرواية، يسردُ المؤلف تلك المرحلة المريرة من حياته مازجاً الواقعَ بالخيال. اسم الرواية Papillon مأخوذٌ من لقب بطلها، الذي كان قد وشمَ صدره برسم الفراشة وكأنما تجسيداً لحلمه بالحرية والحياة. في عام 2005، قدّم أحد مساجين تلك الجزيرة السابقين اثباتاتٍ بأنه هوَ البطل الحقيقي للرواية، وأنّ هنري شاريير كان رفيقه في السجن ومحاولات الفرار.
فيلم Papillon، تسنى لي حضوره في صغري ثمّ أعدتّ مشاهدته أكثر من مرة لاحقاً. إنه أحد الأفلام القليلة، التي أثّرت فيّ بشدة لدرجة أنّ الكثير من كوابيس ليلي كانت متواشجة مع مشاهده الرهيبة. الفيلم، وهوَ انتاج أمريكي، أخرجه فرانكلين شافنير إعتماداً على ثلاثة كتّاب سيناريو. موسيقى الفيلم وتصويره، أعتبرهما لوحدهما من الأعمال الخالدة. مثلما أنّ أداء بطليّ الفيلم، ستيف ماكوين وداستن هوفمان، كان أكثر من رائع. " هنري "، الملقّب من زملائه المساجين بالفراشة، يُحاول عدة مرات الهربَ من " الجزيرة الملعونة "، إلا أنه يفشل وتتمّ مضاعفة أحكام عقوبته. هناك، يقيم علاقة صداقة مع زميله " لويس " ويجّره معه في محاولات الهرب، الفاشلة. ذات مرة، يتمكن السجينان من الهربَ والوصول إلى إحدى القرى، ولكنهما يقعان في فخ أحد المحتالين ولم يلبثا أن يجدا نفسيهما مجدداً بقبضة رجال القانون. المشهد الختامي للفيلم كان الأكثر تأثيراً، حيث يتمكن " هنري " من صنع قارب مطاطي ويدعو صديقه كي يرافقه في محاولة الهرب. غير أنّ هذا الأخير، الذي كان السجن الإنفرادي قد هدّه جسدياً ونفسياً، يرفضُ ذلك ويفضّل أن يمضي بقية حياته البائسة في تلك الجزيرة، الجهنمية.





#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرَة أُخرى 10
- ثلاث قصص
- أثينا
- سيرَة أُخرى 9
- المُخلّص
- سيرَة أُخرى 8
- مجنون الكنز
- الحكايات الثلاث
- سيرَة أُخرى 7
- أمثولتان
- مجنونة الجبل
- سيرَة أُخرى 6
- الحكايتان
- من أمستردام إلى مالمو
- سيرَة أُخرى 5
- حكايات
- أمستردام
- سيرَة أُخرى 4
- مراهق
- حكايتان


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - سيرَة أُخرى 11