أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ليث ناطق - الماضي ملجأ دائم














المزيد.....

الماضي ملجأ دائم


ليث ناطق

الحوار المتمدن-العدد: 5038 - 2016 / 1 / 8 - 00:23
المحور: المجتمع المدني
    


الماضي ملجأ دائم

(الله على ايام زمان ، الله على جمال زمان ، الله على اناقة زمان ، وعي زمان ، تعليم زمان ، اخلاق ، محبة ، سلام و و و )
عبارات اثرت آذاننا ، دائما ما يطلقها الاجداد و يلحقوها بالحسرات ، يا ترى ما الذي فقدناه الان كي نلجأ بهذا الشكل للماضي؟
دعونا نجرّب الإيغال بواحدة من (اشياء) زمان التي يتحسر عليها الاجداد ، و نسأل انفسَنا هل نعرف شكلها سابقا ؟ و هل نعرفها جيدا الان؟
ما رأيكم بالموسيقى ؟ (الله على طرب زمان)
الموسيقى كيان لا نهائي الجمال ، اذا اردنا تعريفها فنضيع و نغرق بين نوتاتها ، لكن دعونا نتفق ان الموسيقى واحدةٌ من التعبيرات الصريحة التي تترجم مستوى الذوق العام عند المجتمع و وعيه و تحضّره ، فمؤكد انه من الصعب تلقّي موسيقى السمفونيات على فرد تعلمت اذنه على نوع مغاير من الموسيقى كالريفية او البغدادية ، و هكذا . اذا رجعنا موسيقيًا الى الوراء سنرى مشاهد كثيرة ، انطلاقًا من المُتلقي وصولاً الى مستوى اكاديمية و ذوقية النتاج الموسيقي ، فالمتلقي الذي كان يترقب جديدَ سليمة مراد و ناظم الغزالي و مائدة نزهت ... مُهيأ لتلقّي ذلك و هضمه و الانسجام معه ، كان جمهورُ هذا النوع من الموسيقى اكثر هدوءً و اتكيتًا ، هل شاهدتم في ايامنا هذه ، حفلاتٍ منتظمةً لفناني هذا الجيل او حتى الذي سبقه ؟ و اذا حصل ، هل امعنتم النظر بالحضور ؟ بالكاد ستجد عائلة ، على عكس ما كان في السابق ، و اذا حصل و نُظّم حفلٌ (خاص بالعوائل) فان عبارة (خاص بالعوائل) تعبيرٌ عن مشكلةٍ ذوقية في المجتمع ، و تخوّفٌ صريحٌ من الشباب ، و اخلاقيّاته .
في حديث ممتع مع جارنا ابي مازن (مهندس ،من مواليد العقد الثالث من القرن العشرين) كلّمني عن احدى حفلات ناظم الغزالي التي حضرها مع زوجته كان يتحدّث و البهجةُ تشعّ من عينيه و صوتُه يحتفل بهذه الذكرى ، قال : ذهبتُ و زوجي للحفل الذي بدأ الساعة الثامنة مساءً ، كنتُ ارتدي بدلة رسمية و زوجتي كانت تتزين بثوبها المُخصّص للحفلات ، و الحاضرون يرتدون البدلات على الاطلاق و منهم من تعتلي رأسَه سيدارةٌ بغدادية ، كانوا هادئين و مبتسمين ، تعرّفنا على عائلة في الطاولة المجاورة ، تبادلنا اثناء الاستراحات اطراف الحديث ، بدأ ناظم غناءه الساعة التاسعة تقريبًا ، و الحضور يُنصتُ مستسلما لموسيقاه ، و يصفّق تعبيرا عن الاعجاب مع كل حركة ابداعٍ تصنعها الموسيقى . الغزالي لم يستطع انهاء الحفل بسبب اصرار الحاضرين على التمتع بطربه و فنّه الى حدود الخامسة فجراً ، عُدنا ممتلئين بالجمال الموسيقي .
و اتتْ العبارة المعتادة (الله على ذاك الطرب يا ليث).
واضحٌ أن النتاج الموسيقي لا يتعلق بمؤلفي الموسيقى و مؤديها فقط ، فالمؤلف و المطرب و العازف و حتى مهندس الصوت الذي كان يعمل (على البركة) كانوا يجتهدون من اجل القطب الثاني من المعادلة (الجمهور) .
المُتلقّي كان يرتكز على خزين اخلاقي و معرفي و ذوقي اعلى مِما ندّعيه الان ، و هذه حقيقة ، حقيقة موجعة
اذن فـ (الاشياء) كانت تنبع من قاعدة تتمتع بوعي و ذوق فترانا نستذكر ، و نتحسّر .


ليث ناطق - بغداد
السابع من كانون الثاني 2016



#ليث_ناطق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان
- أستراليا - طَعنُ أسقف آشوري أثناء قداس واعتقال المشتبه به
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ليث ناطق - الماضي ملجأ دائم