حكايات من تمر البصرة {رأس السنة}

هيثم هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 5037 - 2016 / 1 / 7 - 21:35
المحور: الادب والفن
    

حكايات من تمر البصرة
رأس السنة

للمعلومات العامة الشهر البابلي 30 يوماً * 12 شهراً لا يتغير
ورأس السنة بابلية عراقية ، وكل عشرة سنوات يكون اليوبيلي
وفيها تطفأ الديون ويسامح الدائن الناس على ديونهم ، وهكذا
تعود الحياة الاقتصادية دورتها من جديد بعد إلغاء الدين العام
والتجاري ٠-;-
كانت الحياة لها معنى حضاري وأقتصادي متطوراً وانسانياً
وأعياد الميلاد منقسمة غربية كما في الغرب ، وشرقية في 7 من
كانون الاول ،


وحسب السنة الأكدية هي
تبدأ السنة الأكدية بشهر نيسان حسب التقويم البابلي وتنتهي
بشهر آذار ٠-;-
شهر نيسان _ هو شهر الاله أنوو أنليل ٠-;-
شهر آيار _ هو شهر الاله (( أيا )) سيد الشعوب ٠-;-
شهر تموز _ هو شهر الاله (( نتورتو )) البطل الكبير ٠-;-
شهر أيلول _ هو شهر الالهة (( عشتار )) سيدة الشعوب ٠-;-
شهر تشرين الاول _ هو شهر الاله (( شمش )) بطل كل العالم
شهر تشرين الثاني (( أراه ساحين)) _ هو شهر
الاله (( مردوخ )) اكثر الاله حكمة ٠-;-
شهر كانون الاول _ هو شهر كسلق _ شهر الاله (( نركال ))
البطل الكبير ٠-;-
شهر كانون الثاني _ هو شهر تبت شهر الاله بابسوكال
وزير الاله انو والإله عشتار ٠-;-
شهر شباط _ هو شهر الاله (( ادد )) سيد المياه والسماء والأرض ٠-;-
شهر آذار _ هو شهر الالهة السبعة (( الالهة العضام )) ٠-;-
ولايزال يعمل بهذا التقويم في العراق ، وفي الدول العربية ، وكذلك في
تركيا ، ولفضه شباط ٠-;-
ونسيان وحزيران وتموز وايلول مازالت تستعمل في اللغة التركية الى
جانب لفضة (( اوجاق _ كانون الثاني )) ، و (( سارت _ آذار )) ، و
شهر (( ايكيم _ تشرين الاول )) ، و (( قاس _ تشرين الثاني )) ، و
شهر (( ارالف _ كانون الاول )) ، و (( اجاك _ كانون الثاني )) ٠-;-
ويكفينا فخراً ان البابليين هم الذين قسمو السنة الى 12 شهراً
وبقي هذا التقسيم الى يومنا هذا في كل أنحاء العالم وتشذ عنه
الحبشة التي تقسم تقويمها الى 13 شهراً ويطلق على هذا البلد
(( بالبد الذي تشرق فيه الشمس 13 شهراً في السنة ))

راس السنة العراقية وأسبابها في قصة الخليقة (( انيما ايليش )) حول
اصل الآلهة . الآلهة (( أبسو )) الذي يمثل الماء العذب ، والآلهة (( تيامة )) وتمثل
الماء المالح ، وظهر من اتحادهم الآلهة (( نحو ونحامو )) وأنجباالإلهين (( انشار
وكيشار )) ثم جاء الى الوجود منهما الإله (( انو )) اله السماء الذي يأتي على
راس الآلهة . وخلق الاله(( مردوخ )) الانسان ليقوم بخدمة الآلهة والعمل على
راحتها . وخلق الانسان من دم آلهي ويضيف اليه التراب او الطين ، ومنها أسطورة
وجدت على لوح يعود تاريخه الى سلالة بابل الأولى الآلهة (( مامي )) او ماء قامت
بناء على توجيه الإله (( اما )) او (( أنلي )) بخلق انسان من دم الآلهة ومزجت بين
الدم والتراب وخلقت الانسان .!. وهي مقدمة للملحمة البابلية (( اترا حاسس ))والتي
يدور موضوعها عن الطوفان قبل الخلق . (( انو )) في السماء والليل في الارض
و(( أنكي )) اله الماء اما (( لاماكا ) تعتبر آلهة البنائين يؤمن اهل الرافدين بان
موت الآلهة ليس كموت البشر ، فموت البشر هو انفصال الروح (( الاطمو )) عن
الجسد ، اما إمكانية عودة الآلهة فمجرد رش طعام الحياة اعادتها عليها ويتوجب
حدوثه قبل الموت ليحصلوا على الخلود كما في أسطورة (( دابا )) . الموت السنوي
للآلهة الرئيسية في مدن العراق القديم ... كانت عقيدة موت الآلهة وقيامته من الموت
من العقائد المهمة في الديانة العراقية القديمة ، وكان المعتقد بان الإلهة الرئيسية في
المدينة يواجه الموت لفترة معينة من الزمن من ضمن الشعائر التي تقام في أعياد
راس السنة ، والتي تحدد بها المصائر ، والتي لم يكن تقديرها يستغرق اكثر من يوم
الى يومين . نجد كذلك ان (( مردوخ )) اله بابل يؤسر سنويا لفترة من الزمن في العالم
السفلي في جبل (( فرشاتو )) حتى تبحث عنه زوجته وابنه الإله (( نبو )) وزوجته (( بيليت
ربابيلي )) وهو لقب الإله (( حربنيتم )) . وبالتالي يتمكن من الخلاص من سجنه ...!٠-;-
ويحمل معه المنشار فيما تنبعث الأشعة من كتفه رمزا الى اصله من الآلهة الشمسية ...!٠-;-
وفي النصوص المسمارية حيث يرد (( ملحمة كلكامش )) ان الآلهة وحدها هي تعلم موعد
الموت لانها قدرت مصيره ، وقسمت الحياة والموت . اما العراقي القديم فلم يكن اكثر من
ان (( الحياة تقطع كالقصية )) وان الذي يكون حيا في المساء ، قد يموت في الصباح .!٠-;-
ولهذا لايمكن للإنسان ان يستمر في الحياة اكثر من الموعد الذي قدرته الآلهة له ...؟.
كما قد يموتوا قبل الموعد في وقت لم يكن (( يوم مصيرهم )) ٠-;-

وتقام الاحتفالات ويشاهد النصارى ذاهبون للكنائس والأديرة بملابس زاهية ، وتقام الولائم
وتزور العوائل المسلمة العوائل المسيحية وتهنئهم في أعيادهم وخصوصاً وهذا ماكنا نقوم به
وفي أحد الايام قدموا لنا شراب صغير يسمى (( ليكر )) وأصبحنا في موقف صعب وقال
لي ابي بعد أن ذهب المضيف للمطبخ أشربوا لكي لا تجرحوا مشاعر إخوانكم وجيرانكم !٠-;-
تصوروا الى أي مدى كان الحب موجود ، وكان شعارنا في العراق الجار قبل الدار ...!٠-;-
وأتذكر قصة صغيرة عن شخص يريد أن يبيع بيته فقدم مشتري وقال له بكم تريد البيت ؟
فقال اريد الف دينار للبيت واربعة الاف دينار كوني سأفقد جاري وهو هدية لكم ٠-;-
المجموع خمسة الاف دينار ، الف لنا واربعة للجيرة ، هكذا كنا وهكذا هي عاداتنا وحقيقتنا
أني اعتقد بأن بلدنا وبصرتنا لن تتغير والسبب تمر البصرة هل يتغير طعم الحلاوة .؟
قذ تختلف ولكن طعم الحلاوة _ حلاوة

#هيثم_هاشم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات