أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - الفأر الأكثر حظا














المزيد.....

الفأر الأكثر حظا


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 5037 - 2016 / 1 / 7 - 08:49
المحور: الادب والفن
    


الفأر الأوفر حظا
دينا سليم حنحن - أستراليا

ولأن الموضة انتشرت انتشار النار في الهشيم، النزاع على التهام قطعة الجبن، فقد احتارت الفئران فيما بينها وبدأت تبحث عن الحقيقة عند الإنس؛ أصاخت السمع وتلصصت على الأحاديث التي تناولت ذات الموضوع، فقررت بموجبها الاشتراط على الإنس أن يتركوا لهم قطع الجبن خارج المصايد حتى تصبح عادة منتشرة يسهل الوصول إليها، بما أن القطط مشغولة بنفسها في شهر شباط.
لكن، ارتاعت جموع الفئران من مشهد أغضبهم كثيرا، وهو تجمّع المئات من الفئران الجائعة أمام المصيدة التي شبكت داخلها قطعة واحدة من الجبن، لأن الإنس أخلّوا بوعدهم وعزلوا القطعة ليفوز بها فئرا واحدا فقط.
اشتدت الحرب بين الفئران حتى أصبح النزاع على أشده ولم يستطع أي منهم النيل من القطعة التي بقيت معلقة بالفخ، حضر قط ضخم البنية، أسود العينين أخاف الجميع، نصّب نفسه حارسا وزعيما على المنطقة، عندما رأوه هربوا من وجهه مرعوبين وجائعين، لكن شهوة القط التي شغلته في هذا الشهر لم تدعه يلتزم مكانه فترك المكان ورحل.
هجمت الفئران على القطعة فسقطت أرضا وتوزعت فيما بينهم، لم يشعروا بالشبع، ذهبوا ليبحثوا عن مصايد أخرى بما أنهم قد اعتادوا على وجع المصايد بحضور القطة شقراء الشعر التي بدأت تموء بغنج، فالشهر شهرها ويحق لها الدلع، لم تحرك ساكنا عندما خرجت إليها الفئران تطالبها السماح الاقتراب من المصيدة، سمحت لهم، تثاءبت وراحت في سبات عميق، هجم الفئران على المصيدة، وعندما تمكنوا من القطعة حملوها، وضعوها أرضا ثم التهموها.
استشاط فئران المنطقة القريبة غضبا، خاصة عندما شعروا بجوع رهيب، تحاوروا فيما بينهم في كيفية الوصول إلى قطعة الجبن، خرجوا بقرار واحد وهو القضاء على الفئران المحليين واقتسام قطعة الجبن فيما بينهم وذلك بمساعدة أحد الخونة من قطط الحيّ وبمساندة الأنس حاملي الأسلحة النارية، لكن القطط ما زالت تستمتع في شهرها، والإنسان مشغول بالصراعات الآدمية، فماذا هم فاعلون يا ترى؟
ذهبوا إلى الغابة لكي يستشيروا الملك فخرجت اللبؤة من عرينها تزأر زئيرها الأنثوي الرقيق، لكنه رغم كل شيء يبقى مهيبا، نظرت إلى الفئران بشموخ واستعلاء وقالت:
- الملك لن يتنازل ولن ينهض من عرشه من أجلكم، فما أنتم سوى فئران، لكن، ولأننا من ذوات الرحمة سأذهب معكم لكي أحميكم من الأعداء، سأعيد الأوضاع إلى نصابها فكفى فوضى، وسوف أسنّ قوانينا صارمة في الشأن، سأرغم الإنس بأن يتركوا لكم قطع الجبن خارج المصايد... على الجميع أن يأكل ويشبع دون استثناء.
سمعها الأسد فزأر محتجا، اقتربت منه، وضعت وجهها على صدره وبدأت تمشط له فروته الناعمة بمخالبها فأخضعته أرضا ثم تمددت على جسده، زأرت بدلال فهربت من وجهها الفئران، ثم قالت له:
- ملكي الحبيب، سأذهب لأعيد الفئران إلى أجحارها سالمة، وسأعيد القطط من شباطها لتكون حارسة عليها غير ناقمة منها، وسأدربهم على اقتسام اللقمة، وسأعيد ترتيب الكون بالعدل والمساواة، ليبقى كل كائن في مكانه آمنا، وأنت أيها الأسد الجميل ستبقى تنتظرني هنا حتى أعود!
- عودي إليَ سريعا فسأفتقدك كثيرا يا لبوتي الحسناء؟ أجابها الأسد
- حتما سأعود سريعا لكي أخبرك بالمستجدات لأن مهمتنا تضاعفت الآن، لقد أصبح الإنسان مخلوقا خطيرا وملوّث بالدّنس، سنقيم حدودا جديدة فيما بيننا لنقي عالمنا منه، ليبقوا هم في غاباتهم يتناحرون فيما بينهم، وإياهم ثم إياهم عبور حدود عالمنا النظيف، أما بالنسبة للفئران، فلن نتنازل لالتهام أجسادهم النحيلة، يكفينا الغزلان فلحمها شهيّ ومستطاب، ثم إنهم محظوظون جدا لأننا لا نحب الأجبان وجميع مشتقاتها، سنتركها لهم!



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أترك البحر وحيدا
- المحبة والكراهية – مرضان سيئان
- شذرات - ابواب
- قلب العقرب
- رأس الذئب
- ثلاث مشاهدات وربع
- المدينة هيكل من ملح
- جارة حاقدة أيام الطفولة
- دينا سليم في رواية (جدار الصمت)
- الحرية نبيّ قادم
- عندما يصبح عالمنا بلا خرائط
- قصص قصيرة
- تغطية احتفال توقيع
- أحلام ملفقة
- شجرة الجوز والطوفان
- مستحيل يا غسان
- على هامش (جدار الصمت) القسم الثالث
- على هامش (جدار الصمت) القسم الثاني - رفعت زيتون
- على هامش سيرة رواية (جدار الصمت) للروائية دينا سليم
- وحيدة


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - الفأر الأكثر حظا