أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حارث سعيد الورد - التعليم عن طريق البحث العلمي















المزيد.....

التعليم عن طريق البحث العلمي


حارث سعيد الورد

الحوار المتمدن-العدد: 5035 - 2016 / 1 / 5 - 23:30
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


البحثُ العلمي هو وسيلةٌ من وسائلِ الاستعلام والاستقصاء الدقيق و المُنظم، الذي يقوم بـهِ الباحث، الغرض منه هو السعي الى اكتشافِ معلوماتٍ أو علاقاتٍ جديدةٍ، اضافةً إلـى تطويرِ أو تصحيحِ أو تحقيقِ المعلومات الموجودة اصلاً، بشرطِ ان يَتبع هذا الفحص والاستعلام الدقيق خطوات وأطر المنهج العلمي (1). كما و يمكن عد البحث العلمي احد وسائل الدراسة التي بواسطتها يصل الباحثون الى حل مشكلةٍ او مشاكلٍ محدده ونظراً لاهميةِ البحث العلمي فان الجامعات تضعه في قمةِ اولوياتها باعتباره واحداً من المفاهيم الاساسيه التي يجب الاعتماد عليها ليتمكن الطلبة من اكمال مشوارهم التعليمي و الحصول على الشهادة او الدرجة العلمية المطلوبه. ولهذا فان كل او معظم الجامعات التي تمنح درجة البكالوريوس تُضمن مشروع التخرج ضمن احد متطلبات تخرج طلبتها والذي عادةً ما يكون ضمن المرحلة المنتهيه, وفي هذه الحاله يعمل الطالب مـع أسـتاذه المشرف على تحديد هدف او مشكله ضمن موضوع معين يختـاره المشرف غالبا او الطالب احيانا، والغرض منه هو تدريب الطالب علـى تحديد المشكلة التي سيتعامل معها، ووضع الاقتراحاتِ اللازمةِ لِحلها، عن طريق الأدواتِ المناسبة للبحث، بالإضافة إلى تدريبه علـى طُـرق الترتيب والتفكير المنطقي السليم، والاستزادة من مناهلِ العلمِ والمعرفه، فلـيس المقصود منهُ التوصل إلى ابتكاراتٍ أو إضافاتٍ جديده بـل تنمية قدرات الطالب في السيطرة على المعلومات ومصادر المعرفـة وكيفية استخدامها، في مجال معين والابتعاد عن السطحيةِ في التفكير (2) وهذا ما تعتمده الجامعات العراقية في معظم كلياتها و اقسامها. إن اهمية البحث العلمي في الحياة الجامعية لطلبة الدراسه الاولية تكمن في تمكين هولاء الطلبة من تنمية مواهبهم وامكانياتهم ومهاراتهم و اهتماماتهم باتجاهات معينه لا توفرها الدروس النظرية النمطية و لاحتى الجانب العملي في التخصصات التطبيقية وربما لا يمكن ان يوفرها حتى بحث التخرج ان تم انجازه بادواتٍ بسيطةٍ و بوقتٍ مقتضب . اذ ان استخدام السحاحات و الدوارق و المواد الكيمائية لدى طلبة قسم الكيمياء او المجهر و اجهزة البيولوجي الاخرى لدى اقسام البيولوجي، على الرغم من كونها من اساسيات هذه العلوم وتعلمها واجب وضروري باعتبارها مبادئ اساسيه لا غنى عنها، الا انها و بالعرف الواقعي المهني ربما لاتُنمي فكرا بحثيا كبيرا لدى الطلبة بدون امثلة تطبيقية بحثية عن مشاكل حية موجود في الواقع حتى وان تضمنت المقررات الدراسية طرائق ومنهج البحث العلمي فهذا لا يعني بالضرورة ان الطالب قد اصبح متمكنا منها بدرجة عاليه ما لم يكون الطالب لاعبا محوريا في احد المشاريع البحثية المهمه و عندئذ سيكون بتماس مباشر وبواقعيةٍ عاليةٍ مع خطة بحث وعينات و حقل ومختبر و فريق بحثي و تقنيات وبالتالي فان الاحساس بها سيكون مختلفا بدرجه كبيرة لذا عمدت الكثير من الجامعات العالمية الى انشاء برامج خاصه تعنى ببحوث طلبة الدراسة الاولية غير بحوث التخرج النمطية البسيطة . رسالة هذه البرامج هي دعم وانشاء بحوث خاصة بطلبة الدراسة الاولية والسماح لهم بالانخراط كباحثين متدربين ضمن برنامج بحثي حقيقي مع احد اعضاء هيئة التدريس حيث يتمكن الطالب و بتوجيه من مرشده او مشرفه من اجراء بحث يتحمل فيه مسؤولية اوليه او ان يتم تعيينه مؤقتا ليقوم بجوانب محددة من بحث عضو هيئة التدريس على ان لا يكون هذا العمل من ضمن متطلبات التخرج بل يكون خيارا مفتوحا للطالب ان احب الاستزادة من فرص معينة تخلقها مثل هذه البرامج ضمن اطار الجامعة الرسمي بحيث يمكن للطالب الراغب ان ينخرط بمثل هذه الانشطة وعندها يمكن ان يرقى به الحال و يتجه باتجاه الاسهامات الفكرية او الابداعية الاصيله وقد يكون بالامكان نشر هذا النتاج العلمي في مجلات علمية ذات معاملات تأثير لا بأس بها او المشاركه في مؤتمرات علمية متخصصه .
ويجدر الاشارة بان هذه البرامج المختصة ببحوث طلبة الدراسة الاولية تقدم سلسلة من الندوات و الحلقات الدراسية و الرحلات الميدانيه التي تساعد الطالب في اكتشاف مختلف المهن التي ترتبط بالعلوم التي يدرسها و اهمية الدراسات العليا و كيفية التقديم لها و بعض الموضوعات الاخرى التي يمكن ان يركز عليها الطالب فيما يخص حياته المهنية بعد التخرج.
تبرز ايضا ضمن اطار بحوث طلبة الدراسات الاولية في الجامعات مجموعه من الفوائد الجمه بعضها يخص الطلبة بينما يخص البعض الاخر اعضاء الهيئة التدريسية والمؤسسة التعليمية (الجامعه).
اولا: مايخص الطلبة
-اشراك الطلبة في التدريب العملي ضمن مشاريع بحثية ذات منهجية واضحة و دعم مادي و تقني ممتازين.
-تعزيز تجربة تعليم الطلبة من خلال علاقات العمل الحقلي والمختبري الموجه من قبل اعضاء هيئة التدريس.
-توفير اعدادا وتأهيلا مهنيا فعالا للطلبه.
-تطوير التفكير النقدي والإبداع، وحل المشكلات، والثقة بالنفس، والاستقلال الفكري للطلبة.
-الترويج لثقافه تعتمد على الابتكار وهو ما نحتاج له في الوسط الجامعي بشكل ماس حاليا في العراق.
ثانيا: مايخص اعضاء هيئة التدريس
-ينشط الفكر و يعزز فعالية التدريس.
-يعزز التقدم في البرامج البحثية ويزيد من فرص الوصول لمنحات التمويل للمشاريع البحثية.
-يشجع على زيادة التواصل مع الطلاب و الزملاء و المجتمع.
ثالثا: مايخص المؤسسة التعليمية
-يعزز الحيوية الفكرية والبحثية للمؤسسة التعليمية.
-يساعد في جذب اعضاء هيئة التدريس الموهوبين لبناء برامج بحثية جديدة.
-يساعد في جذب الطلبة الموهوبين و الملتزمين الذين يمتلكون اهتماما كبيرا بالبحث العلمي.
-تشجيع التمويل الخارجي للمؤسسة التعليمية للمساعدة في جلب التقنيات و المعدات المختبرية الحديثه.
-تشجيع البرامج البحثية المبتكرة و التعاونية التي تستوعب الطاقات الشابه من الطلبه.
-يعزز التواصل مع الاتجاهات الوطنية في مجال التعليم العالي و البحث العلمي.
ان كل ما تم ذكره سابقا من فوائد لهذا النمط من البرامج البحثية يجعلنا نفكر و بشكل جاد ان يتم الاتجاه نحو انشاء صندوق او مركز لرعاية و دعم برامج البحث العلمي بالشكل انف الذكر للطلبة الجامعيين في المراحل الاولية حتى وان ضمت عددا قليلا من الطلاب بهدف تعزيز وتطوير فعاليات و نشاطات التعلم عن طريق البحث العلمي او ما يسمى بالتعليم القائم على الابحاث. وعندئذ سيعمل هذا الصندوق على تمويل هذه البرامج لضمان شراء بعض الاجهزة و المواد اللازمة لاتمام مشروع بحثي معين كما ويمكن ان يتم تقديم الدعم بشكل منحة للطالب حتى وان امتد به المشروع البحثي لما بعد العام الاكاديمي ولا بأس ان تكون المنحه لطلاب كانوا قد تفوقوا او فازوا في مسابقة علمية اعدت لهذا الغرض.كما يمكن لهذه البرامج ان تسمح لشركات او هيئات حكومية او خاصة بان تكون شريكا داعما لمثل هذا النوع من المشاريع وان هذه الشراكة لا بد وان تكون موفقة لانها تسعى لإنماء جيل من الشباب المهنيين الباحثين القادرين على التعاطي مع المشاكل المختلفة و السعي الى حلها وبالتالي سيكونون قادرين على العمل بشكل اكثر فاعلية مستقبلا لانهم نالوا خبرة فعلية يبحث عنها كل رب عمل في موظفيه المستقبليين وهنا لا بد من ان نجعل طلبتنا يبحثون عن خبرة العمل المبكرة لانها و بدون شك مُكمل نوعي للشهادة الجامعية. ومن خلال هذا المنظور يجب علينا ان نستوعب التغيرات التي طرأت ومازالت تطرأ على واقع التعليم في العالم والتي لابد وان تنعكس بشكل واضح على صياغة مستقبل الطلبة في الوقت الراهن بدون الاعتماد على الاساليب القديمة في التعليم خاصة وان الطلبة في الوقت الحالي هم من ابناء جيل الالفية الذين كثيرا ما يحاولون خلق ما يميزهم بالاضافة الى كونهم نشأوا على اللعب ضمن فريق الامر الذي يعلل ضرورة اقحامهم ضمن مشروع بحثي حقلي يتسم بروح الفريق و التفاعل الجماعي والذي يحتاج الى نمط من التواصل المستمر وهو نمط لا يجيده الا ابناء هذا الجيل خصوصا و ان التقنيات الحديثة ساعدت كثيرا في ذلك لذا فان وجودهم في برامج بحثيه كهذه هو بمثابة الاضافة النوعية. ان تصميم برنامج البحوث الجامعية قد يكون تحديا كبيرا في بعض الاحيان بسبب تداخل بعض المحددات من ضمنها عامل الوقت بالنسبة للطالب وذلك لانه غالبا ما يكون مثقل بكم كبير من المقررات الدراسية والتي لا يمتلك مساحة كبيرة من الحرية في اختيارها وان تذليل مثل هذه العقبات قد يتطلب تغيرا واسعا في النظام الدراسي ناهيك عن الوقت الذي يستغرقه حدوث مثل هذا التغيير لذلك فان مشوار برنامج البحوث الجامعية قد يكون وعراً في بدايته الا انه و بكل المعايير يستحق ان نضع فيه خطواتنا الاولى لكي نضمن ان يحصل ابناؤنا على تعليم متطور يحاكي متطلبات العصر.
المصادر
1 الدكتور احمد بدر, اصول البحث العلمي و مناهجه, الكويت, وكالة المطبوعات, 1973, ص 18.
2 ماثيو جدير, منهية البحث العلمي (ترجمة ملكة ابيض), دمشق ,وزارة الثقافه, 2004, ص 21-21.



#حارث_سعيد_الورد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قسم علوم الحياة البرية : حاجة و تحدي
- ما بعد الدكتوراه


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حارث سعيد الورد - التعليم عن طريق البحث العلمي