أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - لماذا علينا أن نكون الضحية في كل مرة














المزيد.....

لماذا علينا أن نكون الضحية في كل مرة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5035 - 2016 / 1 / 5 - 23:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا علينا أن نكون الضحية في كل مرة


واحدة من أسوأ ما يصيبنا في كل صراع بين القوى والمجتمعات التي هي حول الإقليم العراقي بمعناه الحضاري والتاريخي والوجودي أن نكون نحن سكان هذا الإقليم الضحية الأولى والمباشرة لكل نزاع ديني حضاري ثقافي أو حتى لمجرد كونه تصفية حسابات شخصية بين هذه القوى على قضايا خاصة بينها ,صحيح أن المجتمعات البشرية تتأثر بما يدور حولها ولكن درجة التأثر دائما تحدد وتقاس بمدى دس أنفها بما لا يعنيها ولا يؤثر في حساباتها , لذا نرى كثير من المجتمعات لم ينالها ما نال الشعب العراقي الذي يبادر تحت ضغط ذيول انتماءات جزئية لينجر وبقوة لهذه النزاعات ويقدم الكثير ولا يخرج بشيء مهم إلا الخسارة الفادحة مذموما لا ممدوحا من قبل طرفي النزاع .
في الحرب العراقية الإيرانية والتي أمتد أوارها لسنين ثمان عجاف دخلنا الحرب بلافتة كبرى ((حراس البوابة الشرقية للعرب ودفاعا عن دين العرب وعقيدتهم القريشية)) وقدمنا حاضر ومستقبل العراق لأجل هذا العنوان ,والنتيجة التي جنيناها كعراقيين كراهية العرب لنا التي وصلت إلى منع العراقيين من دخول الأراضي العربية ووصمنا بالمجوس والفرس ووو ,ولم نكسب إيران جار وصديق تربطنا به الجغرافية والتاريخ والمصالح أكثر مما يربطنا مثلا بمصر والجزائر والمغرب والصومال والسودان وجيبوتي وجزر القمر وحتى مع السعودية وأطفالها الصغار ,في حين أضمرت لنا إيران أشد ألوان الكراهية المضافة وحقد لا ينتهي ولعبت دور المتفرج الشامت بما فعله العرب والغرب بنا معنا , وخرجنا بالوجه الأسود لا نحن عرب محترمون كفرسان دافعنا عن شرفهم الذي أشبه بشرف العواهر والبغايا ولا كسبنا حاضرنا وبنينا مستقبلنا بالأبتعاد عن أمة كل همها أن تنكح وتنام وترعى أبلها دون أن تفكر بعقل أو تعيش بمنطق العقل والمصالح البعيدة .
عندما أرادت أمريكا إنهاء نظام صدام حسين وتحت شعارات مختلفة كان العرب أول من نفذ الأوامر ونسوا حراس البوابة الشرقية ونسوا الشعارات وتقبيل أيادي صدام والرقص والردح أمام بطلهم القومي , ونسوا بغداد يا بلد الأسود ونسوا أنهم كانوا في عام 1979 كورقة في مهب ريح أمام أحداث ثورة إيران وكيف وقف العراقيون حين لم تقف لهم أي قوى أخرى بدون أن يساوموا ولا يقبضوا ثمن كما يفعل الأعراب اليوم وهم يبيعون شرف جنديهم بالدولار الأمريكي والريال السعودي , وفتح العراق جبهة طولها ألف كيلو متر من زاخو للفاو دفاعا عن أوباش وبدو وأعراب أجدر أن يسمون أمة نفاق وطين الشقاق التي لم يذكرها الله بخير ,هكذا طحنت الحرب ثمان سنوات العراق وأوقفت كل مشاريعه التي كانت تبشر بمجتمع ناهض ونامي ونموذج حقيقي لمجتمعات يمكنها أن تكون قادرة على مسايرة الزمن وتطوراته كل ذلك لأن قيادة العراق دست أنفها بما لا يعنيها وكان على العرب أن يواجهوا التحدي بمقدراتهم إن كانوا أصحاب مقدرات ويكسب العراق المستقبل بالوقوف بالحياد حفاظا على مصالحه ومستقبل شعبه .
اليوم يواجه العراق نوعين من هذه المواجهة أولها مواجهة التطرف والإرهاب نيابة عن العالم وكأننا أهل القدر الذي لا يملكه غيرنا والقوة الحاضرة والجاهزة دوما لتعمل نيابة عن الآخرين لأن الآخرين منشغلين بقضاياهم الأهم , وعلينا نحن أن ندفع الثمن فواتير لا تنتهي من التكاليف ومن حسابنا الخاص الذي هو وجودنا ومستقبلنا في حين من نقاتل نيابة عنهم يبنون الحاضر الجميل والمستقبل الأجمل لشعوبهم التي تستحق ونحن مجرد جنود مجهولين لا قيمة لنا ولا حساب , أما النوع الأخر فهو العنوان الأبشع أن نقاتل نيابة عن شيعة المنطقة وعن سنة المنطقة وأن نذبح بعضنا بعضا لأن سنة الآخرين لا يحبون إيران وشيعة الآخرين يكرهون السعودية ومنهجها , وعلى العراقيين أن يصفوا حساب الكراهية والحقد بين مكونات الآخرين بأبنائهم من السنة والشيعة دفاعا عن المذهب ودفاعا عن الدين , وويل للعراق الذي لا ينفك من تتبع صوت التنازع والتخاصم لشترك في كل حامية دامية وهو خال من مصلحة ولا منفعة حقيقية أو حتى متوهمة ,وويل لشعب يسكت ولا يتعظ عن إهانات من يقاتل لأجلهم ولحسابهم وهم لا يحترمونه فمرة هم (عربجة) ومره هم (صفويين مجوس ).
مشكلة العراق ليست في الجغرافيا ولا بدول الجوار ولا بالتاريخ حتى , ولا يظن الواهمون أن صراع البداوة والحضارة كما يسمون غباءنا هو السبب , العلة والسبب الرئيس هو في عدم أحترامنا لمصالحنا والاستهانة بوجودنا وحقنا أن نعيش كبقية الأمم , نحن أمة عراقية أقدم من العرب وأكثر أصالة من واقع المسلمين وميزتنا أننا أهل لكل مقومات الإبداع , فقط ينقصنا الوعي بذلك وينقص قيادتنا أن تعي أن وجودنا كأمة عراقية هو الضمان لاحترام الأمم لنا بما فيهم العرب والفرس والأتراك ,وأن تقديم مصالحنا على ما يسمى وهما تأريخيا بالهوية العربية هو جزء من أسباب تأخرنا وأبتعادنا عن جادة العقل والمنطق الحضاري ,وإن لم نحترم كل ذلك سوف نبقى كعنترة في تاريخ الأعراب عبد محتقر في زمن السلام والرخاء والمقاتل الصنديد المضحي الذي يتقدم الصفوف في أوار الحروب ليبقى الشيوخ والسادة ينكحوا إمائهم وحريمهم ويشربوا الخمر المعتق في خيامهم البعيدة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام القضائي العراق والبناء الجمعي
- قانونية ودستورية إشغال السيد مدحت المعصوم لمنصبي رئيس مجلس ا ...
- كانوا أشد قوة
- هل الإسلام يكره الجمال ويحتقر الحياة ؟.
- الإرهاب الاليكتروني نمط جديد من الإرهاب العابر.
- محاولات في تجاوز العقل والمنطق
- قصتي أنا ...كما ....... أرويها بنفسي
- حضور الرمز والرمزية في صوريات التعبد
- الليبرالية المعاصرة ونظرتها للدين والمعرفة الروحية ح2
- عودة خليف وتطويع النص الشعري
- الليبرالية المعاصرة ونظرتها للدين والمعرفة الروحية ح1
- السيد القمني ومفهوم اليقين الغرائزي واليقين النقدي
- هل يسمع رجال الدين صوت العقل
- هل تنجح المعرفة لتكون بديلا عن الدين ؟ ح2
- هل تنجح المعرفة لتكون بديلا عن الدين ؟. ح1
- التحالف السعودي الجديد ومحاربة الإرهاب
- العراق وطن العراقيين
- كل الحكاية ..... أولا . 6
- كل الحكاية ..... أولا . 4
- كل الحكاية ..... أولا .


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - لماذا علينا أن نكون الضحية في كل مرة