أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحسين الطاهر - رياح انليل














المزيد.....

رياح انليل


الحسين الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 5035 - 2016 / 1 / 5 - 21:55
المحور: الادب والفن
    


في بديء الزمان، جلس العظيمُ (انليل)؛ سيّدُ الرياح المدمِّرة؛ حامي كي-ان-جي و ابو السومريين، و تحلّق حوله آلهة العراق، على يمينه جلست (انانا)؛ التي عشقها الاكديون باسم (عشتار)، تحكي له -بفخر و خيلاء- عن هيام (دمّوزي) الراعي بها و اصراره على الاقتران بها، و اقترحت على (انليل) رفع الفاني (دمّوزي) الى مرتبة الآلهة، جزاء له على اصراره و الحب العظيم الذي حمله في قلبه.

و بينما انليل منشغل بحديثه مع انانا؛ نجمة الصباح؛ كوكب الزهرة، انغمس (مردوخ) اله بابل العظيم، الذي قلّدته الآلهة لوح الاقدار و جعلته المتحكم بمصائر البشر، انغمس في حديث ذي شجون مع (نانا) اله القمر و والد عشتار؛ الذي عرفه ورثة سومر باسمه الثاني (سين)، تحدّثا عن حادثة خطف عشتار الى غياهب العالم السفلي المخيف، و كيف استعادها الآلهة بعد عناء و تضحيات، لترجع الى موطنها، الى السماء، فتزيّنها بدلعها و كل عنفوان شبابها الدائم.

على يسار انليل كان (شمش) - الهُ الشمس و العدالة - ، نادى فجأة (أنكي) - الالهَ المسؤول عن المياه العذبة؛ فراتها و دجلتها؛ و ينابيع جبالها الشامخة - مشيرا الى طوفان (كلكامش) بالارض يبحث عن الخلود، متذكّرينِ الطوفان الذي كاد ان يقضي على البشرية في يوم من ايام انليل السيئة. و في لحظة، في بديء الزمان، تنحنح انليل فسكتت آلهة العراق، نظر اليهم فرنو اليه، ثم صلّى للعراق.. فصلّوا خاشعين..

و انقضت دهور...



لمحتُها تهمسُ للناي
بخصلاتِ شعرِها الأسوَد
و عينين تلمعان كعشتار
أتُراها تبثُّهُ شكواي؟
فقد سمعتُ بكاءهُ و الأنين..

و قبلَ ان تنزعَ الاشجارُ
اثوابَها، او يصفرَّ الخضار
أخذني الحنين..

بلادي ! أما زلتِ تنامين
حين يغطيكِ بنورهِ القمرُ
و يُهدهِدُكِ بحكاياتهِ عن الغابرين
حين عشقَ دمّوزي أنانا
فنافسَ الفلّاح زماناً
ثم نالَ النجوم
لا زلتُ اسمعُ ضحكات ابتهاجِه
بليلةِ زواجِه
كلّما رنوت الى الكروم
أو العُشبِ النديّ، او النخيل
أو دمع الغيوم..

متى نعود؟
متى تُطيرُ خصلات شعرِها الأسود
من جديد
رياحُ أنليل؟

و الليلُ طويل..

أما زال القمرُ
يحاول اقناعكِ بالمصير المكتوب
بالقدر؟
يذكِّرُكِ بكلكامشَ و العدو
بالصراع، بالصديق
بالسفر، بمصاعب الطريق
بالنصر، بالرجوع
بألم الفراق، بالثورة، بخضوعهِ للقَدَر؟

أراكِ تُرضين سينَ بابتسامة
يراها مجاملةً تحفظُ الكرامة
و ان كان فيها استهانة
فأبنكِ من حمَل لوح الأقدار قلادة
بنى - بكلمةٍ - امجاده
فسجدتْ له الشعوبُ عِبادة..

ثم تتجمّدُ الابتسامة
تسرحين،
و القمر يحكي عن السفينة و تلاطم الأمواج،
تفكّرين،
و سينُ يُطمئنكِ بتكاثرِ الأزواج،
يموتُ اليقين،
أكانَ كلُّ ذلك حلقةً
في سلسلة القدر؟
أكانت تلك مجرّد لحظاتٍ تمُرّ،
و تنقضي كَكُل لحظاتِ السعادة؟

أسمعُ الناي يحكي عن موت انكي
حين جفَّت الاهوارُ
عن كلكامش اذ يشكي تهدّم الأسوار
عن نانا و هو يبكي خطفَ عشتار..

و تهطل الأمطار،
ثم تنقشعُ الغيوم
فأرى وعد الآلهةِ في السماء
بلادي ! انتِ القَدَر !
هذا شمشُ يرنو اليكِ
عينٌ تهديكِ الضياء
و على أنغام اغنيته ستستيقظين
بلادي ! ما بعدَ الليل الا النهار..



#الحسين_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاد اشور
- سيرة حياة -ابانا الذي في السماوات-
- بابل
- بين دولة الثقافة و دولة العنصرية
- كلاب العراق
- اخلقه ما اشاء
- دلموننا
- الضربة الداعشة
- عشتار الابد
- غيومٌ و ضباب
- احياء التراث السومري عند الساسة المعاصرين
- كلمات سومرية حيّة
- فَرِض الجهادُ
- عقول ضالة
- دخلَ فيهم
- اساطير حديثة- موضوع مترجم- ج4 و الاخير
- اساطير حديثة- موضوع مترجم- ج3
- اساطير حديثة- موضوع مترجم- ج2
- اساطير حديثة- موضوع مترجم- ج1
- اصلي باسمكِ


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحسين الطاهر - رياح انليل