أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاشم عبد الرحمن تكروري - جمهورية الريف المغربية















المزيد.....

جمهورية الريف المغربية


هاشم عبد الرحمن تكروري

الحوار المتمدن-العدد: 5035 - 2016 / 1 / 5 - 17:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جمهورية الريف المغربية.
لقد خصصت هذه المقالة للحديث عن شيءٍ من تاريخ المغرب المعاصر؛ والذي يجهله الكثيرون حتى جزء من أبناءه، ألاّ وهو جمهورية الريف التي نشأت في شمال المغرب في عشرينيات القرن العشرين على يد محمد عبد الكريم الخطابي، ويعود إنشاء هذه الجمهورية الفتية حينما دعا الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي أو مولاي محند كما ينادونه أهل الريف، السكان والقبائل إلى اجتماع عام في معسكره، فلبت القبائل النداء، وعُقد مؤتمر شعبي مُثّلت فيه جميع القبائل، فاتفق الجميع على الدفاع عن أرض الريف، وتأسيس نظام سياسي، فتم تشكيل مجلس شورى عام عرف بالجمعية الوطنية، مثلت فيه إرادة الشعب، وكان دور المجلس هو تنظيم المقاومة الوطنية، وإدارة شؤون البلاد، واتخذ أول قرارته، وهو إعلان استقلال الريف، وتأسيس حكومة دستورية جمهورية، يرأسها الأمير عبد الكريم زعيم الثورة، وقد تم وضع دستور للجمهورية، يؤكد أن السلطة فيه تبقى بين يد الشعب، ونص الدستور على تشكيل بعض الوزارات، وجعل السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية في يد الجمعية الوطنية التي يرأسها الأمير عبد الكريم، ونص على أن رجال الحكومة مسؤولون أمام رئيس الجمهورية، والرئيس مسؤول أمام الجمعية الوطنية، واختارت الجمعية هذه القاعدة في دستورها وفقا لتقاليد المغرب ومنطقة الريف وعاداته المعروفة محليا بـ”إزرفان"، وتشكلت الحكومة من:
الرئيس: محمد بن عبد الكريم الخطابي.
نائبه: أمحمد بن عبد الكريم الخطابي.
وزير الخارجية والبحرية: محمد أزرقان.
وزير الحرب: السي عبد السلام بن الحاج محمد البوعياشي.
وزير الاقتصاد: السي عبد السلام الخطابي.
وزير الداخلية: اليزيد بن الحاج حمو.
وزير العدل: ابن علي بولحية.
وزير الأوقاف: احمد أكرود.
السكرتارية: عبد الهادي بن محمد، ومحمد البوفراحي.
ديوان الصحافة: حنان بن عبد العزيز، عبد القادر الفاسي.
السفير في المملكة المتحدة: السي عبد الكريم بن الحاج.
السفير في الجمهورية الفرنسية: حدو بن حمو.
ووضعت الجمعية الوطنية ميثاقا قوميا يكون المثل الأعلى للشعب، وقد أعلنه ممثل الحكومة الأمير عبد الكريم، وأهم بنوده:
1. عدم الاعتراف بالحماية الفرنسية
2. جلاء الإسبان عن جميع الأراضي الريفية.
3. الاعتراف بالاستقلال التام للدولة الريفية.
4. تشكيل حكومة جمهورية دستورية.
5. أن تدفع إسبانيا تعويضات للريفيين عن الخسائر التي ألحقت بهم جراء الاحتلال.
6. إقامة علاقات طيبة مع جميع الدول، وعقد معهم عقود تجارية.
كما اختارت الجمهورية علما لدولتها وهو علم أحمر في وسطه نجمة خضراء ضمن هلال أخضر في معين أبيض، ونص الدستور على جعل أجدير العاصمة السياسية لجمهورية الريف، وهي الجمهورية المغربية الوحيدة التي تأسست في العصر الحديث، كما أن للجمهورية عملتها الخاصة بها والتي صكت بفئتين اول الامر وهما الريفان خمسة ريفان، وقد صكها لحساب الجمهورية مهرب السلاح الإنجليزي المشهور تشارلز جاردينر، وقد حاولت الحصول على إحداها ولكني لم اوفق بذلك، وأسس الأمير الخطابي جيشا نظاميا له قواده ومقاتلوه من الفرسان والمشاة والمدفعية، حيث كان على رأس كل مائة من المشاة قائد يدعى قائد المائة وعلى كل خمسة وعشرين فردا قائد ويدعى الخمسة والعشرين، وعلى رأس كل عشرة قائد يدعى قائد العشرة، فكانوا يتحركون حسب أوامر القيادة العامة. كما أقر الأمير الخطابي التجنيد العام بحيث أصبح كل رجل في الريف مكلفا بالدفاع عن بلاد الريف، وكان عدد سكان الريف في تلك الفترة حوالي 1.000.000 نسمة، ووصل عدد الجيش إلى 130,000 مقاتل، وكان لباسهم موحدا، يلبسون عمامة زرقاء وجلبابا قصيرا ويحملون "زعبولة"، وهي محفظة صغيرة يودعون فيها الرصاص أثناء خروجهم إلى الجبهة، كما كانت لهم مدافع وطائرات لم تتحرك لأسباب عدة، وأسلحة كثيرة بعضها اشتروها والأخرى غنموها من جنود الإسبان.
وقد أصدرت حكومة الريف وثيقة المطالبة باعتراف الجمهورية والتي وجهها الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي إلى الدول الكبرى، هذا نصها:
بيان من الدولة ونداء الى جميع الأمم
حكومة جمهورية الريف:
نحن، حكومة جمهورية الريف، المؤسسة في يوليوز 1921م، نعلن ونشعر الدول المشتركة في معاهدة ألجيسيراس لعام 1906م، بأن المطامح العليا التي أدت إلى تلك المعاهدة لا يمكن أن تتحقق قط، الأمر الذي أثبته تاريخ الأيام الماضية، وذلك بسبب الخطيئة البدئية القائلة إن بلادنا، الريف، تشكل جزءا من مراكش، إن بلادنا تشكل جغرافيا جزءا من إفريقيا، ومع ذلك فهي منفصلة بصورة واضحة عن الداخل، وبالتالي فقد شكلت عرقا منفصلا عن سائر العروق الإفريقية التي اختلطت بالأوربيين والفينيقيين قبل مئات السنوات بفعل الهجرة، كذلك تختلف لغتنا بصورة بينة عن اللغات الأخرى، المراكشية أو الإفريقية أو سواها، فنحن الريفيين لسنا مراكشيين البتة، كما أن الإنكليز لا يمكن أن يعتبروا أنفسهم ألمانا، ولعل هذا المزيج العرقي هو الذي يجعلنا أشبه ما نكون بالإنكليز في إرادتنا المطلقة في الاستقلال وفي رغبتنا في أن نكون على
اتصال مع أمم الأرض جميعا، إننا ندعو بهذا البيان جميع الشعوب، من أية جهة من العالم، ومن أية أمة كانت، للمجيء إلينا واستكشاف مناطقنا المجهولة بواسطة العلماء والجيولوجيين والكيميائيين والمهندسين ـبدوافع تجارية ومن دون أي قصد حربي.
إننا ندافع عن أراضينا ضد غزو القوات الإسبانية التي تفرض علينا الحرب متذرعة بمعاهدة ألجيسيراس، إن هذه المعاهدة تعلن استقلال سلطان مراكش وسيادته وسلامة أراضيه، والاستقلال الاقتصادي من دون أي تفاوت، وإذ نوافق على المبدأين الأولين فيما يتعلق بأراضي السلطان، فإننا ننادي بالشيء نفسه من أجل ريفنا الذي لم يدفع قط حتى الآن الضرائب أو الجزيات لمراكش، كما لم يتلق المعونة أو المخصصات من أجل تطوره.
وإننا لراغبون في إقامة الحرية الاقتصادية دون تفاوت في جمهوريتنا، ولذا فقد سمينا ممثلا تجاريا من أجل تطوير الثروات الكبيرة لبلادنا بواسطة دعوة أصحاب الأعمال من جميع الأمم، بحيث يسود “حكم من النظام والسلم والرخاء، ولقد أشعرنا في يوليوز 1921م سفراء إنكلترا وأمريكا وفرنسا وإيطاليا في طنجة بأننا نعلن جمهورية الريف، ونحن لا نبرح نخوض بنجاح حربا مشروعة ضد إسبانيا دفاعا عن استقلالنا، وسوف نثابر على ذلك حتى نحصل على السلام والحرية والاعتراف باستقلالنا ضمن أراضي جمهوريتنا الكاملة من خط الحدود مع مراكش حتى البحر الأبيض المتوسط، ومن مولوية حتى المحيط، وإننا لندعو جميع البلدان إلى إقامة الخدمات القنصلية والدبلوماسية في مركز حكومتنا الحالي في أجدير، حيث ستمنح لهم جميع التسهيلات، وحيث سيحظون بكل ترحاب.
التوقيع: محمد بن عبد الكريم الخطابي
رئيس جمهورية الريف
وفي أبريل 1922م، راسلت الجمهورية عصبة الأمم من أجل الاعتراف الرسمي بها كدولة مستقلة وتوجد الرسالة الأن في أرشيف الجمعية العامة للأمم المتحدة.
سقوط جمهورية الريف:
بعد فشل مؤتمر وجدة تشكل تحالف دولي بين إسبانيا وفرنسا، حيث أعلنت الحرب على جمهورية الريف بالإضافة إلى الاستعانة بالجنود المرتزقة من شمال إفريقيا، وعقد مجلس حربي مشترك بقيادة الجنرال بواشو في القيادة الفرنسية وسان خورخو في القيادة الإسبانية واتفقوا على الهجوم دفعة واحدة ومن جميع الاتجاهات على جمهورية الريف، وبعد العديد من المعارك وفي شهر أكتوبر من العام 1925م، تمكنت القوات الفرنسية من دخول مدن تاونات وبيبان وجبل مسعود، وقوات أخرى احتلت جبل الناضور وتمكنت من الاتصال بالقوات الإسبانية التي كانت تتقدم من منطقة ميضار، وما هي إلا أيام حتى تمكنت قوات أخرى بقيادة الجنرال "إيبوس" من الاستيلاء على بلدة ترجيست، وفي 8 سبتمبر 1925م، تمكنت قوات التحالف من الاستيلاء على العاصمة الريفية " أجدير" بعد الإنزال المكثف على شاطئ الحسيمة، وقد استعملت في هذا الزحف كل الأسلحة الفتاكة التي كانت موجودة آنذاك في زمن الحرب العالمية الأولى من الغازات السامة والنابالم والطائرات والمدافع التي كانت تطلق نيرانها على المراكز الريفية ليلا ونهارا فتحدث الذعر في سكان الريف، حيث استولى الاضطراب على الجيش الريفي، وبدأت بعض القبائل في التمرد، وأمام هذا الوضع اضطر مولاي محند إلى تسليم نفسه إلى القوات الفرنسية في بلدة ترجيست ، لتكون بذلك نهاية وجود جمهورية الريف.



#هاشم_عبد_الرحمن_تكروري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة تاريخية لمشكلة الصحراء المغربية...
- محاولةٌ لكتابة شيء
- للمسلم في الحرب طريقين؛ نصرٌ أو شهادة.
- -الولايات المتحدة الأمريكية،إسرائيل،الإتحاد الأوروبي،روسيا، ...
- ماذا يعني أن تكون فلسطينياً؟
- سألتني بنتي مِسك
- سأبقى أُحبك
- هل أتى على الإنسان حينٌ من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا ؟
- لا مساس
- تحطيم اللغة
- ءامين أم آمين
- سلسلة نثريات السجن(30)، والأخيرة، دمعة حزينة
- هل أشار القرآن الكريم إلى وجود مخلوقات عاقلة غيرنا في الكون؟
- سلسلة نثريات السجن(29)، شيطان مَريد.
- يوم العمل الاسلامي
- سلسلة نثريات السجن(28)، هم عجيب
- سلسلة نثريات السجن(27)، ريشة فنان
- اكتشافات لا اختراعات
- سلسلة نثريات السجن(26)، أيا ليتني
- سلسلة نثريات السجن(25)، طفل صغير


المزيد.....




- فرنسا تدعو روسيا وليس بوتين للمشاركة في احتفالات ذكرى إنزال ...
- الكرملين: كييف تسعى لوقف إطلاق النار خلال الألعاب الأولمبية ...
- الإيرانية والإسرائيلية أيضا.. وزير الخارجية الأردني يؤكد -سن ...
- المتنافسون على السلطة في ليبيا -يعارضون- خطة أممية لحل الأزم ...
- وزيرا الدفاع الأمريكي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهرا ...
- باريس -تدعو- روسيا من دون بوتين للاحتفال بذكرى إنزال الحلفاء ...
- زيلينسكي يوقع قانون التعبئة الجديد لحشد 500 ألف جندي إضافي ب ...
- أوكرانيا أرادت تصفية الصحفي شاري واتهام روسيا باغتياله
- الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس: إسرائيل سترد على إيران في ا ...
- لافروف: الولايات المتحدة وحلفاؤها يشعرون بقلق متزايد بشأن عم ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاشم عبد الرحمن تكروري - جمهورية الريف المغربية