أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مناقشتي لمناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين» 5/10















المزيد.....

مناقشتي لمناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين» 5/10


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5035 - 2016 / 1 / 5 - 13:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مناقشتي لمناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين» 5/10
ضی-;-اء الشكرجي
[email protected]
www.nasmaa.org
ص: صادق إطيمش.
ض: ضياء الشكرجي
1. ص: «وحينما تتطرق إلى مناقشة أدلة الإلهيين والماديين لتجد فيها الثغرة التي تواجه هذه الإشكالية في علة واجب الوجود، فإنك تبني نقاشك هذا على الرغبة في التوصل إلى ما يعجز الإنسان عن تصوره في استيعابه العقلي ومنطلقاته الفكرية الحالية.»
ض: ربما أنت محق، ولكن ليس كل ما يعجز الإنسان عن إدراكه يجب أن يكون عدما، فالمنطق المجرد لا ينفي الامتداد الزمني اللامحدود ابتداءً، كما لا ينفي امتداده اللامحدود انتهاءً، كما الرياضيات تقرّ بالصفر واللانهاية، مع إن التصور الذهني للإنسان عاجز عن استيعاب اللانهاية، ولكن عجزه لا ينفي الحقيقة الرياضية.
2. ص: «إنني أعتقد إن الفكرة الأساسية التي ينبغي مناقشتها في هذا المجال هي مدى عقلانية واجب الوجود في التوجهين الإلهي والمادي المطروحين للنقاش، مدللاً على الثغرات فيهما.»
ض: صحيح، وأتصور إن هذا ما حاولته، لكن لا أنفي احتمال أني لم أوفق فيه. لكن عندي سؤال، هل يوجد أصلا في الفكر المادي شيء اسمه واجب الوجود؟ أكون شاكرا لو أطلعتني عليه.
3. ص: «الفكر المادي، من وجهة نظري، أقرب إلى الفهم العقلي، وبالتالي فهو أقرب إلى الاستيعاب الإنساني من الفكر الإلهي. فالفكر المادي ينطلق من تحقق واجب الوجود من خلال تأكيده على وجود خالق لهذا الكون بكل ما يحتويه من مكونات بكل أشكالها المختلفة وبكل تبايناتها.»
ض: هنا أعترف بأني غير مطلع على فكر مادي يؤمن بوجود شيء اسمه "واجب الوجود". فكونه ماديا، ولا يعتمد إلا التجربة مصدرا للمعرفة الإنسانية، فلا يمكن له أن يؤمن بما وراء المادة. أكون شاكرا لو دللتني على كتاب يعتمد الفلسفة المادية ويتكلم مع ذلك عن الخالق واجب الوجود. فما هي صفات هذا الخالق الذي تعتمده المادية؟ فعندما نقول إنه واجب الوجود، يعني إنه ممتنع العدم، وبالتالي ليس هناك زمان يخلو من وجوده، مما يعني الامتداد الزمني اللامحدود بكلا الاتجاهين، أو أزليته وأبديته. أما إذا كان هذا الخالق قد انبعث إلى الوجود في زمن ما، فيعني أنه حادث، والحادث لا ينبعث من العدم إلى الوجود، إلا بوجود علة لوجوده. وبالتالي سيكون هذا الخالق حادثا فقيرا، أو لنقل يكون الخالق نفسه مخلوقا. ثم حسب علمي إن الفكر المادي تجريبي بالضرورة، وهو بالتالي ينفي كون العقل „die Ratio“ أو „die philosophische Vernunft“ مصدرا للمعرفة إلى جانب التجربة „die Empirie“، إلا إذا قصدت ب"العقلي" (العقلاني) „vernünftig“، بمعنى العقل العملي „praktische Vernunft“.
4. ص: «وهذا الخالق الذي يعتقد به الفكر المادي يتحقق وجوده من خلال الإدراك الحسي للإنسان عبر حواسه العضوية التي تعكس بهذا الشكل أو ذاك دلالات وجود هذا الخالق. أي بمعنى آخر إن الاعتراف بوجود هذا الخالق ينفي وجود ما يؤمن به الفكر الديني من جعل الخالق بعيداً عن الحس الإنساني وغريباً عن إدراكه العقلي.»
ض: كل من "الحس الإنساني" و"الإدراك العقلي" يمثل منهجا في الاستدلال يختلف عن الآخر. المادية تعتمد الحس والتجربة حصرا حسب علمي. أما العقل كمصدر أولي للمعرفة فيختلف. من العقليات الرياضيات مثلا، التي تمثل أعلى مراتب القطع من العقليات، فالحقيقة الرياضية، سواء كانت بديهية أو نظرية، عندما نعلم بها، تكون صحيحة دائما، ولا تحتاج إلى مراقبة أو تجربة واختبار، ولا يزداد اليقين بها بازدياد عدد مرات الاختبار. ومثل ذلك حقيقة أن الكل أكبر من الجزء، أو أن العدد الفردي لا ينقسم على اثنين بعددين صحيحين (بلا كسور). بينما العلم التجريبي، يعتمد الاستقراء، أي التحول من العام إلى الخاص، بتكرار المراقبة أو التجربة، أو كلاهما، من أجل استنتاج قانون عبر ذلك التكرار. كالحقيقة العلمية بتمدد المعادن بالحرارة. فالخالق/المادة حسبما أستنتج مما تذهب إليه، هو إذن مادة، والمادة فقيرة، أي محتاجة „abhä-;-ngig“، وما يكون محتاجا، فهو معلول، والمعلول لا يمكن أن يكون علة أولى للوجود، بل علة لما بعده، معلول لما قبله، وهو حادث، وحدوثه يعني خروجه من العدم إلى الوجود، في لحظة ولادته أو خلقه أو انوجاده أو كؤونه، أو حدوثه. وكما بينت هذا يحتاج إلى علة، فالخالق/المادة إذن ليس واجب الوجود، بل في أقصى ما يمكن "ممكن الوجود"، وما كان ممكن الوجود، فهو بنفس درجة الاحتمال ممكن العدم.
5. ص: «أي إن عدم اعتراف الفكر المادي بوجود ما يسميه الفكر الديني "الله" كخالق لهذا الكون، لا ينفي عدم وجود خالق آخر يربطه الفكر المادي بكل المتغيرات الطبيعية التي تؤسس للمتغيرات الوجودية من حياة ولاحياة فيزيائية كانت أم كيمياوية تخضع بدورها لمقومات خالقها في قوى الطبيعة المختلفة المحسوسة من الإنسان والمدرَكَة عبر قدراته العقلية وإمكاناته الفكرية.»
ض: أحتاج إلى التعرف على الخالق الذي تؤمن به المادية، وطريقة الاستدلال على وجوده، كي أستطيع أن أقول، كم أتفق وكم لا أتفق مع الرؤية المادية للخالق. لا أدري ما إذا كانت المشكلة تكمن في التسمية، لكون كلمة "الله" محملة باللاهوت الديني، وبما يزخر به مما يتعارض مع ثوابت العقل وقيم الإنسانية ومبادئ الحكمة والحقائق العلمية. فلو كانت المشكلة في الاسم، لما كانت هناك مشكلة لاصطلاح اسم آخر على هذا الخالق. أما إذا سألت ما هو هذا "الخالق" (المادي) المفترض. هل هو مادة أيضا؟ لكن المادة حادثة، وبالتالي محتاجة إلى علة، ومن هنا فهي مخلوقة من خالق، أو معلولة بعلة، أو موجَدة من قبل موجِد. أم هي طاقة؟ ناقشت ذلك في كتابي، وافترضت "الله"، أو "الخالق" بقطع النظر عن اسمه، طاقة. إذا كانت هذه الطاقة هي العلة الأولى التي لا علة لها، وهي طاقة مريدة مخططة، وبالتالي، قديرة، عليمة، حكيمة، فهي إذن الطاقة التي أصطلح عليها "الله"، لكنه ليس الله الديني من جهة، وهو نفسه الله الديني من جهة أخرى. "الله" كمفهوم لا يمثل إلا حقيقة واحدة، لكنه في الإدراك أو التصور الإنساني صور متعددة. الله الديني هو أسير الدين، وعبده المسخَّر له، بقصد أو عن جهل. أما الله التنزيهي أو المنزَّه أو المتنزِّه بالذات، فهو بريء من كل ما نسبت إليه الأديان مما يتعارض مع حكمته وعدله وجلاله وجماله، فالأحكام الشرعية لله الديني هذا منها ما هو غير عادل، ومنها ما هو غير حكيم. ثم هذا الإله الديني جاهل بما يفترض أنه هو الذي خلقه، فيروي لنا في الكتب (المقدسة) التي تنسب إليه قصصا عن الخلق والكون أثبت العلم خطأها.
6. ص: «وهذا بالعكس تماماً من وجوب الوجود الإلهي الذي تتوقف عنده علة الوجود لهذا الإله الثابت الأزلي. وما يساعد الفكر المادي على الاستمرار في هذا التوجه هو الانفتاح الأزلي لفضاءات العلم، التي لا ترى ثباتاً في وجود خالقها، الذي تتعرض مقوماته للتغيير المستمر من خلال تفاعل قوى الطبيعة الخالقة التي تعكس بدورها التطور الذي يمر به الإنسان نفسه، كأحد نتائج هذه الطبيعة، وبالتالي تغيير وجوده الفيزيائي والكيمياوي على مر الأزمان، التي لا نهاية منظورة لها، وبالتالي فلا نهاية لوجود هذا الخالق المتطور المتغير.»
ض: لأستعير منك النص أعلاه وأطبقه على الكون „das Universum“، فأقول: (وما يساعد الفكر الإلهي-العقلي-التنزيهي على الاستمرار في هذا التوجه هو الانفتاح اللامحدود لفضاءات العلم، التي لا ترى ثباتاً في وجود الكون الذي تتعرض مقوماته للتغيير المستمر من خلال تفاعل قوى الطبيعة، المخلوقة من جهة، والخالقة من جهة أخرى، التي تعكس بدورها التطور الذي يمر به الإنسان نفسه، كأحد نتائج هذه الطبيعة، وبالتالي تغيير ماهياته الفيزيائية والكيمياوية على مر الأزمان، التي لا نهاية منظورة لها، وبالتالي فلا نهاية لوجود هذا الكون المتطور المتغير، ولا ثبات فيه، إنما الثبات والأزلية واللامعلولية واللاحاجة تنحصر في خالق الكون وحده، الذي أودع فيما خلقه من الكون ومفرداته القابلية على كل هذا التحول والتطور والنمو فيزيائيا وكيميائيا، والاتساع أو الاضمحلال، والتفاعل، والتأثير والتأثر، والتسبيب والتسبب، أو التعليل والتعلل، والتكون والفناء والتجدد و... و...). فأين المشكلة؟ وجود العلة الأولى الأزلية اللامعلولة لا يتعارض مع قوانين التطور والتحول واللاثبات. فعلوم الإنسان وتطورها واتساعها مطردة ومتجددة ومكتشفة وباحثة ولا حدود لها، ليبقى الإنسان يكتشف المزيد، ويسخر رأسماله المتزايد من المعرفة التجريبية للكون وأسراره، ليكون هو أيضا خالقا مبدعا، مع الفرق بينه وبين الخالق الأول، هو أزلية الأول وحدوث الإنسان، وجوب الأول وإمكان الإنسان، استقلالية الأول في الخالقية واكتسابية القابلية الخالقية للإنسان.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشتي لمناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين» 4/10
- مع مناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين ...» 3/10
- مع مناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين ...» 2/10
- مع مناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين ...» 1/10
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 30
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 29
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 28
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 27
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 26
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 25
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 24
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 23
- تركيا - روسيا - فرنسا - سوريا - داعش
- مع مقولة: «الدولة المدنية دولة كافرة»
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 22
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 21
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 20
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 19
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 18
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 17


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مناقشتي لمناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين» 5/10