أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - اعدام نمر النمر بين سذاجة آل سعود ولعبة استراتيجية كبرى















المزيد.....

اعدام نمر النمر بين سذاجة آل سعود ولعبة استراتيجية كبرى


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 5035 - 2016 / 1 / 5 - 08:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعدام نمر النمر بين سذاجة آل سعود ولعبة استراتيجية كبرى
*******************************************
قد تكون الادارة الأمريكية أوعزت لآل سعود أن يقوموا بتنفيذ عملية الاعدام في حق رجل الدين باقر نمر الصدر النمر ، وبينت لهم محاسنها وايجابياتها ، بينما عين الادراة الأمريكية كما يعلم الجميع اليوم في أشياء اخرى تتجاوز آل سعود الى احتكار المنطقة . وهذا ما تؤكده مجموعة من الدراسات الجيسوستراتيجية .
ولعل اقرب وظائف استثمار اعدام نمر النمر هي ارسال رسالة جافة وخشنة للنظام الايراني ، الذي أثبت أنه نظام ذو خيارات استراتيجية يحسن توظيفها في مناسباتها الجقيقية ، عكس النظام السعودي المشيخي ذي الروافد الكلاسيكية العتيقة . فالتنديد باغتيال واعدام الداعية السعودي لم يأت من ايران او من الجهات الشيعية فقط ، وانما جاء من الاتحاد الأوروبي ومن الأمم المتحدة ، وهو ما يعطي للشيعة نشوة بتعاطف دولي كبير ، ةالذي ستستثمره ايران كاحدى أهم دوافعها في تحصين قدراتها العسكرية وتطوير امتداداتها الايديولوجية عبر ما يسمى ب توظيف لغة "المظلومية " والاستضعاف " ، التي تزداد ترسيخا مع مثل هذه القضايا الشائكة التي يطبقها امثال نظام آل سعود الذي يبدو أن أيامه باتت معدودة حسب مجموعة من الخبراء ، وحسب مجموعة من المعطيات والمؤشرات .
علينا أن نقرأ اذن ، بعين بصيرة لقاء أردوغان الأخير بالعاهل السعودي ، ودعوته للانفتاح على اسرائيل ، لأن هذه الأخيرة بحاجة اليهم ، كما انهم بحاجة اليها . فالرسالة رباعية الأبعاد ، تجمع بين اسرائيل وتركيا والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية ، والهدف واحد هو ايران . ففي مثل هذه الأحداث يصعب ان تقدم دولة في حجم السعودية على اثارة الشق الشيعي من المسلمين عبر العالم ، وبعض من المسلمين السنة المعتدلين والعقلانيين ، فتنفيذ حكم الاعدام على داعية سُلطت عليه الأضواء من أكثر من جهة في لعبة دولية محبوكة بعناية شديدة ، انما جاء من نفس اللاعب الذي يدير خيط اللعبة العولمية الجديدة . لكن ايران لن تنجر الى مثل هذه التفاهات ، ولكنها ستحسن استثمارها . اذ ان مقتل سمير القنطار الذي كان يعتبر أحد اهم أطرها بسوريا وخاصة بالجولان ، ثم اعدام نمر النمر الذي يعتبر احد أهم دعاتها في القطيف ، يعد امرا هاما للغاية ، في لعبة الاستراتيجيات المتعددة الألعاب ، وهذا ما سيدفع ايران الى تطوير آلياتها وانتاج أطر عسكرية ودينية جديدة ، او قل انهم موجودون في الصفوف الخلفية . اذ لا يمكن ان يتصور الباحث ان بلدا من حجم ايران في تفكيرها الاستراتيجي لم تفكر منذ سنوات في خلق نماذج قد تفوق دهاء عماد مغنية او كاريزما سمير القنطار او بلاغة نمر النمر . فالتفكير التكنولوجي الدقيق والثري أوالعقل السيبيرني كأرقى العقول الانسانية المعاصرة ، يعلم أصحابه دائما خلق اجيال جديدة ، واللعب بأوراق احتياطية غاية في الأهمية. وما دام ان ايران قد دخلت منظومة التكنولوجيا بقوة ، فان هذا التفكير سينتقل حتما الى تفكير تكتيكي واستراتيجي في قضايا السياسة والصناعة وميادين أخرى . وهو ما أبانت عنه بحنكة شهد لها بها العالم المهيمن ، او ما تسميه ايران بالقوى الاستكبارية . أما آل سعود فان تفكيرهم كما تدل عليه كثير من القرائن لا يتجاوز دائرة عمائمهم .
قد يتصور آل سعود أن اللعبة ستعود الى انطلاقتها الأولى مع ايران ، وهي الدولة -السعودية - التي عملت المستحيل لافشال اتفاقية النووي الأخيرة مع الدول الست الكبرى ، وأهدرت مآت الملايير من الدولارات ، ولكنها في النهاية فشلت فشلا ذريعا في محاصرة ايران دوليا . بل الطامة الكبرى أن ايران انتصرت في انفتاح العالم عليها . وهذا ما لم يستسغه آل سعود ، والسبب ؛ هو تدبير الملفات الاستراتيجية الخطيرة بالعاطفة أو بعقلية قبلية متجاوزة .
فآل سعود لا يستفيدون من الدروس شيئا . وأهم درس في هذا المجال هو علاقة الولايات المتحدة الأمريكية مع الاتحاد السوفياتي سابقا في حمأة صراع الحرب الباردة ، وهي لعبة شطرنج أبدعها الفرس ، فازت بها الولايات المتحدة الأمريكية . او الحرب الباردة الجديدة بين نفس الدولة الامبرالية ، لكن هذه المرة مع الفيدرالية الروسية . وقد تحولت الى ايديولوجيا تقترب كثيرا من دولة امبريالية ، ولم يبق لها الا تاريخ الشيوعية الذي يمثله حزب لا وظيفة له ولا تأثير يذكر في روسيا اليوم . ورغم هذه الصراعات التاريخية بين القطبين ، فان العلاقات الديبلوماسية بين القوتين ظلت متماسكة ، او قل على الأقل فان حيل التواصل لم ينقطع بين الدوليتين العظمتين . رغم التشنجات والاتهامات الخطيرة بين البلدين والتي تصدر أحيانا من افواه قادتها ، لكن العلاقات الديبلوماسية ظلت دائما قائمة . بل ان هناك تنسيقا بينهما في قضية سوريا وتقارب كبير بين وجهات نظرهما .فشعرة معاوية خط احمر لا يمكن لدولتين في حجمهما قطعها أبدا .
وهو ما استوعبته جيدا ايران من خلال بعض تصريحات مسؤوليها الذين استنكروا سحب ديبلوماسيي السعودية من طهران ، وطرد ديبلوماسيي ايران من الرياض . بعكس موقف آل سعود تماما . الأمر الذي سينعكس سلبا عليهم في القريب العاجل ، بالنظر الى السرعة الدقيقة التي تسم كل أشكال السلوك البشري اليوم ، وخاصة الدول التي تستند الى مؤسسات ومعاهد كبرى لرسم السياسات الداخلية والخارجية .
وفي ظني المتواضع أن ارتباط ايران باعداء المنطقة كاسرائيل وتركيا والولايات المتحدة الأمركية سيؤدي بها الى انهيار قريب . والله اعلم .
فقد تعالت الأصوات المنددة بمقتل نمر النمر في جميع جهات العالم ، بدءا بايران وانتهاء بالسعودية نفسها ، مرورا بالجزائر وتركيا ، حليف السعودية المرحلي ، وباكستان ، التي يحاول آل سعود جرها الى مربعهم دون جدوى ، وبريطانيا .ودول اخرى كالبحرين حليفة السعودية التي قطعت علاقاتها أيضا مع ايران . وهو مؤشر واضح أن بركان الخليج العربي سينفجر قريبا اذا شاءت ايران . والسعودية كدولة تلح على ادارة المنطقة وزعامتها بالمال والرشاوي يصعب أن تستمر الى امد متوسط في عالم لم يعد يكترث بالمال والثروة ، بل يصنعها عبر وسائل جد معقدة .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة الاعدام
- رسالة الى صديق غائب
- حكايات طنجة
- العصر الذهبي للارهاب
- تهمتي أني شاعر
- ليلة عيد الميلاد.....قصة
- الارهاب ونظرية سلب العقول أو شلها بالصدمة
- شموع لمحمد العناز بمناسبة حصوله على جائزة جنان خليل
- الكفار والمسلمون
- خطبة السيد الحاكم العربي
- هنيئا للعرب ، لقد انتصرت ايران
- مصر الى أين ؟؟
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-21-
- بحث عن أساب فشل العرب ومجتمعاتهم
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-20-
- نحن الحالمون .......
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-19
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-18-
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا-رواية-17-
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا-رواية -16-


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - اعدام نمر النمر بين سذاجة آل سعود ولعبة استراتيجية كبرى