أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - بير رستم - الشارع العربي















المزيد.....

الشارع العربي


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 5034 - 2016 / 1 / 4 - 19:39
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    





من المعلوم إن النخب السياسية ترسم برامج أحزابها على ضوء متطلبات الناخب الذي يمثله وبالتالي فإن الشارع السياسي أو ما يعرف بالجماهير الشعبية أو أفراد الأمة والقومية والطائفة الواحدة هم ترمومتر تلك الأحزاب؛ حيث تقوم بوضع برامجها السياسية بناءً على رغبة هذه الجماهير وما تجعلها أن تدلي بصوتها لمرشح هذا الحزب أو ذاك. وهكذا فإنه لما يُعرف بالشارع السياسي دورٌ حيويٌ مهم في رسم تلك البرامج السياسية وبالتالي اتخاذ المواقف من جملة القضايا التي تشغل الساحة السياسية في هذه المنطقة أو تلك، وتعتبر منطقة الشرق الأوسط واحدة من المناطق الحيوية في العالم، وذلك نتيجةً لجملة قضايا ومسائل سياسية عالقة وبحاجة إلى حلول جذرية وآنية وأيضاً إلى دعم الشارع (الجماهير) له.

وهكذا فإن أصوات الناخب تعتبر مقياس الفاعلية السياسية للأحزاب والحركات السياسية عموماً، وإن الأحزاب التي تعمل في ساحتنا السياسية الشرق أوسطية عموماً، وعلى الأخص منها العربية وأيضاً الكوردية، لا تشذ عن هذه القاعدة (الذهبية). بل إنها تحاول أن توهم الناخب العربي (الكوردي) بأنها أكثر التصاقاً بها وبمتطلباتها – فقط في مراحل التأسيس والعمل السري بين الجماهير وإن كانت لا تعمل بها عندما تستولي على القيادة والسلطة، بل تنقلب على تلك الشعارات وتعمل بالضد منها سراً وعلنيةً وذلك على ضوء قدراتها وسلطتها وهيمنتها على مقاليد الحكم والأمور – نعم.. إن (أحزابنا) تتقن فن لعبة (الجزرة والعصا) فهي في بداية مراحلها التأسيسية (النضالية) تقدم لنا (الجزرة) ومخبأةً (العصا) في عبها وذلك لنيل أكبر عدد ممكن من أصوات الناخب.

إذاً وعلى ضوء (الحقيقة) السابقة والواقع الراهن في (شارعنا) – بالتحديد الشارع العربي؛ كونه موضوع المقال من جهة ومن جهة أخرى هو الأكثر تمثيلاً عن الحالة التي نتناولها في مقالتنا هذه – وبما يحمله من موروثٍ اجتماعي ثقافي ومن قيمٍ وأفكار ومبادئ إسلامية قومية يسارية راديكالية، فإنه يُمكّننا أن نستبين مضامين (برامجنا) السياسية؛ برامج الأحزاب العربية بتياراتها الأساسية الثلاث الإسلامية والقومية وحتى ما يعرف باليسار العربي وأولهم الحركة الشيوعية العربية مع بعض الاستثناءات وفي ظروف معينة كالحزب الشيوعي العراقي وبعد حظره وملاحقة رفاقه وتصفيتهم من قبل نظام صدام حسين؛ حيث تجد أن هذه التيارات – وخاصةً في الآونة الأخيرة تتفق وإلى حدٍ بعيد في نظرتها وتحليلها للمسائل والقضايا السياسية وبالتالي نجد انسجاماً شبه تام في مواقفها المعلنة من تلك القضايا وخاصةً المتعلقة منها بقضايا الشعوب التي تعيش تحت الهيمنة العربية والمسلوبة الإرادة والحقوق كالشعب الكوردي وأيضاً كل من الأمازيغ والدارفوريين وغيرهم.

نعم.. يمكن وفي ظل هذه الأجواء والمناخات أن نستبين ما تحمل هذه الأحزاب من أهداف قريبة وبعيدة؛ حيث أن الشارع العربي ونتيجة لقيم وثقافة الإسلام والقائمة على أساس "إنكم خير أمةٍ أخرجت للناس" – أي الأمة الإسلامية ومن ثم تأويل المقولة السابقة على أن الخطاب موجه للأمة العربية فقط وليس لكل المسلمين كون العرب هم حاملي لواء الإسلام وأول من آمن به ونشر أفكاره وقيمه وقد تم ذلك بفضل جهود النخب القومجية والعروبية – وبالتالي استعباد واستبعاد كل العناصر الغير عربية من المراكز القيادية الحساسة وجعل هؤلاء ذميين وفي (أحسن) الأحوال موالين؛ (من الموالي أي مواطنين من الدرجة الثانية) لا يرتقون إلى مستوى (أسيادهم) العرب وهكذا فهم لا يستحقون أن يكونون من تراتبيتهم.

فها هو عمر بن الخطاب (ثاني الخلفاء الراشدين) يوجه خطاباً إلى عامله على البصرة (أي واليه أو المحافظ بمرتبة اليوم)، ألا وهو (أبو موسى الأشعري)، يدعوه إلى أن يُعرض أهل البصرة عليه "فمن يجده من الموالي (المسلمين من غير العرب) ومن أسلم من الأعاجم قد بلغ خمسة أشبار فقدمه فاضرب عنقه.. ". ولكن وعندما ينصحه (زياد بن أبيه) أن يَعدُل عن الفكرة بعد أن يُقنع الخليفة؛ بأن أضرار هذه القضية أكثر من فوائدها، يفتي (عمر بن الخطاب) بمجموعة من المبادئ والسنن بحيث تسمى مجازاً بسنة عمر ومنها: "أن تنكح العرب فيهم (أي في الموالي) ولا تنكحوهم، أن يرثهم العرب ولا يرثونهم، أن تقصر بهم في عطائهم وأرزاقهم، أن يُقدّموا في المغازي ويصلحون الطريق ويقطعون الشجر، لا يؤم أحد منهم العرب في صلاة ولا يتقدم أحد منهم في الصف الأول إذا حضرت العرب إلاّ أن يتموا الصف، لا تولِّ أحداً منهم ثغراً من ثغور المسلمين ولا مصراً من أمصارهم، ولا يلي أحد منهم قضاء المسلمين ولا أحكامهم (و) لولا أن عمر سن ديّة الموالي على النصف من دية العرب – وذلك أقرب للتقوى – لما كان للعرب فضل على العجم".

هذه هي سنة وقوانين عمر في رسالته لعامله على البصرة (أبي موسى الأشعري)؛ حيث يأتي فيه أيضاً: "أذل العجم، وأهنهم، وأقصهم، ولا تستعن بأحد منهم ولا تقض له حاجة (أي للمسلم الموالي من غير العرب)" وغيرها من السنن والقوانين والتي تجعل من المسلمين من غير العرب (الموالي) ليسوا فقط مواطنين من الدرجة الثانية، بل عبيداً وأرقاء ذليلين.. وللمزيد من المطالعة والاستقصاء عن الحقائق والوقائع، نحيل القارئ إلى كل من كتاب (مؤتمر علماء بغداد – ص 114) وأيضاً كتاب (سلمان الفارسي في مواجهة التحدي لمؤلفه جعفر مرتضى العاملي). هذه كانت بالنسبة للموالي (المسلمون الأعاجم)، أما بالنسبة إلى الذميين والكفرة والزنادقة فحدث ولا حرج؛ حيث بطون أمهات الكتب – والإسلامية ضمناً – ملئ بالجرائم والمجازر التي ارتكبت بحق أولئك وما "زال الحبل على الجرار" ومأساة العراق والشعب العراقي بكل أعراقه وطوائفه وأديانه (خيرُ) دليلٍ على ذلك؛ حيث القتل والذبح على الهوية، إن كانت الهوية القومية أو المذهبية الطائفية أو السياسية.

تلك كانت من الإسلام ولكن الفكر القومي العروبي ومن بعده اليساري – المدرسة الستالينية تحديداً – لم تشذ عن القاعدة السابقة لتقوم بحالة قطيعة مع تلك المبادئ والقيم التي توارثناها من ثقافتنا الإسلامية – وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال بأن كل ما في الإسلام هو سلبي ولم يقدم ما هو الإيجابي، بل الحضارة الإسلامية مثلها مثل غيرها من الحضارات التي عرفتها البشرية فيها كل من الجانب النيّر وأيضاً المظلم القاتم – بل إن المدارس الفكرية الحديثة والقائمة على الأسس القومية واليسارية قد سارت على ضوء وفلسفات (ابن تيمية وابن حزم) وغيرهم من المتشددين في المسائل الفقهية والفكرية الخلافية وهكذا استمر الحال بنا ضمن هيكلية مجتمعية قائمة على مبدأي الاستعباد و الاستبعاد وهكذا فإن الآخر إما يكون عبداً ذليلاً خانعاً أو (يعيش) حالة النفي والإقصاء عن الحياة إن كان بمعناه المادي الجسدي أو المعنوي السياسي.

نعم.. هذه هي قيم وثقافة الشارع العربي عموماً وحتى – وللأسف – ما تعرف بالنخب الفكرية والسياسية مع استثناءاتٍ لا بد منها حيث "لكل قاعدةٍ شواذ". وبالتالي فإن حركة الشارع العربي وتأثيرها على المناخ السياسي العام تدفع بتلك النخب الثقافية الفكرية وحتى الليبرالية منها، ناهيك عن تلك التي تحمل ثقافة (ابن تيمية) نشأةً وسلوكً (حضارياً)، لأن تتجنب الاصطدام مع هذه "الثقافة الشعبوية الرعاعية". وبالتالي فإنها (أي تلك النخب الفكرية) تتوافق مع الشارع في مفاهيمها الأخلاقية ومبادئها السياسية، بل تجعل منها؛ (من تلك القيم والمبادئ) أسس تعبوية لتحريك هذه الشوارع ضد من تريد ووقتما تريد و.. هكذا تؤسس أحزابها على الكراهية والعنف والتعسف والحقد وأن الآخر لا يستحق مرتبة الشريك والند الحقيقي في العملية السياسية والوطن وبالتالي فإما أن يعيش صاغراً ذليلاً أو يرحل عنه إلى المنفى أو السماء لا يهم، المهم أن لا يكون للآخر من وجود.

ولكن.. هل هي بداية صراع الحضارات ونهاية التاريخ وأنه ليس في اللوحة إلاَّ القسم الحالك والشر المطلق وأنه لا مفر للبشرية من الدخول إلى النفق المظلم والوقوع في حتمية الفناء والإفناء. أم ما زال هناك صوتٌ للعقل وفسحة أمل لأن نتعايش متجاورين ينظم حياة مجتمعنا عقدٌ اجتماعي أكثر عدلاً وإنسانيةً؛ قائماً على مبادئ وأسس العدل والحق والمساواة في الحقوق والواجبات وعلى أن الإنسان أعلى قيمة كينونية وجودية يجب الحفاظ عليه وعلى كرامته وحقوقه وأنه حرٌ في معتقده وفكره والآراء التي يتبناها ومن دون الإكراه والغصب والتعسف به.

وإننا لعلى يقين بأنه ما زال هناك الفرصة والأمل لأن نعيد الحياة لمجتمعاتنا التي تعيش في غرف الموت لندخلها من جديد في صيرورة التاريخ والحضارة وذلك باعتماد قيم حضارية إنسانية تنسجم، من جهة، مع الواقع؛ واقع مجتمعاتنا وقيمنا وسلوكياتنا وحتى الموروث الفكري – المعرفي لمنطقتنا وهذا لا يعني فقط عدم التمسك "بالقشور" ولكن حتى بالكثير الكثير من المضامين السلبية والعطالية في موروثنا ومجتمعاتنا الشرقية البائسة. ومن جهة أخرى يكون منسجماً (أي ذاك العقد الاجتماعي الجديد) مع المبادئ والأسس التي طرحتها المنظمات الدولية والحقوقية المهتمة بقضايا الشعوب والأفراد وحقهم في الحياة والحرية وتقرير المصير والسيادة، حيث من دون هكذا عقد اجتماعي – سياسي يراعي مصالح وحقوق الجميع، لا يمكن للحياة أن تدوم وستكون هناك دوامة العنف لأحقابٍ وأحقاب وهي تحصد أرواح أطفالنا في معركةٍ المنتصر الوحيد هو (أبو مصعب الزرقاوي).



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة السياسية الكوردية – تياراتها وأحزابها –
- الأنثى والشعر
- الأحزاب الكوردية والعوامل الكامنة وراء انشقاقاتها!!
- الدولة الكوردية.. إعتراف الآخرين هو تحصيل حاصل!!
- قراءة .. في تداعيات الأزمة السياسية في روج آفاي كوردستان*.
- حزبيتنا ..تقف وراء قراءاتنا الخاطئة!!
- القادة العظماء ..هم بهذا أو ذاك الشكل -أنبياء-!!
- نحن السوريون .. وقضية التحالفات مستقبلاً!!
- الأتاتوركية الجديدة (إمَّا أنْ تحبوا وإمَّا أنْ ترحلوا)
- أزمة التحالفات في الحركة الوطنية الكوردية
- الأمة الديمقراطية .. كرؤية ومشروع سياسي.
- نحن الكورد .. علينا أن لا نكون -حنبليين- في السياسة!!
- الآخر بين الاستلاب و الإقصاء _الكورد نموذجاُ_
- هل ..يحق لنا أن نغير قوميتنا كما نغير ديننا؟!!
- الدب الروسي .. لا نريد إعادة تجربة مهاباد!!
- علي سيريني .. وقنابله الموقوتة في صناديق الميلاد!!
- قضايا ومواقف ..في عدد من المسائل الكوردية العاجلة!!
- تركيا.. ومسألة المنطقة العازلة.؟!!
- الكورد.. والإستراتيجية الأمريكية الجديدة.
- المجتمع المدني ..مفهوماً وواقعاً سياسياً!!


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - بير رستم - الشارع العربي