ألوجه والعجيزة ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

الحوار المتمدن-العدد: 5034 - 2016 / 1 / 4 - 13:06
المحور: كتابات ساخرة
    

ألوجه والعجيزة ..
العنوان أعلاه هو عنوان مجموعة قصصية للكاتب والشاعر الفلسطيني ،أحمد حسين ، أخ الشاعر الكبير راشد حسين ... فله الشكر ومنه العذر على اقتباس عنوان مجموعته القصصية لهذه المقالة ..وهو لم يكن يعلم ،عندما اختار هذا الإسم لمجموعته القصصية الرائعة ، بأن الوجه والعجيزة ، هما نفس الشيء وفي الوقت ذاته ..!! إلى أن أطلّ علينا ، صاحب الفضيحة والشر المستطير (بدلاً من صاحب الفضيلة والقمر المنير )، هذا المتخلف ،ليقول لنا ، بأن وجه الرجل ومؤخرته متساويان :
https://www.facebook.com/video.php?v=724490144351824&theater
طبعاً هو يتحدث عن آدم ، قبل وبعد اكتشافه لعورته ، وكأنه زامَلَه ُ في الجنة ، وكان مطلعاً على جرى وما يجري معه هناك ...
لكن السؤال الهام هو :لماذا هذا الانشغال بالجسد وأعضاءه ؟ وتحديدا المؤخرة !!
الشغف بالأعضاء (وهنا تتحول المؤخرة الى عضو إغواء جنسي عند صاحب الفضيحة )، هو شغفٌ مقبول في سياق الإشباع الجنسي الذي يستند على الرغبة المتبادلة والموافقة المتبادلة ، لكن "فضيحته" يرى بأن كل ذوي الميول الجنسية هم من ذوي الميل نحو المؤخرات ،لذا وجبت تغطيتها ، وليس لأن الذوق السليم والآداب العامة تقتضي ذلك ..!! بالمختصر يرى "فضيحته" بأن الجسد الإنساني كله عورة !! وفي هذه النقطة قد اتفق مع "فضيحته" ،لأنه ساوى بين جسد الأنثى والذكر . وهذه تحسبُ له لا عليه ..!!
وبما أن اعضاء الجسد جميعها ضرورية وتؤدي وظائف فيزيولوجية حيوية ، والتي لولاها لعانى الإنسان معاناة لا تُطاق ، والتي قد تؤدي الى الوفاة أحيانا ..تذكرتُ هذه الأُمثولة التي حكاها لنا استاذ في دورة تأهيل مدراء في الجامعة ..
والقصة هي ، حدوث صراع بين اعضاء الجسد ، حول ، أي عضو في الجسد ،هو المدير له ؟!! فقال القلبُ بأنه المدير ،فلولاه لما وصلت الدماء والغذاء والاكسجين الى سائر الاعضاء ... وقال الدماغ بأنه هو المدير ولولاه لما تم ارسال الرسائل العصبية ولما صدرت الأوامر للأعضاء .. وقالت الكلى ، والعينان والرئتين وسائر الأعضاء بأنها هي التي تتسنم منصب المدير ... وهنا تدخلت فتحة الشرج قائلة بأنها هي المديرة ..!! فانفجرت الأعضاء بالضحك الصاخب ، ساخرة من هذه المتطاولة على منصب الإدارة .
ولكي تُبرهن لهم ،فقد قامت فتحة الشرج بإغلاق المخارج والصمامات ... مر يوم ويومان وثلاثة ، وبدأ الجسد يشعر بالدوخة والضعف ، ودبت في اوصاله الآلام ، ألم في البطن ، ترنح ، وإغماء ..!! توجهت الاعضاء الى فتحة الشرج ، معتذرة وراجية منها أن تفك "الحصار" ،فلقد اصبح الوضع لا يُطاق !!
- من المدير الآن ؟ سألت فتحة الشرج
- أنت مديرتنا وتاج رؤوسنا ..!! أعترف أعضاء الجسد ..
ولعل ، مؤخرة صاحب "الفضيحة" ، قد أعلنت الإضراب ، فحلّ فمه محلها ..!!

#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات