أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - أضواء على حزب الأصالة و المعاصرة عشية المؤتمر الوطني الثالث















المزيد.....

أضواء على حزب الأصالة و المعاصرة عشية المؤتمر الوطني الثالث


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 5034 - 2016 / 1 / 4 - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقترب موعد المؤتمر الوطني الثالث لحزب الأصالة و المعاصرة من تاريخ انعقاده (أيام 22/23 و 24 من الشهر الجاري)، في جو من التحضير الجاد و المسؤول، يوحي بالحرص على سلامة كيان الحزب وطنيا ووحدة صفوفه على قاعدة التلاحم الوطني، و سط ترقب و تطلعات منقطعة النظير.
و إذا كانت رحى المناقشات تدور حاليا حول الدور المنوط بهذا الحزب و القيمة المضافة التي سيأتي بها المؤتمر الثالث، فإن مشاريع خططه و برامجه و أدبياته تثير الجدل و الترقب و الحماسة.
و رغم ما تعرض له "البام" من حملات تشويه و تشهير، إلا أن استحقاقات 2015 أبانت عن جاذبية كبيرة يتمتع بها أنصاره و عن تجذر في صفوف الجماهير الشعبية التواقة للتغيير، في انتظار ما ستسفر عنه استحقاقات 2016 و ما سيترتب عنها من تحولات سياسية و اجتماعية لا يمكن إغفالها.
و ينظم الحزب مؤتمره الثالث لجنة تحضيرية تعكس مختلف مكوناته و هيئاته و منتدياته، ما سيمكنه من إعمال كل التدابير و الإجراءات المتعلقة بالانتداب و تهيئ مشاريع الوثائق الفكرية و السياسية و القوانين المهيكلة للحزب، و بالتالي رفع كل التحديات و تنفيذ خطة الطريق التي رسمها المجلس الوطني الأخير بتاريخ 14 نونبر من العام الماضي.
و بعيدا عن أي اصطياد سياسي مناسباتي، و قبل الخوض في ما ينتظر الحزب من تحديات داخلية و خارجية و المساحة التي يجب أن يغطيها في المستقبل بعد نجاته من العزلة و اللافعالية بسبب المواقف الجريئة التي تبناها سياسيا و تنظيميا حفاظا على خطه الحداثي الديمقراطي؛ من الضروري أن لا ننسى ما تحتمه علينا ظروف النضال الموضوعية لكي لا نتيه وراء تفسير التطورات الجماعية لمكونات الحزب و ديناميتها من دون أن نكلف نفسنا عناء طرح الأسلة المقلقة، و من دون أن نستحضر أهمية البنيات و الهياكل و دورها في تحقيق غايات متميزة و خدمات ذات طابع استشاري أو بحثي أو ترويجي.
إن الأزمة الحالية التي تجتازها بلادنا تقوم على قاعدة أوسع بما لا يقاس، و هو ما يفرض علينا اليقظة و الوعي النشيط، الجريء و المقدام، بدل تبرير الواقع العنيد بمساجلات حول الألقاب و الأنساب و الأسر و القبائل و استعادة الأدوار النضالية السابقة، و حتى يكون المؤتمر الثالث فاصلا في تاريخ حزب الأصالة و المعاصرة و من تم في التاريخ السياسي المغربي الحديث.
وإذا كان امتعاض المغاربة من طول انتظار ترجمة دستور 2011 إلى قوانين و نصوص تؤسس لدولة الديمقراطية الجهوية يعتبر من التحديات الكبرى التي تنتظر الأصالة و المعاصرة، فإن الوضعية الاجتماعية المزرية لعموم الجماهير تضع الحزب و مناضليه وجها لوجه أمام الحقيقة و أمام اختبار مصداقية الفاعل السياسي و فعله.
لقد عانى المشهد الحزبي المغربي كثيرا من اتساع الهوة بين القواعد و القيادات و من فقدان الثقة في الإطارات و المنظمات و النقابات و من النضال السياسي بشكل عام، نتيجة سنوات السلطوية و الاستبداد التي أرهبت المواطنين و جعلتهم مرتبطين بالأشخاص (و الخوف في بطونهم) و ليس بالوطن كقضية.
إن القيادة المنتظر فرزها في المؤتمر الثالث، أمامها مسؤوليات جسيمة تفرضها حالة الانتقال من مرحلة النشوء و التأسيس إلى مرحلة التطور و المأسسة في ظل مناخ سياسي عام يطبعه احتقان الصراع الديمقراطي المنظم، و المنافسة الشريفة و الحوار المفتوح و المثمر و حرية الرأي و الانتماء و التعبير.
إنها قيادة الخيار الديمقراطي المؤمن بالنضال الطبقي و بناء حزب سياسي شديد اللحمة، ثابت مبدئيا، و منفتح على كل النجاحات الجماهيرية. و هذا لن يتأتى إلا بكسر القاعدة التقليدية المتبعة في مثل هذه المؤتمرات و التي تؤجل النقاش الحقيقي و الحوار الوطني حول مشروع الحزب و خصوصيته إلى أجل غير مسمى.
لقد كان تحديد مطلع سنة 2016 تاريخ المؤتمر الثالث لحزب الأصالة و المعاصرة مفاجأة لكافة القوى السياسية التي كانت تعتقد استحالة جمع و لم مناضلات و مناضلي الحزب مباشرة بعد نهاية استحقاقات 2015 و ما خلفته من نزيف في الفضاء العمومي و السياسي، و هو ما قوى الثقة داخل مكونات الحزب و جنبه كل أنواع الصراعات الثانوية و الهامشية المرتبطة بالنضال الظرفي المصلحي و الموسمي.
إن حاضر الحزب لا يمكن تفسيره بأحداث ووقائع ماضي كنا جميعا جزء منها. و كنا فاعلين فيها من مواقع مختلفة. فإذا أردنا أن نجنب بلادنا كل الأخطار القادمة المرتبطة بالتحولات في البنيات الاقتصادية و الاجتماعية و التغيرات في أنظمة الإدارة، فعلينا الجواب على الأسئلة التالية:
ما الذي يوحد المغاربة اليوم؟ ما هي الطبقات الاجتماعية الأكثر تضررا؟ و ما هي المهمات التي تتلاقى فيها مختلف الطبقات؟
لقد حاول حزب الأصالة و المعاصرة منذ تأسيسه تمثيل تطلعات شريحة واسعة من المواطنات و المواطنين ذوي الدخل المتوسط و دون، و استعادة الثقة في العمل السياسي و في المؤسسات (بعد ما عاشه المغاربة من ظروف قاسية و من تعصب سلطوي نافذ و قمع شمولي استمر ما يفوق ثلاث عقود من الزمن)، و المساهمة في المصالحة السياسية وبناء مغرب الاستقرار و التماسك الاجتماعي القائم على قيم الانسانية و الحرية و العدالة الاجتماعية و المساواة. و هو اليوم يحصن بيته لكي لا ينحرف المؤتمرون نحو الموافقة على المزيد من التنازلات الهادفة لزيادة سلطة المال في بلادنا و خوصصة كل ما تبقى من مؤسسات و مصالح وطنية و منح تسهيلات اقتصادية، بينما الواقع المغربي يدعونا للتجديد و التحديث و معالجة المشاكل السياسية بتحقيق المساواة و العدالة الاجتماعية بين الأجيال و تمكين الجيل الجديد من الشباب و النساء من الحق في الثروة، الأمر الذي يتطلب اجتهادا و تطويرا في آليات الحزب و مبادئه الأساسية و قوانينه التنظيمية.
و لضمان الفوز في الاستحقاقات المقبلة، يجب على المؤتمر الثالث ان ينتزع نصر كبير يتيح له اكتساب مواقع جديدة في مساحات أوسع من الخريطة السياسية المغربية، و هو مطلب يعززه "الاتجاه أو الخط الوسط" المنشود، من أجل اقتصاد مزدهر وتقسيم كل مكتسبات المجتمع بطريقة أكثر عدل و مساواة في أفق إصلاح فعلي و شامل عنوانه بناء الدولة الديمقراطية الحديثة بمضمونها الاجتماعي الاقتصادي للقضاء على كل أشكال الفساد و النهب و المحسوبية و الزبونية.
و بشكل عام، إن حزب الأصالة و المعاصرة في مؤتمره الثالث، يجب أن يخطو خطوة كبيرة إلى الأمام في اتجاه رسم خطه السياسي المناصر للدولة المدنية و لدولة الحق و القانون، و المعبر الأمين عن المصالح الحيوية لبلادنا ووحدتها الوطنية و عن الآمال العميقة و الشرعية للشعب المغربي و على رأسها إطلاق "مخطط مغرب الشباب و الكفاءات" (لتمكينهم من الحق في العيش الكريم و المساهمة في تنمية بلدهم) للحد من الفوارق الاجتماعية، و تحصين الحقوق و المكتسبات السياسية و المدنية لكافة أبناء الشعب المغربي و في مقدمتها التعليم و الثقافة و الصحة و السكن و الشغل في إطار الدولة الجهوية الجديدة التي من اختصاصها رسم كل معالم التنمية المجالية.



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطليعة الواعية في أفق 2016
- من أجل يسار الوسط
- الجامعة المغربية..قنبلة موقوتة
- الجهوية المتقدمة و القضية الوطنية
- المغرب القريب بدل المغرب البعيد
- من المسؤول عن تعثر الانتقال الديمقراطي في المغرب؟
- -تنورة- الحرية و -فستان- الديمقراطية
- رسالة مفتوحة إلى السيد حامي الدين
- التفاوض الثقافي قبل التفاوض السياسي
- برهان عسل الوزيران الحبيب و سمية
- النخب المكناسية بين المؤسسات التقليدية و التطلعات الحداثية
- التراث والمدينة : من التدبير التمثيلي إلى الحكامة التشاركية، ...
- لأني أحبك...
- قافلة الجديدة من أجل مدينة مواطنة
- قافلة المنتدى الوطني للمدينة من أجل مدينة مواطنة
- محطات متعددة و الهدف واحد: مستقبل المدينة المغربية ...تغطية ...
- الندوة الدولية الرابعة بمناسبة اليوم العالمي للمهاجر
- روح المدينة
- على هامش الإضراب العام: نريد سماع صوت البورجوازية الوطنية ال ...
- الشبيبة الحزبية و رهانات المستقبل


المزيد.....




- لمعالجة قضية -الصور الإباحية المزيفة-.. مجلس رقابة -ميتا- يُ ...
- رابطة مكافحة التشهير: الحوادث المعادية للسامية بأمريكا وصلت ...
- كاد يستقر في رأسه.. شاهد كيف أنقذ رجل غريب طفلًا من قرص طائر ...
- باتروشيف: التحقيق كشف أن منفذي اعتداء -كروكوس- كانوا على ارت ...
- إيران أغلقت منشآتها النووية يوم الهجوم على إسرائيل
- الجيش الروسي يعلن عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الأوكر ...
- دونالد ترامب في مواجهة قضية جنائية غير مسبوقة لرئيس أمريكي س ...
- إيران... إسرائيل تهاجم -دبلوماسياً- وواشنطن تستعد لفرض عقوبا ...
- -لا علاقة لها بتطورات المنطقة-.. تركيا تجري مناورات جوية مع ...
- رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية تمنح بوتين بطاقة -الر ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - أضواء على حزب الأصالة و المعاصرة عشية المؤتمر الوطني الثالث