أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - تخبط الراسمالية الامريكية تتوضح من تعاملها مع قضايا الشرق الاوسط














المزيد.....

تخبط الراسمالية الامريكية تتوضح من تعاملها مع قضايا الشرق الاوسط


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5034 - 2016 / 1 / 4 - 00:09
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


اننا نتكلم عن الناحية السياسية و ان كانت النواحي الاقتصادية و الثقافية مرتبطة معها ارتباطا وثيقا، و لا يمكن فصلهم عن البعض . انها، اي امريكا، اعتقدت بانها وصلت الى ما لا يمكن ان يصل اليه اي منافس اخر، ومعتقدة في الوقت ذاته انها نجحت نهائيا، و ان انهيار الاتحاد السوفيتي لاسباب ذاتية، و على راسها ما سارت عليه قيادات السوفيت، وفق نظراتها الى الفكر و الفلسفة الاشتراكية بخلفيات مختلفة و اكثرهم بمزاجات متواترة و متوارثة، لم يكن للشعب الدور الرئيسي في تحديد مسارهم، و هذا موضوع اخر لا يسعنا ان نفصل فيه هنا، اعتقدت امريكا انها انتصرت على الفكر والفلسفة الشيوعية نهائيا و ليست هناك بعد المرحلة الراسمالية التي التزمت بها .
انبهرت بمنظريها و مفكريها و ما خرج منهم من التنظيرات وا لكتب و التوجهات الفكرية السياسية، و سارت على غرورها و توجهت لفرض القطب الراسمالي الواحد هادفا الى حكم العالم على انها تحمل الاصح، و انتهى التاريخ لديها، و ليس الا ان هناك صراع للحضارات و سوف تقضي عليهم في النهاية و تسود على العالم بكل امكانياتها المادية و بما تحمل من الثقافة والفكر الراسمالي الامبريالي .
لم تمض على ما اقدم عليه غورباجوف الا عقدين و نيف فقط، و نرى ما وقعت فيه امركيا من الاخطاء و اعادت النظر كثير فيما ذهبت اليه، و هي الان منعكفة او منكفئة من حيث ما ابتدات به من التمادي على ما يحمله الاخرون جميعا، معتقدة انها ستنهي على الفكر الشيوعي نهائيا في العالم اجمع قبل الاخرين، واعتقدت تتجه الناس الى ما هي تسير عليه من الناحية الاقتصادية و السياسية و الفكرية، و حاولت و هي مستمرة لحد الان ان تنشر من اثير ثقافتها المبنية على الليبرالية و الديموقراطية الفوقية النابعة من المصلحة البرجوازية فقط .
عندما اصطدمت بما لم تعتقده من الصدامات التي برزت من الواقع و عرقلت مسارها بشكل طبيعي، اتخذت سياسات بهلوانية مجازفة في حركاتها من اجل وضع اللمسات الاخيرة على ما يهمها في منطقة الشرق الاوسط، لترسخ ما تنجح فيه لتبرز الارضية المناسبة لتقتحم المناطق الاخرى من العالم، و اعتقدت انها ستكون المسيرة اسهل ان نجحت هنا، و بهذا ستكون قد اطبقت على العالم من جميع الجهات . فبتهورها في عمل عسكري خارجي كما في افغانستان و العراق تعلمت دروسا و اوقعت بنفسها في وحل اخطائها و تسرعها و تشدقها لما سارت من خطوات سهلة في تقدمها بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، و خاصة في تلك البلدان التي حدثت فيها الفوضى بعد علمية الغلاسنوست و اعادة التركيب الذاتي للبلدان الشيوعية التي كانت تحت خيمة الاتحاد السوفيتي و تفرقت .
من انكفاء السياسات الامريكية وسيرها البطيء و انطفاء نار غرورها بعد اصطدامها بما لقته في هذه المنطقة، فانسحبت تدريجيا من بعض الافكار الاستراتيجية التي انبرت ان تقدم عليها بداية، و لم تنجح . اليوم و ما نعيش نحن فيه في الشرق الاوسط و بعد قراءة دور امريكا و سياساتها، و انسحابها على الاقل محترمة ذاتها في اعترافها الضمني من فشلها في تحقيق الاهداف الكبيرة التي سارت لتحقيقها و لم تتمكن منها . اليوم وقعت في اوحال السياسات الخاطئة التي اتبعتها في التعامل مع قضايا هذه المنطقة، و هي تتخبط فيها و تزيد من فشلها، بعد ان تكبرت و اغترت و وصلت الى حقيقة ما هي عليه من الفشل الذريع في مغامراتها .
تاثرت امريكا داخليا من كافة النواحي، و بمجيء اوباما اتخذت سياسة انسحابية اكفائية من القضايا التي تعلقت فيها و فشلت محاولة التخلص من اثار افعالها الخارجية، و نجحت الى حد ما في تصحيح مسار سياسات دولتها و غيرت من اهتاماتها نحو الداخل و تقدمت خطوات في تحسين اقتصاد بلدها، و هي تعلم مدى فشل من سبقه خارجيا، و ايده الشعب الامريكي في ذلك و لحد اليوم . و به نرى ان تخبط امريكا المتواصل ليس وليد اليوم او ما لقته من العراق و انما نتيجة خطاها الاستراتيجي في محاولتها في السيطرة على العالم، و كانت تنوي ان تكون بديلا للاتحاد السوفيتي في البلدان التي كانت ضمن معسكره . و سارت بمنحنيات متذبذبة في اكثر هذه البلدان و لم تنجح في اكثريتها، الى ان عادت روسيا محاولة ان تظهر على انها القطب المناسب للوقوف امام هيمنة امريكا او محاولتها في السيطرة على العالم بكل ما تملك، و بدات ملامح هذا الهدف لدى روسيا و الرئيس بوتين اكثر وضوحا بعد تدخله المباشر في سوريا كبداية للتوجه الجديد، و هذا هو بداية للمعادلات الجديدة و التغييرات التي تسحب معها تغير عدة مسارات في العلاقات الدبلوماسية للدول التي لم تستقر على ما تريده من السير عليه لحد الان . ومنطقة الشرق الاوسط تغلي و لم تستقر على حال كي نعلم ما تكون عليه العالم، و كيف تكون الاقطاب، و ما هي المعادلات التي تتفاعل في مسار العلاقات الدبلوماسية العالمية . ننتظر ما ينبثق من الفوضى في هذه المنطقة و ما يخرج من تخبط امريكا في التعامل مع العالم، و هذه المنطقة بالذات هي ما تنبت فيها ما تدفع العالم نحو اي اتجاه، و يمكن ان نعلم مدى تراجع امريكا عن ما نوته في البداية عند قياس ما تقوم به اليوم مقارنة ببداية مجيئها الى الشرق الاوسط بقوة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعترف اردوغان بلسانه
- هل يفيد الكلام عن الحلول المقترحة لحل الازمة في كوردستان ؟
- لماذا خضعت تركيا للتعاون الاستراتيجي مع السعودية ؟
- ماذا يخبيء لنا العام الجديد
- هل بنى البرزاني اسس الدولة كي يعلنها
- اقليم كوردستان بين بغداد و انقرة
- هل الحكم الذاتي يناسب كوردستان الشمالية
- البرزاني لم يدعو الى الاستفتاء ايمانا منه بالاستقلال
- هل المشكلة في التاويل ام في النصوص ؟
- هل البرازني يترك خندق اردوغان ؟
- وصلت الحال لانبثاق مفارز مسلحة لثورة العصر في اقليم كوردستان
- المحسوبية و المنسوبية لدى قادة الشرق
- كوردستان و مراكز العبادة
- كيف يتعامل الشعب الكوردستاني مع المازق الحالي
- تغيير الادوار في هذه المرحلة بسرعة شديدة
- الى من هم لصوص السياسة في كوردستان
- التضليل من اجل غاية تضليلية ايضا
- من كان حرا يكون قويا ام العكس صحيح ؟
- بعد الارتماء في الحضن الاطلسي و العربي بدات بحربها الداخلية
- ماذا نسمي من يُقدم على هذا ؟


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - تخبط الراسمالية الامريكية تتوضح من تعاملها مع قضايا الشرق الاوسط