أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بارباروسا آكيم - الأَعيان في ملة السريان














المزيد.....

الأَعيان في ملة السريان


بارباروسا آكيم

الحوار المتمدن-العدد: 5032 - 2016 / 1 / 2 - 23:39
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لقد كانَّ المسيحيين في العراق بُناتاً لكل شيء جميل في هذا البلد ، وأَصحاب فضل وخدومين لكل إِنسان بغض النظر عن العرق والدين متشبهين بسيدهم يسوع المسيح ، محافظين على الذمم ، مواصلين للنجاح ، صائنين للأَمانات ، عائشين بعفة وقناعة ، وكانت حياتهم تمثل أَكبر تناقض على الصعيد الأَخلاقي مع الإسلام الذي يمثل على مستوى السلوك والنصوص خلاف كل ماسبق .. وحينما نقرأ بدايات تقلد المسيحيين لمناصب معينة في الدولة العربية ذات الصبغة الإسلامية نجد إِن مناصبهم جميعاً حصلوا عليها عن جدارة وإِستحقاق حتى عند كارهيهم

يعني إِذا أَخذنا البداية لإنطلاقة مسيحيي العراق وإِرتباطهم بدوائر صنع القرار في عهد الدولة العربية الإسلامية فقد كانت مع نشأة الدولة العباسية ، وتحديداً مع آل بختيشوع حيث إِشغل هؤلاء كمترجمين وأَطباء في البلاط العباسي .. وذلك لعدم وجود مسلمين ليشغلوا هكذا مناصب

الـــمـهـــــــم هــــنـــــا يــــأتــــــــــــي الــــــســــؤال كــيــــف كـانــــت بــدايــــة الــــقــــــصــــــــــة ؟
من المعلوم أَنه بعدما صار الحكم الى العباسيين ..وتحديداً على أَيام أَبو جعفر المنصور ، أَصاب الخليفة مرض سنة 148 هـ حيث فسدت معدته وأنقطعت شهوته وكان كلما عالجه الأَطباء إِزدادت حالته سـوءاً ، فـأمر الخليفة مستشاره ( الربيع ) بجمع الأَطباء للمشاورة ، فقال لهم المنصور : ( من تعرفون من الأَطباء في سائر المدن طبيباً ماهراً ) ، فقالوا : ( ليس في وقتنا هذا أحد يشبه جورجيس رئيس أَطباء جندي سابور ) وهم يقصدون بهذا جورجيس ابن جبرائيل
فأمر المنصور في الحال في طلب جورجيس .. فلما وصل الخبر الى جورجيس بن جبرئيل فذهب الى بغداد اخذاً معه بعض تلامذته ومنهم ابراهيم وعيسى بن شهلا ، فلما وصل دار الخلافة حيا جورجيس الخليفة باللغتين العربية والفارسية فأعجب به الخليفة لهدوء طبعه وبلاغته وحسن مظهره
فكان بعد ذاك أَن قام جورجيس بن جبرائيل بمعالجة الخليفة حتى رجع الى حالته الأَصلية ، فأكرمه الخليفة اكراماً جليلاً وانزله منزلة رفيعة واغدق عليه بالحلل والأَموال

أَخــــــلاقــيــــــات جــــورجــيــس الــديــنــيـــة وذمــتــــه الـمـهـنـيــــة

ســـأل المنصور ذات مرة جورجيس إِن كان له إِمرأة ؟ فقال للخليفة إِنَّ له إمرأة كبيرة في السن شبه معاقة ، فأرسل الخليفة الى خادمه سالم ليختار 3 من أَجمل الجواري الروميات وأَرسلهن الى منزل جرجيس ، فرفض جرجيس هدية الخليفة وأَعاد الجواري الى دار الخلافة ، فتعجب المنصور من ذلك! ، فسأل جرجيس عن السبب ؟! ، فقال جرجيس : (( نحن معشر النصارى لانتزوج بأكثر من إِمرأة واحدة مادامت المرأة في الحياة ))
فإزداد إِحترام المنصور له وبلغت ثقته به مبلغاً عظيماً بحيث سمح للطبيب جورجيس بن جبرائيل بخدمة زوجاته وجواريه وقد كان ممنوعاً أَن تراهم عين رجل

جــــــــورجـــــــيــــس يُــــقـــــــاوم الإغـــرائـات

وبعد أَن مرض جورجيس خرج الخليفة ماشياً ورائــه وســأله عن حـــاله ، فبكى جورجيس بكاءاً مُراً وطلب من الخليفة أَن يسمح له بالمسير الى أَهله ، فعرض الخليفة على جورجيس الإسلام حيث قال له : (( إِتق الله وأَسلم وأَنا أَضمن لك الجنة ))
فقال جورجيس : (( أَنا على دين آبائي أَموت وحيث يكون آبائي أَكون أَما في الجنة أَو في جهنم )) !!
فضحك من مقالته ثم قال : (( وجدت راحة عظيمة في جسمي منذ رأيتك والى هذه الغاية وقد تخلصت من الأَمراض التي كانت تلحقني ))
فطلب جورجيس أَن يخلف تلميذه ( عيسى بن شهلا ) الذي صار خائناً لجورجيس ونقمةً على ملة السريان فيما بعد ، فقبل الخليفة وسرَّح جورجيس سراحاً جميلاً وحمله بالأموال والهدايا الجزيلة

ثم خلف جورجيس إبنه بختيشوع في خدمة البلاط العباسي ومن هنا صار آل بختيشوع أَطباء البلاط العباسي جيلاً بعد جيل ومترجميهم

راجع القصة كاملةً في المصدر التالي :
عـيــون الأَبناء في طبقات الأَطباء : ابن أَبي أصيبعة ( ج 1 ص 125 - 127 ) ، نـشـــره : أوجست مُلَر ، منشورات معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية ، جامعة فرانكفورت - جمهورية المانيا الإتحادية



#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضل مسيحيي المشرق على المسلمين
- مقدمة في ظهور الأَديان الشمولية 2
- مقدمة في ظهور الأَديان الشمولية
- اللحن الحزين في الكنيسة الشرقية
- ورطة صاحب القرآن في قانون العقوبات الفرعوني
- الزخرفة كناتج عرضي للقمع الإسلامي للفن
- خرافة اللوح المحفوظ دونها السيوف
- ورطة صاحب القرآن مع سيناء
- الأَساليب التبريرية لدعاة الإعجاز
- ورطة القرآن في الإقتباسات الغنوصية
- قاعدة الأَغلبية تنقلب على المسلمين - وبالدينونة التي تدينون ...
- شتائم إِلهية بنكهة عربية
- اللوح المحفوظ في ضوء تاريخ العربية
- قسطنطين الكبير
- فكرة الحياة الأُخرى ابتدأت في سومر
- ورطة القرآن في اللوح الوهمي المحفوظ
- ورطة القرآن مع اسم هامان الفارسي
- ورطة القرآن في دراهم يوسف المعدودات
- حينما يستغرق اليساري في أَحلام اليقضة
- حينما تعوي الذئاب بكاءاً على الحملان


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بارباروسا آكيم - الأَعيان في ملة السريان