أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى بالي - روداو و سعدون جابر، طرطوس و بغداد















المزيد.....

روداو و سعدون جابر، طرطوس و بغداد


مصطفى بالي

الحوار المتمدن-العدد: 5032 - 2016 / 1 / 2 - 19:02
المحور: القضية الكردية
    


ظاهرة روداو الإعلامية،ليست ظاهرة غريبة على الوسط الإعلامي من حيث طبيعة تبنيها للإعلام أو من حيث طبيعة الوظيفة التي تؤديها في العمل الإعلامي،وهو ما لا يخفى على أي إعلامي حقيقي أو باحث في الحقل الإعلامي،وهي لا تختلف كثيرا في بنيتها عن ما يوكل عادة إلى الإعلام الأصفر ذي المنهجية البريطانية(إعلام الفضائح الجنسية و مجلات البورنو)مع اختلاف الأدوات التي تتناسب مع الساحة التي تمارس فيها كل وسيلة وظيفتها،لكن الغاية واحدة تتمثل في تحقيق أكبر قدر من الإلهاء الاجتماعي،وخلق البلبلة،وإنتاج مستوى معين الأكاذيب و الترويج لها لإشغال الرأي العام،و التغطية عما يدور في كواليس الأنظمة السلطوية ريثما تنفذ ما تخطط له بهدوء و بعيدا عن الأنظار.
مؤخرا نشرت روداو مقطع فيديو على أنه إطلاق نار عشوائي في بغداد بمناسبة رأس السنة في الوقت الذي كانت وسائل التواصل الاجتماعي تنشر نفس المقطع وقبل أن تنشرها روداو بعشرين ساعة على الأقل على أنها لمدينة طرطوس السورية،والتي تم فيها إطلاق أعيرة نارية بصورة هستيرية مما أدى إلى فقدان شخصين لحياتهما نتيجة التساقط العشوائي للرصاص و التي تحولت إلى موضوع رئيسي على شبكات التواصل الاجتماعي لكن ولغاية في نفس يعقوب تحولت طرطوس السورية إلى ضاحية بغدادية و بقدرة قادر روداوي [كان قد حول في يوم ما من مقاومة كوباني،أبطال وحدات حماية الشعب(YPG)إلى لصوص للسيارت ،في الوقت الذي كان العالم يقف مندهشاً أمام مقاومتهم الأسطورية و في ذات الخريف كانت روداو تستنطق النازحين الكوبانيين في سروج لتقديم وثيقة سقوط كوباني تزامناً مع تصريحات أردوغان في لقاءه مع أزلامه السوريين الداعشيين بعباءة الأئتلاف في غازي عنتاب التركية(بأن كوباني سقطت،ستسقط) رغم أن كاميرا روداو كانت في قرية قرة موغ شرق كوباني ٢-;-٠-;-كم تصور النزوح،و هي مسافة كافية ليتعرف المشاهد الذكي بأن روداو تكذب و متورطة في مشروع خبيث ،وكذلك فروداو هي القناة الوحيدة(على حد علمي و معرفتي) استطاعت ابتكار مقياس متري حديث للمسافات عندما حددت بأن المسافة بين كوباني و مقاتلي داعش هي ٣-;-٠-;-٠-;- متر فقط(ولا أدري من الذي قاس لهم تلك المسافة بالتحديد و ما سر تلك اللهفة الردواية لحساب المسافة بالمتر و السنتيمتر حتى يصل مرتزقة داعش لشوارع المدينة) علماً أن هذا الخبر المتري جاء بعد أيام من استنطاقهم للعواجيز البائسة في سروج و حواريها حول سقوط كوباني،وكذلك فالمتعارف عليه في المقاييس المتعلقة بالمسافات في وسائل الإعلام هي العقد الكيلو مترية وهو أشبه بالعرف الإعلامي(إلا لدى الجزيرة التي ابتكرك شاخصة كيلومترية بقياس ثلاث كم بغداد و روداوو التي لم تكن بذكاء و مقدرات الجزيرة لتأتي بشاخصة مسافات تظهر كوباني 300 متر فاكتفت بما نطقة أراغوزاتها من على الشاشة)].
إعلاميا نتفهم سياسة النشر لدى أي وسيلة إعلامية والتي تتناسب بطبيعة الحال مع الجهات الممولة ،والمشروع السياسي الذي تتبناه،وهو جزء لا يتجزأ من الأيديولوجية التي تمثلها تلك الوسيلة،وكذلك هي جزء لا يتجزأ من الصراعات الأيديولوجية بكل تجلياتها،الفكرية و السياسية و الدبلوماسية و العسكرية،و تكون عادة الوسيلة الإعلامية حاضرة بقوة في كل تلك الميادين،وإن حاولت أن تتلبس بلبوس الحياد،فالحياد في الإعلام هي الأكذوبة الكبرى التي يحاول الأدعياء إطلاقها و إبلاعها للعوام النيام،الهاجعون في نعيم ربهم.
لكن المصداقية و تحري الدقة الخبرية،ومصداقية المصادر الخبرية،لا تدخل في إطار حرية العمل الإعلامي،إنما هي الأرضية التي تتوافق عليها كل الوسائل و المدارس الإعلامية،وهي تتناقض تماما مع الدعاية وحرب الشائعات وصناعة الخبر الغوبلزية،التي تلقفتها الكثير من الوسائل الإعلامية بإيعاز من مموليها لتخدم أجندات معينة في أزمنة و أمكنة محدودة دون أن تكون مضطرة لضرب مصداقية وسائلها الإعلامية الأساسية أو تخفيض أسهمها في ميدان الإعلام.
هذه المقدمة التي تكاد أن تكون أطول من الموضوع الأساسي للمقال،الغاية منه توضيح بعض البديهيات الإعلامية غير المختلف عليها،ومن ثم مناقشة منهجية روداو في صناعة الخبر،واستغباء المشاهد دون أدنى احترام،وكأنها تخاطب قطيعا لا يملك إلا أذنين للاستماع،وتصل في درجة الاستغباء في بعض نشراتها التي تحرجها أحيانا أن تلوي عنق خبرها في الخاتمة و توجهه إلى منحى آخر لتشتيت ذهن المستمع كما حدث معها مؤخرا في مداخلة النازح الجنوبي الذي ندد بحكومة حزب البارتي و دعا إلى دفع رواتب الناس للحد من النزوح،فما كان من المذيع إلا أن ختم الخبر بقوله(جدير بالذكر أن روج آفا أيضا تعاني من ظاهرة النزوح)وهو تعقيب مضحك إن التزمنا آداب (الصالونات) و لم نصفه بالغبي.
نشر روداو لمقطع الفيديو هذا كخبر عن بغداد،ونقل مدينة كاملة بحجم طرطوس أكثر من ألف كم وتحويلها لضاحية بغدادية وحرمانها من بحرها الهادر و تعويضها بنهر ضاق على أسماكه نتيجة اقتصاص الأتراك من مياهه مرار و تكرارا،ذكرني بأغنية سعدون جابر الذي اختلطت عليه الأمور في غوطة دمشق،فلم يعد يعرف (هل بغداد انتقلت إلى ضفة بردى أم دجلة غير مجراه ليخترق دمشق)،ولسان حالها يقول:بما ان المشاهد مشغول بالسرعة الأكشنية لمنهجية الفوضى الخلاقة،فلا أحد لديه الوقت الكافي لتعقب الأخبار و تحري صدقها،فالكل مشغول بالاستماع فقط.
للحقيقة،لا أعرف ما غاية روداو من تحويل طرطوس إلى ضاحية بغدادية،عبر خبر يبدو في ظاهره خبرا اعتياديا(ليس له تبعات أو إسقاطات سياسية عميقة)،لكنني متيقن أيضا بأن نشر أي خبر كاذب أو اختلاق أي خبر في وسيلة إعلامية لا يكون مصادفة أو عن عبث،عادة الخبر عبارة عن رسالة،ومرسل و متلقي،وهدف،وبالتالي فالسياسات الخبرية ليست اعتباطية.
روداو التي انخرطت في الخطاب الإعلامي المضاد لحركة حرية كردستان المتمثلة بالأيديولوجية الآبوجية عموما و وقوفها على الضفة المناقضة لثورة روج آفا خصوصا و فشل آلتها الإعلامية مع جوقة اللغات الإعلامية الأخرى،التركية و العربية،الآن تحث الخطى للحاق بالتحالف السني لمحابة(الإرهاب)الذي أعلنت عنه السعودية وقطر و تركيا(شر البلية ما يضحك)،ورغم أن طرطوس السورية مستهدفة من قبل هذا التحالف بنفس درجة بغداد على الأقل لكن لاعتبارات(قومجية جوفاء)نقلت روداو موقع طرطوس من شاطء المتوسط إلى صفة دجلة في بغداد،ومن ثم نسفت وجودها لتنسب الحدث كله إلى بغداد،في محاكاة مفضوحة لهواة الفوتوشوب على صفحات الفيسبوك،والذين يتلقفون صور ضحايا أطفال من مجزرة ما ويستخدمونها كوثائق ضد خصومهم ،مغيرين هوية الضحية و موقع المجزرة (وللأمانة فقد تعلم هؤلاء الهواة هذه الظاهرة من برامج الجزيرة القطرية التي كان ضيوفها الطورانيين يستخدمون صور أطفال حلبجة على أنهم ضحايا تنظيم PKK حتى فضحهم الدكتور محمود عثمان في إحدى حلقات حوار مفتوح لسامي حداد إن لم تخنني الذاكرة).
التحولات الكبرى في الاستراتيجيات الحربية عادة يمهد له بتحركات،ويستتبع بإجراءات،وما يحاك للقضية الكردية من خلال المايسترو تركيا،كان قد مهد الأرضية لإحداث التحول في حربه ضد الكرد،من خلال استدعاء مسعود البرزاني و ابن شقيقه إلى تركيا،وزيارة وزير خارجيتها لهولير،وإرسال رجلها الائتلافي إلى هولير،وترتيب زيارة البرزاني للرياض،ومن ثم الدس بخبر غير منسوب لأي مصدر رسمي حول القبول بإعلان دولة كردستان(القومية في مساحة تتجاوز الثلاثة أمتار)ومن ثم انعقاد مؤتمر الميليشيات السنية السورة في الرياض و مباركة البرزاني لها،ليستتبعها بإعلان التحالف الإسلامي ضد الإرهاب و وضع حزب العمال الكردستاني على رأس القائمة،والذي يعني بدوره أن كل الأحزاب و المؤسسات و القوى العسكرية التي تتخذ من فكر و أيديولوجية هذا الحزب في ذات القائمة،وهو ما ينذر بحرب كارثية تلوح في الأفق،أداتها البرزاني،وناظم إيقاعها أردوغان،وبوق تسعير أوارها روداو.
استطرادا لما سبق،فإن روداو الآن تحاول التناغم مع التحالف الإسلامي،لخلق جبهتين وهميتين إعلاميا تعبر عن ثنائية(سنة/شيعة)وتنخرط في هذه اللعبة القذرة عبر شطحات و اختلاقات خبرية لا وجود لها إلا في خيالهم المريض،و الخشية الكبرى لا تنحصر في احتمالات المواجهة العسكرية بين منظومة العمال الكردستاني(ما فوق القومية)ومنظمة الحكم العائلي الثيوقراطي المتلبسة لبوس القومية البدائية كما يتوهم البعض،إنما يتجاوز ذلك إلى احتمالية تكفير أكثر من مليون كردي فيلي ما زالوا نازحين في إيران وإصرار فرمان غير رسمي بتجريدهم من صفتهم الكردية واقتلاعم من جذورهم بصورة نهائية،والتي سبقتها محاولة إبادة الإيزيديين في شنكال بتواطؤ واضح بين الحزب الديمقراطي الكردستاني و بين داعش.
في المآل فإن روداو هي النسخة الكردية من الجزيرة القطرية عبر كل أبواقها و ملحقاته من مواقع ألكترونية بأسماء مختلفة،وهي كنسختها الأصلية،تستطيع أن تلقي الضوء على كل بقع(الفساد)في كل انحاء العالم،وبالذات في أجزاء كردستان،لكنها صماء بكماء عمياء عن التجاوزات التي تحدث في هولير و دهوك(مضارب الحامية العائلية)،والواضح الآن أنها بصدد تحول جذري في خطابها الإعلامي قوامه تغغير مواقع المدن،وتحويل الجغرافيات بما يتناسب مع مهمتها الجديدة الموكلة لها في إطار دورها المرتقب في الصراع السني الشيعي المرتقب،والذي ليس للشعب الكردي فيه لا ناقة و لا جمل.



#مصطفى_بالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلقنا لنعترض
- الانتخابات التركية،هزيمة المنتصرين
- المجازفة في الكلام سورياً
- صحوة ما قبل الموت
- شنكال جنين الغد
- القول والفعل
- شنكال/كوباني
- شنكال ذاكرة التاريخ
- الموصل بين مؤتمرين ومؤامرة
- مسرحية....ديمقراطية.....شمولية
- حالة طارئة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- برز الثعلب يوما في ثياب الواعظينا
- إعادة تدوير النفايات
- حمص الثورة و الثروة
- بوابة التاريخ
- قلب الآية
- الخندق والطوفان
- خندق العار
- الرابع من نيسان كل الأيام تحسده
- كوباني غراد


المزيد.....




- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان
- أستراليا - طَعنُ أسقف آشوري أثناء قداس واعتقال المشتبه به


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى بالي - روداو و سعدون جابر، طرطوس و بغداد