أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - وهم الموت والبعث-نحو فهم الحياة والإنسان والوجود















المزيد.....

وهم الموت والبعث-نحو فهم الحياة والإنسان والوجود


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5031 - 2016 / 1 / 1 - 19:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


- نحو فهم الوجود والحياة والإنسان (39 ) .

* فى نهاية صيف 2013 نشرت مقالا بعنوان " من دهاليز الموت جاءت الآلهة – لماذا يؤمنون" فى 2013 / 9 / 17 كان عبارة عن رؤية تحليلية للموت إثر وفاة اختى فكانت تأملاتى حينها عن الموت ولماذا نحزن على موتانا وجاء فى هذا المقال بعض هذه الرؤى :

- لقد أدركت بشكل عميق مغزى وجوهر كل القصص والأساطير التى أحاطت بالموت برؤية تحقيقية متعايشة , وكيف تسلل لذهنية الإنسان القديم فكرة الإله والعالم الآخر وكل تلك الأوهام لأرى أن الإنسان البدئى كان له كل العذر فيما ذهب إليه من رؤى وخيالات فعندما يقف المرء فى مواجهة الموت سيتحرك فى الداخل الإنسانى ألم وقلق الوجود الذى حاول دفنه فى أعماقه لافظاً عدمية الحياة وقسوة الوجود المادى الغير معتنى , فموت الأحباء ليس فجيعة وألم نتيجة فقدهم بل صفعة لوجودنا .
لعل أسطورة الروح والعالم الآخر والبعث والحياة بعد الموت من أكثر ما أنتجه الفكر البشرى إبداعاً ليتجاوز الموت فى ظل ضعف إنسانى إستمد من الخيال والوهم مخدر لتجاوز تلك اللحظات العصيبة المواجهة للموت والمتوسمة عبور مشهده لتهدأ من روع إنسان صار وجوده على المحك .. الموت حالة تصادم وعى إنسانى فارق الطبيعة وتعالى على ناموسها منتجاً أفكار وثقافة ورؤى مغلوطة للحياة والوجود وضع فيها ذاته كمحور للوجود فبدا له الموت صفعة قوية تهزأ بغروره ليتحايل عليه بإله يخرجه من سراديب الموت قاهراً العدم والخواء برجاء فى حياة ووجود أخر .
الوعى المفارق المنسلخ عن ناموس الطبيعة صاحبه غرور إنسانى أحس بتمايزه عن الطبيعة وله العذر فى ذلك فهو يرى نفسه الذات العاقلة المتفردة الوحيدة المنفصلة عن الطبيعة بالوعى فكيف يتساوى مع دودة وحشرة وحيوان فى النهايات .. كيف يكون مصيرى كمصيرهم , وما معنى أننى أرى صور الموتى فى مخيلتى فلابد أن وجودى مغايراً ذو طبيعة خاصة بالروح . فلن أنتهى ولن أنقضى بالموت .

- لماذا نحزن على موتانا ونبكيهم ؟!
قد تكون الإجابة بسيطة لأننا نحس بفراقهم ولنا رصيد من الذكريات والمشاعر تجاههم ..قد تبدو إجابة مقنعة وكافية لتفسير الحزن والبكاء والنحيب الذى يرافقنا فى موت أحبائنا ولكن هذه المشاعر الطافية على السطح تحجب مايدور فى العمق الإنسانى من أسباب , فنحن نحزن ونفجع عند فقد أحبائنا لأننا نفقد مرآة من مرايا إثبات وتحقيق وجودنا . !
نحن ندرك وجودنا من عدة مرايا تتمثل فى بشر مثلنا أو حيوانات نألفها أو موجودات لتعطى كل مرآة ملمح من ملامح وجودنا , وكلما زادت المرايا كلما إبتعدنا عن إغترابنا وأحسسنا بإنسجامنا وأماننا مع الوجود , وكلما كانت المرايا كبيرة متمثلة فى علاقات حميمية دافئة كلما أصبح لوجودنا معنى كبير لذا تكون خسارة أى مرآة هو إنتقاص لوجودنا الذى إعتدناه وبمثابة هزة عنيفة لوجداننا بخسارة مرآة من مكونات وجودنا .
وجودنا هو علاقتنا بمجمل الوجود المادى من بشر وحيوان ونبات وجماد فلا وجود لنا من غير محيط مادى يحتوينا سواء أكان حى أو جامد وكلما كانت العلاقة ذات تفاعل قوى متبادل كلما أدركنا وأحسسنا بوجودنا وودعنا الإحساس بالإغتراب من وجود مادى صارم يقذف صوره بلا معنى , فالعلاقات الإنسانية ذات أهمية كبيرة فى إحساسنا بوجودنا فهى تفاعل حىّ متبادل يمنح الكثير من الزخم لذا يميل البشر للتجمع فى جماعات بشرية , كذلك علاقتنا مع الحيوان يمنحنا إحساس بالوجود وإن كان أقل فاعلية من علاقة الإنسان بالإنسان لتعتبر تربية الحيوانات والطيور والنباتات والتعلق بها مرايا أخرى تحقق وجودنا .
لا تكتفى مرايا وجودنا على الكائنات الحية فكما ذكرنا عن تفاعل الإنسان مع الوجود المادى بأكمله لذا تتكون علاقة شعورية ما مع الجماد تقتصر على مشاعرنا فقط التى نخلقها ونسقطها على الأشياء لذا نجد ارتباط وشعور وذكريات تجاه بعض الموجودات الجامدة كالدار والشارع والوطن .. هذه العلاقات والمشاعر هى صور وجودنا أو مرايا تعكس وجودنا الحي الحر ليكون فقد أى مرآة من عشرات المرايا التى تحقق وجودنا بمثابة هزة عنيفة لكياننا والرجوع لمربع الإغتراب .

- يمكن إثبات فكرة المرايا كسبب جوهرى لاوعى لإحساسنا بالحزن على أمواتنا فى أننا لا نحزن على أى ميت , فليس كل الموتى أصحاب تأثير فى صالة مرايانا ولكن قد يفسرها البعض كوننا لا تجمعنا معهم تاريخ من الذكريات والمشاعر وهذا صحيح ولا يتناقض مع رؤيتى المطروحة بل يفسر المشهد من الخارج فقط , فيمكن صياغة مقولة لا تجمعنا تاريخ ذكريات ومشاعر بقرب الميت "المرآة " من إحساسنا بوجودنا , فمقولة تاريخ الذكريات والمشاعر ليست ذات كينونة مُستقلة بل تعبير عن إسقاط لكينونتنا وذاتنا على الأشياء , لذا لو سألنا ما معنى تاريخ الذكريات والمشاعر ستكون الإجابة أنها حالة من التفاعل الوجودى الذاتى مع الآخر لتحفر ذكريات على مرآة الوعى .. ولو سُألنا ماذا يعنى التفاعل الوجودى فهو يعنى وجودى الذى يتحقق بالتفاعل مع الآخر , لذا كلما كان التفاعل قوياً فيعنى أننى أمام مرآة كبيرة أنظر فيها إلى وجودى لتمنحنى الأمان ,ويكون تحطم هذه المرآة هزة قوية لوجودى لذا نجد مواساة البشر لبعضهم البعض كتعبير يعلن لنا ولهم أن هناك مرايا أخرى ستعوض خسارة المرآة التى تحطمت .
----------

* فى الأيام الاخيرة من عام 2015 جاء وفاة أختى الثانية بنفس المرض اللعين لتتجدد أحزانى وآلامى على فقد هذه الاخت الطيبة الحنونة التى تمثل إنهيار مرآة أخرى كبيرة أحقق وأثبت بها ومنها وجودى الإنسانى , ولتتأكد الرؤى السابقة عن الموت التى دونتها عند رحيل أختى الأولى ليضاف رؤى وتأملات جديدة جدير أن نتوقف عندها .

- الموت هو الوهم الذى نعيشه لنجسده ونرسم صوره ونتماهى فيه بينما هو غير موجود لذا أطلق عليه "وهم" فلا توجد حالة وجودية إسمها الموت مستقلة بذاتها ولها عالمها بل هى حالة وجودية تفتقد للوعى بها فقط ومن هنا أنتج الإنسان أسطورة الموت كونه يرفض حالة لا يكون جسده فى حالة وجودية مغايرة لما إعتاده ولغياب وعيه عن الإحساس بتلك الحالة لينتج الوهم والأسطورة التى تجعل للجسد والوعى حالة ديمومة متحققة , وليغرق فى الإسهاب عن متعة الجسد فى عالم ما بعد الموت ليس بحثا عن المتعة فى حد ذاتها بل إعتناء بحب الجسد للبقاء والإحساس والحراك .

- لا يوجد شئ اسمه موت كحالة وجودية متفردة دائمة بل كحالة ومشهد ما فى تاريخ الوجود المادى , فالموت تحول الجسد إلى حالات وكينونات وجودية اخرى ليس بالضرورة أن تكون واعية , فمصير جزيئات أجسادنا ستجد سبيلها فى أحشاء دودة أو حشرة لنساهم فى حالة وجودية أخرى أو تجد سبيلها بالتحلل فى الارض لتساهم فى بناء نبات أو نفط فى سيارة لتتوالى المشاهد والكينونات عبر الزمن ليكون وجودنا الإنسانى حالة من ملايين حالات الوجود .. يبقى الفرق الوحيد أن حالتنا الإنسانية هى حالة أدركت وجودها وكينونتها فقط .

- ماهو الفرق بين وجود الإنسان ووجود دودة , الفرق الوحيد هو إدراك الإنسان للحدث الماضى والحاضر لوجود ذاكرة ومحددات عقلية تتعاطى مع مفردات مختلفة قادرة على تسجيل المشاهد وإختزانها وترتيبها .. ولكن عند الموت يتعادل ويتساوى الإنسان والدودة فقد تلاشت كل كفاءات العقل والذكريات والأفكار والأحلام .. قد نختلف فى شئ . فنحن نقيم مراسم دفن وشاهد قبر لتلتهمنا دودة فى النهاية بينما الدودة عندما تموت فليس لها قبر .. نحن خلقنا عالم آخر لأننا نرفض أن نكون دودة .

- قدمت الرائعة ليندا كبرييل عزائها لى فى وفاة اختى بقولها " وردة على تابوت الغالية ولْتحلّقْ روحها حول الشمس التي أنظرها كل لحظة " لأتلمس صورة رومانسية جميلة رسمتها بريشتها لم تخرج عن تصورات أجدادى الفراعنه وعلاقتهم بالشمس , لأرى هذه الصورة مبدعة وثرية بتلك الحالة من التحليق والطوف حول الشمس بإعتبار الشمس سر الحياة ليحلق المرء حولها أملا فى الحياة لنتغاضى عن حقيقة ماثلة أمام عيوننا أن الجسد ساكن فى القبر يتحلل بلا حول ولا قوة ومن هنا نشأت فكرة الروح لتكسر حقائق الطبيعة القاسية .

- تكون فكرة الروح مقبولة كتوصيف لمجمل مشاعر وأحاسيس وحراك وفعاليات وحراك الانسان أى توصيف تلك الحالة الكيميائية المتدفقة بالحيوية والفرح والالم والذكريات أما إعتبار أن هناك حالة مستقلة للروح ككيان فلا يوجد أى شئ يستدعى للإعتقاد بذلك , فما بسوقونه عن الروح كتمظهرات للحياة ماهى إلا الحالة الكيميائية التى تصاحبنا ممزوجة بحالة شعورية وجدانية لذا ليس هناك أى داع لإعتبارها كيان هلامى مستقل يفارق الجسد .

- الحياة كيمياء ولم تخرج يوما ًعن الكيمياء .. فنمونا وحيويتنا وموتنا هى كيمياء .. ليتجلى مشهد الكيمياء بلا موارية عندما نكون على شفا الموت لنخضع لعمليات إنقاذ وإسعاف للحالة الكيميائية فى أجسادنا بمجموعة من الأنابيب والخراطيم التى تمدنا بالأكسجين أو بمواد تحسن من نسب السكر والمواد الكيميائية فى الجسد لتتوقف حياتنا على مدى تحسن كيمياء الجسد .
قد يقول قائل هل بالإمكان أن يتخلص الإنسان من الموت مستقبلاً بالحفاظ على مستوى الكيمياء فلا يعتريها الخلل والإنهيار .. هذا هو المستحيل بعينه و لا أتصور أى إحتمالية لهذا وإن كان بالإمكان الحفاظ على أفضل مستوى لمدة أطول ولكن لن تسير الامور فى إتجاه واحد بلا ضد , فالحياة تحمل فى أحشائها الموت والتحلل , فلن توجد حالة وجودية بدون الضد الكامن فى داخلها فبدون هذا لن توجد هناك ماهية أو تعريف للحياة .

- نحن نمارس الحياة بصخب وكأننا نريد تحدى الموت بصخبنا .. ندرك الحياة من إدراكنا للحركة , فوعينا هو الذى يميزنا بإدراك حركة المادة والطبيعة والقدرة على رصدها لنعتبر الموت هو سكون وإضمحلال الحركة مما يصيبنا بالرعب والنفور من هكذا حال ولكن هذا يرجع لقصور وخلل فى فهمنا فلا سكون للأشياء بل حركة فى حالة وجودية أخرى لا ندركها ولا نتحسسها بالوعى , فالحياة الإنسانية حالة من حالات الإدراك ومن هنا نرفض الموت كحالة من عدم الإدراك للحالة الوجودية .

- الخوف من الموت شعور حقيقى ولكنه شعور غير منطقى ولا عقلانى , فما معنى الخوف من حالة وجودية حتمية طبيعية , ولكن منذ متى ونحن يحكمنا العقل والمنطق فى مشاعرنا وأحاسيسنا فأنا اخاف من حالة ما بعد موتى عندما أتصور ذاتى ممدداً وحيداً فى مكان ضيق مظلم بارد بلا ونيس لأحس بقسوة هذه الحالة وليضيف البعض تصورات عن عذاب القبر ليزيد هذه الحالة الوجودية قسوة وبشاعة , ولكن تصوراتى الخيالية هذه أهملت اننى فى حالة الموت سأكون مفتقداً تماما للوعى والإحساس حتى أحس بالوحدة والوحشة والألم فلن أزيد عن حال الصندوق الخشبى الذى يحتوينى وإن كنت أسرع منه تحللا .. ورغم هذا الوعى المُدرك لطبيعة الموت فإننا لا نعزل وعينا وذاتنا عن الجسد الميت لنريده حاضراً فاعلاً مدركاً لا يغادرنا ومن هنا جاءت فكرة البعث والخلود من رفض الموت الذى يفقدنا وعينا واحساسنا .

- رجال الدين بارعون إنتهازيون فى تسويق الموت ليتلاعبوا بذكاء على البشر بتصعيد فوبيا الموت وقسوته وغموضه لتلجأ النفوس الخائفة إلى أطروحاتهم ولا أعنى ببراعتهم وإنتهازيتهم عن فكر متعمد يخفى الحقيقة بل بفلسفة فكر , لذا هم يقدمون وهم ممزوج بمخدر لذيذ يجعل الكثيرون يهرولون نحوه .. يلعبون بذكاء على حالة إنسانية مرتعشة بتقديم الوعود بحياة أخرى ممتعة بعيداً عن عالم الشقاء الأرضى بينما الجسد فى القبر يتحلل ويتفسخ ولكنه الانسان الذى يبحث عن الوهم ليتجاوز آلامه وتصادمه مع الطبيعة القاسية فلا يعتنى التدقيق فى هذا المشهد أو قل يتغافله عامداً .

- وأنا أستمع لكلمات الكهنه المعزية المواسية فى وفاة أختى وتسويقهم لأهمية التجهيز لعالم مابعد الموت راودتنى فكر ومبدأ باسكال لأقول فى ذاتى ما المشكلة فى تبنى هذا الفكر والنهج الذى يلعب على الإحتمالات بالقول أنك لو إعتبرت وجود إله و عالم آخر وإنتهجت هذا النهج فى الإعتقاد والإلتزام فستربح إذا كان هذا الرهان حقيقة ولن تخسر شيئ اذا كان هذا الإدعاء وهماً , بينما خسارتك ستكون فادحة إذا كانت فرضية الإله والعالم الآخر حقيقة .. لأقول لنفسى اننى لا أحب الرهانات والتشعلق فى فرضيات غير صحيحة بغية البحث عن حالة أمان متوهمة أنا من يصنعها , فما الذى يجعلنى ألقى بعقلى فى صندوق القمامة عندما أهمل أن كل الأجساد تتحلل وتتفسخ وتتعفن وتصير فى حالة وجودية أخرى حتى ألغى كل هذه الحقائق وأتوسم أن يبعث جسدى ثانية فى حالة تخالف الطبيعة والعقل , ما الذى يجعلنى أتخلى عن أفكارى ومبادئى فداء وهم أنتجه نفس العقل فى حالة خوف ورعب , فالمبدأ والوهم هما من منتجات العقل , فلما الإنحياز لحالة من الضعف والزيف .. أكبر زيف مارسه الإنسان عندما ألغى عقله وفكره فداء البحث عن مخدر الوهم .

- قد تكون رؤيتى وكلامى هذا قاسياً فأنا أهز عرش غرور الإنسان وبناءاته الوهمية النرجسية ولكن هكذا هى الحقيقة التى نريد أن نتغافلها بل ندفع الكثير من اجل بناء أوهامنا ووأد الحقيقة الصارخة بين ضلوعنا .

- أستطيع القول أن فهم الموت يعنى فهم الحياة بل قلب نهجنا ورؤيتنا وسلوكنا رأسا على عقب لذا أدعوكم للتأمل فى سؤال طرحته سابقاً عن ماذا سيكون نمط حياتنا لو افترضنا عدم وجود حياة بعد الموت فهى فرضية قائمة وعالية بالفعل ولها كل الوجاهة لعدم وجود أى شئ يثبت وجود البعث والروح علاوة على تفسخ وتحلل وتبدد الأجساد البشرية كأى كائن حى فضلاً عن أن الوعى نتاج تطور أجسادنا فكيف له أن ينفصل عنا ليتصور ذاته متحرر عن طبيعته لذا دعونا نثير سؤال عن ماذا يكون حالنا فى حال يقيننا بعدم وجود حياة بعد الموت , فماذا يمكن أن نتصور حياتنا فى ظل رؤية حياة تنتهى بالموت , فلا قيامة للأموات ولا حياة أخرى ولا خلود ولا متع مع حوريات وخمور وطعام شهى ولا جحيم تُشوى فيه الجلود .
كيف سنرى الحياة والموت .. كيف سيكون سلوكنا ونهجنا فى الحياة .. هل سنحتاج لإله .. هل نتوقع أن نجد أحد يبدد دقيقة من وقته فى صلوات وعبادات .. هل سيستمر الهوس والتناحر الدينى .. هل ستظل تجارة الشيوخ والكهنه رائجة ..هل سنمجد الإنتحاريين ونطلق عليهم شهداء بل هل سنجد إنتحاريين أصلا يتوسمون حوريات يستقبلونهم عند أبواب الجنه .. هل تستمر ثقافة الموت وتبديد الحياة من أجل التجهيز لما بعد الموت أم ستحل ثقافة جديدة داعية للحياة .
أتصور أن إحتمالية حياة تنتهى بالموت جديرة أن تقلب نظرتنا للحياة رأسا على عقب وستنهار نظريات وأديان وتجارة رائجة وستفضح النصابون والأفاقون والإنتهازيون والعنصريون ومؤججو الصراعات الوهمية .. أرى أنها قضية جديرة بالإهتمام والإعتناء فهى ليست ترف عقل بل بحث عن معنى للحياة والوجود. من خلال واقع معاش بلا إضافات وأوهام ليست منه .

دمتم بخير وعام سعيد عليكم .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا هو محمدك يا شاهر-الدين عندما ينتهك إنسانيتنا
- منطق آلهة سادية أم بشاعة وسادية القدماء
- تأملات فى ماهية الحياة والإنسان والوجود
- ثقافة الشماته والتشفى-الدين عندما ينتهك انسانيتنا
- مراجعة لأقوالنا وإيماننا العتيد – خربشة عقل
- الناسخ والمنسوخ تردد إله أم موائمات نبى
- قضية للنقاش: انتفاضة السكاكين إرهاب أم نضال
- ثقافة الإزدواجية القميئة-لماذا نحن متخلفون
- ألهذه الدرجة دمائنا ولحمنا رخيص-مواجهة لثقافة الإرهاب
- هل يصح سؤال من خلق الكون-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- أسألك : كيف ترى الله – قضايا فلسفية 2
- زهايمر أم مواقف سياسية-تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء14
- سؤال : لماذا تعيش الحياة, وما معناها وما جدواها
- مفاهيم مغلوطة عن الحياة والإنسان والوجود
- موائمات و تدخلات وإقتراحات وما يطلبه الجمهور
- تأملات مسلم معاصر فى تاريخية النص-جزء ثان
- تأملات مسلم معاصر-إن الله يسارع فى هواك
- خمسة وخمسون حجة تُفند وجود إله
- فى ماهية الوجود-نحو فهم الوجود والحياة والإنسان
- شيزوفرانيا-تناقضات فى الكتابات المقدسة–جزء13


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - وهم الموت والبعث-نحو فهم الحياة والإنسان والوجود