أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال فوراني - سنة جديدة ولا جديد فيها ... لأنك ما زلت قديم ...؟؟















المزيد.....

سنة جديدة ولا جديد فيها ... لأنك ما زلت قديم ...؟؟


بلال فوراني

الحوار المتمدن-العدد: 5031 - 2016 / 1 / 1 - 16:32
المحور: الادب والفن
    



فجر جديد وصباح جديد وأمل جديد وحلم جديد , أشياء كثيرة ستغدو فيما بعد أشياء قديمة , ستصبح باهتة مثل التي سبقتها يوما ما , إن لم نحاول تغيير عقولنا , إن لم ننهض من ركام صمتنا , إن لم نكسر قيد خوفنا , أشياء ستظل مكررة في حياتنا , وسترتسم على وجوهنا نفس ملامح الخيبة التي تعودنا عليها , لأن هذا السنة كانت مثل التي قبلها وستصبح مثل التي بعدها , لأن الأمر طبيعي جداً في قوانين الفعل و ردّ الفعل , حين تقوم بشيء معين ويعطيك نتيجة معينة فمن الجنون أن تظن أنه في المرة القادمة سيعطيك نتيجة مختلفة , إنه الأمر نفسه تعيد تكراره مرارا ومرارا على أمل أن تتغير النتيجة في الوقت الذي عليك أصلا أن تتغير أنت أولا , أن تغيرّ طريقة فعلك كي تحصل على نتيجة مختلفة ,أن تتمرد على حدود عقلك وتمارس الجنون ولو مرة.

هذه السنة حاول أن تحصي كل ما حدث في السنة الماضية , حاول أن تفهم لماذا حدث ما حدث من دون أعذار واهية تخدرّ نفسك فيها , انظر الى المرآة اليوم وحاول أن تتذكر آخر مرة رأيت نفسك فيها على حقيقتها , أجمع كل أحزانك في سلة واحدة تماما كما تجمع ثيابك التي تريد غسلها في سلة واحدة , وخذّ القرار بأن أحزانك صارت تحتاج الى الغسيل كي تنتعش برائحة الاحزان الجديدة في السنة الجديدة , فقمة الخيبة أن تعيد ارتداء أحزانك القديمة ولكن بنكهة مقرفة , برائحة تفوح منها لا تتحملها خلايا أنف السنة الجديدة , أجلس مع نفسك ورتب أولوياتك هذه السنة على ورقة , وقلّ في نفسك ماذا تريد أن تفعل هذه السنة قبل أن تغادرها أو تغادرك .. فمن الجنون أن تكون الحياة كلها حولك مجنونة وأنت العاقل الوحيد فيها .. هل تستطيع بربك أن تصف الواقع الذي تعيش فيه .. إنه عالم مجنون بكل معنى الكلمة ولكنك الطالب النجيب الذي ما زال يحافظ على عقله ؟؟

هذه السنة جربّ أن تبحث عن هواية جديدة في حياتك , جربّ أن تفعل مالم تفعله في السنة الماضية , اكسبّ صديقا أو صديقة , غيرّ ألوان ثيابك , اقرأ كتاباً جديداً , تعلمّ مهنة جديدة أو حرفة قديمة , غادر نطاق حياتك القديمة ولو مرة في حياتك , خذ اجازة من نفسك المتعبة ولو سنة في عمرك , تمرنّ على رياضة جديدة لم تجربها , وأهم ما تفعله هذه السنة إذا كنت تنوي أن تغيرّ حياتك , أن تغيرّ طريقة تفكيرك , أن تفكر خارج الصندوق , أن تقفز مرة واحدة خلف خطوط خوفك , وتتسلق ولو لمرة جدران فشلك , وتنظر الى نفسك من بعيد وتتأمل عقلك وتفكيرك وأفعالك وتصرفاتك , لا تترك فرصة للناس كي يعطوك حجمك , أو يقيموك أو يفسروك أو يشرحوك , أترك لنفسك الفرصة كي تعرف نفسك أنت , لا تترك للاخرين فرصة أن يبنوا لك جدران مضادة للاختراق كي تظل فيها طول عمرك سجيناً , كن أنت فقط ولا تكن نسخة مكررة عن الآخرين , لا تلبس ثياب غيرك فثيابك أولى بك , وحياتك أولى بك وأحلامك أولى بك وحتى أحزانك أولى بك .

انهض اليوم ولا تفكر كثيرا في الغد , ولا تغرق في الأمس , بل أنهض فقط من سرير أحلامك , وغيرّ طريقة تفكيرك , إن أفكارك هي أخطر سلاح تملكه في حياتك لأنه السلاح الوحيد الذي يملك عشرون فوهة ولا تعرف من أي فوهة ستنطلق الرصاصة القادمة , لأنك تمسكه في الظلام وما زلت غارقاً في العتمة , أنت تحتاج الى النور كي ترى مسار الرصاصة المقبلة , أنت تحتاج أن تفهم .. أن أفكارك تتحول الى رسالة يستقبلها عقلك , وعقلك مبرمج على توفير كل الظروف التي تليق بالفكرة , فإن كنت تفكر بأنك فاشل فعقلك سيوفر بساتين الفشل مع أناس فاشلين وقصص فاشلة وحياة فاشلة والعكس بالعكس , وحين تتحول الافكار الى رسالة , يقوم العقل بتحويل الرسالة الى افعال كي تتلائم مع الرسالة , فتصير فاشلا من دون أن تنتبه , تتصرف مثل الفاشلين وتفعل كل ما يفعله الفاشلين , وبعد فترة يقوم العقل بتسجيل أفعالك على أنها عادة , فتصير أفعالك عادات لا تستطيع التخلص منها , وعاداتك هي التي ستحدد مصيرك في المستقبل , وهي التي ستجعلك الشخص الذي تراه اليوم في المرآة وربما لا تعرفه .

لا جديد في أي شيء إن لم يراه عقلك جديداً , لا شيء سيتغير في حياتك طالما ما زلت قديماً يفكر بنفس الطريقة ويتصرف بنفس الطريقة ويأكل وينام ويلبس بنفس الطريقة , فأين الجديد إذن إذا كنت أصلا أنت قديم , لا تجديد في أي شيء , لا عطر جديد ولا حب جديد ولا حلم جديد ولا مستقبل جديد , ستقول في نفسك ولكن هذه هي حياتي التي تعودت عليها , وهذا بالظبط ماكنت أشرحه في الفقرة السابقة , لقد تحولت افكارك الى عادات لم تعد تقدر على التخلص منها ,والخطوة الأولى في التجديد هي أن تغيرّ طريقة تفكيرك , أن تفرض عليه قيداً حديدياً كي لا يسرح ويمرح على مزاجه الأحمق , أن تراقب أفكارك جيدا هذه المرة كي تكتب الرسالة المناسبة كي يفهم عقلك أن هناك رسالة جديدة في بريده , إن عقلك ما زال نائما في رسالة واحدة لم تتغير منذ سنين , هي ما الجديد في هذه السنة إنها مثل كل سنة , ولكن ما لا تعرفه أنك أنت لست مثل كل سنة , أنت تخسر عمرك مع كل سنة أنت تخسر وقتك الذي لن يتكرر مرة أخرى , لقد تحول عقلك الى عدو خبيث ينام في تفاصيلك , ويساعدك على الفشل لأنك أنت السببّ , أنت القديم , أنت الباهت , أنت المنهك والمتعب والموجوع , أنت من نسيت نفسك حتى تحولت الى خراب جميل تقف كل يوم على أطلاله وتقول في نفسك : يارب لما يحدث لي هذا ...؟؟

سنة جديدة ولكن ماذا عنك أنت , هل ستصبح جديد أم ستظل أسير أوهامك وأحلامك وفشلك , هل ستجرب أن تتغير ولو مرة أم ستبقى مسجوناً في كرسيّ مدولبّ أخترعه عقلك كي يبرر فشلك وعجزك , قالوا سابقا إن الاعاقة الحقيقية ليست في الجسد إنما في عقلك , حين يؤمن عقلك أنك عاجز فستصبح مشلولا لا يستطيع أن يقف على قدميه , وحين يؤمن عقلك أنك قادر على فعل هذا فستفعلها رغماً عن الجميع , إن الله لم يخلقك عبثاً ولم يباهي ملائكته بك عبثاً ولم يسخر لك كل المخلوقات لخدمتك عبثاً أنت المعجزة الفريدة التي خلقها الله , أنت معجزة تمشي على قدمين , أنت نعم .. أنت معجزة ولكن عقلك لم يفهم هذا حتى اليوم ..؟؟
_____________

وتحسبّ نفسك جرمّ صغير
وفيك انطوى العالم الأكبر
______________

على حافة السنة الجديدة

لا شي جديد
إن لم يراه عقلك جديد
أنت مثل ما أنت
قديم يعيش على حلم التجديد
يحلم بحرية العباد والبلاد
ويظن نفسه عنترة بن شداد
وهو مقيدّ بسلاسل الفشل مثل العبيد

بلال فوراني



#بلال_فوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كبرتُ يا أمي .. يا روحي ولحمّي ودمّي ...؟؟
- زهران علوش .. Game Over ..؟؟
- في مولد الرسول وميلاد المسيح ..؟؟
- قد وعدتك .. فاعذريني ...؟؟
- لأنك امرأة لا تكررّ ..سأظلّ أحبكِ أكثرّ ..؟؟
- ما بعد اسقاط الطائرة ليس كما قبلها .. لقدّ وقعتم في الفخّ .. ...
- حين تموت نخوة العربّ .. يصير الربّ مجرمّ حرب ..؟؟
- بين برج إيفل وبرج البراجنة ... مسافة ارهاب ..؟؟
- أخرس ولا تنطق ولا تتكلمّ .. هذا زمن الاعلام المُكممّ ..؟؟
- لك الله يا فلسطين ...؟؟
- عن ماذا تريدوني أن أتكلم ..؟؟
- صباحك حبّ ..؟؟
- مساء أمة عربية .. الحقارة فيها أكبر وطنية
- ندوة حمارية ... في الأمة العربية ..؟؟
- أنا وأنت ... قصة عشق لا تنتهي ...؟؟
- تساؤلات نكرة ..لأبناء الثورة السورية القذرة ..؟؟
- أنا لستُ أنا .. وأنت لست أنت ...؟؟
- ضميني أو أقتليني ...؟؟
- أغداً ألقاك .. رسالة من امرأة مبللة بالشوق ..؟؟
- ابتسامتك وقهوتك وقبلتك ..؟؟


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال فوراني - سنة جديدة ولا جديد فيها ... لأنك ما زلت قديم ...؟؟