|
ضرورة إصلاح القضاء المصرى
مصطفى راشد
الحوار المتمدن-العدد: 5031 - 2016 / 1 / 1 - 11:53
المحور:
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
--------------------------- أمس كنت فى إجتماع سفراء السلام العالمى بمنظمة السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة فى سيدنى استراليا ، بمناسبة نهاية عام 2015 ، ليعرض كل واحد منا المنجزات الثقافية والحضارية لبلده خلال عام 2015 ، وبعد أن عرض الزملاء المنجزات الثقافية الحضارية الإيجابية التى حدثت فى بلادهم ، جاء دورى لأتحدث عن وطنى الحبيب مصر ، فوقفت منتشياً أُبُاهى أمام الحضور بأن مصر هى أم الحضارات وأم الدنيا لما بها من أقدم حضارة مسجلة بالعالم ، على الحجر والبرديات والتحنيط ، والأهرام العظيمة العجيبة الوحيدة الباقية والمستمرة من عجائب الدنيا السبع القديمة حتى الآن ، وحجر رشيد الذى عَلَّمَ العالم كيفية فك وقراءة اللغة والرموز القديمة ، وأن الشعب المصرى العظيم قد ورث َ هذه الجينات من الأجداد ، ويؤكد على ذلك قيامه بثورتين على الفساد والفاشية فى خلال ثلاث أعوام ، وقد تظاهر فى ثورة 30 -6-2013 بأعداد هى على أقل تقدير عالمى 30 مليون متظاهر بالشوارع ، فى سابقة لم تحدث فى تاريخ البشرية بخروج مثل هذا العدد ، ثم قام هذا الشعب فى عام واحد بحفر فرع لقناة السويس ، ووضع دستورجديد ، وإنتخاب رئيس للجمهورية ، ثم أخيرا إنتخاب مجلس النواب بأداء ديمقراطى وبمستوى عالمى وفى تماسك محترم لمؤسسات الدولة ، مما يعنى أن الشعب المصرى يتقدم بشكل ثقافى حضارى ديمقراطى ، -- وهنا فوجئت بأحد زملائى يقاطعنى قائلا كيف تقول بذلك وأول أمس حكم القضاء المصرى على إعلامى بالحبس سنة لمجرد أن قال رأيه (يقصد اسلام بحيرى ) وهنا أُسقَطَ فى يدى، وشعرت كمن تم كشف كذبه على الهواء بادلة لا رد لها ، وحاولت توضيح أن هذا ماهو إلا إستثناء ، إلا أن وجوه زملائى كانت توحى بعدم الإقتناع ، فشعرت بمدى الضربة والإهانة التى قدمها هذا الحكم ( وأنا هنا لا أناقش تفاصيل منطوق الحكم ) لكن أتكلم عن الآثار التى ترتبت على هذا الحكم فى نظر العالم المتحضر وفى نظرتهم لمصر ، وهو الأمر الذى ألمنى وجعلنى أفكر بالأمر ، ولأنه من الطبيعى أن كل مؤسسات وطننا قد تم إختراقها على مدار 40 عاما من المتطرفين ، ولاتوجد مؤسسة مستثناه من هذا الإختراق بما فيها القضاء الشامخ وقضاة رابعة خير شاهد ، لأن المتطرفين فريقين أحدهما يقتل ويفجر ويحرق ويُخرب والآخر يستغل وجوده فى أماكن القرار لتصفية الحساب مع المخالفين لرؤيته الشمولية المطلقة ، لإحتكار المفهوم والحقيقة الفكرية والدينية حصريا له بشكل مطلق لا يقبل الشك ، ويرفض حتى رأى الأمام الشافعى الذى يقول رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب ، وايضا لأن هؤلاء لا يقبلون الإختلاف فى الرأى فالخروج عن قطيعهم كفر وإلحاد ، فتكون النتيجة إهانة مصر بكل بساطة ، دون أن يستطيع أحد أن يُعلق أو يُحاسب ، لأن صورة مصر لا صاحب لها ، فقد جعلوها حق مُستباح لطعنها وتشويه صورتها أمام العالم ، دون أن يملك أحد محاسبة صاحب القرار على إساءته لصورة مصر، أو سوء إستغلاله وإستخدامه للسلطة ، فمثل حالة إسلام بحيرى القاضى فيها يعلم تماما أن الحكم سوف يُنقض ، لمخالفته صحيح القانون لوجود حكم سابق بالبراءة من ذات الخصوم ، مما يعنى رفض الدعوى لسبق الفصل فيها ، عوضاً عن الدستور الجديد وهو ابو القوانين والذى تنص فيه مادتين على إنتفاء حق الإتهام والأدعاء بإزدراء الأديان من أى شخص ويؤكد على حرية التعبير ، ولكن لأن الحكم قد صدر لا نملك إلا أن نتوجه للرئيس السيسى ونطالبه بسرعة تعديل الصورة ، بالأفراج عن إسلام لأن الحكم بات ونهائى ، ومن سلطة الرئيس الإفراج وهى لحظة فارقة وإختبار للرئيس الذى أحببناه ونظمنا المظاهرات تأيداً له بالخارج ، ليكون حاميا وحافظا لمصر الجديدة الحالمة بالديمقراطية وحرية التعبير ، مهما إختلفنا مع ماتنتجه من أراء مختلفة، لأن الإختلاف فى الأراء دليل صحة، وسبب للتصحيح والتقدم ، ومن يرى غير ذلك فهو من محبى نظام القطيع والخرفان ، أى أن هواه مع الإخوان ايضا نتوجه للسيد النائب العام ، بسرعة تصحيح الصورة، بأستخدام حقه فى وقف تنفيذ العقوبة مؤقتا، لحين الفصل فى النقض – فياتُرى من سيسرع بتصحيح الصورة الرئيس أم النائب العام – إنا لمنتظرون الشيخ د مصطفى راشد عالم أزهرى وسفير السلام العالمى بالمنظمة الدولية للسلام بسيدنى [email protected] 0061452227517
#مصطفى_راشد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أسئلة وأجوبة
-
تهنئة المسيحيين وغير المسلمين بأعيادهم
-
أتعرض على الهواء لحملات داعشية بربرية
-
الحُكم على أحمد موسى بالجلد
-
من يُكفر المسيحى واليهودى كافر
-
حوارنا مع جريدة البيان
-
بالفيديو لقاءات تلفزيونية ومع مسؤولين من اوربا مع وفد علماء
...
-
كلمتنا أمام البرلمان الأوربى يوم 11-11-2015
-
لا يوجد مانع شرعى من تجسيد دور النبى فى فيلم
-
الذبح الحلال الحرام
-
نطالب الرئيس بِسَن قانون يُجرم التكفير
-
قصيدة رسالة لروح أمى
-
إنفاق مال الحج فى الزكاة أفضل عند الله
-
قصيدة جِئْتُكَ خَاَشِعَاً
-
لَجَنُودِ وَضُبَاطِ اَلجَيِش وَالشُرْطَة اَلحَقِ فْى اَلإِفّ
...
-
إلى أخى المحترم د خالد منتصر
-
إنشاء الإتحاد العالمى لعلماء الإسلام من آجل السلام ورفض العن
...
-
لَلفَقِير وأصحَاب هَذِه الَأمْرَاض وهذه المِهَن إفْطار رَمَض
...
-
قِصَةَ زَمْزَمَ الَمُختَلَقةَ
-
قَدَرُ اللهِ أم قَدَرُ اَلشّيْطَانِ
المزيد.....
-
مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر
...
-
لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس
...
-
عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية
...
-
تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م
...
-
-المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي
...
-
بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
-
وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت
...
-
الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
-
خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ
...
-
-حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-
المزيد.....
-
حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي
...
/ أحمد سليمان
-
ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة
...
/ أحمد سليمان
المزيد.....
|