أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - قامشلي الوادعة في معادلاتها الموقوتة















المزيد.....

قامشلي الوادعة في معادلاتها الموقوتة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5031 - 2016 / 1 / 1 - 00:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قامشلي الوادعة في معادلاتها الموقوتة





إبراهيم اليوسف
استطاعت مدينة قامشلي والتي قال في اسمها الشهيد معشوق الخزنوي، قبل أشهر، من استشهاده، مامعناه: إنها:قامشلو- وقامشلي- والقامشلي- وقامشلية إلخ، أن تكون إحدى المدن التي استطاع الكردي فيها أن يتعايش مع جاره العربي، والمسلم مع جاره المسيحي، والإيزيدي مع اليهودي، والأرمني، بل وأن يعيش هؤلاء كلهم كأنهم أبناء أسرة واحدة، تمحي الحدود بين أهلها، رغم أن النظام الدكتاتوري الذي حكم سوريا من أقصاها إلى أقصاها حاول أن يتبع أحد أسوأ الألعاب القذرة، من خلال محاولته ضرب المكونات المتآلفة وقد كان موعد قطاف ما زرعه في امتحانات عديدة، بدت على نحو واضح بعيد انتفاضة الثاني عشر من آذار، وماتبعتها، من سلسلة محطات، حيث هرول القليلون من كتبة التقارير، والمعتاشين على فتاته إلى أحضانه، ليظل هؤلاء معروفين للعيان، بيد أن سواد أهل هذه المدينة- وتكاد تكون صورة مصغرة عن منطقة الجزيرة، بل المناطق الكردية- ظلوا متمسكين بالأواصر التي تربطهم، حتى بعد أن بات هذا النظام يؤدي مسرحيته بوتائر عالية، منذ أن انضم إليها بعض المتطوعين، من النهازين، بأسماء، وألقاب، وصفات معروفة من لدن جميع الأغيار من أبناء هذه المدينة الاستثنائية.
لقد شكلت مدينة-قامشلي- حالة حياتية جد مائزة، ضمن فضاء عوامها، والعوام هنا هم بسطاؤها، ووجهاؤها، مثقفوها وكادحوها، بناتها وصناع ملامحها، ساستها المهمشون في العرف الرسمي وكل من كان يحافظ على-ماء روحه- لئلا تتدرن بمغريات آلة السلطة الهيبة، رجالاً ونساء، كباراً وصغاراً، وهوما جعل لهذه المدينة ألقها، وإيقاع اسمها ليس في داخل محيطها-فحسب- وإنما خارج هذا المحيط: سورياً، وعربياً، كردستانياً، وعالمياً. حيث كان اسم المدينة، ال" غرين كارد" الذي يمنح ابنها-لأول وهلة- تأشيرة قبول من لدن الشرفاء":أنا من قامشلي" يقولها أحدنا، في تباه، قبل أن يعرف باسمه، أو حتى اسم أبيه، وجده، وعشيرته، بل وشهادته العلمية، ووظيفته، وكانت العبارة كافية لكي تعطي مقاربات عن خصوصية أي منا، من دون أن يحيجه الأمر إلى أن يستزيد، وإن كان من حق أي من أبناء هذه الأسرة أن يمارس قناعاته، في الشكل الذي يرتضيه، دون أن يسأله أحد: أمؤمن أنت أم ملحد؟، أتتوجه إلى المسجد؟، أم الكنيسة؟، أم الكنيس؟، أمستقل أنت أم حزبي؟، إلى مالانهاية لها من مثل هذه المترادفات، والثنائيات، أومافوقها. ولعل المثال الذي لايزال يحضرني، وهو مستقى من تجربتي، من عالمي، وهي أني كنت أمنع أسرتي من شراء أي من أثاث مسيحيي مدينتي المهاجرين، بل كنت وإلى وقت طويل أتجنب-قدرالإمكان- السير في تلك الشوارع التي كان يقطن فيها أصدقاء سريان أو آشوريون أو أرمن اختطفتهم المهاجر، في وقت مبكر، وكنت أتحدث عنهم كما يتحدث أي امرىء عن أحد أفراد أسرته بعدأن استبد به الغياب. وقد أبدو-مغالياً- وأنا أذكر هنا-ولأول مرة ربما- إن أشرإلى حقيقة اعتصارالألم قلبي، عندما يتم ذكر أسماء من يهود مدينتي، الذين غدوا في إسرائيل، أو أمريكا، أوسواهما، رغم أن معرفتي بهم، كانت جد متواضعة، لاتتعدى حدود أسماء طلاب علمتهم، وأحببتهم، أو وجوه قليلة ممن كنت أعرف أسماء أصحابها، على انهم من يهود مدينتي، من دون أن يتاح لنا التعارف عن قرب، والمثالان عينهما، تكررمع أصدقاء، ووجوه إيزيدية مقربة، ذابت هي الأخرى في خرائط المهاجر .
تلك، هي صورة قامشلي، المدينة التي طالما همشها النظام الدموي، من خلال حرمانها من الميزانيات التي توضع من لدن المركز، كي يتم إعدام ثيمتها الجمالية، الفسيفسائية، بعد أن كانت- باريس الصغرى- التي خطط نواتها المهندس الإيطالي" خرلمبو" قبل عقود، وهي تمضي الآن نحو -مئويتها- بيد أنها تمكنت من تضميد جراحها. بيد أن هؤلاء البيادق الذين تم تكليفهم-في الأمس- كي يختطفوا الشهيد الخزنوي، لتتم تصفيته، ولطالما كانوا خلايا نائمة، سواء أكانوا في الداخل السوري- وهم لموجودون- أو ممن التفوا حولهم من أنجاس الأرض، غير المنتمين إلى أجناسها، ماداموا من المسترزقين، باعة الذوات من أجل الدانق أوالدينار، أوالدولار، ليكرروا جريمتهم، أكثر من مرة، من خلال مفخخي النفوس، الذين سرعان مايسلسون أمام أوامر تفخيخ الأجساد،لايهمهم أياً كانوا ضحاياهم، تحت وطأة خدراليقينيات، أوالعشبيات، أوحتى الكيميائيات، لافرق، بعدأن تزين لهم الأمور، على أن مايفعلوه هوسبيلهم الترانزيتي إلى حوريات، وفردوس، ودنان بل ينابيع من خمر....!.
ثمة من هومعني بأن يحول سكاكرأي عيد جزري- وقامشلي- عاصمة الجزيرة، وقلبها، إلى حبات علقم، يقطرمنها الدم، لاسيما بعد أن تم استيراد كل أشرارالعالم، مزودين بأطنان ال" تي إن تي" والأسلحة الحديثة، وقد قدم حي المفتي الحسكي كوكبة من فلذات أكباده عشية نوروزالسنة نفسها، التي راح هؤلاء أنفسهم يكررونها في أكثر من مطعم قامشلاوي*: كبريئيل- ميامي، وهما من عداد سلسلة المطاعم التي يحتضنها مركز المدينة، أو الحي الوسطي، وهم من أهلنا المسيحيين، الذين لما يزالوا يواجهون مع سواهم من الأهلين صامدين في وجه كل التحديات، حيث ينفذ بعض الأزنام عمليات إرهابية بحق بعض الأبرياء هناك: رواد المطعم، وعماله، كي تلتحم أشلاء أجسادهم المهشمة، و تختلط دماؤهم، بمختلف الزمر، المصنفة، كمحاولة جديدة في دفع التهجير إلى أمداء أخرى، بعد أن سافر ثلثا المسيحيين إلى مهاجر العالم، وليتبعهم ثلثا الكرد، كي تتغير ملامح هذه المدينة، وتشكل مقاربتها مما يجعلها جديرة بالانتهاء إلى مقيرة-الإماروية- أو الاستخلاف وأنى لأصحاب هؤلاء الخطط، وسواهم، من جرالمدينة إلى مثل هذا المهوى، المستنقعي، الذي لايليق بجغرافيا روحية، وتاريخ حضاري، صنعته المدينة، عبرعقود عمرها.


صفيح في أقصى درجة الالتهاب:
إن حياة أبناء هذا المكان يفرض على أشرافها ضرورة أن يعيدوا النظرفي استراتيجياتها الأمنية، كي تتم الإشارة إلى الخلل، ويقال:" هوذا.!"، لاسيما بعد أن تكررفي مكان لما تصله آلة الحرب، وإن كانت تضاريس مترساتها: النظام وشبيحته من جهة- وحماة المدينة، من جهة أخرى، بمسمياتهم، الناقصة، تدعوها لأن تكون عبرهدناتها الموقوتة لتكون مسرحاً لكل دخيل قادرعلى أن يثيرأية خطط من شأنها الإجهاز على جميع من هناك، في ظل المعادلات المرسومة، ارتجالاً، وخطأً، وإن كان يسجل للحامي الكردي- وهومحورحماية الأهلين لاعتبارات خاصة- أنه وراء ديمومة الحياة، واستواء طرفي المعادلة التي لا تجبر، في ظل تفاعل التناقضات التي لا تلتقي إلا في الذهنية التي لم تنطلق-أصلاً- من قراءات المكان، وأهله، بعد أن استؤمر الطارىء، وأقصي العارف بالشأن، بعيد تخاذله، وانشغالاته، وذرائعه التي كانت جزءاً من هذا الهيار المؤجل، وهذا الواقع المصطلي على صفيح مصطل، ملتهب....!.
هذا الواقع يفرض على كواهل الشرفاء- وهم معلومو الهوية- أن يحصنوا دفاعاتهم، كي يكون اسم المدينة سورها العالي الذي يمنع تسلل مرتزقة الأرض، من الإرهابيين، إليها. إذ لا يجال المجال مفتوحاً، رغم كل الخراب المستحدث، كي تتعاضد السواعد، وهي تتخذ أمكنتها في الخنادق، على اختلاف هويات أهل المكان، وهو ماأشرت إليه، قبيل الثورة السورية، كي يعود الأمان والأمن إلى هذه الحديقة الغناء، بعد أن بدا كل شيء في عراء ساحات الذبح، وهدر الدماء، لأن المعركة وصلت إلى مرحلة الوجود، أو اللاوجود، وهو ما يستدعينا-كمبتعدين أو مبعدين- عن المكان أن نسعى لإيجاد تلك الحالة التي لما توجد بعد، وتسمح لنا، بالعودة للانخراط، في هذه المعركة الموجودة، بعد خمس سنوات، من محاولات إبقاء المكان، كما هو مرسوم له، من لدن من هو وراء كل ما يجري في المنطقة كلها، على أيدي النظام المجرم، ومن وراءه، ممن بانت ملامحهم، وهوياتهم، وما عاد هناك أي مجال للمراوغات أو المناورات..!.
[email protected]

*مجزرة 30-12-2015 في قامشلي



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في استقراء الأبعاد الثلاثة: بدلاً عن مقدمة-لديوان إلى مشعل ا ...
- عودة الروح في المجلس الوطني الكردي وأسئلة السياسي والثقافي
- آلة الاستبداد ولذة المواجهة (شهادة ذاتية)
- جكرخوين في آخر مظاهرة له في قامشلي:
- أكون ولا تكون....!
- إلى متثاقف نطاط:
- أحد مشوهي تفجير-قامشلي الإرهابي-:أحمد خوجة صورة فوتوغرافية.. ...
- عمرحمدي: ماوراء اللوحة1
- بعد مئة عام على تأسيسه: أسئلة المشروع القومي وأخطار تقرع الب ...
- عمرحمدي: ماوراء اللوحة
- -على هامش أطروحة المنطقة العازلة-: التدخل التركي واقعاً وتحد ...
- عبدالباقي حسين كان عليك أن تنتظر أكثر..!
- بطولات جبان
- بطولة الماضي والزمن المضارع...!.
- نداء إنساني:انقذوا اللاجئين السوريين في معسكرات اللجوء البلغ ...
- دمشق/تدمر/ قامشلي:
- بيان رابطة الكتاب والصحفيين الكورد في سوريا في الانتفاضة الك ...
- على عتبة عامها الرابع: رسالة بينوسا نو الحلم والتحديات
- حوارمع الإعلامي والكاتب محمد سعيد آلوجي
- لسان حالي أمام الانتهاكات: عرض حال شخصي


المزيد.....




- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - قامشلي الوادعة في معادلاتها الموقوتة