أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - انقضاء السنة الداعشية














المزيد.....

انقضاء السنة الداعشية


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5030 - 2015 / 12 / 31 - 22:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل نخلف الحرائق وراءنا و نمضي الى سنة جديدة بتصميم على احالة النار الى ماء و الخراب الى مدن جديدة و الجحيم الى جنان تجري من تحتها سعادة الانسان العربي؟
اليست سنة 2015 هي سنة بلغ فيها ايقاع التاريخ من موت و حياة ليخلق تراجيديا عربية جديرة بالتاريخ لنهضة جديدة ملتحمة بالجسد و الروح حتى النخاع؟
انها السنة الداعشية بامتياز. ارهاب وحشي لم يظهر إلا في اشد الفترات قتامة من القرون الوسطى حين ضعفت سطوة الدول المركزية. داعشي يريد القول اننا لم نبرح القرون الوسطى. داعشي يستـنجد بخبرات جيش "صدام حسين" القـتالية، و بتحالف مع قوى النفط الخليجية و مع الحلم الاردوغاني في تـتبع خيوط بناء خلافة عثمانية موهومة. داعشي يستعمل اخر منـتجات العصر التكنولوجية ببراعة، و القصد اساسا صناعة الصورة و المؤثرات الفيديوية و البراعة في الاتصالات عبر الانترنت و الانـتـشار بين عقول الشباب المنفجر بدوره و لا يعرف ماذا يصيب او يريد..
انها السنة التي اتحد فيها رأي شعبي عالمي ضد الداعشية كذلك. غالبية الشعوب العربية و الاوربية و العالمية اتحدت في لعنها، برغم انها اختـلفت في سبل التعامل مع الظاهرة. ففي حين ان التونسيـين مثلا حين كان رصاص الارهابـيـين يدوي في متحف باردو كانوا يجتمعون و يحاولون تجاوز قوات الامن لمواجهة بنادق الرايايات السوداء العباسية المتحالفة مع الموالي الفرس، فان شوارع باريس برغم ضخامة اكتضاضها عادة فإنها خلت من الهاربين جزعين من الرصاص الارهابي.
سنة مرت و ولدت تـناقضات عميقة داخل النفـس العربية التي تـشضت و رجعت الى اسلامها تستـنطقه و تستـنطق تاريخها. هل نحن ارهابيون و هل اسلامنا ارهابي و هل تاريخنا إرهابي؟؟ اراد العقل الماكر ان يحدث وقع الرجة في الذهنية العربية الساكنة. ربما لم يكن ليحدث الرجة الزلزالية غير هذه النسبة من التوحش باسم الرب و رسوله. لا ثورة حقيقية بدون حفر معرفي في تاريخنا و ما يسمى بثوابتـنا و غيرها من كليشيهات الموت الفكري و بالتالي الواقعي الحياتي..
اما في أوربا فقد حفزت الداعشية الى اثارة الحماسة من جديد في قيم التـنوير بعد ان كادت تـقـتلها آلة الراسمالية المبتـذلة لكل القيم بما انها تسلع الانسان و الجمال و الطبيعة و كل شيء مثلما قال ماركس. الارهاب الداعشي ايقض التساؤل حول الهوية الاوربية و بالتالي المضي مباشرة نحو الاستـنجاد بقيم التـنوير الاوربي و العودة اليه. من جهة اخرى على المستوى الشعبوي هجوم على الحجاب و اللحى على اساس التساؤل عن مشروعية القبول بمشاهد القرون الوسطى التي قدم الاوربيون انهارا من الدماء للخروج من ظلماتها. التنوير يعبر عن نفسه في ردود الفعل العنفية بدرجات.
و انها الداعشية بما هي ملهاة نفطية مرتعبة من ثورة الحرية العربية، و بما هي لعاب الطامعين في الانقضاض على الارض و العباد و التاريخ في فترة ضعف الدول نتاج ادمان الانظمة السابقة منذ عبد الملك ابن مروان على دمج الدولة بالعائلة الحاكمة، فان عنوان محاربتها بما هي تهديد للعالم باسره، فان القضاء عليها و هو البرنامج المطروح لسنة 2016، ما هو إلا برنامج دفعة جديدة لثورة الحرية العربية. لكن بكل ما تستلزمه اي حركة تقدمية من صراع ضد الحركة الرجعية.



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تموت الحرية حين لا تقرع اجراسها باستمرار.
- ما أنا إلا أبي
- الجمالي السياسي التونسي
- من رعود -شكري بالعيد- الى سيدني
- بين الدائرة الجهنمية و المائية عالميا و عربيا
- القيامة السعودية
- برامجنا تعليمية ام تجهيلية
- لمن تبكي سيدي الرئيس؟
- في مواجهة اوكار الارهاب الممتدة
- اسقاط المقاتلة الروسية في تونس
- ما وراء احداث باريس
- عمال صفاقس يؤكدون الثورة
- اتحد يا يسار العالم
- الاحتمال المفقود في هجمات باريس
- - حمه الهمامي- ، الزعيم النبيل
- اللحظات الحتفية على عتبات المطلق
- العنف و العاطفية
- بؤس الغد على وجوه الأطفال
- ورطة اسرائيل
- حكمة الزعيم بورقيبة


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - انقضاء السنة الداعشية