أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - سلاماً ايها الاحباب، من قطعوا ومن وصلوا














المزيد.....

سلاماً ايها الاحباب، من قطعوا ومن وصلوا


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 5030 - 2015 / 12 / 31 - 22:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سلاماً ايها الاحباب، من قطعوا ومن وصلوا
رواء الجصاني
-------------------------------------------

هل ثمة ما أدلّ وأعمق من تلكم المقولة التي طالما كان يرددها الجواهري الكبير : " أني لأحسد كل من له ذاكرة ضعيفة " ... ولكن ما العمل ؟ والواقع اكثر من بعيد عن هـــــذه الحكمة – الحلم .
... ها هي وشالةُ وقت وتنتهي سنة لتبدأ اخرى ، وها انت أ رقٌ - ايها الغارق في عتمة النهار- وحيداً مع احبائك الخلص: فلفل" و"بهار" الذين لا يعرفون لغة الكلام الانساني، ولربما تحسدهم على ذلك، بعد ان راحت تلك اللغة هدير مدافع وفحيح مدي وصدى احقاد ولؤم...
وكلما ازف موعد رحيل العام الكؤوب، عجت بك الذكريات بمثائل هذه الساعات، لنحو اربعة عقود وأزيد، وقل خمسة ولا تخف ... تترى عليك من كل صوب وحدب، اسماء اصدقاء واعزاء واحباب من الذين قطعوا ووصلوا، ويقتحمك بيت شعر فريد :
قد يقتل الحزن من احبابه بعدوا عنه، فكيف بمن احبابه فقدوا .
الدقائق تتسارع ، والذكريات تتزاحم دون حدود أو مديات، وتتشابك دون ان تعطيك حتى فسحة ما لتنسق فيها الاسماء والاحداث والتواريخ ... وما لك من سبيل غير ان تلجأ الى الكتابة لعلها تخفف وطأة الاحاسيس والمشاعر المأنسنة ، والمستذئبة في آن . ... والابرزفي كل هذا وذاك : اطياف الاحبة الراحلين الذين كنت معهم ، في مناسبات وعشيات بدايات الاعوام الجديدة، السابقة، ولم تزل، طوال ماعشت من عمر ، لم، ولن تتجاوز أزماته وذيوله، وان تعلقت بأستار الكعبة، أو كررت في اليوم الواحد الف مرة، ومرة :
لا تلم أمسك في ما صنعا ، امس قد فات ولن يسترجعا ...
أمس قد مات ولن ينفعه ، حملك الهمَ له والهلعاا ...
فأطرحه واسترح من ثقله ، لا تضع امسك واليوم معا ..
اذن فلتقرع اجراس الكتابة، فهي داء ودواء في وقت واحد ، وخاصة للمدمنين عليها، وها انت فاعل ايها المدمن العريق، فلعل وعسى...
- تعود بك الذكريات الى اثنين واربعين عاماً خلت، حين راح العراقيون يحاولون ان يقلدوا احتفالات العالم المتحضر، ليالي حلول الاعوام الجديدة ... تسترجع بعد كل هذه العقود كيف وقفت امامك الوالدة " نبيهة الجواهري " لتترجى، قائلة : يكفينى "جعفر" واحد في اشارة لشقيقها الشهيد .. في محاولة لمنع خروجك من البيت، مع "عدنـان" ليلة بدء سنة 1969 " بعد ان شاهدت معنا فرشاً واصباغاً ، وسلاحاً خفيفاً ، متوجهين لخط بعض الشعارات المعارضة للقمع والارهاب...
- وتطير بك الذكرى الى موسكو ليلة راس سنة 1972/ 1973 حيث الحفل البهيج التي اقامته رابطة الطلبة العراقيين هناك ، بمناسبة زواجكما ، انت و" نسرين وصفي طاهر" وبحضور نحو ثلاثين مدعواً عزيزا ، ومن بينهم الفقيدان: جميل منير، ونمير حنا شابا ، الصديقان المقربان ...
- وتستذكر ايضاً وايضاً ، وهذه المرة ليلة بدءعام 1976 وانت في البيت ببغداد مع جمع من القيادة الشيوعية الطلابية انذاك، ويشخص امام ناظريك الشهيدان : علي حسن "ابوحيدر" و هادي البلداوي "ابو سمراء " وهما على سجيتيهما الانسانيتين بهذه المناسبة : مرحاً واملا...
- ويحل موسم الهجرة الى براغ ، وتحل رأس السنة الجديدة 1978/ 1979 ويتداعى اصدقاء، برغم مرارة الحال والاوضاع في البلاد ، لتنظيم مشاركة في حفل صغير، محدود بالمناسبة، كان الامرح فيه : شمران الياسري " ابو كاطع" وهو يحمل راية : شر البلية ما يضحك...
- وتتوالى الاستذكارات، ويفيض شريطها، وتحلّ خيالاتها دون مدى، وها هو طيف الشهيد نزار ناجي" ابو ليلى" يحل ببشاشته " النجفية" المعهودة ليلة العام الجديد 1980 حين بادر، فلمّ في شقته ببراغ جمعاً من الاقربين، وأولهم، ولن نذكر الاحياء: ذلك الانسان قبل اية القاب اخرى، ثابت حبيب العانى " ابو حسان" ...
- وأستذكر واستذكر ايضاً الام الثانية : بلقيس عبد الرحمن، أرملة الشهيد وصفي طاهر، في ليلة بدء عام 1985 وكنتَ – ايها المتفنن في استجلاب الاطياف، بل واستدراجها - متوعكاً في حينها بالم الاسنان الحاد .. وقد غطت " بلقيس" بحيويتها وسموها، مرارات لا تحصى، لاضفاء بعض البهجة والحبور .... ولنتجاوز التقليد هذه المرة فنشير الى ضيف تلكم الليلة، في الاحتفال العائلي : كمال شاكر " ابو سمير" والتي طغت مقاماته الكردية والعربية، على اغاني وموسيقى العيد التقليدية ...
- ثم يستمر الاغتراب عن البلاد ، ويصادف ان تكون ثمة سفرة الى دمشق ليلة بدء عام 1987 ... ولولا " الجواهري" لانقضت تلك الليلة كمثيلاتها . ولكن، وما هي الا مزحة ، ثم تحريض، واذا برب البيت ينهض ويأمر ويُطاع، والاول بيننا، زوجته، أمونة، ونسهر في احد فنادق الشام، مستقبلين العام الوليد رقصاً وحبوراً، وألاسبق – كالعادة – الجواهري ذاته، وهو في التسعين ، او يكاد ...
- أما في ليلة العام 1990/ 1991 فأستذكر مساءها – ايها الرجل- مع الرائد الكبير محمود صبري، الذي احتفى بنا، بروحه الانسانية المتفردة، ومعي عبد الاله النعيمي، ولنتسلم منه التصاميم التي اتممها خصيصاً لاصدارت " مؤسستنا الوليدة "بابيلون" لتنطلق بها منذ ذلك الحين، والى اليوم ...
ترى هل تستمر في الكتابة ايها " المتشائل" فتثير الكوامن، وتستثير الاهات ؟ اما يكفي ماسبق ؟ ولمَ تعكرعلى الناس افراحهم ، ايها المُبتلى بـ"داء رأس السنة"؟ ... قل للجميـــع ومن معهم، وحولهم، ومن يريدون :
ويا احبابي الأغلين، من قطعوا ومن وصلوا..
سلامــــاً كلـــه قبــلُ ، كأن صميمهـــا شعـــــلُ
ولتغادر الحلبة اذا لم تكن قادراً على اللعب داخلها ، واترك الامر للقادرين ...







#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الجواهري والامام الحسين.. مآثر وشعر
- تساؤلات حول بعض حال العراق اليوم (5)
- نهارنا وليلنا، وعيدنا.. دماء في دماء
- تساؤلات حول بعض حال العراق اليوم(4)
- اضواء حول بعض سبعينات الجواهري في براغ
- وتساؤلات حول- التساؤلات- بشأن التظاهرات العراقية الراهنة
- -حزمة ثالثة- من التساؤلات حول التظاهرات الراهنة في العراق
- عشرة تساؤلات اخرى حول التظاهرات الاحتجاجية في العراق
- تساؤولات حول التظاهرات الاحتجاجية في العراق
- ثمانية عشر عاما على غياب الجواهري الخالد/ سيبقى ويفنى نيزكٌ ...
- وصفي طاهر ... رجلٌ في تاريخ العراق الحديث/ وقائع وشهادات عن ...
- تراتيل ما بعد الغروب، وعند اعتاب الفجر(8)
- تراتيل ما بعد الغروب... وعند أعتاب الفجر (7)
- تراتيل ما بعد الغروب، وعند اعتاب الفجر (5)
- تراتيل.. بعد الغروب وعند اعتاب الفجر (4)
- تراتيل.. بعد الغروب، وعند اعتاب الفجر (3)
- ما حيلةُ الراعي إذا أغتُصبتْ -عنزٌ- ولم تتمردُ الغنمُ
- تراتيل، ما بعد الغروب... وعشية الفجر (2)
- تراتيل ما بعد الغروب، وطلوع الفجر (1)
- أوقفوا حملات الاستجداء، وأمنعوا أن تُنسب للعراقيين توصيفات م ...


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - سلاماً ايها الاحباب، من قطعوا ومن وصلوا