أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طاهر مسلم البكاء - ماذا كسبت أمبراطورية أمريكا ؟















المزيد.....

ماذا كسبت أمبراطورية أمريكا ؟


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 5030 - 2015 / 12 / 31 - 11:03
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ارتبط العنف بالوجود على الأرض ، وكان متعلقا ً بأشباع غرائز البقاء ، ورغم ان القوة الخالية من العقل لاتكسب حتى في عالم الوحوش ، فالوحوش التي تعتمد القوة لوحدها دون التفكير تهزم بالنتيجة ،أولا تحصل على فريستها في اسوء الأحتمالات .
واليوم ورغم التقدم الهائل الذي عليه بني البشر فأن العنف يتخذ اشكالا ً وصورا ً متعددة ،فأمريكا منذ انفرادها بالعالم عام1990فأنها تقوم بتجميع العديد من الحكومات بأتجاه رغباتها ،فيما يعرف بحلف الأطلسي ،سائرة على ذات الأفتراس الذي تتخذه مجاميع الوحوش في الغاب لأشباع غرائزها وبشكل اشد قسوة وأيلاما ً ، فالوحوش أيضا ًتهاجم فرائسها بمجاميع ولكنها تكتفي بفريسة واحدة ولاتدمر القطيع بأكمله ،اما في عصرنا الحديث ،وقد اصبحت مدارك الأنسان فيه متقدمة ،فأن أمريكا وحلفائها خدعت شعوبها وقامت بكل ماأوتيت من قوة بتدمير دول كاملة وهدم بناها التحتية وقتل آلاف البشر وتهجير الملايين من اهلها ،وفي أوضاع لاتقبلها حتى القوانين السائدة داخل امريكا ودول حلفها ،حيث ان مايوجد من قوانين ونظم وقضاء ومنظمات مجتمع مدني كلها ترفض الأعتداء على الآخرين وتنبذ العنف ،واذا اردنا ان نضرب أمثلة ،فمن الصعب ان نحصي الاف الحالات الفردية لقتل المدنيين والأعتداء عليهم والتي لم تحاسب عليها امريكا ، ولكننا نتناول ماشاهده وعاشه العالم من خلال وسائل الأتصال الحديثة في :
العراق وفلسطين وافغانستان وليبيا وسوريا ولبنان ومصر والسودان وأخيرا ً احداث اليمن ،كانت امريكا خلال مغامراتها الوحشية تلك مسندة من حلف الأطلسي وأموال النفط لممالك الخليج الوهابية ،والتي بدأت افكارها ومبادئها تقترب من الأفكار الصهيونية وبصورة معلنة .
ولم تكتفي بكل ماسال من دماء بل لاتزال تخط بحبر اسود وصفحات ظلماء تاريخ مؤلم لشعوب هذه الدول ،وبدى ان هدف امريكا ،التي تبعد الآف الأميال عن هذه الدول ،هو القضاء على البشر وايقاف فعالياتهم والحيلولة دون تقدمهم وتطور بلدانهم والسيطرة على مواردهم ، بدون ان يكونوا قد هددوا البلاد الأمريكية بشئ ،أو ان يكونوا قد اقتربوا من حدودها ،وفي كل ذلك كانت توهم شعوبها والعالم في كل مرة بأدعاءات فارغة كشف زيفها وسئمها الجميع ، مثل : نشر الحرية الأمريكية ،اطلاق الفوضى الخلاقة ، تحرير الشعوب المضطهدة ،تحسين الأوضاع الأقتصادية والمعيشية ...وغيرها ، وكانت تخدع الأخرين بالكلام عن المصالح المشتركة ، وتكوين العالم الجديد وماشابه من الترهات التي رفضتها شعوب المنطقة بقوة رغم استغلال امريكا للحساسيات المذهبية والعرقية ، والعملاء من المهمشين الباحثين عن مغانم رخيصة ،وقد أوهمت العالم انها تحارب احلافا ًبنيت ضدها ،وسمتها بمسميات كالهلال الشيعي مثلا ً ،رغم ان ليس هناك اي من هذه الدول من قام بأعتداء على أمريكا أوعلى اي دولة أخرى ،كما حصل وقامت هي به في احتلالها لأفغانستان والعراق والتي هي دول صغيرة ليست في عدادها عسكريا ً ،وبالتالي فيمكن تصنيفها من الأعتداءات والحروب الجبانة في التاريخ ، واليوم حلفائها السعوديون يشنون حربا ً من حروب أمريكا على شعب مسالم لم يعتدي على أحد،يستخدمون فيه احدث ترسانة امريكا الحربية ،بالضبط كمايفعل الصهاينة مع الفلسطينين .
من الحروب المباشرة الى الأستولاد :
كما يعرف العالم كله من ان الذهن الأمريكي هو الذي استولد منظمة القاعدة الأرهابية وشيخها السعودي اسامة بن لادن ،وقدتفاخرت به وهو يجاهد السوفيت في افغانستان ،ثم راحت تتهم الدول الأخرى بعلاقات مع القاعدة وبن لادن !
وبعد هزيمة قواتها في العراق عادت لذات الفكرة وقامت بتحديثها لأستولاد منظمة ارهابية جديدة تحقق اغراضها وتنفذ طموحات حلفائها في المنطقة ،هي داعش الأرهابية ،وقد رمت جل الدعم المالي على عاتق ممالك الخليج الوهابية ،بعد ان اوهمتها بخطر خرافي هو خطر الشيعة ،رغم ان كل من الشيعة والسنة هم مسلمون ،وحتى الوهابية تدعي انها تمثل الأسلام وكان من الغريب ان تلجئ الى امريكا ضد المسلمين ،لولا ان تحالفها استراتيجي يتعلق بآمال البقاء وسط تهديدات الموج الأمريكي لدول المنطقة .
داعش هي اشر تنظيم ارهابي استيطاني عرفه العصر الحديث ،وقد تفنن مبتكروه في إخراجه ،إذ ألبسوه لباس الأسلام ورايته ختم رسول الله محمد،غير ان مبادئ الأسلام منه براء ،ثم وجه لتدمير دول الأسلام ،ولتشويه الأسلام من الداخل ،وقد تعملق في سوريا والعراق وليبيا ،حيث كانت أمريكا تتعهده بالرعايا بصورة مباشرة او عن طريق حلفائها بالمنطقة مثل السعودية وقطر وتركيا وغيرهما ، وخطط له ان يستولي على اراضي دول المنطقة وعلى نفطها ،واطلق له العنان في سفك الدماء تشفيا ً بأولئك الذين قاوموا احتلال أمريكا ورفضوه ،وقام بفضائع سيكتبها التاريخ بوجه امريكا وليس لسواها ،لأنها كانت تحوم فوقهم بطائراتها تتعهدهم بالرعايا وتهيأ لهم السبل الكفيلة بالتقدم والأستمرار بالمنطقة لأطول فترة ممكنة لأستنزاف دول المنطقة واعاقة عودتها الى الحياة وتقدمها ،وابقائها اسيرة الدفاع عن نفسها ،وان أمكن فتقسيمها الى دويلات متصارعة لاتقوم لهاقائمة ،وكان يمكن ان يتم كل ذلك بسهولة فائقة لولا مجموعة من العوامل كان أبرزها :
- اطلاق قائد المرجعية الشيعية في العالم السيد السيستاني فتوى الجهاد الكفائي ضد داعش ، وادى ذلك الى ارباك المخطط الأمريكي الوهابي لتقسيم العراق ،وحد من تقدم داعش المفاجئ والسريع بأتجاه السيطرة على العراق .
- مساندة ايران للمقاومة العراقية التي وقفت بوجه زحف الدواعش ،وكانت مساندة فعالة ،سواء أكانت تنشد أغراض خاصة بها كما يتهمها البعض ،او انها كانت بدافع المساندة .
- والعامل الثالث الذي قلب موازين أمريكا وحلفائها، واربكهم متخاذلين ،هو الدخول القوي للمنطقة من قبل روسيا بقيادة بوتين ،مستخدمة قاعدتها القديمة في سوريا وكأنها قد أعادت أيام التوازن الدولي في عهد السوفيت ،وقد هددت بالرد القوي على كل من يتعرض لقواتها التي تقاتل الأرهاب ،وهي فعلا ً كانت تقاتل ارهابي داعش ، سواء لمصالحها كدولة عظمى تريد إعادة اثبات وجودها وتأكيد هيبتها ،أو بدافع المساندة ضد الأرهاب ،ان وجود روسيا حد من استهتار أمريكا التي سارعت للحفاظ على ماء وجهها بأدعاء مساندة العراق ،رغم ان طائراتها كانت متواجدة منذ اول يوم لدخول الدواعش ،حيث يفضح ذلك تواطئها وتعهدها داعش بالرعاية والدعم .
مواطنوا أمريكا :
في مداخلات مع مواطنين أمريكان ودول غربية ،ظهر انهم يدركون تمام الأدراك ان كل ماقامت به امريكا هو شريعة غاب واستعمار جديد وتدخلات يرفضها القانون الدولي الذي يؤكد على التساوي في الحقوق الأساسية للأمم صغيرها وكبيرها ، وانهم يدينون حكومات بلادهم لأشتراكها في هذه الحروب الوحشية التي تبتعد عن روح العصر وعن الأنسانية وحق الدول بالعيش الكريم والتمتع بثرواتها ،وقد بانت ردود رسمية لشخصيات حكومية بارزة رغم التطرف الأمريكي في كم الأفواه كصوت وزيرة خارجية السويد أوجوت وولستروم ، وصوت البرلمان البريطاني الذي رفض تدخل قوات بلاده في سوريا وقد بنى البرلمانيون رفضهم على الخديعة التي تعرضوا لها في حروب العراق العبثية .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقي والمستقبل
- الرد العراقي
- أمريكا والعزف على أوتار داعش والكرد
- فايروسات الحروب الأمريكية
- اكبر مهرجان في العالم (1)
- أكبر مهرجان في العالم (2)
- من حفر حفرة لأخيه وقع فيها
- الطائرة الروسية هل تثير حربا ً
- السكاكين الصدئة وبيت العنكبوت
- خرافة الجلبي وامريكا
- هل يحق لأمريكا التجربة على البشر
- الفنان علي الشريف والأمام الحسين
- هل فشلت التظاهرات في العراق
- روسيا تخل بالموازنات الأمريكية
- انتهاك أجواء تركيا وانتهاك حرمة العراق
- القتل الأمريكي الغربي حلال و الروسي حرام
- استئناف حركة التاريخ من جديد
- تأخر حسم معركة الفلوجة خطأ أستراتيجي
- من يلغي من العبادي أم البرلمان ؟
- احتلال الأقصى والتحالف العربي


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طاهر مسلم البكاء - ماذا كسبت أمبراطورية أمريكا ؟