أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوزاد نوبار مدياتي - الشَبّهْ














المزيد.....

الشَبّهْ


نوزاد نوبار مدياتي

الحوار المتمدن-العدد: 5029 - 2015 / 12 / 30 - 14:53
المحور: الادب والفن
    



لم أكن أدرك أن العيش على خاصرة هذا الكوكب يحتاج لبعض الصبر والحيلة ، هذه اللافتة كتبتها على زجاج دكانها الصغير السيدة ريڤ-;-ال الفيلية خمسينة غير متزوجة ، في حي شعبي ، يعينها في العمل عبد الرحمن ، مراهق خجول وعنيد أستعارته في حزيران 2014 من أحدى مجنونات الحي بعد أن أعلنت جنونها بخطاب رسمي على جثة ولدها الكبير الذي " أستشهد " في قاعدة سبايكر !

عكفت السيدة ريڤ-;-ال عن الزواج بعد هجرة سالم حبيبها في مقبل التسعينيات الى النرويج ، و أكتفت بصورهِ التي كان يلتقطها في معسكر تدريب النهروان ، شاربه الغليظ المفتول وسماره المبالغة به عجينة السماء السومرية !

داخل المحل صوراً لمحلات الرشيد ، والدها عندما كان شاب يقف بيده كأس من شربت الزبيب أمام محل "حجي زبالة " مُبتسم بهدوء " كما يبدو " ، صوراً أخرى لرواف في سوق الصفافير ، مادونا بالابيض والاسود ، آية الكرسي مكتوبة بخط يد بصورة غير إحترافية ، وقطعة بخط واضح باللون الأحمر " الدين ممنوع " .

في عام 2006 قتل نزار الحلو " كُنيته " أخاها الوحيد ، في منطقة سبع أبكار من قبل مسلحين يرتدون الزي العسكري بسيطرة وهمية ، لتبقى وحيدة في شقة فقيرة مليئة أركانها بأزرار قميص رجال البيت الراحلون ، يطاردها خارج شبابيك الشقة بعض ذكور الحي الطامعين بقوام جسمها وهو ينافس الرقم أربعة ( هكذا تماماً 4 !! ) ، ولم تكتفي أم عدنان ( الخطابة ) ، من عروضها السخية حينئذ ، حتى اخر لقاء لها صرخت بوجه أم عدنان حازمة : (( أم عدنان كتلج مراح اتزوج أحد لو يجي الله ،،، أفتهمتي !! ))

حميد الكهربائي ، أرشدني عليه أحد اصدقائي المقربين ، بعد أستشارتي في تصليح بعض ما عطبتهُ الأمطار في سيارتي ، بعد إنتظار ثلاثة ساعات أوشكت سكائري على النفاذ ، ترجلت داخل فروع منطقة ساحة الطيران لأبحث عن دكان يبيع السكائر ، وعثرت بالصدفة على محل ، لكن يبدو لي هذا المحل لايبيع سكائري !
لا بأس ، أي نوع من أنواع الدخان كفيلة بإنتظار إنجاز مهمة الكهربائي الكسول !

أني ؛ مساء الخير
هي ؛ صلوات على محمد !
أني ؛ نعم خالة ؟
هي ؛ لا هيج بس فد سؤال اذا تسمح ؟!

صوتها مازال رقيق جداً ، عيناها قد غرغرت شيء من الدموع وبعض الرجفة في يديها اليمين ، الحجاب غير مستقر لذلك كان لون الشعر الاصفر مع الشيب ينسجون خليط من كاشان العتيد !

هي ؛ أنت يكربلك واحد أسمة سالم محمد أمين ؟
أني ؛ لاء !
هي ؛ سبحان الله ، سبحان الله !
أني ؛ خير خالة ؟
هي ؛ وخلخالة ،، عمة بعينك !
أني ؛ هههه !

أني ؛ جكاير مارلي بورو عندج ؟
هي ؛ اي السحب ؟
أني ؛ لاء ،، الازرك الرفيع
هي ؛ ماكو ،،، !
أني ؛ جيبي السحب
هي ؛ لعد شكو تتعيقل جنك سالم محمد أمين !
أني ؛ منو هذا مو ذبحتيني !
هي ؛ مستعجل لو تسمع السالفة ؟
أني ؛ لاء ماعندي شي ،، سولفي !
هي ؛ عبد الرحمن ، جيب كرسي لسالم وخلي قريب على الصوبة ، طالع بطرك القميص وفرحان بشعر صدرة !
أني ؛ ههههه !

كانت ترسم صورة عن عشق في زمان قديم ، كيف كان شريف وممنوع ، عن أخر موعد في ( باص المصلحة ) ، والإكتفاء بالمطبات و التوقف المفاجئ لعجلة الباص ليشتعل الجسدين بين أنوثة و فحولة في طياتها الف رغبة ممنوعة !

سردت لي الكثير عنهم ،، عنهم فقط !
أكملت لوحتها القصصية وهي تسرد ، شاردة بذهنها هناك المأسور لقسوة الزمان أو الضروف وربما الهروب القاسي " جداً "

أني ؛ رڤ-;-ولة ، عندج موبايل ؟
هي ؛ شتصخم بي ؟
أني ؛ أريد أجي عليج فد جمعة و نروح للمتنبي أشتريلج كتاب و أعزمج على كبة البغدادي ؟!
هي ؛ اي خوش ،، دك عليه لان محافظة الرقم .

مرت عامين " ربما " ، أتواصل معها بصورة شبه منقطعة ، في كل مرة تكون فيها شبقة وبمجرد أقول ؛ ألو
تقول ؛ هاي وينك أبن الزفرة !

تصاحب قهقهاتها " الكحة " وتصاحب قهقهاتي " الكحة " ؟

هكذا ، حتى ليلة أمس

اني ؛ رڤ-;-ولة شلونج ؟
هي ؛ لك زينة وتحررت الأنبار !
أني ؛ اااااي رحمة وفخر و رفعة راس
هي ؛ أطلبك عزيمة
أني ؛ أي بعيوني بس أكو سؤال مدوخني ؟
هي ؛ گول ؟
أني ؛ سالم محمد أمين أسمر وأني حنطاوي ،، شلون تكولين يشبهك ؟
هي ؛ بس هذا الفرق ، خرة بالگواد گلبي !!

_____________

ملاحظة ؛ النص أعلاه وهمي والأسماء المذكورة فيه من الخيال
ملاحظة ؛ أسم ريڤ-;-ال يعني ، طويلة الشعر، المتبخترة في مشيها



#نوزاد_نوبار_مدياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيفيد الكواغد من تدفيها النار !
- سلوكيات / 1
- يا !
- هاريمان في خيمة الحاج زهير !
- أشگ صدر الكاع ومتصير داعشني
- زهر ، مُر ، حنظل
- ورداً في غابة الشوق - لها -
- الخطيئة -كلمة- في سراديب الظلام
- لماذا تدرس مادة الإسلامية ؟
- قفشة على مضاجع أرصفة الحلم !
- بزنودي شديت العلگ !
- خمر جديد في جرار قديمة / خربشات على جداري 7
- الصراع النفسي في ظل عواقب الإرث الفكري !
- لحظات رجلاً يؤمن بذاته / خربشات على جداري -6
- حياة ما بعد الموت !
- عيد حٌبنا يا حبيبتي / خربشات على جدار عيد الحب
- رسم من فحم على اوراق الوهم !! / قصة قصيرة
- ملح ،، زيت ،، زعتر / خربشات على جداري - 5
- كرسمس الإموات في مدينتي ؟! - خربشات على جداري / 4
- متى تكسر خشبة المسرح - خربشات على جداري / 3


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوزاد نوبار مدياتي - الشَبّهْ