أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - أمهاتنا من زاوية آخرى














المزيد.....

أمهاتنا من زاوية آخرى


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 5029 - 2015 / 12 / 30 - 14:11
المحور: الادب والفن
    


يولد الانسان من ابوين , حيث يضعه آباه في الذ اوقاته ,واسعد حالاته ,اما امه فتحمله وهنا على وهن , وتنوء بثقله ضعفا على ضعف ,فيكون له من انفاسها نصيب مقسوم, ويقتطع له من روحها قدر معلوم ,حتى اذا وضعته وهي تقترب من شهقات الموت ,وتعاني نزعات الطلق ,ليخرج للنور وليدا , وليبصر الضياء واجما ,تعهدته بالرعاية ,واحاطته بالعناية ,ترضعه خالص لبنها ,وتغذيه من بين حنايا اضلعها ,فاذا ما شب عن الطوق ,تجدد خوفها ,وتزايد فرقها ,ترمقه بنظراتها ,وتلاحقه بتنهداتها , تتبعه اتباع الفصيل اثر امه ,وترافقه مثل ظله ,فهي اقرب اليه من حبل الوريد ,وهكذا يستمر مشوارها ,وتطول مسيرتها, مع فلذة كبدها ,وثمرة فؤادها , ليبقى الابن بعد ذلك كله ,صغيرا في نظر والدته, قاصرا في عين من سهرت عليه اناء الليل واطراف النهار ,وكيف لا وقد عجنت بماء الرحمة ,وسقيت من كأس الرأفة ,جراء كل ما تقدم يشب الولد, ويكبر الابن ,وقد رسم لوالدته صورة ناصعة , كالثوب الابيض او هي اشد بياضا ,وهو في ذلك غير ملوم ,وبما ذهب غير معنف ,وكيف لا وقد تتدلى غصنه من تلك الشجرة ,وتفرع عوده من تلك الدوحة ,والمرء لا يلام على حب امه, ولا يؤخذ بغرام والدته, وقد وضعت تحت اقدامها الجنات, وازلفت ابواب المكرمات ,فحازت مالم يحوزه حائز ,وفازت بما لم يفز به فائز .
كل ذلك ونحن ننظر الى امهاتنا بمنتهى الاكبار, ونرنو لهن بأقصى درجات الاجلال ,ونحن في ذلك لا نوفيهن عشر معشار افضالهن علينا صغارا وصبية ورجالا وشيبة ,الا ان هنالك امرا لا بد من التوقف عنده ,والتصدى لحقيقته .فنحن كأبناء وبحكم ما تمتلكه امهاتنا من منازل رفيعة ومراتب سامقة في نفوسنا , قد لا نستطيع النظر الى طبيعتهن الا انها اقرب الى طبيعة الملائكة منها الى طبيعة البشر, وهن لا شك كذلك في ما يخص ابناءهن وابناء ابناءهن من احفاد واسباط , الا ان الامر قد يختلف كثيرا بالنسبة الى امهاتنا خارج نطاق اسرهن وابناءهن .نحن جميعا ننظر الى امهاتنا على انهن لا يخطئن ولا يذنبن ولا يقصرن ,فلا يجوز عليهن ما يجوز على سائر ابناء البشر, من خطأ وزلل ومعصية ,الا ان حقيقة الامر ليست كذلك , فمن يحتكم على قدر معلوم من الفطنة , نصيب محدود من التبصر ,يصل الى حقيقة لا مفر منها , ولا مهرب من مواجهتها , يتخوفها للوهلة الاولى ,لكنه سرعان ما يجد نفسه ازاء امر لا بد منه .ان من يجد قوة النقد داخل نفسه يصل لا محالة ان والدته ليس ملاكا, وامه ليس مثالا, كما كان يتصور في مراحل صباه ,وبواكير ايامه فأنما والدته بشر يجري عليها ما يجري على غيرها ,من حب وكره, وضعف وقوة ,وشر وخير , الى اخر تلك الاعراض التي جبلت عليها الانفس وعجنت الطبائع فأمهاتنا لم يبعثن الى الدنيا كما عهدناهن ,ولم يأتين كما عرفناهن ,فقد مررن بأدوار الطفولة ,وخبرن ايام الصبا ,وجربن مراحل النضج والاكتمال .
ان من يتصفح احوال والدته خارج نطاق عيالها ,يجد ان الكثير من حولها قد يشكلون عليها, ويؤشرون على عدد من العيوب والمساؤى التي تتميز فيها وتنفرد بها عمن سواها , فقد يصل الامر ببعض الامهات ان يكن سببا في عقوق ابناءهن, وخراب بيوتهن .
الحق ان من يتوافر على مساحة معينة , من النقد اتجاه اقرب الناس اليه واعزهم على فؤاده ,سوف يكون على مستوى عال من ممارسة النقد اتجاه كل ما يحيطه من افكار واعراف وتقاليد ومعتقدات وهو امر قد يحتاجه الكثير منا عاجلا ام اجلا .
اخيرا قد يكون هذا اخر ما سوف اكتبه لعام 2015, لذلك لا يسعني الا ان اشكر كل من تفضل علي بقراءة ما اكتب, من غث وسمين ,,وضعيف وقوي , وجديد ومكرر, ضار ونافع , متمنيا للجميع عاما تتحقق فيه امالهم ,وتتجسد طموحاتهم ,كذلك اثني على ادارة موقع الحوار المتمدن, الذي من علينا بنشر ما يجول في دواخلنا ,ويمور في افئدتنا , فكان في ذلك غايتنا النبيلة, ووجهتنا الجليلة, والله الموفق.



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأدب والسياسة من يتنازل لمن ؟
- بين الشخصية المصرية والعراقية
- ناظم حسن الدليمي
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )اوجه الشبه بين ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )شروط الثورة الن ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )اعلان الثورة (ا ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )اضواء على العمل ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )الاحاديث الوارد ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )الاثار العلمية ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )الحلقة الثانية ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )
- الرحيل المفاجىء لعراب الاجتثاث ...النائب احمد الجلبي
- من قتل الامام الحسين بن علي بن ابي طالب ؟
- وماذا عن ديكتاتورية الاخرين ؟
- اكذوبة العصر الجاهلي
- هل تتوافق الديمقراطية مع الزعامات الدينية والقومية ؟
- هل سينجح السيد العبادي في اتمام مهامه الاصلاحية ؟
- من مصلحة من يتهم المالكي في سقوط الموصل ؟
- العمامة في قفص الاتهام مرة اخرى
- ملاحظات عامة للمتظاهرين الكرام


المزيد.....




- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - أمهاتنا من زاوية آخرى