أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشعل يسار - طلقة تحذيرية














المزيد.....

طلقة تحذيرية


مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر

(M.yammine)


الحوار المتمدن-العدد: 5029 - 2015 / 12 / 30 - 00:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المعلق السياسي الروسي إسرائيل شامير يتحدث عن سلوك اسرائيل الغريب في سوريا

هناك علة واحدة في الصحافة السياسية الروسية. فهي تطارد الضحية في صيدها قطعاناً لا وُحدانا. فتنهال كلها معا تارة على الطغمة الفاشية في كييف، وتارة على الترك الغادرين. ولكن كل شيء على ما يرام ما دام الأمر بتغيير اللهجة لم يصدر بعد. كان الأمر هكذا حتى يومنا هذا مع إسرائيل أيضا. غير أن الغارة الإسرائيلية على ضواحي دمشق، والتي أسفرت عن قتل رجال "حزب الله"، حلفاء روسيا، ينبغي أن تؤدي إلى شيء من الاستفاقة.
الرئيس بوتين بذل جهودا كبيرة للحفاظ على علاقات جيدة مع إسرائيل. هذا أمر عظيم، ولكن كانت لنا مع تركيا أيضا علاقات جيدة قبل أن تنتهي. هناك معطيات موضوعية تتجاوز الصفات الشخصية ونوايا القادة، وهي تشير إلى حتمية البرودة في العلاقات.
اسرائيل عدوة كل حلفاء روسيا في الصراع السوري. فهي ضد ايران و"حزب الله" والحكومة الشرعية في سوريا تحت قيادة الرئيس بشار الأسد. كما أن ليس لإيران و"حزب الله" عدو أكثر شراسة وأكثر لُدوداً من إسرائيل. وسلاح الجو الإسرائيلي كان قد قصف مرارا موقع حلفاء روسيا في سوريا - من مطار دمشق إلى الحدود اللبنانية، علماً أن الغارة الاخيرة كانت بشكل خاص "ناجحة".
فقد أصيب فيها مقاتلو حزب الله ، وهم أفضل مقاتلي الحلف الروسي. ومن دون السقف الجوي الروسي سيكون عليهم أن يزنوا الأمور ويعينوا ما إذا كان يمكنهم الاستمرار في المشاركة في العملية. الغارة تلقي بظلال كثيفة على القدرات القتالية للدفاعات الروسية المضادة للجو التي تشارك في الحرب في سوريا. ومن غير المعروف ما هو الافتراض الأسوأ: أهو أن منظومة صواريخ C-400 الروسية لم تلحظ الطائرات الإسرائيلية، أم أن القيادة الروسية أعطت أمرا بعدم الرد على الغارة. فقبل بضعة أيام، قامت القوات الجوية الإسرائيلية بتدريبات لمواجهة C-300 وC-400 في جزيرة قبرص، حيث يوجد مثل هذه المنظومة.
إسرائيل لديها كل الأسباب لتكون في حالة حرب مع التحالف الذي أنشأته روسيا. وإسرائيل أكبر مشتر للنفط المهرَّب من سوريا والعراق، وهو ما يُكتب عنه الكثير في إسرائيل والغرب. فالنفط، في الواقع، يمر عبر تركيا، ولكنه يكمل طريقه إلى إسرائيل. وقد كتبت فاينانشال تايمز اللندنية قبل شهر أن ثلاثة أرباع نفط التهريب العراقي تذهب إلى إسرائيل. وأجرت صحيفة "العربي الجديد" العربية المعروفة تحقيقاً شاملاً تبين منه أن النفط الذي تستخرجه داعش يذهب أساسا إلى إسرائيل وبسعر معقول جدا. والعملية الروسية في سوريا تهدد بقطع هذه الإمدادات النفطية المربحة.
وتقيم إسرائيل علاقات جيدة مع المتشددين الاسلاميين. فقد ظهرت قبل بضعة أيام في صحيفة ديلي ميل البريطانية مقالة شبه دعائية تثني على شجاعة الجنود الإسرائيليين الذين ينقذون مقاتلي "جبهة النصرة" الجرحى إذ يرسلونهم تحت وطأة النيران إلى إسرائيل لتلقي العلاج. و"جبهة النصرة" معترف بها كمنظمة إرهابية ليس فقط في روسيا، ولكن في الأمم المتحدة أيضا. وأقامت إسرائيل علاقات جيدة أيضا مع داعش المعترف بها مثابة الإرهابي الرئيسي في المنطقة. فعندما دخلت قوات داعش مخيم "اليرموك" للاجئين الفلسطينيين، كانت في أيدي المتشددين الإسلاميين قوائم بالنشطاء الفلسطينيين أعداء إسرائيل. فقتلوا هؤلاء على الفور. ووفقا للفلسطينيين، تلقت داعش هذه القوائم من مصلحة مكافحة التجسس الإسرائيلية وهي نفذت طلبها. وما يؤكد أرجحية هذا أن أي أهداف إسرائيلية لم تضرب أبدا خلال كل وجود إرهابيي هذه المنظمة المحترفين غاية الاحتراف.
أهل الدعاية الإسرائيلية في وسائل الإعلام الروسية يحاولون إقناع الرأي العام بأن إسرائيل تكره داعش ومن لف لفها، وأنها تقف موقفا جيداً من بشار الأسد الذي كان في عهده سلام على الحدود الاسرائيلية-السورية. إن هنا تناقضاً بين "ما يجب أن يكون" و"ما هو حاصل". ربما كان يجب على إسرائيل أن تكون صديقة الأسد وأن تقاتل داعش، ولكن جنرالات إسرائيل يعتقدون أن سوريا موحدة ذات سيادة هي خطر، فيما الميليشيات المتحارب بعضها مع بعض هي خير دواء يمكن أن يصفه طبيب.
فما أسباب مثل هذا السلوك الغريب، يا ترى، من وجهة النظر الروسية ؟ يعتقد الدبلوماسي ورجل الدولة الإسرائيلي يعقوب قدمي Kedmi أن هذه هي إرادة واشنطن، وأنه لا يمكن الوقوف في وجهها. ولكن معظم المراقبين يعتقدون أن إسرائيل قد سبق أن وضعت خطة لتفتيت المشرق العربي في عام 1982، ومنذ ذلك الحين لا تزال متمسكة بها. وقد قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل عدة سنوات أن هدف إسرائيل هو "صوملة" سوريا، أي تحويلها إلى صومال ثانية. وها هي الأحداث اللاحقة أكدت هذا التقييم.
مع هذه المعطيات الأولية، تبدو الصداقة بين إسرائيل وروسيا قائمة عند حدود المعجزة. وهذا في نواح كثيرة يعود "الفضل" فيه للرئيس بوتين الذي ما فتئ يحتفظ بعلاقات جيدة مع نتنياهو شخصيا. ولكن، كما رأينا في مثال تركيا، لا تحفظ الصداقة الشخصية دائما من شر الأنواء. تماما كما تحابَّ ويلي ونيكي (القيصر الألماني ويلهلم والقيصر الروسي نيقولاي) فيما مضى، ثم وصل الأمر في خاتمة المطاف إلى الحرب. دعونا نأمل أن تستمر العلاقات جيدة، ولكن دعونا أيضا نأخذ في الاعتبار أنه لا توجد هناك أية ضمانات.

ترجمة مشعل يسار



#مشعل_يسار (هاشتاغ)       M.yammine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقدم العلمي والتقني واهتراء المجتمع في ظل الرأسمالية ومهام ...
- الإرهاب سلاح الامبريالية
- لنحافظ على الروح الثورية للماركسية!
- مفاجأة السلطات الروسية- حول مسألة التدخل الروسي في الحرب في ...
- اغتيال الحريري و«ثورة الأرز» وطرد الجيش السوري: حلقات مترابط ...
- ما الذي يجعل زوغانوف يساعد بوتين؟
- تفكك «سيريزا» والمحاولة الجديدة لخداع الجماهير في اليونان
- -الأله كوزيا- كمرآة للسوق الروسية
- سيل جديد من أكاذيب قديمة
- -سيريزا رقم 2» محاولة جديدة لخداع الشعب
- انتفاضة لبنان: اليأس أم الإصرار؟
- مشروع الرئيس بوتين تعزيز دكتاتورية الطبقة البرجوازية
- ميرتنز ليس مارتنز - من حزب شيوعي ذي تاريخ مجيد إلى حزب تحريف ...
- حقائق تفضح الكذب
- محاربة الستالينية جزء أساسي من حملة مكافحة الشيوعية
- دفاعاً عن النظرة التاريخية
- نضال النساء التركيات تحت راية الحزب الشيوعي
- الفاشية وليدة شرعية ل-الديمقراطية الغربية- في عصر الأزمة
- في الدكتاتورية والديموقراطية


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشعل يسار - طلقة تحذيرية