|
في وداع 2015
راغب الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 5028 - 2015 / 12 / 29 - 20:57
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
من حقنا أن نفرح شيئاً ما على تحرير مدننا من يد الإرهاب ، ومن حقنا ان نستعيد بعض من ذاكرتنا لسنة 2015 ، ونتذكر فيها الإحباطات والإنكسارات ، ونتذكر فيها كذلك المنجزات والنجاحات ، ولا يخلو الأمر من هاتين المتناقضتين ، وكلنا يعلم وفي ذلك كنا شهوداً على ما مر بمنطقتنا من أحداث أنكسر فيها الوجدان العربي وأنحطت فيها قيمه ، حين وجدناه يقف في جبهة الظالم على المظلوم ، وكيف إنه قد جهز الظالم بالمضادات التي لا تجعله يحس بالندم والخطيئة ، وهنا أشير من غير مواربة للإعلام العربي الذي كان رديئاً من كل وجه ، وكان مع الظالم ضد المظلوم ، وقد رأينا ذلك بجوقة البوق الفضائية وهي تُبشر مُريديها بقرب إحتلال بغداد ، وتصك أسماعنا بالمقولات النشاز لأهل الفرق عن سطوة الصفويين والخشية منهم ، وهو دفع بالمباشر وغير المباشر لشباب الوطن لكي يلتحق بالعصابات الإرهابية ، وكيف تُسهل لهم مواطئ القدم في بلدات وطننا العزيز؟ ، فكانت نكبة الرمادي التي جاءت بفعل هذا التجييش الطائفي من بعض رجال الدين الخونة الجبناء ، الذين يؤزمون الاوضاع عند كل محطة توقف !!! ، هؤلاء الذين أشرنا إليهم في مقالات سبقت بالاسماء والصفات والعناوين ، والمُخزي في كل هذا أن يُبارك هؤلاء النفر من الدجالين العمليات الإنتحارية التي يقوم بها الإرهابيون ضد المواطنين العزل ، بحجة التخويف والترهيب الذي يوطئ لدولة الخلافة سمعنا بهذا الكلام عن الإنفجارات التي حدثت في بغداد وبعض مدننا ، سمعنا ذلك من مشايخ قذرين تلطخت لحاهم بالعار والفضيحة . في 2015 حدث تدمير لليمن بحجة عودة الشرعية ، مع إن العقل يقول : إن الشرعية تعود حين يكون الأمن ، ويكون العدل ، وتكون الحرية ، ثم إن هادي ليس شرعياً ، فهو الفار من وجه العدالة ، وكان عليه ان يواجه قدره إن كان يملك نصيباً من الحق ، ولهذا عتبت على المملكة ، وهي تجمع من حولها في ضرب أناس فقراء أبرياء عُزل ، كان على المملكة مساعدتهم والتخفيف من حدة غلوائهم ، والأخذ بيدهم لا بمعاقبتهم بالقنابل والصواريخ ، قد يقول قائل : وهذا ماجناه الحوثي على قومه ، ونقول : إن كان الحوثي قد تمرد !!!! ، فلنا ألف طريق لجعله يهدء ويخرج من عباءة الشعارات والخطب المزيفة ، لنا ألف طريق لندله على ان اليمن بحاجة للبناء والتنمية والأعمار ، لا أن نشد الحزم ونضرب بالدفوف والطبول على حرب خاسرة في كل حال ومن كل وجه ، ومن يدعي غير ذلك فهو مُصاب بالخرف . في 2015 حدث ان تنبه العالم لخطورة - داعش - واخواتها ، ولكن بعد ان غطت أرض أوربا سحابات المهاجرين ، الذين يحمل بعضهم معه فيروسات خطرة على مستقبل المدنية والحضارة في أوربا ، حدث هذا بعد ان فتح سلطان أنقرة الباب لهذا الزحف وبعدما فشل بالإنتخابات النيابية وخسارة حزبه للأغلبية ، وكأنه في فعله هذا يُعاقب أوربا لكي تعيد التوازن له ولحزبه في المجلس النيابي وهكذا فعلت . في 2015 كانت روسيا هذا العملاق العالمي قد أتخذ قرار الحرب على الإرهاب وقد شاركه فيه أسياد العالم ، وشاركوه بما يلي : البقاء على الأسد رئيساً ، والضرب دون هوادة على كل منظمات القهر والعدوان ومن دون أستثناء ، وهذه خاصية تُحسب في ميزان الحسنات لأنها قد قربت كثيراً ساعات الإنهيار لهذه المنظمات المجرمة ، نعم كان فعل روسيا منسجماً ومتناغما ً مع ما يريده العالم كله ويطلبه ويرجوه ، وتدرون كم فرحنا بذلك بعدما يئسنا أو كدنا نقع في اليأس . في 2015 حققت قواتنا الباسلة إنتصارات هامة ، وحررت مدن وبلدات من يد داعش والقوى المجرمة ، فكانت محافظة صلاح الدين على الموعد مع التحرير ، ديالى قد نفضت عنها غبار الظلم الداعشي ، وإنتصرت إرادة الحق في بيجي ، وفي الرمادي كان الإنتصار واضح وله دلالات . كانت 2015 سنة التحول في تبدل موازين القوى في العراق وسوريا ، وكان التوافق الأممي على الإنتهاء من برنامج إيران النووي خطوة في الإتجاه الصحيح ، نعم كانت سنة 2015 ثورة شعبية تطالب بالإصلاح ، وقد مهدت لترتيب الأولويات ولوكان على نحو متواضع ، لكنه في رأينا هام ومؤثر وسيؤتي أُكله بعد حين ، فقدرنا جميعاً ان نصنع العدالة ، ونركزها كمفاهيم وكقيم ، نمارسها في مجالات حياتنا كافة ، قدرنا ان نُمهد للحرية لتكون ثقافة مجتمع ، تقود لتحرير الإنسان من كل ما يُثقل عليه عزيمته وهمته ، وقدرنا ان نتعاون كلنا جميعاً ، ليسود السلام وينتصر الأمن ، وفي ذلك يكون الإنهزام التام والناجز للإرهاب ومن يعمل له ، وأملنا يكبر في 2016 لتكون هي سنة الإنتصار على الذات وعلى العدو ...
#راغب_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إنتصارنا في الرمادي
-
في أعياد الميلاد المجيدة
-
التحالف الإسلامي مع الإرهاب
-
كلمة في اليوم الوطني لدولة الإمارات
-
توضيحات
-
ما بين تركيا وداعش !!
-
برقية شجب وإستنكار
-
من يصنع الإرهاب ؟
-
لمن نكتب ؟
-
عن القضية السورية
-
لماذا نؤيد روسيا وإيران ؟
-
لتحيا روسيا
-
تضامناً مع ثورة الإصلاح في العراق
-
قراءة هادئة في تطورات القضية السورية
-
الأحزاب الدينية وفقدان الضمير
-
بيان صادر عن الدائرة الثقافية والإعلام المركزي في الحزب اللي
...
-
الليبرالية الديمقراطية هي المنقذ الوحيد للعراق
-
الشرف
-
كنت هناك
-
ما بين - المليشيا والحشد - من الإختلاف في اللفظ وفي المعنى
المزيد.....
-
مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من
...
-
الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم
...
-
السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد
...
-
إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك
...
-
محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح
...
-
تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم
...
-
طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز
...
-
اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك
...
-
كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع
...
-
ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|