أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عصيد - معنى أنّ -الأمازيغية مسؤولية وطنية لجميع المغاربة-














المزيد.....

معنى أنّ -الأمازيغية مسؤولية وطنية لجميع المغاربة-


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 5028 - 2015 / 12 / 29 - 12:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يعرف كثير من الناس أن عبارة "الأمازيغية مسؤولية وطنية لجميع المغاربة" هي في الأصل ـ قبل أن تدخل إلى الخطاب الرسمي ـ شعار للحركة الأمازيغية كان يحتل فضاءات القاعات ويُكتب على اللافتات ويوضع في البيانات التي تصدرها الحركة، وكانت الحركة تقصد به أن النهوض بالأمازيغية ليس شأن الحركة لوحدها، أولا لأنها حركة مدنية لا تملك الإمكانيات الكافية لأجرأة عملية النهوض تلك، ثانيا لأنها ليست تنظيمات سياسية تسعى إلى تولي السلطة لإقرار سياسات بديلة، ثالثا لأن الحركة لا تمثل الأمازيغ، ولا تنوب عن باقي المغاربة في خدمة ثقافتهم الوطنية وتدبير إرثهم المشترك، وإنما تساهم بأسلوب اللوبي المدني الضاغط في إنجاح الانتقال السلمي نحو الديمقراطية ودولة القانون عبر الدمقرطة الثقافية واللغوية والقيمية.
وفي سنة 2001، التي شكلت منعطفا تاريخيا في سياسة الدولة تجاه التنوع الثقافي واللغوي الوطني، أصبحت عبارة "الأمازيغية مسؤولية وطنية لجميع المغاربة" شعارا رسميا لبرنامج مأسسة الأمازيغية وإدراجها في مجالات التعليم والإعلام والشأن المحلي والجهوي، وكان المقصود رسميا بهذا الشعار أن الأمازيغية ليست ثقافة عرق خالص، أو لونا سياسيا بعينه، كما ليست شأن حركة جمعوية معينة أو مناضلين من تيار معين، بل هي شأن الدولة جميعها أرضا وشعبا وأجهزة حكم وتدبير، وهو تعميم لا يخلو من مطبات ومخاطر، حيث في ظل وضع لم يستكمل بعدُ عناصر البناء الديمقراطي، وبعد خمسين سنة من التعريب والفرنسة، وفي إطار مفهوم مختل للوطنية المغربية، يمكن لشأن معمّم على هذا النحو أن يؤدي إلى عكس المطلوب تماما، أي إلى الكثير من الخلط، بل وإلى تكريس الميز والاحتقار رسميا على أنه "إجماع وطني" أو "قرار الأغلبية"، ولهذا لم تنظر جميع مكونات الحركة الأمازيغة باطمئنان إلى هذا الأمر، بقدر ما تعاملت معه بحذر، رغم أن الشعار في الأصل يعود إليها.
بعد سنوات من المأسسة المرتبكة والمعاقة تُوجت بترسيم اللغة الأمازيغية في دستور 2011، أصبح تفعيل الترسيم بقانون تنظيمي هو مدار الرحى وقطب الاهتمام في النقاش العمومي، كما استقطب المجلس الوطني للغات الذي ينصّ عليه الدستور اهتمام الفاعلين المهتمين بقضايا التنوع اللغوي والثقافي الوطني، في هذا السياق بدأ يظهر مفهوم جديد للشعار المذكور آنفا، شعار "الأمازيغية مسؤولية وطنية لجميع المغاربة"، حيث اعتقد بعض أعضاء النخبة الحزبية والتيارات القومية والإسلامية التي كانت في الأصل تعترض على تعليم الأمازيغية ثم على ترسيمها في الدستور، اعتقدوا أن هذا الشعار يُخول لهم إمكانية الإفتاء في الأمازيغية بما يفيد عرقلة النهوض بها وتحجيمها في أفق إقبارها النهائي، فما دامت الأمازيغية مسؤولية للجميع وملك للجميع فمن حق الجميع الإدلاء بآرائهم وفتاواهم فيها، والتي ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار.
في هذا السياق نعتقد أنه من اللازم تدقيق معنى الشعار المذكور، حتى لا يستمر إخواننا هؤلاء في إضاعة وقتهم الثمين في معارك خاسرة، وهي جملة عناصر للتذكير نعتقد أنها مفيدة في فهم السياق الذي نعمل فيه من أجل استكمال عوامل الانتقال نحو الديمقراطية ودولة القانون والمواطنة:
ـ أن السياق الذي نعمل فيه والروح التي تطبع المرحلة بكاملها هي روح المصالحة مع الذات، ما يفسر الاعتراف بكل المكونات في الدستور المغربي، والسعي إلى إنهاء الميز بجميع أنواعه. بهذا المعنى تعني المصالحة عدم العود إلى اقتراف نفس الأخطاء السابقة.
ـ أن الأمر عند الحديث عن الأمازيغية إنما يتعلق بلغة رسمية، أي لغة البلاد والدولة بمقتضى القانون الأسمى وليست لغة عادية. وكل حديث عنها لا يأخذ بعين الاعتبار وضعها القانوني لا يستحق أي اهتمام، لأنه من قبيل النكوص والعودة إلى الماضي المعيب.
ـ أنّ الأمازيغية صارت من بين التزامات الدولة في سياساتها العليا، وليست مرتبطة بتيار حزبي أو إيديولوجي دون آخر، ما يجعل منها ورشا وطنيا ينبغي تدبيره بعقلانية وبوعي ديمقراطي.
بناء على هذه المنطلقات فالمقصود بالشعار إذن هو أن الأمازيغية مسؤولية وطنية لجميع المغاربة الذين يريدون لها الحياة والاستمرار والخروج من الميز، أي أولائك المنخرطون في بناء المستقبل، والساعون إلى ترسيخ الديمقراطية والمواطنة بقيمهما الكونية المتعارف عليها، وليس الذين يحلمون باستعادة امتيازات قائمة على احتقار الآخرين وتهميشهم.
هذه هي الروح التي ينبغي أن يوضع بها القانونان التنظيميان المنتظران، قانون المجلس الوطني للغات، والقانون التنظيمي الخاص بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية.



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يجوز تأويل الدستور المغربي تأويلا يجهض مكتسباته
- التدين والنزعة الانتحارية
- رئيس حكومة فوق الدستور ؟!
- واقع اللغات في الإحصاء الرسمي
- -الحداثة- بأثر رجعي
- المفكر والبهلوان
- صلاة الاستعراض
- لماذا يسيء المحافظون استعمال حريتهم ؟
- جرائم الشرف سلوك وحشي مضاد للعقل وللحضارة
- من يرفض تقنين الإجهاض عليه تقديم الحلول العملية
- الاعتدال المتطرف أو التطرف المعتدل
- الإساءة للأديان ليست مبدأ ديمقراطيا وإلحاق الأذى بالغير ليس ...
- بعض المسكوت عنه في النقاش حول الإرهاب
- ناقوس الخطر الذي دُق في أنكولا
- على هامش المنتدى العالمي لحقوق الإنسان -الوطنية- ليست هي الت ...
- من يقوم بتنفيذ -أجندة أجنبية- بالمغرب ؟
- المغاربة والعلمانية: قراءة في نتائج دراسة ميدانية
- الديمقراطية ومنطق -أخف الضررين-
- هل يعرف العرب معنى النصر ومعنى الهزيمة ؟
- حقيقة ما يحدث في -غرداية- بالجزائر


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عصيد - معنى أنّ -الأمازيغية مسؤولية وطنية لجميع المغاربة-