أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - الشاعر محتفياً...(قطر الشذى) مهدي محمد علي















المزيد.....

الشاعر محتفياً...(قطر الشذى) مهدي محمد علي


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 5028 - 2015 / 12 / 29 - 11:52
المحور: الادب والفن
    



الشاعر محتفيا ..(قطر الشذى) مهدي محمد علي..
مقداد مسعود

نلتقط نصوصا من (قطر الشذى ) مجموعته الشعرية، الصادرة في دمشق/ 2008منشورات الهيئة العامة السورية..في (قطر الشذى ) يصطاد الشاعر ويحتفي بأشياء نعيشها كل يوم، ولانكترث لها، لكن الشاعر ليس له عيوننا المتصالحة مع العالم والمنسجمة معه ، حد التلاشي ،نعم لايملك مهدي عينين بل مجهرين تلتقطان الأشياء وتحتفيان بها وتعيدان صياغتها، ثم تدعونا الى المائدة.. هذه الدعوة معلنة في قصيدة (كتابة ؟)..
(مرة ً،
كلما مرَّ حين ٌ من الدهرِ
أخطو – وفي ساعة ٍ
بين غيبة ِ شمس ِ النهار ِ
وطلعة ِ ليل المدينة –
أخطو الرصيف َ :
وجوهاً.. وجوهاً
فتدنو الوجوه ُ :
رصيفاً..رصيفاً
فأجمع ُ
أنثر ُ
أهجرُ
أهفو الى حانة ٍ، ثم ، تحت الرصيف ،
أعود اليها بحشد من الخَلق في الرأس ِ
أجمل منهم على الأرض ِ
حيثُ أعود بمنضدة ٍ :
فوقها ورقٌ من قصاصات (آكوب)
حيثُ ألوذ ُ بكأسٍ ومازته ِ
وسجائر..
يغدو دخان ُ السجائر :
شعرٌ يهفهفُ
أوأكرتاً نافراً
أو عيونا تلامعُ
أو خطوة ً عجباً
أو خدودا توهّج
أوجيدها ضاع مني
أراه إذن ،
فوق منضدة البيت ِ في مكتبتي،
شامة ً فوق خد القصيدة ِ
مابين ليلي
ومطلع شمس القصيدة ِ
في أول الفجرِ
في غرفتي؟ /ص75)..
(*)
)عيناي !
لايسعني،
في شتائك المقرور
ياحبيبة عمري
إلاّ ان أكون عيني :
عيناً ترعاك ِ
وعيناً ترعى المدفأة !/ ص81)

( عيون )
(نامت عيونك ِ عني وهي راضية ٌ
عني
وعيني نامت وهي راضية ٌ
فهل تنام عيون الناس راضية ٌ
عني وعنك ِ
وهل عيناي عيناك ِ / ص137)

(آلة النوم !)
(المخدة للخد
لا للقعود عليها
- إنتبه -!
والمخدة موئل رأسك َ
مفتاح هذا الجنان
كما هي برجٌ لأحلامه
وللمخدة طهرٌ
فلاتعتورها السماجات في عالم النوم
إذ هي من عالم النوم
ان المخدة قافية الروح

عنوان أهل الصفا
والمخدة خدٌ لخدك َ
فأغمض عليها / ص123)

(في وصف أمرأة فوتوغرافية !
لن أرى
غير وجهك ِ ريّان
ينضح بالنور والورد
كتفكِ يلمع بالطهر
ظهرك ِ نهراً من الورد
هل ألثم ُ الحاجبَ المتغطي بغمرة شعرك ِ
أم ألثم ُ العين َ، جاهزة الدمع
أم ألثم الخد ،تفاحة ً
أم أداعب ُ بالشفتين
شحمة الأذن ِ
أم سأدس ُّ وجودي
تحت مالن أقول َ اسمه ُ! / ص121)

***
(الزنبقة السوداء
لم تكن في الظهيرة ِ، سوداء
لم تك ُ زنبقة ً
بل فتاة ً تسيرُ، الظهيرة َ،
مزهوة ً
مثلما خفقة ٍ من هواء
لم تكن ...
لم تكن..

غير أن ّ اهتزاز سواد القميص من الموسلين
بما تحته ُ
مثل ليمونتين بلا وازع ٍ
كان هز َهز َ مافيّ :
زنبقتين ِ
أكتسين َ سواد القميص ؟
/ ص154- 155 )
***


(امرأة في شرفة !

لست ِ إلاّ جنوحك ِ
إلاّ القميص الذي يتهدل بالناهدين
وبنطالك البضَّ
والشّعّر َ
يقصُرُ..يقصُر ُ
والأذن من دون قُرط ٍ
وساقين ِ
لست ِ سوى قدمين من الماء ِ
في الماء
شرق هذي المدينة ِ
تشهد ُ كل غروب ؟ /ص 170-171)

هل هذي القصيدة، مفتاح القصيدة التالية ؟


(يوم القيظ العظيم !

أصغر عبّاد الشمس
ظلّت تنظر شطر الشرق
طوال اليوم
لم تتحرك أنملة ً نحو الشمس
رغم ضحى الشمس
وظهُر الشمس
وعصر الشمس
ظلّت حتى المغرب ،
تنظر شطر الشرق / ص156)

والرؤية تتجسد بكامل عمقها في قصيدة

(بروكار

أيّ خيط ٍ حرير ٍ أرى !
أيّ لمعة ِ خيط ٍ تغازلني
تتعشق لحمتها والسّدى !
أي لون ٍ تداخل في لونه ِ!
أي شكل ٍ تشكّل
عِرقا أرى؟!
أم أرى زهرة ً؟!
أم فراشة َ حقل ٍ
أم النقشة الذّهبا ص161)
(*)

(عيناي /81)(عيون/ 137) ويعطي للأشياء وظيفة تليق بالتسمية ، لابماجرى للتسمية من أفعال انزياح (آلة النوم/ 122) وتعلن العين عن مهارتها في (وصف أمرأة / 120)
(حجاب !
فوق سطحي مساءً
أحدّق ُ
أعرفُ أنك ِ مثلي
على سطح بيتك ِ
لكنّما،
بيننا شجره / ص145)
(عابرة !
جيدها الضوء
وجنتها جمرة ٌ
شعرها..
ظلها...
ها..هها
ها..هها
ها..هها
خطوها مايزال ! /ص151)

نعاس

سأنام على نفسي !
بعد سحابة ِ يوم ٍ أرهقني
يوم ٍ لاأعرفُه ُ
لكني سأطاوعُه ُ
وأغالب ُ نوماً
كي أُمسك َ يقظة َ عمري
سأنام ُ
ولافرق َ إذا كان على نفسي
أو هذا الكرسي
سأنام ُ
أنام ُ
أنام ُ
ولن أفقه َ معنى اليقظة ِ إلاّ فجر الغد ِ :
أدرُجُ في بيتي
بنعاس الصحوة ِ في كأس حليب ِ الطفلة ِ

أو بنعاس ِ الصحوة ِ في خمرة ِ كأسي ! / ص12-13
حلب 26/ 6/ 1995
(*)
ياحادي العيس
لاأهلي هناك
ولا أنا هنا
فكلانا صائحٌ أبدا ً :
ياحادي العيس !
(رفقاً بالقوارير ) / ص20/ من قصيدة ( الى روح أنجشة )
(*)
تستوقفني هذي المهارة الحسية، هذا الرهف في تناول لحظة ، نمر بها سريعا،ولانشارك في صناعة بهجتها كما الحال في قصيدة (صناعة اللحظة) :



(أختار َ أصفى الأقداح زجاجا
فغسله ُ أحسن َ الغُسُل
فشف َّ القدحُ،
حتى ليُرى الهواء الذي فيه !
فأخرج َ منه ذلك َ الهواءَ
بماءٍ عذب ٍ وبارد
فرفعه ُ كأ س ماءٍ متلألئة ً
في نور الصباح
فشرب َ، من كأس ٍ ليس كمثلها كأس ،
ماء ً ليس كمثله ِ ماء ! / ص182)
تستوقفني عميقا، هذه الشعرية العالية، في أختراق الفعل العادي، بأختصار.. المسألة عادية جدا عندنا، نغسل كأسا، لنشرب فيها الماء.. تكون عادية بالنسبة للوعي العادي، لكنها لحظة إحتفائية ، لمن يتناول العالم شعريا ،فيلتقط بمجهر الرهف :
(فشف القدح
حتى ليُرى الهواءُ الذي فيه !)
وهذه القصيدة تعيدني الى
(نجارة في البيت /164) ويقول في قصيدة أخرى (يزورونا بعد منتصف النور، هذا النهار /184/ مثلما غجرية بيضاء) وفي قصيدة (ناشئة الليل )..يشتغل النص على الإحالة التكرارية في(ضوء نافذة ٍ)، حيث يكون الرائي موثقا الى ضوء نافذة منذ أمد لايتذكره، هو لايعرف ماذا وراء النافذة ، أو ضوء النافذة (لستُ أدري لمن ؟ لستُ أعرف ُ من يوقد الضوء فيها؟ لستُ أدري الذي يعتريها؟ /185) وهذا الانشغال الضوئي، يتفجر مثل مياه جوفية في ذات الرائي ، إذا حدث العكس ،أي (إذا انطفأ الضوءُ
لستُ أرى غير روحي
التي تتثبث بالضوء في الليل ِ :
ضوءٍ لنافذة ٍ
نحو نافذتي مايزال / 186)
وهذي الصورة المائية، وهو يوصف المرأة بالتفصيل ، وأنا القارىء يستوقفني هذا السطر وهو يغمر بيقظة أحلام الماء
(لستِ سوى ساقين من الماء في الماء في شرفة / 170-171)
وهذه الصورة الشعرية، تحيلني الى صورة ٍ قبلها

(عارية ً
كانت
أم كاسية ً
فهي
مبللة ٌ
عندي
ليل – نهار !/ 163قصيدة أنثى) ومابين القوسين هي القصيدة كلها..
(*)
مهدي محمد علي : من شعراء التجربة الجوانية ، يلتقط الحدث ..الشيء..الكائن ،ثم يغمره ،في تلافيف روح وذاكرته وخبرته ،وقصيدته لامنصة تحتاج بل جلسة على هيئة دائرة ومهدي نقطة الدائرة وقصيدة مهدي تحتاج نصف اضاءة ،تليق بالنبرة الخفيضة والمفردة الخضلة ..فهو ينتسب لجماليات اليومي الذي لايراه سواه ،يحتفي بالعابر ، يتماهى فيه ويصيّره استثنائيا ، من خلال تجاوز العرضي الى الجوهري والضروري الى الممكن ..،فالشاعر مهدي محمد على من أولئك الذين يسعون الى تحسين العالم ..مهدي منشغل ٌ بمنح حياتنا : حياة الحياة شعريا..
-----------------------------------------------------------------------------* مَن لديها/ لديه نسخا الكترونية، من دواوين الشاعر مهدي محمد علي ..اتمنى ارسالها لي على الايميل..مع شكري وتقديري : لها / له





#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصرياثا...من خلال جنة البستان (1945- 2011)
- من بساتين السياب
- من القص الى التروية إسماعيل سكران في روايته (جثث بلا أسماء)
- شرطي يتكرر...في (غيوم تكركر) للشاعر فرات صالح
- سراج الحكايا : محمد خضير
- أفرغ رأسك من النحل.. الروائية مها حسن ومسرحة النص ،في - الرو ...
- السرد بالمناوبة...(المرأة والقطة ) للروائية ليلى العثمان
- مقبوسات سردية من سراج محمود عبد الوهاب
- تحريم النسيان
- ألماس ونساء...الروائية لينا هوّيان الحسن
- في شمعته الرابعة...محمود عبد الوهاب
- الإندراج اللوني/ مثنوية المسرحة / المرجعية الاتصالية ..في (إ ...
- كلام الإنابة..في (عندما تستيقظ الرائحة) للروائية دنى غالي
- كرامستان بتوقيت هجري. بثينة العيسى وخرائط التيه
- مشّاية الاربعين ..
- تصنيع الجواري (عندما تستيقظ الرائحة ) للروائية دنى طالب
- ماتيسر من هور الغموكة
- تظاهرة بصوتين
- الفقراء أولاً / دائما
- حنّا مينة...بدون مناسبة


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - الشاعر محتفياً...(قطر الشذى) مهدي محمد علي