أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - أسلمة أردوغان للشعب التركي، واختلاط المفاهيم في الممارسة السياسية...















المزيد.....

أسلمة أردوغان للشعب التركي، واختلاط المفاهيم في الممارسة السياسية...


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 5028 - 2015 / 12 / 29 - 11:47
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في ممارستنا اليومية للسياسة، وللعمل السياسي، وخاصة على مستوى الخطاب، نجد أنفسنا مضطرين إلى اعتماد مفاهيم متعددة، حتى يبلغ خطابنا السياسي مبلغه، ومن أجل الحفاظ على سلامة العلاقة بين منتج الخطاب السياسي، ومستهلكه، سواء تعلق الأمر بالخطاب السياسي الخاص بالقضايا الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، أو بالخطاب السياسي الدولي، في ممارسة أردوغان.

ونحن في موضوع: (أسلمة أردوغان للشعب التركي، واختلاط المفاهيم، في ممارسته السياسية...)، نجد أنفسنا أمام رجل يعتبر نفسه عظيما، ويحن إلى حكم العالم، من خلال تحوله إلى خليفة للمسلمين، بعد سيطرة التوجهات المختلفة لمؤدلجي الدين الإسلامي، على بلاد المسلمين، ومبايعته بعد إعطاء الإشارة من داعش، والنصرة، وغيرهما من التوجهات التي تؤدلج الدين الإسلامي، وتحمل السلاح، و(تجاهد) من أجل إقامة خلافة إسلامية، لا نجدها إلا في كتب التاريخ، التي تمجد من (جاهدوا)، حتى أقاموا خلافات (إسلامية) على جثث البشر، وعلى أكوام من الرؤوس، التي تتحول في عهودهم إلى أكوام هائلة، لا وجود في قطعها، والتمثيل بها، أي ذرة إنسانية جاء بها الدين الإسلامي الحنيف، ودون مراعاة لقيمه النبيلة، التي تداس باسمه، وباسم تطبيق الشريعة الإسلامية، والغاية واحدة، وهي حكم البشر باستبداد مطلق، لا علاقة له بالدين الإسلامي، ولا هم يحزنون.

ونحن عندما نقف أمام الهبة الأردوغانية / الإخوانية / الرجعية / الخليجية، التي لا تتمدد إلا في مجالات التخلف، التي تضرب في عمق التاريخ، وتمتد لتشمل كل أفق بلاد العرب، وباقي بلدان المسلمين، وتهاجم باقي البلدان في عمق تاريخها، وفي أراضيها، ليصير وحده استبداد خلافة أردوغان الإخواني، ومن على شاكلته، هو الصالح، وحده، للوجود، وللحكم على وجه الكرة الأرضية، التي لا قبل لها في عهودهم بشيء اسمه الإنسان، حتى وإن كانت المجتمعات المخالفة لتوجه الخلافة الأردوغانية / الإخوانية، يومن معظمها بالدين الإسلامي، أو يحضر فيها احترام للقيم النبيلة، التي حث الدين الإسلامي على التحلي بها، أو تحترم وتؤجرؤ حقوق الإنسان الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، كما هي في الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان؛ لأن الإنسان عدو الإسلام، كما يفهمونه؛ ولأن المسلم الملتزم بالخضوع المطلق للحكم الأردوغاني / الإخواني / الرجعي / الخارجي، لا تهم إنسانيته في شيء، ما دام خضوعه المطلق، يحقق أهداف الحكام في فرض الاستبداد المطلق، على من يعيش في ظل دولة الخلافة الأردغانية / الإخوانية / الرجعية / الخليجية / الوهابية.

ولذلك، فعندما أتهم بوتين أردوغان بالعمل على أسلمة توركيا، فإنه يعرف ما يقول. فالأسلمة، ليست هي الدين الإسلامي، والدين الإسلامي، كما يومن به كافة المسلمين، في كل بقاع الأرض، ليس هو الأسلمة، والعمل على التفريق بينهما في فكر، وفي ممارسة بوتين، يعتبر مسألة أساسية.

فالإيمان بالدين الإسلامي، يختلف اختلافا مطلقا عن اتخاذ قرار سياسي، بتوظيف الدين الإسلامي أيديولوجيا، وسياسيا، كاساس للحكم المطلق، والمستبد في بلاد العرب، والمسلمين، وفي كل بلاد الكرة الأرضية، من منطلق أن الحكم الذي يسمونه خلافة إسلامية، لا يومن بالاختلاف، بقدر ما يعمل على مصادرة حق كل مخالف في الحياة، حتى وإن كانت فيه منفعة معينة للبشر، وللبشرية، لأن هؤلاء الأردوغانيين / الإخوانجيين / الرجعيين / الخليجيين / الوهابيين / يحاولون أن يكرسوا مفهوم القدرية، الذي يعطل إعمال العقل في الفكر، وفي الممارسة، حتى يصير حكمهم للكون، وتحكمهم فيه، قدرا من عند الله، وليس فعلا بشريا، مما يجعل نقد هذا الحكم، ومقارعته سياسيا، وعلى المستوى الإعلامي، مسألة محرمة، ومن يقوم بها، يستحق مصادرة حقه في الحياة، لطعنه في الذات الإلاهية، وفي قدر الله على الكون، الذي تحرم معارضته. أما الدين الإسلامي الحنيف، فهو كما يومن به المسلمون، في كل بقاع الأرض، كمصدر للقيم النبيلة، التي ترفع مكانة من يتحلى بها، في الأوساط التي يتحرك فيها، مما يجعل منهم مصدرا للحرص على سلامة الواقع، من كل الأمراض الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، كوسيلة من وسائل بث، وتصريف قيم الدين الإسلامي، التي لا علاقة لها بقيم الأسلمة، التي ينهجها أردوغان، ومن على شاكلته.

وقد تبين من خلال ما رأينا، أن بوتين يدقق في استعمال المصطلح، عندما يفرق بين الأسلمة، وبين الدين الإسلامي، وأن أردوغان، يطابق بين الأسلمة، وبين الدين الإسلامي، الذي يفقد قدرته على أن يصير مصدرا للقيم النبيلة، التي يتحلى بها المسلمون، ليتحول إلى مصدر لقيم مصادرة الحق في الحياة، وقطع الرؤوس، والتمثيل بالجثث، وغير ذلك، وباسم تطبيق الشريعة الإسلامية، وابتداع فتاوى الفساد، والدعارة، التي يسمونها جهاد النكاح.

وقيام بوتين باعتماد التدقيق في المصطلحات، في مقابل اعتماد أردوغان على الخلط، وعدم التحديد، والإطلاقية في المصطلحات، يرجع إلى ضبط التكوين في ممارسة بوتين الفكرية، والسياسية، وعدم ضبط التكوين، في ممارسة أردوغان الفكرية، والسياسية. وهو ما ينتج عنه أن بوتين عندما اتخذ قرار محاربة الإرهاب، وخاصة في سورية، فإن كل من يرتبط بمصادر التمويل، ويسعى إلى تخريب سورية، والعراق، وغيرهما، يعتبر إرهابيا. وبالتالي، فكل من يمول الإرهاب من الدول، فهو إرهابي، ودولة إرهابية؛ لأن المنطق السليم، يفرض ذلك، وبالتالي: فتركيا دولة إرهابية والسعودية دولة غرهابية وقطر دولة إرهابية، والإرهاب لا يواجه إلا بالقوة والقوة، والقوة وحدها، هي العامل الحاسم في الإرهاب القائم ماديا، ومعنويا. أما تجفيف منابع الإرهاب، فإنه يحتاج إلى أشياء أخرى نأتي على توضيحها في موضوع آخر.

وأسلمة أردوغان للشعب التركي، لا تعني أن الشعب التركي غير مقتنع بالدين الإسلامي، بقدر ما تعني أن اردوغان يعمل على تحويل الدين الإسلامي إلى دين مؤدلج، انطلاقا من فهم حزب أردوغان للدين الإسلامي. وحزب أردوغان: (العدالة والتنمية)، قام على أساس الاستغلال الأيديولوجي، والسياسي للدين الإسلامي؛ لأنه بقدر ما يقتنع مؤدلجو الدين الإسلامي في صفوف الشعب التركي، بقدر ما تتسع دائرة المؤيدين لحزب أردوغان. وهذا التأييد الواسع بين مؤدلجي الدين الإسلامي في صفوف الشعب التركي، هو الذي أوصل أردوغان إلى رئاسة توركيا، والدولة التركية، بصيرورتها مؤدلجة للدين الإسلامي، تصير فاسدة، ومستبدة، حتى وإن ارتدت لباس الدين الإسلامي، الذي لم يعد دينا إسلاميا، بقدر ما صار دينا مؤدلجا. والدين المؤدلج، هو دين محرف، يصلح للارتقاء، بواسطة مختلف السلاليم المشروعة، وغير المشروعة، إلى مراكز اتخاذ القرار، وإلى أعلى هيأة للسلطة، خاصة، وأن الأدلجة، ليست إلا وسيلة لإنتاج الظلامية، التي تنمط الإنسان، وتجعله لا يرى فيمن يخالفه إلا إلى مجالا لممارسة التصفية الجسدية، عن طريق القتل، والذبح، وقطع الأطراف، باسم (تطبيق) الشريعة الإسلامية، التي تحولت إلى وسيلة لفرض اعتناق أدلجة الدين الإسلامي.

وإذا وجد أردوغان المجال مناسبا لنشر أدلجة الدين الإسلامي، عن طريق نشر الظلامية في صفوف الشعب التركي، فإن انعدام وصول مؤدلجي الدين الإسلامي إلى مراكز القرار في الدول المجاورة، سيحول أردوغان، وحزبه، ودولته، إلى داعمين للإرهاب القادم إلى هذه الدول من خارجها، وبدعم من أردوغان، ومن على شاكلته، كالسعودية، وقطر، وبدعم منى الرأسمالية العالمية، التي يعتبر الإرهاب، وسيلة من وسائل استهلاك سلاحها، الذي تنتجه بدون حساب، وصولا إلى جعل الدول المجاورة منهارة، أمام ما يقوم به الإرهابيون المدعومون تركيا، وسعوديا، وقطريا، وأمريكيا، وأوروبيا.

وإذا وقف بوتين إلى جانب حليفته سورية، فلأنه انخرط في الحرب ضد الإرهاب، التي تدعي أمريكا أنها تقوم بها، إلى جانب حلفائها، ومنهم السعودية، وقطر. غير أن انخراط روسيا بوتين في الحرب ضد الإرهاب في سورية، اتخذ طابع الجدية، وأذاق كل التنظيمات الإرهابية ما لم تعرفه على مدى قيام الحرب على الإرهاب، مما جعل كل التنظيمات الإرهابية مهددة بالزوال، وإلى الأبد، بفعل الضربات المتوالية، التي تقوم بها روسيا ضد الإرهاب، والتي تؤدي، بالضرورة، إلى تراجع الإرهابيين في سورية، وقيام الجيش السوري باسترجاع الكثير من الأراضي التي يحتلها الإرهابيون، في العديد من مناطق الصراع داخل سورية. وهذا التقدم الذي يحرزه الجيش السوري، في كل مناطق الصراع، في ريف دمشق، وفي ريف إدلب، وفي غيرها من الأرياف، التي تعرف صراعا بين الجيش السوري، وبين الإرهابيين، هو عنوان فاعلية الروع الروسي في محاربة الإرهاب. وهو ما جعل تركيا تفقد أعصابها، وتقدم على إسقاط طائرة سوخوي 24، مما جر على تركيا غضب بوتين، الذي انخرط في عمل يؤدي إلى ردع توركيا، وإلى قطع الطريق امام إمداد الإرهابيين بالدعم اللوجيستيكي: المادي، والبشري، وقطع العلاقات الديبلوماسية، والتجارية مع تركيا، وتغيير العملاء التجاريين، مما يؤدي، بالضرورة، إلى إضعاف توركيا كذلك.

فهل تنتبه شعوب المسلمين إلى خطورة تمكين مؤدلجي الدين الإسلامي من الوصول إلى مراكز القرار؟

وهل تعمل على الحد من سطوة أدلجة الدين الإسلامي؟

ألا تعتبر أن الصراع بين بوتين، وأردوغان، هو بداية المراجعات التي يجب القيام بها، ضد مؤدلجي الدين الإسلامي؟

ابن جرير في 30 / 11 / 2015

محمد الحنفي



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يتحمل الرؤساء الجماعيون مسؤوليتهم في إلزام الموظفين الجما ...
- الشبيبة...
- عمر كنت، وما زلت عمر...
- عمر أنت لا غيرك عشقناه...
- المتغيبون باستمرار، والمقدمون للخدمات الجماعية من مستثمراتهم ...
- ها أنت في هذا الزمان...
- كم يسعدني؟...
- جماعة الجعافرة أو الجماعة التي تئن تحت وطأة النهب الممنهج... ...
- يا ملائكة تتودد في ملكوت الثوار...
- لست أبالي...
- الانتخابات: الواقع المسار الآفاق.....11
- محمد الحنفي - نقابي، حقوقي، كاتب، و عضو الكتابة الوطنية لحزب ...
- الانتخابات: الواقع المسار الآفاق.....10
- الانتخابات: الواقع المسار الآفاق.....9
- بين حزب الدولة، وحزب الدين، وما بينهما، يعيش المواطن / الناخ ...
- عشق انتفاضة فلسطين...
- عندما نتيه بين الصخور...
- الشهيد المهدي بن بركة، شهيد النضال المستمر...
- في خمسية المهدي...
- في أربعينية العربي...


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - أسلمة أردوغان للشعب التركي، واختلاط المفاهيم في الممارسة السياسية...