أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سيمون خوري - عام أخر من القلق / والخوف والمرض والغرق














المزيد.....

عام أخر من القلق / والخوف والمرض والغرق


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 5028 - 2015 / 12 / 29 - 02:52
المحور: حقوق الانسان
    


عام أخر من القلق
والخوف والمرض والغرق.

سيمون خوري:


عام أخر يجرجر أيامه خلفه، كما تجرجر موجة على شاطئ مجهول شظايا الحرب ، من أطفال ونساء وبؤساء غرقى.
ننتظر عاما أخر.. مسكونين بالخوف والقلق والاغتراب دون رابطة بالمستقبل. وفريسة للماضي ، لعصر " الإيمان القروسطي " الذي تفتك فيه نصوصه الخطابية الدينية والسياسية المكتوبة ، بأرواح العشرات من " رعايا " المنطقة العربية والإسلامية، مجتمعات الإجابات الجاهزة.التي تبحث عن السعادة بعد الموت ، وليس عن سعادة الحاضر والمستقبل .
وعام كامل حكم فيه المرض على حالتي بالنفي الذاتي، والانزواء بعيداً عن صخب الكتابة، والأصدقاء والبحث عن الأسئلة المعقدة. بيد أنها كانت تجربة مهمة لإعادة النظر بكافة تلك الأماني السابقة ،او ببعض الاستنتاجات والأحكام السريعة التي صاحبت ما يسمى " الربيع العربي ". وسفكت فيه الدماء باسم الدين تارة وأخرى باسم الحفاظ على رأس النظام معاً.
فتكت فينا المعاني والخطابات ، والعقائد السلفية ، وكلهم تحولوا الى ورثة للأنبياء وللقادة التاريخيين . وجميعهم نسوا أو تناسوا ما قاله " إبليس في رواية " الأعماق السفلى " لجوركي " الإنسان ما أعظمها من كلمة ".
فأين أصبح إنسان البلدان " العربية " ؟؟
هذا ليس بكاءً على الحاضر.. فليس مطلوب من المرء أن يكون فيلسوفاً لكي يري أن جنون التطرف الشيزوفريني قد حول المجتمعات " العربية " الى دول للطوائف المتناحرة تراجعت فيها القوى الديمقراطية لكي تحل محلها العقائد ذات النزعة التجارية وماركة حلال وحرام . وتراجعت معها قيمة الإنسان لصالح " المقدس الوهمي "فهل بهذا النزعة العنصرية يمكن لمجتمعات الشرق العودة الى العصر الراهن ؟؟
هل نملك القدرة على الخروج من الماضي، والوقوف خارج النظام الأبوي السياسي والديني ؟ ونخلق في تفكيرنا مكاناً لوعي متجدد، يتطلع نحو مستقبل كما يفترض أن يكون ؟ وهل محبة الأخر واحترامه تحتاج الى وحي الهي !
هذه العقلانية تفترض قيام خط فاصل بين الذات والماضي. حس زماني كأداة لتحول تاريخيا في علاقاتنا الإنسانية. قبل ان يفتك بنا الخوف من صعود هذه الفاشية المرعبة..
شئ مرعب كيف يمكن تحويل أطفال الى قتلة متوحشين.. هل بهذه السهولة يمكن ان يصبح فيها الإنسان غير إنساني ؟؟! وغير قابل للمراهنة على إنسانيته. أو قدرته على تحميل روابط الحياة والحضارة. فارغا وعبثي وقاتل..؟!
هذا هو عبث الماضي، الذي أعدم الحاضر من أجل إحياء ماضي لن يعود.
هل يمكن أن نفتح ثغرة صغيرة في عقل هؤلاء وتحويلهم من ولاء منغلق ومروج لعقلية الاستبداد الى عقل قابل للحوار ومنفتح على الآخر؟
إنها أمنية أخرى ، عندما بلغ الشاعر الألماني " جيته " الثمانين من عمره قال، " يجب أن أتغير,ان نجدد شبابنا على الدوام ، وإلا تعفنا " .
إنها مجرد أمنية .
كل عام والجميع بخير وأسرة الحوار المتمدن.
سيمون خوري



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد عشرين عاماً ..؟
- انتصار لليونان ..ورسالة للإتحاد الاوربي .
- أثينا ..صداع أوربي مزمن ؟!
- أنكرني الصباح ..؟
- معطفي الأزرق .
- صقيع ..وصمت .
- على رصيف ميناء غريب
- مياو...مياو / مياو..ووو ووو
- مريم ...ستنتظر المسيح / عند باب المدرسة في غزة ..
- عندما يفقد / الموت قيمته ..؟!
- في رثاء / الشرق الأوسط القديم .
- الإتحاد الأوربي، الي أقصى اليمين.. درُ..؟
- - حزب - الورقة البيضاء.؟
- الانتخابات الأوربية القادمة / نهاية عصر الأحزاب الكلاسيكية
- العراء ...؟!
- أيديولوجية - الغيتو - / والتطهير العرقي
- شعب الله - المصلوب - ؟!
- نزيف الثلج ...والمنفى .
- وليمة / للنقاط والفواصل.
- ولدت في رحم حبة - تمر - ..


المزيد.....




- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سيمون خوري - عام أخر من القلق / والخوف والمرض والغرق