أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال الهنداوي - الجزيرة..تحت وقع الصدمة














المزيد.....

الجزيرة..تحت وقع الصدمة


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 5027 - 2015 / 12 / 28 - 23:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


اعتدنا على سماع الكثير من الجزيرة..واعتدنا تغطياتها العويلية المكرورة كلاحقة ضرورية لكل الوقائع التي تدوس على عمق مواطن الالم لقوى الارهاب الدولي.. وألفنا جهدها الاعلامي في ضبط لاحداث ضمن الاطر الفئوية والطائفية المشظية للجهد الوطني..ولكنها يبدو انها قد تجاوزت نفسها قليلا هذه المرة وبشكل قد يشي بعمق الصدمة التي اصابتها بعد- بل واثناء- اعلان تحرير الرمادي من براثن التنظيمات الارهابية التكفيرية..فحتى هذا الاعتياد وتلك الالفة قد لا تكون مبررا كافيا لازدراد-حتى مع بعض الصعوبة بالبلع-محاولاتها لتقزيم المنجز الامني العراقي الكبير قبل حتى ان تنقشع ادخنة المعارك وقبل ان تلقي قواتنا البطلة عصاها وتستقر على ارض الانبار الجريحة ..
كثير مما تأتينا به الجزيرة لا يعتد به ولا يلقى له بالا..وغالبا ما تمر من امامنا العديد من تناقضاتها ولكنها لا تقنع احدا. ولكن تحجيمها غير المتقن للنصر العراقي وتأكيدها بانه عبارة عن "دخول مبنى مقر الحكومة المحلية" والشماتة بانه جاء " بعد انفجار مفخختين فيه في وقت سابق". والاسراف في الحديث عن امعان في قتل الجنود العراقيين وبطولات -بل وحتى كرامات- رافقت الهروب"التكتيكي"لعناصر داعش من الرمادي, قد يشير الى عظم الشعور بالصدمة الذي حل على الجزيرة ومن والاها وهم يراقبون استثمارهم السياسي والامني والمالي الباهظ وهو يبدد شذرا مذرا تحت اقدام قوات جيشنا الظافرة..
فيبدو ان مثل هذا الانكسار -وغيره الكثير بعونه تعالى - يصيب في مقتل طموحات الامارة المرهقة بالاحساس الذي يولده الشعور بالضآلة..وهي تقبع كبثرة مهملة مقارنة بطرفي الخليج المتوتر, والتي اعتقدت لزمن انها يمكن ان تتمدد الى الحجم الذي يوازي احلامها من خلال بعض المرسلات الفضائية والقليل من مشايخ الازهر السابقين, وان استمرارها في سياسة نشر الفوضى والخراب في المجتمعات "الحقيقية" يمكن ان يضعها في صعيد يتجاوز كثيرا الافق المسدود الذي تمثله لها عقدة الصغار القدرية..
ولكن مثل هذه الممارسات وان كنا لا نبخسها حقها في القدرة على الازعاج واثارة القرف والغثيان..الا اننا لا نملك ترف التغاضي عن انها كانت من الاسباب الرئيسية في الواقع المؤسف الذي انتج سقوط الآلاف من الضحايا ما بين قتيل وجريح وكانت قاب قوسين او ادنى من دفع البلاد الى اتون حرب اهلية حقيقية قد تكون آخر ما يتمناه المواطن العراقي الشريف, فهذه التغطيات الاعلامية المنتحلة الحياد والمهنية الزائفة والمبطنة تاجيج نيران الفتنة واللعب على أوتار التناقض الطائفي غالبا ما تكون الشرارة الاكيدة لكل التفلتات التي لا تؤدي الا الى خدمة مخططات وتمنيات العديد من الجهات المعادية لحق الشعوب بالحرية والعدالة والحكم الرشيد..
كما ان هذا الامتطاء الملتبس لتقنيات الاعلام الحر والفضاء المفتوح لتقديم تغطية مضللة موظفة لخدمة وادامة صورة الشعب المنقسم المختلف المتناقض..لا يمكن ان تكون الا سحت اعلامي تعتاش عليها قنوات الحنين للزمن المقتطع من عمر العراق في ممارسة فجة مموهة بخرق ظاهر لتقاليد العمل الاعلامي المهني الملتزم..
ان على السلطات الثقافية الالتفات الى حراجة ودقة المنعطف الذي يحكم المشهد السياسي والامني في العراق من خلال العمل على تأطير العمل الرقابي على المؤسسات الإعلامية التي تستهدف الحس الوطني لدى المواطن وتعمل على اضعاف وتشتيت وإلغاء قيم الولاء والانتماء للوطن من خلال التثقيف السلبي المشوش والمشوه لوحدة المجتمع ومتانة نسيجه الاجتماعي, اذ ان الاهمية البالغة للاعلام تفرض على المتصدين لمهمة التعبير عن صوت المواطن وهمومه وانشغالاته التي غيبتها المحاصصات الطائفية والعرقية ان يكونوا على مستوى التحديات التي تجابه الشعب في صميم انتمائه الوطني..وان يرتقوا الى سمو المكانة التي يتبوأها الاعلام الجاد والرصين كعامل معزز في بناء أرادة المجتمع وتنمية حسه الوطني من خلال إشاعة مفاهيم المواطنة والمساواة ولغة التسامح وعدم التمييز وقبول الآخر وتعميق الحوار بين أطراف المجتمع الواحد رغم اختلاف أطيافهم ..
انها دعوة لتدارك الاخطار التي يشكلها الانفلات الاعلامي المسيس واللامسؤول عن طريق وضع إستراتيجية إعلامية تسهم في توعية المواطن بالمشتركات والقضايا المصيرية والمهمة ونشر روح المحبة والمساواة والتسامح بين المواطنين .. والا فلن نأمن ان نجد نفسنا في واقع العودة الى ايام الاحتراب نتيجة تقارير مضللة او خبر عاجل مزيف او نداء خبيث من اعلامي منفلت..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذي اتصل ب(داعش)؟؟
- خريف الباب العالي
- تحالف بن سلمان
- انسحاب ام اعادة انتشار.. ليست هي القضية
- تركيا..تذهب بعيدا
- التسعون بالمائة..من جديد
- تركيا ..زلة بألف
- الحويجة..بداية مرحلة ام نهاية وطن
- دماء في ارض السلام
- العشيرة..أم القضاء
- التكفير ..كسلاح سياسي
- التقشف.. مسؤولية من؟؟
- العاصفة الباكستانية
- قوات عربية مشتركة..للنسيان
- تاريخ من الخديعة
- اغلبية سياسية..أم توافق ؟
- في ذكراه (الميمونة)
- مبادرة الرئيس
- السياسة السعودية في مواجهة الباب المغلق
- الشعوب تكتب ايامها


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال الهنداوي - الجزيرة..تحت وقع الصدمة