أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي خليل - البرادعى والمواقف الأخلاقية














المزيد.....

البرادعى والمواقف الأخلاقية


مجدي خليل

الحوار المتمدن-العدد: 5027 - 2015 / 12 / 28 - 18:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البرادعى والمواقف الأخلاقية
مجدى خليل
منذ خروجه من مصر يروج دكتور محمد البرادعى بأن خروجه جاء نتيجة أن ضميره لم يتحمل كل هذا العنف والقتل أثناء فض أعتصام رابعة....فى تقديرى هذا الكلام غير صحيح ولا يمثل موقف أخلاقى منه وأنما مزايدة أخلاقية لكى يسجل لنفسه نقاطا فى الغرب، ففى مواقف أخرى كانت تحتاج إلى موقف أخلاقى واضح من البرادعى لم يتخذها، بل وبطريقة غير مباشرة يعتبر شريكا فى هذه الجرائم.
الموقف الأول هو الحرب على العراق عام 2003 بحجة وجود سلاح نووى لدى صدام، والذى أتضح كذبه بل وفبركته بعد ذلك، وأستمر البرادعى فى منصبه بعد ذلك رئيسا للوكالة الدولية للطاقة النووية وتم مكافأته على سكوته بجائزة نوبل مناصفة مع الوكالة.
قد يقول قائل أن البرادعى قال أنه لا توجد أسلحة نووية لدى صدام وهذا يكفى..لا هذا لا يكفى لأنه كان يرأس وكالة مهمتها هى التحقيق فى المسائل النووية، ولكن البرادعى قال بصوت خافت جدا أنه لا يوجد نووى لدى صدام وظل متفرجا على المشهد بعد ذلك وهو فى منصبه..ولو كان البرادعى صاحب موقف أخلاقى كما يقول لكان أستقال فى الحال، أو عند الحد الأدنى لملأ الدنيا صراخا محذرا العالم من مغبة حرب ستشن على بلد ذو سيادة بحجة مختلقة، ولو فعل مجرد هذا الصراخ لمنع الحرب ولكنه للأسف لم يفعل، ومن ثم فهو شريك غير مباشر فى قتل عشرات الآلاف من الأبرياء وتشريد الملايين.
طبعا هناك فرق شاسع بين الحرب على العراق، التى لم يكن لها أى قيمة فى الحرب على الإرهاب، بل على العكس أدت إلى زيادة مهولة فى الإرهاب وصلت بنا لداعش، وبين فض أعتصام رابعة، الذى كان موقفا ضروريا وحتميا ووجوبيا وإلا لسقطت كلمة دولة فى مصر أو لتطور الموضوع لحرب أهلية.
وطبعا كما هو معروف سقط فى الحرب على العراق من الأبرياء أضعاف أضعاف أضعاف ممن سقطوا فى رابعة، رغم أن جمهور رابعة لم يكن من الأبرياء اصلا وابدا، وأنما مليشيا إسلامية مسلحة تختبر صلابة الدولة المصرية.
إذن حرب العراق أثبتت بلا شك أن البرادعى ليس هو الإنسان ذو المواقف الأخلاقية الصارمة كما يدعى ويروج عن نفسه فى الغرب وبين دراوييشه.
الموقف الثانى ، والذى حدث أمام أعين البرادعى هو دهس الجيش المصرى لمتظاهرين سلميين فى ماسبيرو بالمدراعات، والذى رافقه عمليات قنص مخابراتية لشباب قبطى نشط فى قيادة مظاهرة ماسبيرو.وهذه الحادثة هى اسوأ جريمة ارتكبها الجيش المصرى منذ تأسيسه عام 1805 على يد محمد على باشا، وهى واحدة من اسوأ جرائم الجيوش النظامية فى التاريخ البشرى كله.......وطبعا الفرق شاسع بين رابعة وماسبيرو، فرابعة مليشيا مسلحة تتحدى الدولة من آجل السلطة وماسبيرو مجموعة من المسالمين يحتجون على الإضطهاد الدينى لشعبهم..ماذا كان رد فعل البرادعى المتوقع على هذه الجريمة البشعة وفقا للصرامة الأخلاقية التى يدعيها؟.. المفروض أنه كان يعلن حشد القوى السياسية عبر الاجتماع بها فورا لأتخاذ موقف جماعى فورى ضد هذه الجريمة المدبرة والوحشية فى نوعها..ولو كان لديه مواقف أخلاقية صارمة كما يدعى لأصدر بيانا عالميا حادا يحمل فيه الجيش المصرى المسئولية ويدعوا لمحاسبة قادته على فعلتهم، ولاوقف كل نشاط سياسى له حتى يحدث تحقيق داخلى شفاف أو تحقيق دولى فى هذه الجريمة البشعة...وطبعا البرادعى أثناء ماسبيرو كان من الشخصيات السياسية البارزة فى المشهد المصرى، وكانت كلمته مسموعة ومؤثرة ولكنه لم يفعل شيئا من هذا، ومن ثم فهو يعتبر شريكا غير مباشرا فيما حدث، فلماذا لم يفعل المتوقع من شخص بصرامته الأخلاقية كما يقول؟. الأجابة لأنه ليس صاحب مواقف أخلاقية صارمة كما يدعى، ولأنه لديه قدر من التعصب الدينى مثله مثل الغالبية العظمى من المسلمين فى مصر، وهذا ثبت فى ماسبيرو وفى منشية ناصر وفى العشرات من الحوادث الأخرى التى حدثت للأقباط أثناء وجوده. البرادعى لم يذكر مطلقا كلمة مضطهدين لوصف ما يحدث للأقباط، مثله مثل كل سياسيين مصر فى الدولة وفى المعارضة، ولكنه يطنن مثلهم عن وجود بعض التمييز.وأيضا لم يذكر مطلقا ماسبيرو بعد خروجه من مصر رغم أنها أبشع بكثير من رابعة.بل أنه يغرد فى ذكر رابعة كما كتبفى الذكرى الأخيرة على تويتر"رحم الله الجميع، وهدانا سواء السبيل".
الموقف الثالث وهو عدم إدانة البرادعى لحرق مائة كنيسة ومؤسسة دينية عقب فض أعتصام رابعة مباشرة، كما أنه لم يشر مطلقا إلى أن هذا الفعل الإجرامى قام به الاخوان المسلمون، ونتخيل العكس لو حرق مسيحيون متعصبون مائة مسجد فى أى بقعة من الكرة الأرضية كلها،لأنبرى البرادعى فى الحال لإدانة هذا العمل ومطالبة فورية بالتحقيق الدولى فيه.
لقد كتبت مقالا مطولا مدافعا عن الدكتور البرادعى ،على صفحة كاملة فى صحيفة الدستور أثناء حكم مبارك، بعنوان " البرادعى يعرى النظام المصرى"..ويبدو أن البرادعى لم يعرى النظام المصرى فقط ولكنه عرى نفسه كذلك..وفى الفم ماء كثير.



#مجدي_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيخ الأزهر يفتتح مؤتمر دولى للنساء والولادة!!!!
- أمريكا تخطط وتأمر والعرب ينفذون
- تحالف إرهابى للحرب على الإرهاب
- بين عام 1916 وعام 2016
- كيف تصنع الدكتوروهات فى مصر المعاصرة
- عشر حقائق عن حركة حماس
- الأستاذ الدكتور حسين خيرى: هدية من السماء
- أقتصاد مصر فى عهد السيسى
- القول الفصل فى قائمة فى حب مصر
- أبعاد التدخل الروسى فى سوريا
- لماذا منع الأزهر كتاب إزدراء الأديان فى مصر(1)
- دولة آل سعود: الخلافة الوهابية
- فهمى هويدى: العدو الأول للمثقفين والمبدعين
- الدولة الإسلامية العميقة بمصر
- المسلمون يستحقون ما هو أفضل من الإسلام الحالى
- عظماء الأقباط والمتاجرة بالوزنات
- أوردوغان:رأس العنف الإسلامى
- المصريون فى الخارج والقناة الجديدة
- هل تشجع جامعة هارفارد العنصرية؟
- الأتفاق النووى مع إيران.. والتغييرات فى الشرق الأوسط


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي خليل - البرادعى والمواقف الأخلاقية