أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - المحسوبية و المنسوبية لدى قادة الشرق














المزيد.....

المحسوبية و المنسوبية لدى قادة الشرق


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5027 - 2015 / 12 / 28 - 17:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس من فعل المرحلة اومن فعل الرهط الحالي الحاكم و المدبر في سياسة العراق بشكل خاص، من انهم يتميزون في الاهتمام بالاهل و الاقرباء و القوم و العشيرة و القبيلة و الفخذ لدى كل من يستغل الوضع الحالي و يجد له موقعا لدى السلطات، سواء عن طريق الاحزاب و كيفية تسليمهم و اعتلائهم للمواقع التنفيذية او التشريعية او القضائية او عند رجال الدين .
لا نود العودة الى الازمنة الغابرة، و لكن نقول حتى في عهد محمد رسول الاسلام كان جل اهتمامه بالقريبين الادنيين منه حتى من القريش الكفار الوثنيين اكثر من الاخرين، اي لو نعيد الى الاذهان سيرته منذ اعلانه النبوة و من ثم اجهاره بما عزم عليه، لم يكن يثق الا بمن حوله و من ثم افادهم قبل غيرهم، اي كان للمنسوبية و المحسوبية دور رئيسي في سياق معارضة و حكم محمد و دعوته الدينية ايضا . و على الرغم من ادعاء العلماء والمفسرين في بحوثهم، من كون دعوته عالمية و لكنه ابتدئها من بيته و من ثم القريش و قومه و العرب بشكل عام، و بها فتح البعيد بعد القريب، و حتى في حروبه لو كان رحيما مع الغرباء و الاقوام الاخرى بقدر قومه و اقرباءه حتى من الكفار والوثنيين لكنا نقول ان المحسوبية لم تؤثر عليه . فهل يمكن ان نقارن تعامله مع اليهود و القريش الكفار باي جانب كان. انه حتى في الحروب بين قريش الكفار و اهله و اصحابه المسلمين، طلب عدم التعرض للقريش او لااقرباء عن المواجهة ان تواجهوا معهم و يجب ان يحاولوا اسرهم و ليس قتلهم، معذرا لهم بانهم خرجوا مجبرين لمحاربتهم . اضافة الى الامامة التي خصها بها القريش قبل غيرها، و الى ذلك الكثير من الامور الخاصة التي خص بها القريبين منه و من ثم الاخرين .
اليوم ما نراه من الصراع المذهبي السياسي الذي جاء نتيجة لصراع الاقوام و القريبين حول توزيع المهمات و المسؤليات والاستئثار بما يتسلطون عليه، انبثقت منه هذه التوجهات و الفروع، و لم يكن للدين الاولي اي راي و موقف منه . و توزعت الاقوام على مذاهب و طرق و اساليب و طقوس و شعائر و افعال لم تجدها عند الاخر و الاساس كما هو المعلوم واحد و لم يقم به غير محمد .
ان كنا في العراق و يحكمه الاسلام السياسي و لم يكن اساسه الا مما ورثته الشعوب من تاريخ الاسلام و سلطته و حكمه، منذ اول دعوى صدرها محمد، فاين العجب من هذه المحسوبية و المنسوبية، و يجب ان يكون طبيعيا لدى الجميع مادام السلطة لازالت عند الاسلام السياسي، و من يحكم و يفرض سيفه على رقاب الناس هم لا غيرهم كما كانوا و لكن بفروع متعددة .
ان كان الاساس الذي بنيت عليه هذه الاحزاب هو ما جاء به الاسلام و كما حكم من قبل المسيحية الدول الغربية الاوربية لحين فصل الدين عن السياسة باختلاف بسيط، و اخذهم لمكانهم الخاص في حياة الناس لحين عودة الدين الى حضن الفرد لوحده و ليس لدى السلطة العامة، فاننا يجب ان لا ننتظر افضل من ما تصر السلطة السياسية و الاحزاب العراقية اليوم عليه من شعارهم الاقربون اولى بالمعروف و ليس الشعب . المفارقة التي يمكن ان نجدها هو انهم يحكمون باسم المدنية و العصرنة و الحكم الرشيد و الديموقراطية و ادعائهم لتوفير الحرية ليس الا لعبا على الذقون، و لا نجد فيه الا الوقوف ضد ما يدعونه اصلا و ما يسيرون عليه و تعلموه من الاسلاف . فكيف بحزب سياسي اسلامي، ان لا يقتفي خطى رسوله و ائمته التي فرق الاسلام من اجل مصالح خاصة، من اجل العصرنة و المدنية، بينما ما يسير عليه اليوم هو منهجه وفلسفته، و عقائده مبنية على ما كانوا عليه من مضمون تلك المفاهيم و المباديء الدينية السياسية لدى الاولين . طالما لم ينفصل الدين عن الدولة او السياسة و لم ياخذ الدين مكانه الصحيح بما يخص الفرد بعيدا عن السلطة و الحكم، فاننا لا يمكن الا ان ننتظر الاثير و السراب في الوصول الى المدنية والديموقراطية الحقيقية .
اذن، ما الحل عند النخبة و المتابعين لما يجري في العراق بكل اجزائه . هل من الممكن ان يبدا الامر و يُطرح الاسلام السياسي جانبا، و يمكن ان تُمهد الطريق للهدف السامي الكبير الذي ينتظره الشرق باكمله، و لا نتكلم هنا عن بعض الاقوام التي تحكم باسم الدين لاغراض قومية بحتة مستمدة حكمهم من تاريخهم المليء بالعلوم و الفنون والسياسة و الحضارات الكبيرة غير الاسلامية .
يمكن ان نقول اختصارا و نصرح ما تدفعنا اليه الحقيقة الموجودة لدى خلفيتنا الثقافية، من ان الاساس الذي بنيت عليه السلطة في هذه المنطقة، هو المؤدي الى مثل الصفات التي نراها . و منها المحسوبية و المنسوبية، المبنية حقا على العاطفة و الرافة بالقريب، و ليس استنادا على اسس النظام المؤسساتي التي لا تعرف للعاطفة و الميل الى القريب قبل البعيد من مكان . طالما حكم الاسلام السياسي بما هم عليه اية دولة وليس العراق فقط ،فاننا لا يمكن ان ننتظر ازاحة فعل و سمة المنسوبية و المحوسبية في التعامل مع الناس من قبل هؤلاء، و لا يمكن ان نعتقد فناء المحاباة في الامور العامة ايضا و ليس الخاصة فقط .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوردستان و مراكز العبادة
- كيف يتعامل الشعب الكوردستاني مع المازق الحالي
- تغيير الادوار في هذه المرحلة بسرعة شديدة
- الى من هم لصوص السياسة في كوردستان
- التضليل من اجل غاية تضليلية ايضا
- من كان حرا يكون قويا ام العكس صحيح ؟
- بعد الارتماء في الحضن الاطلسي و العربي بدات بحربها الداخلية
- ماذا نسمي من يُقدم على هذا ؟
- ما سميت باصلاحات حكومة اقليم كوردستان ليست الا ذر الرماد في ...
- هل التحالف الاسلامي مع اسرائيل ام ضده ؟
- اذا تضايق البرزاني سيقسم اقليم كوردستان دون ان يرمش له جفن
- من الدعم الى الطرد
- كي ننصف الاجيال القادمة بما سجلناه في تاريخنا
- تاسيس الدول الجديدة هو توقعات ام مخطط في طور التطبيق ؟
- انه حمير من مسلاخ انسان
- التعتيم الاعلامي على ما يحدث في كوردستان الشمالية
- هل بالامكان ان يعيش الشعب العراقي بسلام و امان ؟
- هل روسيا وامريكا ترحّلان الاسد من سوريا ؟
- بقاء التاريخ مرتبط ببقاء الصراع الطبقي
- هناك البعث الجديد يقف ضد الكورد في العراق الان ؟


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - المحسوبية و المنسوبية لدى قادة الشرق