أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمشيد ابراهيم - اجتماعيات الرفيق














المزيد.....

اجتماعيات الرفيق


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5026 - 2015 / 12 / 27 - 21:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اجتماعيات الرفيق
كيف يمكن اعتبار الاجتماعيات اقل اهمية من الرياضيات و هي بعد اللغة من اهم علوم البشر لانها تضم في طياتها نفسية الانسان و ثقافته و حالته الاجتماعية .... ؟ كيف لا نخجل من عدد كتب الاجتماعيات المطبوعة سنويا بالمقارنة مع العلوم الاخرى؟ تركز الدراسات الشرقية عادة على الناحية السياسية بكثرة على حساب الحالة الاجتماعية اليومية خلال فترة زمنية معينة و تحت سيطرة حزب من الاحزاب و لكن الوضع ليس باحسن حتى في البلدان الغربية. هل يعقل ان احكم على كل من انتمى الى حزب البعث بانه كان مجرما؟

عندما تنتمي الى حزب ما سواء انتميت الى الشيوعية او البعثية او غيرها فانت تسمى بـ (رفيق) اضافة الى تسميتك بالشيوعي او البعثي و كان هناك بعثي يشير الى نبي الاسلام بـ (الرفيق محمد) و اذا كنت مسلما فانك تعتبر نفسك مؤمنا و الاخر كافرا. استعمال تسمية الرفيق في العربية حزبيا ليس الا تقليدا للتسميات الاجنبية كالانجليزية comrade و الالمانية Kamarad التي اطلقت ايضا على منتمي النازية الالمانية. كان الرفيق في العربية شخصا عاطلا عن العمل بعكس الزميل (راجع مقالي السابق: ما معنى: يا ايها المزمل؟).

ليست تسمية الرفيق و غيرها فقط تسميات لغوية و الا لحل الزميل محل الرفيق بل صيغت لخدمة اغراض اجتماعية معينة فمثلا الغرض من تسمية محمد بـ (الرفيق محمد) كان لوضع حزب البعث على قدم المساواة مع الاسلام اي انك لو كنت مسلما فانت بعثي تلقائيا. لهذه التسميات (الرفيق - المؤمن) صبغة عسكرية بوليسية لا تطلب من المنتمي الخضوع و الطاعة عند الانتماء للحزب او الدين فحسب بل ايضا القيام بالواجبات الحزبية / الدينية اضافة الى الواجبات / الفرائض الاخرى حتى اذا طلب منك قتل الاخر و الا فانت متمرد.

سؤال يطرحه استاذ علم الاجتماع الالماني Stefan Kuehl: الم يكن الذي انتمى الى النازية رجلا اعتياديا و صاحب عائلة؟ كيف استطاع ان يعذب و يقتل الالاف من الاطفال و النساء و الرجال؟ ماذا كان الحافز؟ بنفس الطريقة تستطيع ان تسأل لماذا يقتل المسلم او البعثي؟ لا تستعجل بالاجابة لاننا نعرف و منذ زيجمند فرويد بانه ليس هناك (أنا) يمكن ان يكون دائما سيد بيته. لذا عليك التوجه الى الانظمة الاجتماعية التي تجمع هؤلاء و تحللها.

احيانا يستطيع المنتمي الحزبي / الديني ان يرفض الخدمة العسكرية / الارهابية بحجة المرض او ضعف الاعصاب و غيرها دون ان يفقد ماء الوجه و دون الخوف من العواقب و عادة ما تترك الاحزاب مهما كانت قمعية مساحة معينة من الحرية عن طريق الحجج برفض الواجب و الا لما استطاعت البقاء على قيد الحياة. لا تنسى حتى الطالب احيانا يلجأ الى حجة المرض اذا وجد نفسه امام امتحان صعب.

السؤال هو الان: كيف تصرف الجندي العراقي المسكين الذي دفعه حزب البعث للحرب؟ كيف تهرب؟ و اذا لم يتهرب ماذا كانت الاسباب و الحوافز؟ هل كان الدافع الضغط الحزبي و الخوف او الواجب الوطني؟ الم يكن المسكين رجلا اعتياديا و صاحب عائلة؟ اليست الوطنية لحد اليوم وسيلة لممارسة الضغط على ابناء البلد للمجازفة بحياتهم الغالية؟ اليست فكرة الشهيد ملطخة بدماء الشهداء؟ كيف يمكن ان تكون رفيقا حزبيا و انت تعلم حتى اذا لم تكن عاطلا عن العمل بان تسمية الرفيق ليست فقط عنوانا حزبيا لغويا فحسب بل قد تضعك ايضا امام واجبات صعبة تعارض فكرك الانساني؟
www.jamshid-ibrahim.net



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما معنى: يا ايها المزمل؟
- الهزيمة يتيمة
- لست افضل من المرأة و البعير
- ما وراء عالم النص
- المطعم الاخر
- الحوار الريفي - الحوار المتمدن
- لا مفر من الدكتاتورية
- بين ليلى الديوانية و لمياء بغداد
- من العورة الى المرأة
- من الشَعر الى الشِعر
- قواعد لعبة القهوة
- تفوق الاسلحة القديمة على الحديثة
- نماذج الحياة بعد الموت
- لماذا لا تتزوج نفسك؟
- فصائل الحمير و البشر
- خربطة خريطة الانسان
- انت وسخ بحاجة الى حمام
- مقص الاسئلة الكافرة
- الحياة في الموت
- حمالة الصدر - الستيان


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمشيد ابراهيم - اجتماعيات الرفيق