أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد علي - كوردستان و مراكز العبادة














المزيد.....

كوردستان و مراكز العبادة


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5026 - 2015 / 12 / 27 - 17:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لاشك في انه لا يمكن حصر عدد المساجد الموجودة في كوردستان مقارنة باماكن عبادة اخرى , و اربيل اكثرهم ثراءا بهذا، عددا و مساحة و تفننا ببناءها من حيث الشكل و الزخرفة و ما يحتوون . اما الكنائس محدودة و في اماكن خاصة بوجود المسيحيين و في المدن الثلاثة عدا كركوك و بعض الاقضية ككويسنجق و شقلاوة ،وما في خانقين التي تركت و يقطنها النازحون الان، و هي منهكة و مترهلة و متساقاطة دون ان تصلها يد الترميم . اما عتبات الايزيديين و مساجدهم و مزارهم فهي موجودة في اماكن محدودة خاصة بهم كالشيخان و السنجار و لم نجد لها مثيل في المدن الكوردستانية الكبيرة في الوقت الحاضر .
من الملاحظ ان عقد التسعينات و العقد الاول من القرن الواحد والعشرين، كانت مرحلة المنافسة بين الاثرياء و المستفيدين في بناء المساجد سواء كان ايمانا منهم لاهميتها في اعتقادهم بانه يفيد اخرتهم و يمسح لهم ذنوبهم، او ما استفادوا من وراء بناء المساجد من استيراداتهم المختلفة من المواد التجارية باسم المساجد و ربحوا الى جانبها اكثر من تكليف المساجد بعشرات المرات ، و الوضع الاجتماعي الاقتصادي كان مشجعا لمثل هذه الافعال لمن كان يعتبر نفسه وجها اجتماعيا او سياسيا، كي يثبت اركانه و قوة وجاهته في المجتمع لمصالح و نوايا اجتماعية اقتصادية سياسية خاصة بهم ، سواء من قبل الاحزاب السلطة المتنفذة من الحزبين في كوردستان، او احزاب السلام السياسي و ما لهم من الاهدافهم المخفية اكثر من المعلنة .
و اخيرا افتتح معبد للديانة الزرادشتية في ميدنة السليمانية التي تعتبر مدينة الانفتاح و التعددية على واقع الارض و تختلف من كافة الجوانب عن المدن الاخرى من حيث الوعي و المستوى الثقافي، و من حيث نظرة اهله الى الامور الاجتماعيةا السياسية الثقافية الدينية العامة، و ما تدفع الى الابداع هي ثقافتهم و حياتهم المعيشية الخاصة . فانه ربما انتقد هذا العمل من قبل المتطرفين و اصحاب الاجندات من المنتمين الى احزاب الاسلام السياسي، الذين يعتبرون مضايقة لمساحة تحزبهم و ادعائاتهم و دعواتهم لتنظيم الناس الى احزابهم سياسة و دعوة دينية التي لا يميزون بينهما في افعالهم و نشاطاتهم الحزبية السياسية .
و عليه، اننا نجد من الافكار و التوجهات التي لا تعد و لا تحسب من مختلف الناس الموجودين البعيدين عن البعض، و خاصة في مدينة السليمانية التي هي غني بما تمتلك من الارضية الثقافية الملائمة و النظرة الثاقبة الى امور الحياة الدقيقة من حيث الخلفية المادية اوالمعنوية البرازة لهم؛ اي بعبارة اخرى من حيث الفكر المادي او المثالي الذي ينتشر بمساحات واسعة في هذه المدينة و يلتزم به المتميزون و النخبة منهم و هم كثيرون نسبة الى المدن الاخرى .
لعلني لم اخطيء ان اقارن بدايات نشر الاسلام بفارق تخلف المعيشة انئذ من حيث الوسائل الخاصة بالناس و ملتزماتهم و وسائلهم الخاصة، و الفرق بين المرحلتين، الا ان ما اقدم عليه محمد في دعوته التي دمج بها الديانة و السياسة و التجارة و الوضع الاجتماعي بالديني، اي التزم بالجانبين المادي والمثالي في تحركاته، نراه بشكل اخر في السليمانية، و لكن لم نسمع عن دعوة كبرى كما كانت في وقت محمد، بل بروز الدعوة الزردشتية بهذا الشكل السريع و الانتماءات الكثيرة من مختلف الفئات والثقافات و الامكانيات و اصحاب المهن و من حتى النخبة، فيمكن ان نعيدها الى اسباب مختلفة منها؛ ياس الكثيرون من دعوات الاديان غير الكوردية في تنظيم حياة الناس في المجتمع الكوردستاني، و لم يجدوا احزاب الاسلام السياسي مختلفة عن العلمانيين في اي شيء من جهة، و ايمانهم باصالة الدين الزردشتي لدى الكورد قبل مجيء الاسلام و الفتوحات التي تمت بقوة السيف و نصرته و هداية القران بلغة لم يفهمومها على اساسها و ما هي عليه، هذا ما دفعهم الى النجاة من المتاهات التي وقعوا فيها لقرون .
من خلال متابعتي للذين ينتمون الى الدين الزردشتي، انني لم اجد فيه من الاثارة او التحفيز المادي و خضوع الناس للخدعة المادية المصلحية المنفعية الحياتية اليومية باسم الدين من جهة، و لم اجد ما يفيد المنتمي في وضعه الاجتماعي، بل يمكنني ان اقول ربما يتاثر سمعته بين الناس بشكل لم يطيقوهم في بداية الامر، و لا اريد ان اقول ان المصلحة السياسية او ماورائه ليس موجودا بشكل قطعي . فان العودة الى الاصل والسلف كما يدعون و من يقوم عليه و يشرف على ممارساته من اهم نقاط دعوتهم، اي العودة الى الاصل الصحيح الحقيقي للشعب الكوردي في السير على ديانته الخاصة به مع قوميات اخرى في المنطقة، بعيدا عن الدين الوارد اليه من الجزيرة العربية الخاصة بظروف و خصائص و ثقافة و واقع تلك الجزيرة، التي كانت على حال الجفاء و الخشونة والتخلف و انعدام الموارد و الانكانيات والحاجات المعيشية في الصحراء القاحلة كاساس مادي، و ما كان مسيطرا عليه من الغزوات وا لسبي و الغنيمة قبل الاسلام و لم يلغها السلام لحد اليوم كاساس معنوي، و هي صفات كانت منتشرة في القبلئل العربية التي سماه محمد بالعصر الجاهلي قبل مجيئه بدينه، و ما ناضل من اجل نشره لينقذ قومه يعليهم و ينقلهم من مرحلة التعددية الدينية الوثنية الى دين التوحيد فكرا و سياسة، و من النواحي الاجتماعية و الثقافية . واحدث بنهضته و سياساته و توجهاته و افكاره و سلوكه و غزواته و تنيراته تغييرا سياسيا فكريا اقتصاديا اجتماعيا فيهم، لا يمكن لاحد ان يحدثه في تاريخ العرب ابدا.
اما ما نحن فيه الان في اقليم كوردستان و ما نتكلم عنه من الموضع الاساسي في بناء المساجد في عصر التقدم و الحداثة يتحمل بحوث واسعة وعديدة لبيان ما يمكن ان يبرز منها .
اذن، ان بناء المساجد بهذا الشكل المبالغ فيه في كوردستان ان كانت ورائه منافع اجتماعية اقتصادية اكثر من الدينية، الا انه من حيث الهدف يمكن ان تضر اكثر من ان تفيد ما تستعمله الناس لاغراض شخصية يومية خاصة بهم .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يتعامل الشعب الكوردستاني مع المازق الحالي
- تغيير الادوار في هذه المرحلة بسرعة شديدة
- الى من هم لصوص السياسة في كوردستان
- التضليل من اجل غاية تضليلية ايضا
- من كان حرا يكون قويا ام العكس صحيح ؟
- بعد الارتماء في الحضن الاطلسي و العربي بدات بحربها الداخلية
- ماذا نسمي من يُقدم على هذا ؟
- ما سميت باصلاحات حكومة اقليم كوردستان ليست الا ذر الرماد في ...
- هل التحالف الاسلامي مع اسرائيل ام ضده ؟
- اذا تضايق البرزاني سيقسم اقليم كوردستان دون ان يرمش له جفن
- من الدعم الى الطرد
- كي ننصف الاجيال القادمة بما سجلناه في تاريخنا
- تاسيس الدول الجديدة هو توقعات ام مخطط في طور التطبيق ؟
- انه حمير من مسلاخ انسان
- التعتيم الاعلامي على ما يحدث في كوردستان الشمالية
- هل بالامكان ان يعيش الشعب العراقي بسلام و امان ؟
- هل روسيا وامريكا ترحّلان الاسد من سوريا ؟
- بقاء التاريخ مرتبط ببقاء الصراع الطبقي
- هناك البعث الجديد يقف ضد الكورد في العراق الان ؟
- هل العراقي يتحاور ام يتجادل ؟


المزيد.....




- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد علي - كوردستان و مراكز العبادة