أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فواد الكنجي - ليواجه العراق العدوان التركي بقطع وتحويل مسار النفط إلى سوريا ونعلن الوحدة معها















المزيد.....

ليواجه العراق العدوان التركي بقطع وتحويل مسار النفط إلى سوريا ونعلن الوحدة معها


فواد الكنجي

الحوار المتمدن-العدد: 5026 - 2015 / 12 / 27 - 06:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشهد منطقة الشرق الأوسط حالة من التصعيد العسكري لا مثيل له في ظل أوضاع مضطربة سياسيا وامنيا نشأة بفعل الاصطفاف الإقليمي والدولي بشكل خطير، مما حد من قوة الصراع بين هذه الإطراف، ليفصح تدخلهم ما وراءها من إطماع استعمارية بغية تقسيم المنطقة مجددا بصورة التي تخدم مصالحهم، فنراهم يسلكون في تنفيذ هذه المأرب كل السبل المتاحة لهم بدا بخلق فصائل الإرهاب تحت مسميات شتى ودعم أنشطتهم وشراء الذمم والخيانة انتهاء بتدخل عسكري إقليمي استعماري غير مسبوق، حيث قامت الدولة التركية الغاشمة بإرسال قوة عسكرية مجهزة بالمدفعية والدبابات والآليات المدرعة تجاوز عدد جنودها على إلفين عنصر، ليتم توجيههم لدخول إلى عمق الأراضي العراقية، والتمركز في منطقة (بعشيقة) في سهل نينوى القريبة من محافظة الموصل منتهكة بذلك كافة الأعراف الدبلوماسية والمواثيق الدولية فيما يتعلق بسياسة حسن الجوار واحترام السيادة الوطنية للعراق و في انتهاك صارخ لسيادة العراقية واحتلال جزء من أراضي الدولة.
ونتيجة لضغوطات دولية وعلى الأخص الولايات المتحد الأمريكية التي أحست بحرج شديد نتيجة عدم احتساب الأمور بدقة خاصة بوجود قوات روسية ضخمة في سوريا والتي كشفت وثائق لتأكد تورط تركيا بصفقات شراء النفط من تنظيم داعش وان صور الأقمار الصناعية الروسية كشفت عن ألاف من عربات الشحن النفط متوقفة في المنطقة الحدودية العراقية التركية في زاخو، وبذلك أمرت أمريكا ونصحت اردوغان بضرورة سحب قواتها من العراق في هذه المرحل وقد فعلت، لتكشف وقاع مهمة بكون اردغان لعبة بيد ألأمريكان يملئ علية حسب ما يشاءون هم لينفذ دون احتساب ما يمكن إن تثار الأوضاع ضده، ونتيجة لهذه الضغوطات تم سحب بعض من قوات التركية والتي صرحوا مسؤولين الأتراك بان انسحابهم من الأراضي العراقية جاءت من اجل إعادة انتشار القوات بشكل الذي تراه تركيا أي انه انسحاب تكتكي وليس انسحاب نهائي، وهذا ما أكده عميلهم المحافظ السابق لمدينة نينوى المقال ( اثيل النجيفي) والذي يرأس تنظيم سنيا مسلحا تشرف على تدريبه وتسليحه ودعمه تركيا .
فدخول قوات التركية أراضي العراقية والخروج منها قد أتى بدون أية استشارة رسمية من الحكومة العراقية، فهذا الحشد العسكري لتركيا العضو في قوات ناتو بدون أدنى شك أتى بموافقة أمريكية كما جاء انسحابها وفق أوامر من واشنطن ، لان التدخل التركي لا يمكن إن يأتي لولا التنسيق الكامل مع الولايات المتحدة الأمريكية بكونها متزعمة لما يسمى بالتحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش في العراق وسوريا هذا من جهة ومن جهة أخرى لكون تركيا عضوا في حلف الناتو، فإننا نرى إن هذا الحلف يتحمل جانب من المسؤولية للتصرف العدواني لتركيا الاردوغانية لتأكيد السياق ما هو مبيت من مخططات تآمرية بحق العراق وسوريا لتقسيم المنطقة لكونهما مفتاح ما يسمى (مشروع لدولة السنية) التي يتضمنه مشروع الشرق الأوسط الجديد ، تشمل محافظات العراق الغربية وصولا إلى الرقة السورية وربما إلى محافظة حلب .
ويأتي هذا المخطط متزامنا مع تبييض صفحة الإرهاب الداعشي وتعويمه، فلا يخفى على احد بان تركيا، كانت ومازالت تطمح في الأراضي العراقية الغنية بالنفط والغاز الطبيعي في شماله، والتي سمتها سابقا بمشكلة (ولاية موصل) وهي في سبيل تحقيق تلك المطامح فإنها تلعب على الوتر السني والطائفي والعرقي من خلال تعزيز وجودها العسكري في( بعشيقة ومناطق سهل نينوى)، مستغلة الأوضاع الصعبة التي يعيشه العراق حاليا منتهزة فرصة ضعف حكومته التي تعاني من انقسامات طائفية وعرقية وضعف قدرات العراق العسكرية وانشغاله في مواجهة عصابات داعش الإرهابية، هذا التنظيم الذي تغذية تركيا وتدعم أنشطته اللوجسنية بشكل مباشر وغير مباشر وأمره لم يعد مخفي على احد.
فما أقدمت عليه السلطات التركية يعد بلا شك عدوان صارخ وتدخل سافر في الشأن السياسي العراقي، وأن ما ساقته السلطات التركية من تبريرات ومزاعم وحجج تحت دعوة تدريب القوات العراقية وحماية حدودها وغيرها، ما هي إلا أكاذيب أرادت منها ذر الرماد بالعيون لإخفاء الدوافع الحقيقية للعدوان، بحجة محاربة داعش وضرورة حماية المدربين والخبراء الأتراك الذين يدربون قوات عراقية في محافظة نينوى تمهيدا لتحرير الموصل، وادعت تركيا عن طريق رئيس وزراءها إن التدخل جاء بناء على طلب عراقي وتم الترتيب ذلك مع رئيس الوزراء و وزير الدفاع، ليكشف لاحقا إن هذا الادعاء التركي عار عن الصحة وما هي إلا كذب وافتراء وفي محاولة لإضفاء شرعية كاذبة للتدخل والاعتداء على سيادة الدولة العراقية وأراضيها خدمة لمشروع التقسيم الطائفي والعرقي المقيت للعراق الذي تحدث عنه السيد (جو بايدن) نائب الرئيس (أوباما) وفي نفس الوقت محاولة للحفاظ على منطقة آمنة لإرهابي الدواعش في العراق، في وقت الذي تورد المعلومات الواردة من إطراف مدينة موصل بان قوات التركية تدرب فعلا، بعض الفصائل السنية التابعة لـسيد (اثيل النجيفي) المحافظ المقال لمدينة الموصل والذي يسعى لسيطرة على مدينة موصل وإقامة إقليم سني تحت رعاية تركية.
من الواضح أن حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا أرادت إن تتواجد قواتها على الأراضي العراقية ليتم لها إن تلعب هذا الدور القذر في العراق بعد إن بدأت تدرك بتضاؤل ما تبغي تحقيقه من أطماعها في الأراضي السورية بعد التدخل العسكري الروسي، وتصرفها الأرعن باستهداف الطائرة الروسية وما جر عليها جراء ذلك من عقوبات اقتصادية روسية كلفت و ستكلف الاقتصاد التركي ثمنا باهظا والذي لطالما تباهى (أردوغان ) وحصد من وراءها شعبية واسعة، ولذلك يحاول البحث عن التعويض والبدائل لتدارك حجم الخسائر الهائل التي تتكبدها نتيجة قيام روسيا بإيقاف استيراد السلع الغذائية ووقف تنفيذ مشروع الغاز، والرحلات السياحية، مع إغلاق المجال الجوي السوري أمام الطيران الحربي التركي، فلم تجد بديلا سوى احتلال أراض عراقية في محافظة نينوى التي تعد مدينة الموصل ثاني اكبر المدن العراقية ، والتي ترغب تركيا استقطاعها من الدولة العراقية مثلما تحاول احتواء مدينة حلب السورية، وتهدف حكومة العدالة والتنمية من هذا التدخل الذي يعد حسب المعاهدات الدولية والقانون الدولي احتلالا وانتهاكا لسيادة دولة مستقلة وعضو في الأمم المتحدة، إلى تحقيق عدة أمور نذكر منها محاولة لابتزاز( بغداد ) بضمان حصة كبيرة من مصدري الطاقة النفط والغاز العراقيين لتركيا للتعويض عن النفط والغاز الروسي الذي تم قطعه عنها، وبالسماح بمد أنبوب الغاز القطري عبر الأراضي العراقية إلى تركيا والذي تم لدولة (قطر) الاتفاق مع تركيا مقابل تنفيذ خططها بتمزيق المنطقة، مقابل سحب أنقرة قواتها من الأراضي العراقية. أما الأمر الثاني فهو ممارسة الضغط على موسكو لتليين مواقفها من العقوبات الاقتصادية ومن الأزمة السورية، إذ من شأن أنبوب الغاز القطري أن يعوض أوروبا وليس تركيا فحسب من الغاز الروسي الذي لطالما عملت روسيا على ضمان دورها كمورد اقتصادي ووسيلة لضغطها السياسي .
وعندما أسقطت تركيا الطائرة الروسية القاذفة سوخوي 24 فوق الأراضي السورية والتي كانت متوجهة لقصف المجموعات الإرهابية التي تدعمها تركيا، كان السيد (اردوغان) يأمل في إن هذه العملية ستردع الرئيس (بوتين) من ضرب تجمعات الإرهابيين في المنطقة الحدودية التي كانت تعد لعملية واسعة في الشمال السوري وإعاقة (الجيش العربي السوري) من الوصول إلى الحدود والسيطرة عليها، ولكن الرياح اتجهت عكس ما كانت تبغي تركيا فبدلا من إن تشكل هذه الخطوة العدوانية للجيش التركي تجاه القوات الجوية الروسية عامل ردع زادت المواقف الروسية إصرارا على مؤازرة سوريا في حربها على الإرهاب وقام الرئيس (بوتين) بإعطاء الأوامر بزيادة التواجد العسكري الروسي النوعي على الأرضي والسواحل الروسية وأدخلت منظومة صواريخ S-400 المتطورة الحديثة لأول مرة خارج الأراضي الروسية وأرسلت بوارج روسية جديدة لتنضم إلى تلك المتواجدة على السواحل سوريا وأغلق الساحل البحري والأجواء السوري ووضعت في حالة تأهب لأي عمل عدواني من قبل تركيا أو حلف الناتو، وبعثت روسيا بسفينة مجهزة بأجهزة لها القدرة على تعطيل الرادارات والاتصالات لأي طائرات أو صواريخ والتشويش عليها قبل وصولها إلى أهدافها، ولم تكتفي روسيا بالرد في المجال العسكري بل اتبعتها بإجراءات اقتصادية وسياسية بالإضافة إلى ذلك، عندها أدرك (اردوغان) إن كل الطرق أقفلت من إمامه بالنسبة لسوريا ولم يبقى له إلا إن يجرب حظه العاثر في العراق لعله يكون أوفر حظا في ذلك.
ومن هنا جاءت الخطوة التركية كضربة استباقية للحيلولة دون انحسار نفوذها عبر تنظيم داعش الذي تدعمه وتستغله تنفيذ مأربها الاستعمارية في المنطقة، وتهاوي سلطات ما يسمى بدولة الإسلامية( داعش)، التي تلقت ضربة اثر ضربة في سوريا على يد قوات الجيش السوري البطل، وفي الرمادي وتكريت وديالى وضواحي مدينة كركوك وفي مدينة سنجار وغيرها، حيث بات الدور التركي في حماية تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وفي دعم تجارته النفطية وضخه بالأموال الخليجية ودعمه العسكري على طول الشريط الحدودي مع العراق وسوريا مفضوحا وحديث الساعة، ولم يعد يخفي على احد دور الحكومة التركية بقيادة (أردوغان) التي لعبت وتلعب دورا أساسيا في حرب تدمير سوريا منذ 2011 ، ولها دور آخر في كل ما حدث ويحدث في العراق قبل وبعد احتلال التنظيم الإرهابي داعش المدعوم من قبل تركيا لمدينة موصل في نيسان 2014 وامتدادهم إلى مدن العراق الغربية السنية ، وهذا كله يفسر من حيث رغبة تركيا في تحقيق أحلامها المريضة بإعادة ماضي أجداده العثمانيين باحتلال أراض عراقية وسورية، متسلحا بالعلاقة الوطيدة مع كيان الاحتلال الصهيوني وما يمكن أن تلعبه هذه العلاقة في خدمة مشروع الاحتلال الصهيوني في المنطقة، المهم إن المشروع الأمريكي التركي الخليجي لم يعد سرا وهو يحظى علنا بتأييد أغلبية الدول( السنية ) وعلى رئسها السعودية والقطر ، والاهم إن لا تصاحبه حرب أو حروب في المنطقة، ومن الملفت للنظر أن كل ذلك يجري تحت أنظار الولايات المتحدة الأمريكية، التي يبدو بأنها أدارت ظهرها لحكومة السيد ألعبادي في هذا الأمر خصيصا، وتحالفت مع الجانب التركي بغية زيادة دورها الإقليمي في العراق وسوريا، فأمريكا تلعب بازدواجية مفضوحة لتحقيق نوع من التوازن الطائفي وتحجيم الحضور المتزايد للدب الروسي في المنطقة، مع تعزيز دور حلفاء الأمس (سعودية والقطر والمشايخ الخليجية والكيان الصهيوني )، من خلال دعوتها إلى ضرورة تواجد قوات عربية وأجنبية في العراق وسوريا، ومن هنا يأتي الدور التركي الأمريكي الخليجي الصهيوني في الضرب على الوتر الطائفية، فالموصل التي احتلت بتنسيق معروف بين عشائر نينوى و الدواعش بعلم تركيا وأمريكا التي ترغب أن يبقى العراق ضعيفا حيث يسهل على تركيا أملاءاتها عليه، إذ طالما تدخلت تركيا بالشأن العراقي متهمة الحكومة العراقية بالطائفية إثر فرار نائب الرئيس العراقي السابق (طارق الهاشمي ) وقيادات سنية أخرى إلى تركيا إثر صدور مذكرة باعتقاله مع آخرين لثبوت تورطهم بأعمال إرهابية في شباط من عام 2012، وبذلك ترى تركيا أنها قطعت عهدا بحماية المكون الطائفي السني في الأنبار ونينوى على غرار ما تفعله إيران في العراق بدعم الحكومة الشيعية، لذلك فان قيام الدولة العراقية - وهو أمر لابد منه - لتحرير و تطهير مدينة الموصل فان الأمر لا محال سيكشف دور كل من تورط في جريمة احتلالها، ولهذا شعرت كل الجهات المتورطة بتنفيذ مشروع تقسيم المنطقة بان مواقفهم بات محرجة فأسرعوا بتنفيذه مأربهم الشوفينية بدخول القوات التركية أراضي العراقية والتي ستتعقبها – كما خططوا له - قوات سعودية وإماراتية وقطرية وينظم إليها قوات برية أمريكية ليتم لهم إسقاط سلطة داعش من موصل وليتم لهم وبين ليلة وضحى تلبيس هذا التنظيم ثوب أخر يلاءم و توجهاتهم التي ظلت طوال هذه المرحلة تدعمه ليضعوا حكومة بغداد إمام أمر الواقع والتي وفق قراءتهم سترضخ في النهاية تحت ضغوطات أمريكية لكي لا تمانع السلطة الشيعية الحاكمة بان لا تتمدد سلطتها لأقاليم حرّمت سكانها من حقوق المواطن وبالتالي فان الغرب سيضغط على إيران للموافقة مقابل إنجاح الاتفاق النووي مع الغرب ورفع الحصار والعقوبات عنها فإنها حتما لن تمانع طالما إن الأقاليم الجديدة سيكون خاضع لسلطة شيعية وهذا ما يعطيها دعما إضافيا بكونها أصبحت ليست مهيمنة فحسب على العراق الشيعي إنما تديره كإقليم تابع لها، وهي أمنية إيرانية لطالما حلمت بذلك لتعزيز دورها وهيمنتها -هي الأخرى- على المنطقة .
ومن هنا فان النية الأمريكية المبيتة لتقسيم العراق على أسس طائفية ومذهبية وعرقية والعمل على ذلك، يلقي على الحكومة العراقية مسؤولية إن تحدد موقف واضح وصريح تجاه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بشكل صارم وعدم المراوحة في المكان على آمل إن تتحسن الأمور والأوضاع، وعليها النظر والعمل بجدية بكون التدخل التركي الأخير وبغض النظر عن حجمه والذي يناقش فيه (البعض) لتبريره على انه يأتي متناغما مع المخطط الأمريكي لتقسيم العراق بعد إن وجدت أمريكا والتحالف الدولي بأنهم فشلوا في مكافحة تنظيم داعش في العراق وسوريا إن لم يكن اخدعوا الرأي العام الدولي بتصرفاتهم الغير المسئولة، فمن جهة نرى أمريكا والمتحالفين معها تدع توجهات (إخوان المسلمين) في مصر، ولكن من جهة أخرى نراهم يقفون بالضد منه في قطاع (غزة الفلسطيني) وكذلك الحال بالنسبة إلى تنظيم داعش الذي وقفت بالضد معه في العراق نراهم يدعمونه في سوريا.....! وهذا الكلام لا نقوله جزافية وإنما كما أظهرت تفاصيل حقائقه والوقائع على الأرض والتي كشفت وعريت بشكل كامل وخاصة بعد دخول روسيا على خط الأزمة السورية وما حققه الجيش السوري البطل على الأرض في محاربته لمجموعات الإرهابية بالمؤازرة الروسية الجوية، وفي الوقت ذاته فان (أردوغان) أقنع كل من الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي و حلف شمال الأطلسي (الناتو) بأن الوجود العسكري التركي على مشارف الموصل العراقية هدفه هو الحد من تدفق المتوقع لمئات اللاجئين العراقيين من مدينة الموصل في حال بدء عملية تطهير مدينة موصل الوشيكة من تنظيم داعش من قبل القوات العراقية بعد إن بدأت قوات العسكرية العراقية هجومها البري على مدينة الانبار لتحريرها من الإرهابيين الدواعش، متعللا بنجاح القوات العراقية في تطهير مدينة تكريت ومدن محافظة صلاح الدين و ديالى و تقدمها الحثيث لتطهير الرمادي وما بقي من نواحي واقضيه مدينة الأنبار، والغريب في الأمر وهو ليس بالغريب من يدرك أطماع الغرب بأننا لم نسمع لا من واشنطن ولا من الاتحاد الأوربي ولا من الناتو أي تصريح يشجب التدخل العسكري التركي، بل أن صمت الغرب يوحي بالاقتناع بالتسويق التركي لهذا الهدف بغية إقامة إقليم سني تقوم هي برعايته وحماية والذي سيحد من وصول اللاجئين أو ممن سيهرب من الدواعش الفارين من ساحة المعارك التحررية التي تقوم بتنفيذها القوات العسكرية العراقية نحو تركيا او البلدان الأوربية، وحينها تظهر تركيا بكونها تحمي (سنة العراق وسوريا) من اضطهاد الدولة فتفرض إرادتها عبر قواتها العسكرية المدعومة من قبل أمريكا ودول الخليج وحلف ناتو بضرورة إيجاد منطقة سنية أمنه لهم وعبر هذه ألاعيب والأساليب الملتوية تحاك اللعبة التركية الخليجية الصهيونية الأمريكية لتقسيم المنطقة.
ومن هنا على الحكومة العراقية أن تتحمل المسؤولية كاملة عما يجرى من مؤامرة عسكرية تركية عدوانية واسعة باستخدام كافة الخيارات المتاحة التي أقرتها المواثيق الدولية والأمم المتحدة بغية أخراجها من الأراضي العراقية، وأن الموقف السليم يتطلب منها العمل بكل جد لقطع الطريق عن المخطط الذي تسعى السلطات التركية لتنفيذه على الأراضي العراقية، في محاولاتها لضم الموصل أو في سعيها لخلق كيانات هزيلة تهدد وحدة الشعب العراقي فلابد وكما فعلت روسيا بفرض حصار اقتصادي ضد تركيا، فعلى العراق إن يباشر فورا وكخطوة استباقية بقطع امتداد النفط إلى تركيا وتحويل مسار كل خطوط الأنابيب النفطية إلى سوريا الشقيقة والى لبنان فهما الأجدر بدعمها اقتصاديا من تركيا الدولة الغاشمة والتي لا تكمن إلا الشر على العراق والوطن العربي، وكما كان الحال قبل قطع أنابيب النفط إلى ميناء طرابلس من قبل النظام البائد.
نعم لقد آن الاوان لتصحيح مسار العروبة و وضع اليد مع أشقائنا العرب السوريين وسعى لوحدة البلدين الشقيقين ليتم بناء قوة وطنية رادعه قادرة لصد إطماع الانقسامين والمجرمين وخونة الأمة، نعم لنتسابق اليوم للم شمل الأسرة العربية بإعلان الوحدة بين العراق وسوريا وبناء قوات مسلحة قوية والانضمام إلى حلف مع روسيا واستثمار وارداتنا الاقتصادية لصالح الشعبين السوري والعراقي لتتم النهضة الشاملة وعلى كافة المستويات الاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية والعمرانية، هكذا سنكون مع هذه الوحدة قد أعلنا نصرنا ودحرنا كل المشاريع الاستعمارية الغربية ودول الإقليمية لتقسيم المنطقة وتفتيتها .
و على الشعب العراقي إن يعي أكثر من ما مضى بان تلك المهمات الملقى على الحكومة العراقية الراهنة، هي حقا مهمات صعبة بكون الدولة العراقية منذ 2003 تعاني من تداعيات الممارسات الخاطئة والتي كرست نهج اقتسام السلطة مذهبيا وطائفيا وقوميا وحزبيا وتكالبها على تحقيق مصالح حزبية وفئوية ضيقة، مما ترك ذلك الأثر الواضح في أضعاف سلطة الدولة وبناء قواتها الأمنية وهيبتها وقدرتها على التصدي لأي عدوان خارجي والوقوف بحزم لتلك المخططات لتقسيم البلد وتفتيته، و القيام بالرد عليه بطرق صائبة، وليس الأصوب سوى التوجه بالوحدة مع أشقائنا في سوريا وقطع إمدادات وتحويا خطوط النفط عن تركيا إلى مسارها الصحيح كما كانت من قبل الى سوريا ولبنان .



#فواد_الكنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرلمان العراقي وشجرة الميلاد
- الأشوريون بين متطلبات الواقع والعمل القومي
- الغزو التركي للأراضي العراقية عدوان صارخ ضد سيادة العراق
- الاغتراب
- الرأسمالية و فلسفة التشيؤ
- باريس تحت صدمة الإرهاب الدواعش
- زلزال حب يرقصني و اراقصه
- ما هو المطلوب من الأشوريين في هذه المرحلة
- قانون البطاقة الوطنية إجحاف بحق مسيحي العراق
- حالات عشق خطره
- كل الحقائق عن التظاهرات العراقية
- الإرهاب يعدم كوكبة من أشوري سوريا .. ويهدد بالمزيد ....!
- أيها المسؤولون .. الشعب يريد ان يعيش ...!
- لنحافظ على مكتسبات شعب إقليم كردستان
- انتخاب بطريركا جديدا لكنيسة المشرق الأشورية وعودة كرسيها إلى ...
- باسم الدين سرقونا الحرامية، ابرز شعارات العراقيين المتظاهرين ...
- الغضب
- مشاركة المرأة العراقية في التظاهرات دليل وعيها
- التظاهرات والحراك الثوري في الشارع العراقي من اجل التغير وال ...
- صباح الخير يا دمشق


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فواد الكنجي - ليواجه العراق العدوان التركي بقطع وتحويل مسار النفط إلى سوريا ونعلن الوحدة معها