أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسقيل قوجمان - ماركسية ام ماركسية لينينية؟















المزيد.....

ماركسية ام ماركسية لينينية؟


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 1371 - 2005 / 11 / 7 - 09:55
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


وصلتني رسالة من قارئ سوري عزيز جاءت فيها العبارة التالية:
"يقول البعض - ارجو ان لانعود الى اللينينة لانها تطبيق روسي للماركسسية
"- لماذا لم يدافع 20 مليون شيوعي عن حزبهم"
للاجابة على العبارة الاولى "ارجو ان لا نعود الى اللينينية لانها تطبيق روسي للماركسية" اشعر ان من الضروري اولا ان نعود الى الماركسية. فما هي الماركسية؟ ان ابسط تعريف للماركسية هو انها علم الحركة في الطبيعة وفي المجتمع. وتطبيق الماركسية على المجتمع تعني دراسة تطور المجتمع منذ نشوئه وانفصاله عن الحياة الحيوانية والى اخر يوم يوجد فيه مجتمع بشري. وهذا التطبيق للماركسية هو ما يسمى المادية التاريخية اي تطبيق القوانين الديالكتيكية على تطور المجتمع. وقد ركز كارل ماركس في كتابه العظيم "الراسمال" على تحليل المجتمع الراسمالي القائم في زمانه تحليلا ديالكتيكيا درس فيه اصول المجتمع الراسمالي التاريخية وتطوره بمختلف مراحله حتى بلوغه المستوى الذي بلغه في ايامه وتوصل من خلال تحليله الى تطور قوى الانتاج الاجتماعي الى درجة اصبحت فيها علاقات الانتاج الراسمالية عائقا في سبيل مواصلة تطورها ولذلك اصبح من الضروري تحطيم هذا الحاجز المعيق لتطور قوى الانتاج بالاطاحة بهذا النظام وتحقيق الانسجام بين قوى الانتاج التي اصبحت جماعية بعلاقات انتاج اجتماعية مطابقة لها لكي تستطيع قوى الانتاج تحقيق المزيد من التطور. ان كتاب الراسمال هو اعظم بحث واروعه للمادية التاريخية في عصر النظام الراسمالي.
المشكلة الاساسية في فهم واستيعاب الماركسية هي الايمان بانها علم او عدم الايمان بذلك. ان الايمان بان الماركسية هي علم يجعلنا نعاملها كما نعامل سائر العلوم. فحين نتحدث عن اي علم كالطب والكيمياء والفيزياء وسائر العلوم الطبيعية لا نبحث عن مكانها او زمانها. فالعلم هو العلم اينما كان ومتى ما كان. فعلم الطب قبل مائة سنة كان في المستوى الذي كان فيه في ذلك العهد ولكنه تطور واصبح بالمستوى الذي نشاهده فيه اليوم. ولكن ليس هناك طب اميركي وطب الماني وطب عراقي. فعلم الطب هو علم الطب نميزه بالمستوى الذي بلغه من التطور. وعلى هذا الاساس فان الماركسية باعتبارها علما ليس لها وطن ولا يمكن ان نجد ماركسية المانية وماركسية بريطانية وماركسية عراقية او سورية. الماركسية هي علم الماركسية بالمستوى الذي بلغته في تطورها في الحال الحاضر.
بعد وفاة ماركس وانجلز لم يتوقف تطور علم الماركسية بل تطور وفقا لتطور المجتمع. كان لينين هو الذي واصل دراسة المادية التاريخية للفترة التي عاشها وتحديد طرق تطبيق علم الماركسية على المجتمع. فعمل لينين هو مواصلة تطبيق علم الماركسية على الظروف التي استجدت في عصره. ولو كانت ماركسية عصر لينين هي نفس ماركسية عصر كارل ماركس لما وجدت ضرورة لنشوء اسم اللينينية. ولكن ماركسية عصر لينين شاهدت تطور النظام الراسمالي تطورا جعله مختلفا عن النظام الراسمالي الذي كان في عصر كارل ماركس. ووجد لينين ان تطور النظام الراسمالي هذا يستوجب التوصل الى نتائج تختلف عما توصل اليه كارل ماركس ومناقضة لها احيانا. وهذا وحده استوجب التمييز بين ماركسية عصر كارل ماركس وماركسية عصر لينين. اذ ان الاستمرار في الاستنتاجات التي توصل اليها كارل ماركس وتطبيقها على الاوضاع التي بلغتها الراسمالية في تطورها في عصر لينين اصبح معيقا ومدمرا للحركة القائمة على اساس الماركسية. هذا هو السبب الوحيد الذي جعل من الضروري تسمية الاستنتاجات التي توصل اليها لينين باللينينية وان الماركسية اصبحت ماركسية لينينية وان الماركسية لم تعد ماركسية اذا لم تكن ماركسية لينينية. ولذلك كانت اللينينية هي ماركسية عصر الامبريالية.
ليس المجال هنا في تعداد الاختلافات التي طرأت على الماركسية في عهد لينين ولكن اهم ما فيها هو تحول الراسمالية الى الامبريالية وتصدير راس المال وانتهاء تقسيم العالم بين الدول الامبريالية وحتمية الحرب العالمية وامكانية قيام الثورة الاشتراكية في بلد واحد وفي اضعف حلقات سلسلة العالم الامبريالي وبناء الاشتراكية في قطر واحد وما يستلزمه ذلك من ضرورة وجود حزب بالصفات التي حددها لينين، اي حزب على الطراز اللينيني وامكانية قيادة الطبقة العاملة للثورة البرجوازية وقيام دكتاتورية العمال والفلاحين الثورية وتحول هذه الدولة الى دكتاتورية البروليتاريا بالعمل المشترك من اعلى، من قبل دكتاتورية العمال الثورية، ومن اسفل بنضال الجماهير.
ولكن الشيء الاساسي والمهم هو ان الماركسية والماركسية اللينينية علم واذا كانت علما فلا يمكن تحديد مكان لها فهي نفس العلم في اوروبا واميركا واسيا واستراليا وافريقيا. وطبيعي ان ثورة اكتوبر وقيام دكتاتورية البروليتاريا وبناء المجتمع الاشتراكي في الاتحاد السوفييتي طور الماركسية تطورا هائلا. وجاء هذا التطور تحت قيادة الحزب البلشفي بقيادة ستالين. واصبحت التجربة الاشتراكية السوفييتية درسا يجب استيعابه وفهمه من قبل كل انسان وكل حزب يريد تحقيق الاشتراكية في بلاده ولكن هذا التطور لم يستوجب تغيير مصطلح الماركسية اللينينية لان هذا التطور لم يجابه مجتمعا راسماليا مختلفا عن المجتمع الامبريالي الذي حلله لينين ولم يستوجب التوصل الى استنتاجات تختلف عن الاستنتاجات التي توصل اليها لينين. لذا لم يستوجب تطور الماركسية اللينينية هذا ايجاد اسم اضافي لها كما يريد اعداء الماركسية بتحويل اسمها الى الستالينية. وقد اغتنت الماركسية اللينينية بتجارب اخرى كثيرة كتجربة الديمقراطيات الشعبية في اوروبا والتجربة الصينية والتجربة الالبانية وغيرها وبقيت مع ذلك ماركسية لينينية.
ان الادعاء بان اللينينية هي تطبيق روسي للماركسية ادعاء لا اساس له من الصحة. ان اللينينية هي ماركسية عصر الامبريالية وهي باعتبارها علما ليس لها مكان معين بل هي علم حركة المجتمع في عصر الامبريالية. ان دراسة الماركسية اللينينية ليست سوى وسيلة وليست غاية. فهي وسيلة تجعل بامكان المناضل في سبيل تحقيق النظام الاشتراكي في بلاده ان يحدد الشروط الضرورية لتحقيق ذلك في الظرف الراهن. ان ما يحتاجه المناضلون اليوم هو ان يدرسوا ظروف بلادهم اينما كانوا وان يحددوا الشروط التي تؤهلهم لتحقيق الاطاحة بالراسمالية وبناء المجتمع الاشتراكي. ما هو التحليل الطبقي في بلدي؟ ماهي التحالفات الطبقية الممكنة نتيجة لهذا التحليل؟ ماهي المرحلة التي يجتازها بلدي اليوم؟ من هي الطبقة التي يجب الاطاحة بها من اجل تحقيق انجاز هذه المرحلة؟ ما هي ظروف النضال المتوفرة حاليا في بلدي؟ هل يجب ان يكون النضال سريا ام علنيا؟ هل هناك ضرورة للثورة المسلحة ام لا؟ والاسئلة كثيرة ولكن يمكن تلخيصها بان على الشخص او الحزب الذي يريد قيادة شعبه في النضال من اجل تقدم مجتمعه والى تحقيق الاشتراكية ان يستخدم الماركسية التي استوعبها في تحليل مجتمعه بنفس الطريقة التي سلكها ماركس وانجلز ولينين وستالين. هذا هو الواجب الاساسي لكل حزب وكل انسان جاد في قيادة شعبه الى التخلص من النظام الامبريالي وتحقيق الاشتراكية.
ان الجدال حول ما اذا كانت الماركسية ماركسية مجردة ام كانت ماركسية لينينية هو جدال عقيم لا فائدة فيه. والغرض منه هو حرف النضال الاجتماعي عن الطريق القويم. هدفه حرمان الجماهير الكادحة من النضال الحقيقي من اجل تحررها والقضاء على مستغليها. ان مهمة المناضلين الحقيقيين اليوم هي معرفة ظروف مجتمعهم واتخاذ الوسائل الكفيلة بتحرير الجماهير الكادحة من الاستغلال بشتى اشكاله. ان مهمة المناضلين الحقيقيين اليوم هي دراسة القوى التي يمكن تحالفها الان ونضالها المشترك في سبيل تحقيق اهداف تحرير الكادحين من الاستغلال الراسمالي. ان مهمة المناضلين الحقيقيين اليوم هي النضال ضد هجوم الامبريالية الاميركية على العالم كله ومحاولة الاستيلاء على العالم عسكريا واقتصاديا لمصلحة مليارديريي الولايات المتحدة قوارين المال والنفط والطاقة والذرة واسلحة الدمار الشامل وغزو الفضاء وغيرها. ودراسة الماركسية هي العامل المساعد الذي يعين الانسان على دراسة هذه الامور دراسة صحيحة وتحليلها تحليلا دقيقا.
ان الماركسية او الماركسية اللينينية هي تحديد اهدافنا الضرورية اليوم وليس النقاش عما اذا كانت الماركسية هي ماركسية مجردة ام ماركسية لينينية. بحجة العودة الى لينين من قبل التحريفيين الخروشوفيين وبحجة القضاء على عبادة ستالين شوهوا الماركسية واللينينية والاشتراكية ودكتاتورية البروليتاريا وقضوا على المجتمع الاشتراكي واعادوا الاتحاد السوفييتي الى الراسمالية وهم كشفوا عن وجوههم القبيحة اليوم كأعداء ماركس وانجلز ولينين وستالين واعداء البشرية جمعاء. ان ابطال العودة الى لينين ازالوا اسم لينين من مدينة ثورة اكتوبر ويريدون اليوم ان يزيلوا جثمان لينين من ضريحه كما ازالوا سابقا جثمان ستالين.
تجنبوا النقاشات المدرسية عما اذا كانت الماركسية مجردة ام ماركسية لينينية وتحولوا الى النضال الفعلي من اجل توحيد الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء وسائر الكادحين من اجل تحقيق تحررهم من الاستغلال وهذا هو المفهوم الحقيقي للماركسية او الماركسية اللينينية او لاية تسمية اخرى للنضال الحقيقي. ناضلوا من اجل تحقيق وحدة الاحزاب التي تريد تحقيق اهداف الكادحين في تحررهم من الاستغلال وممارسة كل الامكانات المتوفرة في ايامنا من اجل التوصل الى ذلك. هذه هي الماركسية او الماركسية اللينينية الحقيقية وليس النقاش حولها نقاشا عقيما لا جدوى فيه.
في هذا اليوم، يوم دكرى ثورة اكتوبر العظمى، علينا ان ندرس هذه التجربة التاريخية وان نستفيد منها في تحقيق تجربتنا الحالية اينما كنا في هذا العالم الامبريالي وفي ظروف الحرب العالمية التي ما زلنا نعاني منها منذ الحادي عشر من سبتمبر وحتى هذا اليوم.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور اليهود العراقيين في الحركات السياسية السرية
- من وحي كتاب سفر ومحطات - التبعية للسوفييت ودور اليهود 1
- التحول من مرحلة الثورة البرجوازية الى مرحلة الثورة الاشتراكي ...
- من وحي كتاب سفر ومحطات - الطريق اللاراسمالي
- لا ديمقراطية بدون دكتاتورية
- من وحي كتاب سفر ومحطات - العمل الحاسم
- الثورة البرجوازية وضرورتها
- نظام الاجور في الدولة الاشتراكية
- باسل ديوب-كلمة شكر
- من وحي كتاب سفر ومحطات. عبادة الحزب
- جعفر ابو العيس
- خواطر يهودي عراقي سابق
- من مرحلة اعداد مسودة الدستور الى مرحلة الاستفتاء عليها
- مفهوم الربح في الراسمالية وفي الاشتراكية
- مهزلة الدستور
- جواب الى قارئ اخر
- جواب الى قارئ كويتي
- الصناعة الاشتراكية
- ذكرى ثورة 14 تموز
- رسالة تهنئة الى الاخ نجم الدليمي


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسقيل قوجمان - ماركسية ام ماركسية لينينية؟