أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - يوم يزعم الخاسر بأنه منتصر














المزيد.....

يوم يزعم الخاسر بأنه منتصر


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5025 - 2015 / 12 / 26 - 14:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التبجح بالمعاصي اقبح من ركوبها
علي بن أبي طالب
يُقال بأن من يخسرون الأموال قد ينسَون خسارتهم بعد ربحٍ بسيطٍ، أما من يضيّعون الفرص الثمينة والمواقف المشرّفة فإن جروح خسارتهم لا تندمل بسهولة، وقد يُرديهم الموقف التاريخي المشين ذاك الى حدّ الندم العظيم، هذا إذا ما وقف المرء بشجاعة وموضوعية أمام سلطان العدالة المستيقظة فيه بعد مرور فترةٍ من سبات الضمير.
ولكن ماذا نقول عن الذي يُلحِق الخسارة بالأخرى ولا يقر بأنه يتقهقر بل ويتصور بأن انتكاساته انتصارات، حاله كحال مَن يدرك الشرابَ بالشرابِ بناءً على توكله واستساغه لجملةٍ جاءت في سياق رباعيات الشاعر الايراني عمر الخيام، حيث يبدو أن وضع حزب العمال الكردستاني ليس بٍبعيد عن حالة المنتشي بالمُدامة وهو ينتقل من حالة السكر الى سكرٍ أعظم منه، مَن يدري فلربما يتعمد المخمور السياسي ذلك خشيةً من شعور الندم الذي قد ينتابه عندما يحضر الوعي ويعود بكله الى فضاء الاستفاقة!.
إذ من خلال ما ينشر على موقع خبر 24 القريب من حزب العمال الكردستاني تشعر وكأن الحزب يتوج انتصاراً بانتصارٍ أكبر منه في قتاله القديم الجديد مع الجيش التركي، بل وفوق الدمار الحاصل تدعو حركة المجتمع الكردستاني هذه الايام جميع مدن شمال كردستان أي (المدن الكردية في تركيا) الى المقاومة والانتفاضة الشاملة، باعتبار أن الخراب والدمار لم يطال كل البلدات والأقضية بعد! إذ وكأن الحركة (القنديلية) تريد تعميم حالة الخراب في كل المناطق الكردية التي لم تصلها ألسنة المعارك، إذ لعلها تفعل ذلك من مبدأ المساواة في المعاناة، مع أن تلك المعاناة والهزائم عادةً ما يتم تصويرها إعلامياً على أساس أنها انتصارات.
إذن فَمن يا ترى على الكردي أن يصدق؟ قادة قنديل المدارون من قِبل الدول الاقليمية، أم عبدالله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني نفسه؟ والذي قال مؤخراً: بأن PKK أخطأ في قراءة الوضع، وأصبح لعبة بيد قوى دولية، وذلك من خلال حفره الخنادق وتعريض حياة الناس للخطر، وملاحظة الشعب لذلك الخطأ حسب اوجلان، لهذا لم يدعم الشعب خطوة PKK"والمقتبس لا يزال لأوجلان وهو يؤكد بأن أي حربٍ لن تنتصر فيها أية جهة كانت من دون دعم الشعب.
بينما تروّج الوسائل الاعلامية التابعة للحزب للانتصارات المتكررة وتتحدث عن قصة الالتحام الجماهيري معه وبالأخص ما نشره موقع24 في قوله: أن جزيرة بوطان بالكامل تدخل الآن مرحلة المقاومة، والمدينة تتحول الى مدينة منتفضة بشكلٍ كامل.
عموماً فإذا ما نظرنا من الجانب الدعائي قد نقول بأن عملية رفع المعنويات ضرورية للمقاتل الذي يخوض المعركة، ولكن مَن قال بأن على القادة أو مَن كانوا جزءً من الصراع لهم الحق بإخفاء الحقائق عن الناس ليل نهار، عموماً فالدجل الاعلامي المماثل حصل أيضاً أثناء الثورة السورية، كما أنه في سياقٍ مماثل يقول متابعو الخطابات الاعلامية، بأن عدم مصداقية الاعلام الصديق جعل الكثير من المثقفين العرب يتركون الاعلام العربي ويلجؤون الى متابعة الإعلام المعادي، أي اسرائيل وذلك أثناء حروبها مع العرب، حيث عبّر عن ذلك يوماً الشاعر العراقي الراحل عبدالوهاب البياتي، ويبدو أن هذا ما تكرره الجهات القريبة من حزب العمال الكردستاني منذ عشرات السنين، إذ ما من معركةٍ يندحر فيها الحزب إلا وحوله المطبلون الى انتصارٍ مطنطن، ومثالنا القريب هو ما يحصل الآن في المناطق الكردية في تركيا، بينما في المقابل تقول صحيفة (طرف) التركية في عددها الصادر يوم الخميس نقلاً عن مسؤولين في الدولة أن عبد الله أوجلان انتقد سياسة حزب العمال الكردستاني وتركيا بسبب القتال الدائر بينهما، مضيفاً والقول منقول على لسان اوجلان بأنه لا يستطيع فعل شيء، لأن PKK أخطأ في قراءة الوضع، وأصبح لعبةً بيد بعض القوى الدولية.
وبعيداً عن البُهرج الاعلامي من طرف الموالين لحزب العمال الكردستاني، إذ أن من يعاين الأحداث عن قُرب يقول بأنه بسبب الاشتباكات العنيفة في عدة مدن بكوردستان تركيا منذ ثلاثة أشهر، وبعد أن قام مقاتلون تابعون لحزب العمال الكردستاني بحفر الخنادق داخل المدن والبلدات للقتال ضد الجيش التركي، تسببت العمليات المستأنفة بينهما بوقف العجلة الاقتصادية في كل تلك المناطق، وفوقها وقوع عشرات القتلى والجرحى، وهو ما دفع بآلاف الكرد في شمالي كوردستان إلى الفرار من مناطقهم.
فيا ترى هل لطرفٍ من الأطراف، أو حزبٍ ما، قيادة الناس نحو التهلكة، هذا حتى وإن كان يمتلك الحق كله؟ وهل التضحيات التي يقدمها مجمل الكرد في تركيا هي عن طيب خاطر منهم، أم أن حزب العمال الكردستاني يرغم الناس على ذلك؟ والمواطنون في وضع من لا حول لهم ولا قوة بين مطرقة الدولة التركية وسندان العمال الكردستاني، وهل ما تم ويتم الافتداء به يوازي أو وازى يوماً النتائج المرجوة من تلك التضحيات المقدمة ليس اليوم فحسب بل وحتى منذ عشرات السنين؟ علماً أن هذا الصراع الطويل واللا متكافئ بين الدولة من جهة وحزب العمال الكردستاني من جهة أخرى، يتصوره بعض المراقبون بأنه في أغلب الأحيان يبدو مفتعلاً، لذا فهو كثيراً ما يذكر المتابع المعني بالقضية بقصيدة للشاعر السوري نزار قباني والتي يقول فيها: "لو أنهم من ربع قرن حرروا زيتونة، أو أرجعوا ليمونة، ومحوا عن التاريخ عاره، لشكرت من قتلوك يا بلقيس، يا معبودتي حتى الثمالة لكنهم تركوا فلسطيناً ليغتالوا غزالة"، فيا ترى هل فعلاً يريد حزب العمال الكردستاني استعادة حقٍ كرديٍّ مسلوب؟ أم أنه من خلال طيش قادته يُجهز على ما تبقى من الحقِ والمكان وأهله؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
قنديل: جبلٌ مطل على الحدود العراقية التركية، ويتخذه حزب العمال الكردستاني مقراً له.
حركة المجتمع الديمقراطي: هي بمثابة مظلة لعدة أجنحة حزبية بما فيهم حزب العمال الكردستاني.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إثم المتقي
- التعكز الحضاري
- المُنهارُ وعوائد السقوط
- الذريعة ومنافعها
- أحمد سعيد: العلويون اختاروا النظام خوفاً على ذواتهم وليس حبا ...
- متعلقاً بأهدابها
- عندما نناهض ما ندعو إليه
- الأوهام وزارعيها
- دونك أو دونه
- ما بين الخنوع والإباحية
- أكثر ما يؤلم الحمار
- من السهروردي الى أشرف فياض
- ليلى زانا والقَسمُ الكردي من جديد
- أطفال سوريا في يوم الطفل العالمي
- المتضرر الحقيقي من الحرب لا يمتلك ثمن الوصول الى أوروبا
- جاذبية متن الدواعش
- عندما يستهدفك اخوانك
- ماذا لو تغيرت قاعدة التضحية؟
- أسرع الناس اندماجاً
- كن مثلكْ


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - يوم يزعم الخاسر بأنه منتصر