أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد المصباحي - القيم و التنشئة في المجتمع المغربي














المزيد.....

القيم و التنشئة في المجتمع المغربي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 5024 - 2015 / 12 / 25 - 20:05
المحور: المجتمع المدني
    


كل مجتمع قيمه,بما فيها تفاعله مع المعرفة,التي تنقسم إلى قسمين,أولها
ما يراكمه الناس من تجاربهم,أو ما يعرف بالحس المشترك,الشفاهي في غالبه,و
هو في مجموعه نتاج إدراكاتهم,و حتى ميولاتهم,كمبررات للحديث و التصنيف و
الحكم,ثانيها,المعارف التي تلقن للصغار,خارج أسرهم,في المدارس و مؤسسات
التنشئة و التعلم,و السؤال فهل هناك انسجام بين ما يقدمه المجتمع للناشئة
و ما تزودهم به مؤسسات التربية و التكوين؟
أي دور لهذا الإنسجام إن توفر,و أية خطورة يشكل إن كان تنافرا؟؟
1المجتمع المغربي
كباقي المجتمعات التي تعيش مخاضات على مستوى القيم الحاضنة للصغار,فقد
كانت الأسر المغربية سابقا متأثرة بطبيعة الدولة أو ممارساتها,بحيث كان
الأب صورة لأسلوب الحكم الذي عرفته الدولة المغربية في بداياتها,فالأب
يدير الأسرة بأوامر صارمة,و يفرض هيبته على الكل,و لا يسمح بمناقشة
أوامره مهما كانت الظروف,فمادام حيا,على سلطته أن تكون نافدة,و قد نهلت
الأسر المغربية في هذا السياق الإجتماعي,من التصور الشعبي للإسلام,به
تحاكم السلوكات,مع تمييز بسيط بين الدنيوي كشرط لنجاح الأسرة أولا,و بعد
ذلك تستحضر العبادات و التشجيع عليها,و قد كانت هذه القيم موحدة بين كل
الفئات الإجتماعية حتى الأسر الأكثر تحررا,على الأقل ظاهريا,كما أن سياسة
الدولة آنذاك في الخطابات الرسمية ,طالما أكدت على سلطة الأسرة,و ضرورتها
لستقرار المجتمع المغربي,فقد كانت سلطة تحاسب الآباء على كل انحراف يحدث
للشاب,فتستدعي ولي أمره,و قد تلجأ لمعاقبته,أو تهديده على الأقل.
2المدرسة المغربية
في مثل الظروف السابقة,كانت المدرسة المغربية,تبدو هي نفسها ممثلا
للدولة,بما تمثله من زجر,و أحيانا حتى عنف تجاه المتعلمين,و كانت سلطة
المعلم,دليل حسن تربيته,فالأسرة دعمت المدرسة,و حرضت المعلمين على لعب
دور الآباء خارج المدارس,لتكون هناك رقابة مستمرة,و حتى عقاب متفق حول
ضرورته,بتلك الأحكام الإجتماعية المبررة للعنف التربوي,كمقولة أن العصا
خرجت من الجنة,مما دفع بالكثير من المتعلمين إلى كتمان العقوبات التي
يتعرضون لها داخل المدرسة,لأن الأسرة كانت تعتبر التلميذ المعاقب و
المعنف,تلميذا كسولا,أو غير منظبط أخلاقيا,فدعوة الأب من طرف
الإدارة,كانت تخلق مشاكل أسرية,لا حد لها,يصل لظاها للأم و الطفل و حتى
المراهق.
3تحولات المجتمع و الدولة
عندما بدأت الدولة المغربية تعرف بعض الإنفتاح على المجال الحقوقي,سياسيا
و تعبيريا,ونشطت الحركات المدافعة عن الحريات الشخصية و الجماعية,بما سن
من قوانين,مانعة للعنف و التعنيف,امتد ذلك للمجتمع,فتراجعت سلطة الأسرة,و
اعتبرت ذلك من ضرورات الحياة الجديدة,و الإنخراط في موجة الإنفتاح على
قيم جديدة,تترك للصغار و المراهقين,هامشا من الحرية,و ساهم في ذلك انفجار
الصور و القنوات,التي أوصلت القيم الجديدة لكل الدواوير و الأماكن
السكنية النائية,,و حملت ألعاب الأطفال و المراهقين معها الكثير من أنماط
السلوك,و حوفزه الضرورية لاعتبار الطفولة مرحلة فيها اللعب حقا,بل
حاجة,بل إن الكبار أنفسهم انخرطوا فيما حرموا منه,فالآباء أخذوا يزاحمون
أطفالهم في مشاهدة الرسوم المتحركة,و يتنافسون مع اليافعين من أبنائهم في
لعب المنافسات و المواجهات البطولية,فصار الطفل و المراهق قريبا من
والده,حد نسيان النمط السلطوي التقليدي,حتى لدى الأسر الأكثر انغلاقا.
4المدرسة
تأثرت المدرسة المغربية بكل هذه المتغيرات,فامتد إليها ما عرفته الأسر و
المجتمع المغربي,و لم يعد الظبط مبالغ فيه ,لتحل محله لغة التواصل
اللفظي,برمزياتها العامة و التربوية,و ظهرت المؤسسات الخاصة,كتعبير على
الرفاهية و تأكيد الإنتماءات الإجتماعية بل و التفاخر بها,بين الأسر و
حتى المتعلمين,مما ولد شعورا بالحيف,و تقصيرا من طرف الآباء في نظر
أبنائهم الذين يدرسون بالقطاع العام,فتخلت الأسرة عن طموحاتها
القديمة,باعتبار التعليم و سيلة للترقية الإجتماعية,و لم تعد أغلب الأسر
المغربية تراهن على تشغيل أبنائها بعد التخرج,خصوصا بعد انتشار غول
البطالة,و ضرورة الحصول على نقاط مرتفعة,فاشتد الصراع بين مكونات المجتمع
المغربي,و عم السخط بفعل تفاوت مستويات التحصيل,و صعوبة التميز في ظل
منافسة بدت للمجتمع غير متكافئة,فهي محكومة بدخل الأسر,الذي كلما
ارتفع,سمع للصغار و الشباب,أولا بالولوج إلى مؤسسات التعليم الخاص,أو
الدعم من خلال الدروس الخصوصية,فاستسلمت أغلب الفئات الإجتماعية ,من ذوي
الدخل المحدود,بل حتى المتوسط منه,مما ترتبت عنه ظواهر جديدة و استفحال
أخرى,كالغش,و شراء نقط المراقبة المستمرة,و أساتذة الدعم المتنقل,لحاملي
الحقائب المتجولين بين الأحياء الراقية,عارضين مهاراتهم و علومهم التي
تنتهي بتحصيل التلميذ لأعلى المعدلات,و غيرها من المفارقات و الظواهر.
حم



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوافع الكتابة
- أزمة تطور العرب
- الإرهاب الديني,إسلاميا
- الحداثة ليست تحررا كاملا
- الجهوية المتقدمة بالمغرب,الرهانات و الأبعاد
- الجهاد و الجهادية السياسية
- انتخابات 4 شتنبر,الأغلبية المعارضة و المعارضة الحاكمة
- انتخابات 4 غشت,بالمغرب.النزاهة بين الأخلاقي و التقني
- المجتمع المدني و أروبا
- بيتروعشق دولار
- عاهرة بتحفظ
- رهانات المجتمع المدني
- العقيدة و الوطن في الإسلام السياسي
- الروائي
- حكاية حب شبيه بخيانة
- مرة مت
- ذاكرة الشعوب و استبدادية النظم السياسية
- التصوف و السياسة
- التصوف والإسلام السياسي
- عنف الإسلام ,سياسة أم ثرات؟


المزيد.....




- وزارة الدفاع الوطني بالجزائر: إرهابي يسلم نفسه للجيش واعتقال ...
- أميركا تؤكد عدم تغير موقفها بشأن عضوية فلسطين بالأمم المتحدة ...
- برنامج الأغذية العالمي: لم نتمكن من نقل سوى 9 قوافل مساعدات ...
- قيس سعيد: من أولوياتنا مكافحة شبكات الإجرام وتوجيه المهاجرين ...
- -قتلوا النازحين وحاصروا المدارس- - شهود عيان يروون لبي بي سي ...
- نادي الأسير الفلسطيني: ارتفاع حصيلة الاعتقالات بعد 7 أكتوبر ...
- برنامج الأغذية العالمي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة: السرعة ...
- هل يصوت مجلس الأمن لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المت ...
- ترجيحات بتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- السلطات الفرنسية تطرد مئات المهاجرين من العاصمة باريس قبل 10 ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد المصباحي - القيم و التنشئة في المجتمع المغربي