أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - عبدالله مطلق القحطاني - السعودية وطن الوافدين فمتى أغادرها ؟!!














المزيد.....

السعودية وطن الوافدين فمتى أغادرها ؟!!


عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب

(Abduallh Mtlq Alqhtani)


الحوار المتمدن-العدد: 5024 - 2015 / 12 / 25 - 16:58
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


منذ أكثر من شهر لم أتناول وجبة غذاء واحدة ،
ليس بخلا مني أو حرصا على المال لذات المال ،
بل لآدخر مالا لشراء أرض في إحدى القرى البعيدة كما كنت احلم طوال السنوات الماضية ،
أرض ابني عليها غرفة بالمنافع ، وبقية الأرض أقوم بفلاحتها وزراعتها ، كما سأقوم بشراء بعض الماشية وتربيتها ،

هذا ما كنت أحلم به واخطط له منذ سنوات طويلة ،

رغم الصراع الداخلي في نفسي بضرورة مغادرة الوطن للأبد ،
وألا استسلم للظلم والقمع وانتهاك كرامتي وحرماني من أبسط حقوقي كإنسان في الحصول على جواز سفر ،
ومن ثم السفر لأي مكان آخر بالعالم لعلي أتمكن فيه من البدء بحياة أخرى ،
واسعد بتكوين بيت أسرة واتمكن من الزواج ، وتقر عيني ويهنىء فؤادي برؤية ابن او ابنة لي قبل أن تطالني سهام المنايا والموت ،

حاولت أن أتغلب على هذا الصراع النفسي الداخلي بشتى الطرق ، ومختلف الصور ،
لكنني للأسف لم أتمكن سوى من تخفيف همه والتقليل بعض الشيء منه ،

لكن قبل ساعة ونصف تفجر هذا الصراع الداخلي مجددا وأصبح لهيبا يحرق الفؤاد ،

إذ عقب سماعي لمكبر صوت الجوامع التي بجواري وهي ثلاثة جوامع تعلن انتهاء صلاة الجمعة بادرت بالخروج من غرفتي للذهاب لمطعم لشراء ربع دجاجة صدر - انا من عشاق الصدور - مع بعض الرز لتناول وجبة الغذاء ،
والتي مرت أسابيع خمسة على آخر وجبة منها للغذاء ،

وليتني لم أخرج ،

إذ بمجرد خروجي مر على يميني وعلى يساري العشرات من الوافدين ،
وأغلبهم من الوافدين الآسيويين ،
ثم الوافدين اليمنيين فالوافدين الصوماليين وبقية الجنسيات الأخرى ،

لم أر مواطنا واحدا ،

وكثيرا من هؤلاء وأولئك برفقة أبناء لهم صغار سن وشبابا ،
وعندما مررت بجوار الجامع شاهدت تدفقا منه من هذه الجنسيات أيضا ،
كما أن الآسيويين مروا كالجراد يمنة ويسرة مئات لا تحصى وانا في طريقي للمطاعم لشراء وجبة الغذاء ،

شعرت أنني لست في وطني البتة ،

بل هذا وطن الوافدين فحسب ،

المطاعم من يملكها اما آسيويون أو يمنيون ،
وكذلك البقالات والمخابز والمغاسل وكل شيء ،

حتى العمائر القديمة والبيوت الشعبية التي هي بصوك شرعية مسجلة باسماء بعض المواطنين مقابل نسبة شهرية !!

ولم أكن أعلم على سبيل المثال أن البقالة التي أمام الجامع الذي أمامه وافد صومالي يملكها مع العمارة ذات الطوابق الأربعة الوافد اليمني مع البقالة ، وأنه يدفع لكفيله الذي باسمه صك العمارة والبقالة نسبة في السنة !! ،
سنوات كثيرة أسكن الحارة ولم أعرف ذلك إلا مؤخرا وصدفة ،
فزاد شعوري بالغربة في وطني وزاد همي وعاد حلمي القديم من جديد ليلهب فؤادي بالصراع الداخلي مجددا ،
ورغم أنني خلال أسابيع كنت عازما على البدء بشراء الأرض إلا أنه يظهر لم أعد أرغب إلا بمغادرة الوطن !!
وآمل ألا تكون المغادرة بعد خراب مالطا !!

فرغم الألم وفظاعة الظلم لا ارجو للوطن إلا كل خير ،
ولن يفلح الاوغاد بجبروتهم بزرع بغض الوطن في جناني ،
بلدي وان جارت علي عزيزة ،

ملاحظة /
هذا آخر مقال لي ولن اكتب مجددا إلا وأنا في أرض ووطن الحلم ،
فمن لا يملك حريته لا يستحق قلمه !!



كل عام والجميع والعالم كله بخير ومحبة وسلام بمناسبة العيد المجيد لميلاد السيد المسيح أبي الأحرار.






#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام وعلاقته بالإرهاب والداعية الهرفي نموذجا
- مشايخ السعودية وفكر داعش واللحيدان نموذجا
- عاش ولد فاطمة وطز يا حكومة !
- إصلاح الإسلام أم تصحيح الخطاب والسعودية نموذجا
- السعودية وشريعة حقوق الإنسان والقانون الدولي
- الإسلام والقمع وترسيخ الحكم الديكتاتوري
- الإسلام فشل في مواكبة العصر والسعودية نموذجا
- حقوق الإنسان بين العالم والإسلام والشريعة
- الشيخ حسن فرحان المالكي وحاجة السعودية لفكره
- فكر محمد بن عبدالوهاب وكتاب التوحيد نموذجا
- رشيد المغربي يسأل عمن يمثل الإسلام !
- القواسم الجلية بين داعش والسعودية
- انا وابن المفتي وكلية الشريعة واله الإسلام
- هل انتصر الحس الإنساني على الإسلام ؟!!
- كيف نجتث التطرف والإرهاب من السعودية ؟!
- مسابقات تحفيظ القرآن والسنة ماذا استفدنا منها ؟
- المهاجرون من الإسلام أم من المسلمين يهربون ؟
- الإلحاد في السعودية بين الواقع والمعالجة
- رشيد المغربي يسأل مالفرق بين السعودية وداعش؟
- في السعودية هل فشل شعار الإسلام هو الحل ؟


المزيد.....




- بيان للولايات المتحدة و17 دولة يطالب حماس بالإفراج عن الأسرى ...
- طرحتها حماس.. مسئول بالإدارة الأمريكية: مبادرة إطلاق الأسرى ...
- نقاش سري في إسرائيل.. مخاوف من اعتقال نتنياهو وغالانت وهاليف ...
- اعتقال رجل ثالث في قضية رشوة كبرى تتعلق بنائب وزير الدفاع ال ...
- بايدن و17 من قادة العالم يناشدون حماس إطلاق سراح الأسرى الإس ...
- البيت الأبيض يدعو حماس لـ-خطوة- تحرز تقدما في المفاوضات حول ...
- شاهد.. شيف غزاوي يعد كريب التفاح للأطفال النازحين في رفح
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات مستقلة في المقابر الجماعية بغزة ...
- بلجيكا تستدعي السفيرة الإسرائيلية بعد مقتل موظف إغاثة بغزة
- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - عبدالله مطلق القحطاني - السعودية وطن الوافدين فمتى أغادرها ؟!!