أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - شرطي يتكرر...في (غيوم تكركر) للشاعر فرات صالح















المزيد.....

شرطي يتكرر...في (غيوم تكركر) للشاعر فرات صالح


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 5023 - 2015 / 12 / 24 - 10:27
المحور: الادب والفن
    


شرطي يتكرر .. في (غيوم تكركر ) للشاعر فرات صالح..
مقداد مسعود

من خلال متابعتي له في القافين : القصة القصيرة والقصيدة..أشهد ان مفردات الشاعر/ القاص : فرات صالح :أستطاعت المحافظة على اخضرارها الدائم، وعلى رشاقة النص كذلك..كأن الفرات الصالح، يكتب نصوصه بغصن خضلٍ سرعان ما يتحول بين أصابعه الى جناح فراشة..فكيف لاتستحيل جهامة الغيم الى شفافية الكركرة وأعتقد ان هذه هي الوظيفة الحقيقية للشاعر الحقيقي وهي تتجاور مع وظيفة الخيميائي..بتحويل المعادن ...الى ذهب.
(*)
في الثلث الثالث من القرن العشرين وهو ثلث دموي في العراق ، يعلن الشاعر البصري مهدي محمد علي عنوانا تاريخا بمثابة صرخةً أحتجاج ..(رحيل 78) فالشاعر لم يكتفِ بمفردة رحيل
ولو اكتفى بذلك..لحصلنا على عنونة عادية مألوفة لاتخلو من رومانسية..ولو اكتفى الشاعر ب(78)..كما فعل جورج أوريل في(1984) لحصلنا على عنونة تاريخية عامة..لكن اقتران الرحيل بسنة معينة يحتوي الذاتي/ الموضوعي..بأختصار هجرة الشاعرالبصري بسببة هجمة النظام الشرسة على الحركة التقدمية في العراق....وحين تخرب معالم البصرة اثناء الحرب العراقية – الإيرانية، التقط المأساة بكل رهفه الشاعر البصري نفسه واعاد لنا البصرة الرشيقة الانيقة المضيئة في كتابه الثمين وبشهادة الشاعر البصري الكبير عبد الكريم كاصد ( ان كتاب البصرة جنة البستان هو فعلا اجمل ما كُتِب َ عن البصرة ..)..ومهدي ايضا يشتغل على الضفيرة ذاتها أعني السرد / الشعر.. وبلغة دافئة جدا..والشاعر مصطفى عبدالله يسبق المؤرخ البصري ويثبّت الاسم الاول لتلك القرية الصغيرة في جنوب الملح والحنّاء..القرية التي أطلق عليها (ناحية البحار)..أما مصطفى فيعيدها الى اسمها الاصل ويطلقه عنوانا على قصيدة له في ص126 من ( الأجنبي الجميل) اعني القصيدة المسماة (دورة آل إبراهيم)..وسنجد البصرة دون اي مكياج اعلامي بعيني الشاعر عبد الكريم كاصد..في كل ماكتبه عنها *
(*)
الشاعر فرات صالح، ينوب عن المؤرخ منذ الصفحة الاولى من غيومه التي تكركر
وهو يتحدث / يحدثنا عن نفسه من خلال حواريته الشعرية مع سعدي يوسف :
(كنت طفلاً
وكانت لي جدة تحتفي بي
وكان لي في بيتها سدرة
كالتي في بيت جدك
وكان الطريق إليها سالكا
بأبوذيات جدي وزهيرياته
وبقصائدك
كنتُ غضاَ
ولكنك تركت َ لي نقرة السلمان 7)
الشاعر هنا يسرد وجيز سيرة ذاتية، إذاً هو يسرد تاريخا خاصا به ولكن ميزة هذا التاريخ هي التشارك في جوانب منها مع سيرة البصري العراقي سعدي يوسف .. والميزة الثانية هي جمالية التناول للتاريخ
في قصيدة (الطريق الى الكوفة)..نكون مع صفحة أخرى من تاريخ العراق وتبدأ البداية ذاتها
(كان الطريق كحد السيف
وكنا حفاة
كان فينا عاطلون عن المرايا
وكان سنّة ومسيحيون وصابئة
وموظفو دولة
وغجر
كنا جمعا وقلوبنا لم تكن شتى
وكنا في مسرانا نحلم
وكان النشيد غيمة
الكوفة التي ...
مُذ خالفت عليا
والطريق إليها
كان كحد السكين
كانوا شرطة ورفاقا ورجال أمن
ورجال مخابرات
وحرساً جمهوريا واستخبارات 18)
الشاعر هنا ينسج اللحظة العتبة وهي لحظة فخختها السلطة بكل شراستها تتوازى معها لحظة العزّل الذي آمنوا بضرورة التغيير بشرط التضحية بأرواحهم..بين فوهات السلطة وافواه العزل
يقف الرجل الابيض الذي
(يبرىء الأكمه والأبرص
وبيديه العاريتين
يشفي القلوب المحزوزة16)
الرجل الذي
(أقام الجمعات
وان كلماته تلقف مايأفكون
بلا أفعى ولاسحرة19)..
الشاعر هنا يتقرب الى القارىء من خلال التاريخ الموغل بالتضحية، ليتحدث عن جريمة ستحدث في نهاية القرن العشرين، حيث تغتال السلطة العراقية الغاشمة الصدر الثاني ، مساء الجمعة/ 3 ذو العقدة 1419هجري ،المصادف 19/ 2/ 1999، ثم يخلع الشاعر ثوب التورية والاستعارة ويتعامل مع التاريخ بأرقام الروزنامة فيعنون قصيدته التالية : (17/3) ...
فرات صالح يتحدث هنا عن ذلك الرد الثوري الجسورفي 17/ 3/ 1999 على مقتل السيد محمد صادق الصدر، فهو يفتتح قصيدته بهوية الثوار الطبقية :
(بيوتهم من صفيح
لكن ضحكاتهم دافئة
يرقعون بالحكايات
أغطيتهم المهلهلة/ 23)..ثم يختتم قصيدته بهذا المسك البصري متسائلا :
(ماالذي يجعلهم ينسلون
من فراش دافىء
مصطحبين أحلامهم
ليواجهوا المدرعات
بياقات مفتوحة؟
هل أدركوا معنى الطلسم
أم كشفوا النقاب
عن
أسرار شائعة؟/24- 25) ويعود الشاعر فرات للتاريخ العراقي والعود أحمد أو هكذا يرى في (نشيد الرمال) التي يختزل فيها تراجيديا كربلاء في عام 61 للهجرة..ثم يتناول يوما عاديا لامأثرة فيه ،لكنه ينسج من العادي مايلتقطه الشاعر ويحكّهُ ليخلّصهُ مما تراكم عليه فيتلامع العادي كنجمة الصباح ويغمرنا بالبهجة من خلال إحالة تكرارية ذات نسق ثلاثي :
(صحيح أنيّ لم أسمع البلبل
يغرّد هذا الصباح
فالمحركات كانت أعلى صوتا
وصحيح أني لم أنم جيداً
ليلة أمس
لأن أمي
أمضت ليلتها
في نحيب مكتوم
وصحيح أنيّ لم أكن واثقا
من عودتي الى بيتي
سالماً/ 61)
ان هذه القصيدة تتحدث عن حياة العراقيين الراهنة، منذ 1959 الى مابعد الآن..حياة ذات موازنات قلقة وفق مفاهيم الفيزياء المدرسية..ثلاثة اشياء محذوفة من اليوم العراقي
*الجميل
*الراحة
*الأمان
لكن الذات العراقية ،تجيد أقتناص الجميل،وهنا تنتقل القصيدة لمستواها الثاني:
(غير أنيّ
عندما مررتُ بالمقهى
سمعت خيطا من أغنيةٍ
لفيروز
وعندما عبرتُ السوق
غمزتني بائعة اللبن
الجميلة
.................
...................
ما أسعدني هذا الصباح
ما أبهى الحياة!/62)..
الذات هنا اكتفت بالقليل الذي اصطادته، لكن هذا القليل تميز بشحنات عالية من الثراء الروحي..
ومدينة دبي أو درس العولمة الناجح جداً حسب المفكر علي حرب..دبي تتسع للجميع بكل تنويعاتهم في 2006
(لكني رأيتها تضيق
كسُمّ الخياط
على عراقي يبحث خلفها
عن خارطة صماء
بجناحين67- قصيدةDUBAI2006 )
الشاعر هنا يعنون القصيدة زمكانيا، ليثبت لحظته الشعرية الخاصة، كما فعل سابقا في عنونة قصيدته (17/3) وفي (عاليا..بعيدا عن المفوضيات/ ص77) يختتم الشاعر قصيدته بهذا التاريخ المأساوي
(فأنا أنزف آباء
منذ2006l6l12)
وهذه القصيدة تضم غيابات قاسية
(أدهن المقبرة
لأستقبل الموتى الجدد
بلحن جنائزي
كامل شياع
يشرب القهوة في كافتريا الوزارة
رفقا بي ايتها الثالثة ظهراً
رفقا بي أيها الثالث والعشرون من آب
تمهل ياطريق محمد القاسم السريع/ 80-81)
الشاعر يخاطب متلقيا له دراية بالروزنامة العراقية، التي تشتغل بأنزياحات عجيبة ،تخرّب كل ماتعلمنا في كتاب القراءة حين كنا في الصف الثاني الابتدائي، طبعا القراءة التي كانت مقررة، حين كان فرات صالح ، المولود 1963طالباً في الابتدائية
(فاضل يطير كل أربعاء
في انفجار جديد
*خالد في الغابة ليس وحيدا
*كوكو وتوتو لم يعودا
الى القسم الثاني
*الدجاجة السوداء
أفترست الكلب الصغير
أمام أنظار التلاميذ/ 87)
كل هذا التخريب توجهه السلطة ضد المواطن وهي تفقس في عقله الباطن
(وشمعتي تتعرى
أمام شرطي يتكرر
في الأحلام/ 85) والاعلام له السيادة المطلقة على روح المواطنة
(يحيلني الى دولة كريمة
لاتزهر إلاّ في الأدعية)
والشاعر تنازل ،لايطالب بالماء للحديقة او المزهرية ، لكن يرفع عقيرته احتجاجا
(لاماء في المزهرية
...لايهم
لكن البنادق تعلوفي النشيد
أيها المعلم
لماذا ينبغي أن نحب بلاداً
تكرهنا؟
ولماذا تبدو ملونة
على الفضائيات فقط؟/ 88) وبغواية التجاور اللفظي بين يتكرر/ تكركر..أمتشق السؤال التالي : كم هي المسافة بين شرطي يتكرر في الاحلام وبين غيوم تكركر؟ وهذا الشرطي المتكرر في أحلامنا، هل يلجمه إعلان الشاعر بنونته للغد ولنعومة الرياح؟ ..في قصيدته: (خفيفا مثل طائر) نكون امام قوة الاعزل(لم يعد لي صديق سوى شجرة) / اللامكترث بالعداوات(أعدائي بمشيئتي لااراهم) / الذي في نفسه غاضب وعلى نفسه غاضب (لستُ معنيا بالكلام)/ المتحرر من الضغائن والمكائن والرغبة(لم أعد أرضيا بمايكفي لأعني بالسيارات)(متحررا من الضغائن ومن الرغبة) الذي سيكرس نفسه لوظيفة واحدة ..( إعادة الناي الى الأغنية) ..وبالطريقة هذه يؤسس الشاعر فرات صالح روزنامة جديدة :تشطب الماضي والحاضر وتثبت يوتوبيا ناعمة الخد..
(أهيل تراباً على الماضي
وعلى الحاضر
فأنا
ابن الغد
وابن الرياح الناعمة/ 123) انها محاولة بناء يوتوبيا عبر انزياحات شعرية لذيذة..
*فرات صالح/ غيوم تكركر/ لاوجود لأسم دار النشر ولاسنة الإصدار ولارقم الايداع ..لاتوجد سوى ايقونة مستطيلة مثبت فيها العالم كمفردة فقط ؟!



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سراج الحكايا : محمد خضير
- أفرغ رأسك من النحل.. الروائية مها حسن ومسرحة النص ،في - الرو ...
- السرد بالمناوبة...(المرأة والقطة ) للروائية ليلى العثمان
- مقبوسات سردية من سراج محمود عبد الوهاب
- تحريم النسيان
- ألماس ونساء...الروائية لينا هوّيان الحسن
- في شمعته الرابعة...محمود عبد الوهاب
- الإندراج اللوني/ مثنوية المسرحة / المرجعية الاتصالية ..في (إ ...
- كلام الإنابة..في (عندما تستيقظ الرائحة) للروائية دنى غالي
- كرامستان بتوقيت هجري. بثينة العيسى وخرائط التيه
- مشّاية الاربعين ..
- تصنيع الجواري (عندما تستيقظ الرائحة ) للروائية دنى طالب
- ماتيسر من هور الغموكة
- تظاهرة بصوتين
- الفقراء أولاً / دائما
- حنّا مينة...بدون مناسبة
- فقه اللذة
- أرى الرائحة..(ذكريات محرّمة) للروائية نور عبد المجيد
- كلام الوجه / في....( نساء ولكن )للروائية نور عبد المجيد
- رواية عراقية مشتركة


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - شرطي يتكرر...في (غيوم تكركر) للشاعر فرات صالح