أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - على الإدارة الأمريكية أن توضح ماذا تريد من سوريا ..مادة للحوار















المزيد.....

على الإدارة الأمريكية أن توضح ماذا تريد من سوريا ..مادة للحوار


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1370 - 2005 / 11 / 6 - 10:53
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


مادة للحوار ـ 1 ـ
كمواطن سوري أسأل : ماذا تريد أمريكا من سوريا ..؟ إنه سؤال عام ولا يميز بين سوريا الشعب وسوريا السلطة , ومع ذلك سؤال ملح في الشارع السوري , ولا يكفي هذا الشارع ما تردده
بعض وسائل الإعلام الغربية , حول الشرعية الدولية ومطالب المجتمع الدولي , وكشف الحقيقة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري . فأمريكا مرتبطة بذهن المواطن العربي عموما والسوري خصوصا , بدعم أمريكا المفرط لإسرائيل على السراء والضراء , ومع ذلك بات الموقف من أمريكا الآن يشكل مادة للخلاف داخل صفوف المعارضة السورية على اختلاف توجهاتها العلمانية وغير العلمانية , ومادة للاتهامات والاتهامات المتبادلة بين صفوف هذه المعارضة في الداخل والخارج , وهذا ما يجعل اللوحة ضبابية ومتعددة المعايير , وكثيرة هي المقالات التي تنشر يوميا عن هذه القضية الشائكة والمعقدة والكثرة من هذه المقالات هي المعادية للسياسة الأمريكية في المنطقة , ومنها القليل الذي يرى بالفعل أهمية المتغيرات الدولية , وأهمية المتغيرات التي طرأت على هذه السياسة في المنطقة , إن الوجدان العربي عموما والسوري خصوصا مثقل بحمولة وجدانية معادية للسياسة الأمريكية في هذه المنطقة من العالم , نتيجة لعاملين مهمين : الأول ـ كما ذكرته وهو المتعلق بالموقف الأمريكي من قضية الصراع العربي الإسرائيلي . والثاني ـ هو أيديولوجيا السلطة في سوريا والمبنية على بند رئيسي وهو أن هذه السياسة الأمريكية ـ رغم شهور العسل التي مرت بها مع النظام السوري منذ عام 1970 ـ لم تعط شرعية لهذه السلطة , حتى في أوجها : المشاركة في تحرير الكويت , ومؤتمر مدريد ..الخ بقيت السياسة الأمريكية على مسافة من إعطاء النظام السوري غطاء من المشروعية : كنظام / ملكي ـ إشتراكي / !!! , وبقي النظام حذرا جدا من هذه السياسة التي لم يستطع أن يجعلها تحدث لديه حالة من الأمان على سلطته , وبقي يخشاها حتى في ذرى شهور العسل التي تحدثنا عنها .. وهذا كله ليس موضوعنا بل موضوعنا : ما الذي تريده الإدارة الأمريكية من سوريا اليوم ..؟
إن سؤالنا هذا لن تكون الإجابة عليه أمرا سهلا , إذا ابتعدنا عن إطار الشعاراتية السورية ـ سلطة ومعارضة ـ لأن هذه الشعاراتية في الحقيقة لم تقدم درسا معرفيا وسياسيا , كإجابة عن هذا السؤال الذي هو في صلب مستقبل سوريا في المنطقة والعالم , وبقيت هذه الشعاراتية تنوح بين :بكائية الاستعمار , وانتهازية الاستفادة من الضغط الأمريكي على هذه السلطة من أجل مكاسب سياسية للمعارضة , لماذا انتهازية ؟ لأنها تمارس هذه السياسة بتقية وباطنية دون نسق معرفي سياسي واضح مع الشعب السوري والرأي العام السوري والعالمي .. مما يجعل الاتهامات سلاحا قويا بيد الكثيرين ضد هذه المعارضة ـ وهذا ما اتضح في سياق النقاش الذي افتتحه إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي الذي أقرته كافة أطياف المعارضة السورية حيث اتهمت بعض قوى الإعلان بأنها لم تأت على ذكر أمريكا ـ هذا من جهة ومن جهة أخرى أمريكا كإعلام وكثقافة سياسية ليست حاضرة في لوحة الإجابة عن هذا السؤال وماذا تريد من سوريا ..؟
رغم أن مؤشرات لاتحصى يمكن للمعني أن يستنتج ما الذي تريده أمريكا من سوريا : هل تريد استعمارها ؟ هل تريد احتلالها على الطريقة العراقية ؟ هل تريد كسر شوكة الإسلام المكسورة أصلا عبر كسر الحلقة السورية ؟ هل تريد جعل دولة إسرائيل في أمان كامل وسلام دائم مع جيرانها وسوريا آخرهم ؟ هل تريد قطع الطريق على حضور آخر ـ روسي أو صيني أو اوروبي في المنطقة عبر سوريا كي تبقى متفردة في صياغة الهياكل المستقبلية التي ستتوضع عليها هذه المنطقة من العالم ؟ وهل تريد فعلا تحرير الشعب السوري واللبناني من هذه السلطة في سوريا ؟ وأخيرا هل تريد أن تفتح السوق السورية أمام عدة النهب الاستعماري على حد تعبير الكثير من قوى المعارضة العربية والسورية ؟
وهل كان كافيا على قوى المعارضة هذه أن تحدد : أنها ضد التدخل العسكري الخارجي سواء كان أمريكيا أم دوليا ـ كسيناريو مرجح في حال عدم استجابة السلطة لمطالب لجنة التحقيق الدولية حيث جاء القرار 1636 ليؤكد هذا الاتجاه الدولي ـ وبالتالي هل هذا القول يطمئن الشعب السوري ؟ أسئلة هي في صلب هذه المرحلة من التاريخ السوري وفي الصميم من مستقبل سوريا ..وبالتالي لايمكن المرور عليه مرور الكرام , حاولت كما حاول الكثيرين مثلي تقديم إجابات متواضعة عن هذه الأسئلة ولكن , كانت هنالك ولازالت مزايدة شعاراتية أو انتهازية في تطنيش هذا الحوار , وما يزيد الطين بلة هو أن الأمريكان : يصرون على التعامل مع المعارضة السورية كطرف ضعيف وغير علماني ـ أي لم يوضح موقفه من الطروحات الأمريكية حول سوريا والتي هي أصلا طروحات غير واضحة ـ دون ان تفسح أمريكا مجالا للحوار مع معارضة تختلف معها وهذا في الواقع انتقاد مهم للسياسة الأمريكية في سوريا ..لازالت هذه السياسة تمارس : إما أن تعلن هذه المعارضة موافقة على كل الطروحات الأمريكية المعلنة ..أو ترى مقالات هنا وهناك في الصحافة الأمريكية تبخس هذه المعارضة وتدعو الإدارة الأمريكية لعدم التفريط بنظام الأسد لأنه ـ سيكون خادما للسياسة الأمريكية أكثر من هذه المعارضة الضعيفة ـ ؟ منطق يدعو للعجب في الواقع ويشير إلى أن أمريكا تريد معارضة تابعة للسياسة الأمريكية وهذا بالطبع محال في الوضعية السورية , هذا المنظور الذي يستخدم للضغط على المعارضة من جهة كي : تبعد شبح الإسلاميين عن التغيير المرتقب ومن جهة أخرى تضغط على هذه السلطة الضعيفة أصلا كي تقدم مزيدا من التنازلات ..وفي الواقع أن الورقة الأمريكية هي الآن : الجوكر الذي بات يمكن تركيبه مع كل أنساق الأوراق الأخرى , مع الإسلاميين المعتدلين ومع العلمانيين ومع اليسار واليمين ومع السلطة السورية نفسها والتي تحاول جاهدة كسب هذه الورقة لصالحها ولم تسأل المعارضة نفسها لماذا أمريكا لا تستجيب لكل محاولات السلطة السورية من أجل صفقة طويلة المدى تحافظ على رأس النظام وجزء من هياكله الهرمة والفاسدة ؟ ..الخ هذا الجوكر هو أقوى لدرجة من الصعب عليك استخدامه دون أن تقدم له مايريد ولو بالحد الأدنى , وهذا الحد الأدنى هو غير الواضح أمريكيا لدى قوى المعارضة : لأنها بكل تياراتها تتعامل مع أمريكا كونها دولة فوق التاريخ وهذا غير صحيح .. مما يستوجب على قوى المعارضة الانتقال من الأيديولوجيا إلى السياسة , على أرضية أن الأفق العالمي هو أفق سياسي في علاقات رأسمالية واضحة ولا تقبل المساومة , وليست التجربة الفنزويلية مثالا يحتذى مطلقا .. وإن كان مهما قراءته في محاولته الاستقلالية هذه عن التيار الجارف للعولمة .. وهذا الأفق السياسي هو الذي يجعل النظر للسياسة الأمريكية كسياسة تاريخية وليست سياسة فوق التاريخ والمثال العراقي يوضح هذا اللبس للذي يرينا كيف تعاملت هذه الإدارة الأمريكية مع كافة مستجدات الوضع العراقي ـ بغض النظر عن درجة النجاح والفشل ـ .. بناء على هذا السياق على أمريكا فتح حوار : أولا مع المعارضة التي تختلف معها وليس فقط مع المعارضة التي تتفق معها .. وعلى قوى المعارضة المختلفة أن تجلس مع امريكا على طاولة واحدة دون أية مواربة وبوضوح معرفي على المستوى السياسي ـ تماما كما تجلس مع الأطراف الأوروبية ـ والتخلي عن هذه النغمة الطاووسية ذات المحاذير التي تأكلت بفعل التاريخ من جهة وبفعل ميزان القوى العالمي من جهة أحرى , إضافة لأن : أمريكا ليست فقط وحشا رأسماليا بل هي أيضا دولة طبيعية تنحو نحو علاقات طبيعية مع كل دول العالم , ولديها الاستعداد للتحاور مع كل الأطراف .. وهذا لايعني الموافقة على كل ما تريده أمريكا , ولكن لم يعد من الممكن تجاهل أمريكا ـ شعاراتيا ـ أو تجاهل الحديث العلني معها واللجوء إلى الكواليس أو الاستفادة من هذه الورقة عن بعد دون ان يتلوث هؤلاء السياسيين من المعارضين .. !! لأن الخيارات المطروحة على سوريا ليست خيارا أيديولوجيا بين الجيد والسيء بل حزمة من الخيارات السياسية والتي يمكن في ظل غياب الخيار العسكري الوصول إلى قواسم مشتركة مع المجتمع الدولي ومن ضمنه أمريكا , ولا يوجد في العالم المعاصر قواسم مشتركة قارة وثابتة لا تتغير .. فقط هذا موجود في : أن نغرق المستوى السياسي المتحرك في بحر الأيديولوجيا ذات الرموز القارة .. وعلى قوى المعارضة أن تفتح خطوطا واضحة وعلنية مع قوى المجتمع المدني الأمريكي أولا ..كما هي الحال مع القارة الأوروبية .. كما أن الوضعية السورية لم تعد تسمح بفضل السياسة الحكيمة للسلطة في اللعب على التناقضات الأمريكية الأوروبية , أصبح هنالك إجماع دولي وليس أوروبي وأمريكي فقط إجماع على وجوب تغيير ما في السياسة السورية ـ وإن هنالك اختلاف على درجة هذا التغيير واتجاهاته ولكنها خلافات ثانوية في الجوهر أو لنقل سياسية بالمعنى المعاصر للسياسة ..
مطلوب سريعا فتح ورشة حوار سورية حقيقية حول المعادلة الأمريكية السورية وآفاقها ..
ـ 2ـ
لازالت النغمة قائمة , والتشكيك في النوايا الأمريكية ..!! والإدارة الأمريكية لديها معتقلات سرية في دول أوروبا الشرقية , يمارس فيها التعذيب ضد المعتقلين من الإسلاميين والإرهابيين ..الخ
أمريكا تفضح أمريكا وبين هذه الأمريكا وتلك : يقبع التاريخ الحقيقي لأمريكا , ومع ذلك نحن مجبرون على التعامل معها ..كسوريين لم يعد لدينا خيارا ثالثا كما يمكن أن يتوهم بعضنا , وأمريكا الإدارة الحالية لا توفر جهدا كي ترينا وجها واحدا لأمريكا ـ مع استثناءات قليلة ـ وهو الوجه اليميني المتشدد والذي باتت فضائحه أكبر من أن تلملمها كارين هيوز التي تسلمت حديثا ملف تحسين صورة أمريكا في العالم العربي والإسلامي , هذا الوجه اليميني لأمريكا في الحقيقة يشكل إحراجا للآراء التي تريد فتح الخطوط السورية على أمريكا , ومع ذلك يبقى السؤال المهم أين هي أمريكا الدولة والمجتمع المدني الأمريكي ؟ لأن الإدارة الحالية قد حسمت أمورها على ما يبدو أنها لن تخسر الانتخابات القادمة حتى تكون صورة أمريكا قد وصلت إلى الدرك الأسفل ..
ولهذا هي تحاول التعويض عبر الشرق الأوسط ـ الجديد ـ كما سبق لنا ووضحنا عن النظام الأقليمي التي تسعى الإدارة الحالية لانجازه في المنطقة , هذا النظام الذي يقوم على ثلاث ركائز أساسية : الأولى ـ نظام أمني سياسي أقليمي : عبر نظم تداولية سياسيا من جهة ونظاما إقليميا مستقرا نسبيا في نسيج ما مع الحلف الأطلسي أو غيره حسب ما تفرضه التوازنات الدولية من جهة اخرى , وهذا الربط لايمكن أن يأتي ثماره إلا عبر نظم مؤسسية وليست نظما شخصانية ديكتاتورية .. هذا هو جذر التقاطع الديمقراطي مع هذا المطروح أمريكيا مع شعوب المنطقة ومع مصالحها في الديمقراطية ..وهذا سيترتب عليه إقامة دولة فلسطينية حتى لوكانت مشوهة , وإعادة الجولان لسوريا على المدى الطويل نسبيا .. والمطلوب من القوى السياسية المعارضة في المنطقة الاستفادة من هذا دون أن يعني ذلك تبعية مطلقة للسياسة الأمريكية .. كما لايعني مطلقا أن مقاومة المشروع الأمريكي يجب أن تكون بالضرورة عن طريق العنف المسلح وغير المسلح , إن العنف بات سلاحا لن يخدم شعوب المنطقة بأي حال من الأحوال , ومهما كانت القوى التي تقف خلفه , والحديث عن التواجد العسكري الأمريكي : هنالك حقيقة علينا في كل مرة التذكير بها : لم تأت القوات الأمريكية للعراق دون أن تعرف وتدرك أن أكثر من 60% من الشعب العراقي كان مع مجيء أمريكا وتحريرها من صدام . ولكن الغالبية العظمى من المثقفين العرب عموما والسوريين خصوصا لايريدون الاعتراف بهذه القضية .. لماذا ؟ هذا ما سيكون له بحثه الخاص ولكن خارج هذه المقالة؟ .
الثانية ـ نظام اقتصادي إقليمي : سوقا مفتوحة وعولمة .. وحضورا قويا للاستثمارات الأمريكية .. وهذا هو الجانب الطبيعي والتاريخي والعادي في المشروع الغربي الرأسمالي برمته وأمريكا هنا ليست استثناء ..وهذا الجانب متروكا لما بعد البداية السياسية لدولة سورية معاصرة وديمقراطية, وإن كانت أمريكا تعمل عليه منذ زمن بوصفها الوجه الأبرز لهذا المشروع الغربي الآن ..
الثالثة ـ نظام اجتماعي ثقافي مؤسساتي وهذا السر الذي لم يلحظه العرب : لأنهم كانوا مشغولين بإطروحة الغزو الثقافي ـ سيئة السمعة والنتائج ـ ذات الوجه القومجي الذي يريد تأبيد الأوضاع الثقافية والاجتماعية والسياسية العربية ..
هذه الرؤية رغم مصطلحاتها التي تعطي دلالات :استعمارية لدى الكثيرين لكنها هي الأفق الذي نحن فيه ولسنا خارجه , كما أن هذا لايعني أننا أمام مساحة ضيقة من الخيارات داخل هذا الأفق بل نحن أمام خيارات واسعة تعتمد على قدرتنا في سوق المنافسة هذا ـ بمعنى مهما حدث لايمكن لأمريكا أن تجبرنا على عدم التعامل الاقتصادي مع أي طرف آخر في العالم ولايمكنها أن تكون حاضرة في كل حركة وسلوك لدولنا الناشئة حديثا والمتعثرة بعدما أجهزت هذه السلطات القمعية على أي أمل بنشوء دول معاصرة وحديثة في هذه المنطقة ..لماذا لم تستطع أمريكا , أقصد هل حاولت أمريكا مثلا أن تفرض بقوة السلاح دستورا علمانيا على حلفائها من بعض القوى الشيعية في العراق ..؟!! ومن الواضح أن هذا النظام الأقليمي تعيقه السلطة السورية التي تدرك أيضا أن المطلوب أمريكيا هو على حساب سلطتها المطلقة , وهذا في الواقع سبب رفض السلطة لمشروع الشرق الأوسط الجديد , وليس حرصا على القضايا العربية والسورية كما يحاول الكثيرين استخدام هذه الورقة التي باتت بالية ومكشوفة للجميع , وأيضا لابد من رؤية المعارضة السورية لقضية هامة : أن أمريكا هي التي ترفض أية مساومة مع هذه السلطة وليس العكس , وهذا يتطلب نقاش الأمر الأمريكي بعيدا عن خطاب السلطة السورية التي تحاول وحاولت في السابق جاهدة أن تصل إلى صفقة مع أمريكا بحيث تبقى هي في السلطة إلى الأبد , ولو على حساب الشعب السوري , لكن الوقائع تشير إلى أن أمريكا هي التي ترفض هذه الصفقة المطروحة سوريا , لأن شرق أوسطها الجديد يحتاج إلى نظم : ذات شكل ديمقراطي تداولي .. والقسم الغالب من المعارضة السورية يعرف هذا الأمر جيدا , ومع ذلك فإننا لاندافع هنا عن السياسة الأمريكية بقدر ما نحاول دفع الحوار إلى واجهة الضوء لأنه أكثر من ملح , ولم تعد هذه النغمة كافية للإجابة عن معضلة الحضور الأمريكي في المنطقة , ولا أظن أن الإجابة الزرقاوية هي الحل الذي تريده المعارضة ... وبعد هذا الاستعراض وجدت أن أمريكا كدولة واضحة في : ماذا تريد من سوريا ومن المنطقة ولكن ما هو غير واضح : هو موقف القوى السياسية في المنطقة من معارضة وسلطة .
بالمقابل على أمريكا كإدارة حالية تحسين صورتها فعلا لا قولا ولا ديماغوجيا ـ على طريقة رامسفيلد ـ بل أن تعمل جاهدة على حل للقضية الفلسطينية ينهي هذا التعنت الإسرائيلي من جهة , ويأخذ الحق الفلسطيني بعين الاعتبار من جهة أخرى .. إغلاق كل السجون السرية وتقديم كل هؤلاء المسجونين بتهم الإرهاب إلى محاكم مدنية وعلنية ..والتوجه إلى العالم العربي بخطاب مختلف عن هذا الخطاب الذي يؤكد : جهوزية عسكرية أولا لكي تأتي كل القضايا لاحقا خطابا يحاور المختلفين معه قبل المتفقين عليه ..إن الإدارة الحالية هي التي تسببت بكثير من الإشكاليات وزادت الطين بلة على ماهو متراكم أصلا من عدم مصداقية والكيل بمكيالين تجاه القضايا العربية في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة .. وللحديث بقية .
غسان المفلح



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرار 1636 بين الحزن على وطني والتعاطف مع الوزير الشرع
- مناشدة إلى الشعب المصري من سجين سوري سابق أقطعوا الطريق على ...
- ما العمل الآن سيدي الرئيس..؟
- إسرائيل الشعب اليهودي بين السلام والدولة الدينية وجهة نظر
- تداعيات تقرير ميليس على أمريكا
- رسالة إلى مثقفين سوريين في باريس نتمناكم جميعا في إعلان دمش ...
- إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي لحظة توافقية ناقصة التباسات
- حزب العمل الشيوعي في سوريا نغمة ضيقة وأفق رحب
- أمريكا في الشرق الأوسط الجديد
- على السلطة أن تدعو لمؤتمر وطني عام ..
- رسالة إلى إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي
- موت كنعان وولادة اليقين ..كآبة الوزراء ترسم مصير سوريا
- التجمع الوطني الديمقراطي في سوريا بين أمريكا السلطة في الداخ ...
- الهوية العربية بين حقوق الإنسان وحقوق الأقليات القومية والدي ...
- ما الذي تريده حماس؟ رأي
- إلى الشعب اللبناني الجار تيمنا بجبران تويني
- الأمركة والنموذج العربي
- لماذا تيسير علوني بالذات .. ؟ كان الأجدى الدفاع عن القاعدة
- السنة العرب في العراق بين الدم الشيعي والفتوى الزرقاوية
- إيران السؤال الصعب على العرب ألا يخافو من إيران كثيرا


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - على الإدارة الأمريكية أن توضح ماذا تريد من سوريا ..مادة للحوار