أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميلاد المكصوصي - *** حاجز الصمت ***















المزيد.....

*** حاجز الصمت ***


ميلاد المكصوصي

الحوار المتمدن-العدد: 5022 - 2015 / 12 / 23 - 14:48
المحور: الادب والفن
    


في العراق ...بلدي المتحرر...من يريد السفر شرقا أو غربا...شمالا أو جنوبا...بعيدا أو قريبا...يجب ان يبكر قبل ثلاث أو أربع ساعات أضافيه كي يصل الى مبتغاه في الوقت المناسب...
لم تكن سفرتي بعيده...ألا أن أي تأخير ينغص حياتي...لانني عديمه الصبر...لم استقل سيارات ألنقل العمومي منذ وقت طويل يرافقني في رحلتي ثلاثه اشخاص لا اعرفهم...لذلك لذت بالصمت ....صمت مطبق وسافرت بأفكاري بعيدا...بعيدا جدا...لم أشعر بالوقت أنتبهت حين خفف السائق السرعه... يال الهول .....أربع صفوف متوقفه من السيارات ليس لها نهايه....منظر خانق برغم بروده اجواء السياره من الداخل ألا. أن حراره الشمس احرقت وجهي بعد خمس دقائق من وقوفنا ألتفت يمينا ويسارا...قوات أمن في كل مكان كلاب بوليس أصوات متعاليه هنا وهناك...شعرت بالقلق قلت بصوت مسموع يا ساتر يا رب...
أبتسم السائق وقال نحن على هذه الحال يوميا...جيئه وذهابا...
تطلعت بفضول الى السيارات القريبه منا...سيارات الحمل الكبيره سيارات الاجره مع السيارات الصغيره الكل يحاول حشر نفسه في اي فسحه كي يتقدم بضعه امتار عن الاخرين...أبتسم احيانا واحيانا أخرى يقتلني الغيض من البعض ...حكى لنا السائق قصه من قصصه الكثيره والمواقف الصعبه التي مرت به بسبب قسوه الانتظار تكلم بمراره وهويحكي قصه أمراه حامل كانت علی-;---;-----;-------;---- وشك الولاده...وكيف كانت صرخات ألام التي تطلقها ...تجعله لا يهتم لمدى سرعه سيارته التي يحافظ عليها اكثر من نور عينيه...فهي سبب بقائه هو وعائلته الكبيره على قيد الحياه...لكنه امام ذلك الموقف الرهيب ...نسي كل شيئ أنطلق مسرعا أراد ان يصل بها الى المستشفى باي ثمن قبل ان يموت طفلها الذي كان يريد الخروج...الى هذه الدنيا الكئيبه. .وكانت الام تعاني من وضع حتم عليها أجراء عمليه قيصريه...كان يضرب مقود السياره بقوه حين علق بزحام السيارات في احدی-;---;-----;-------;---- السيطرات توسل بالبعض فسحوا له الطريق ثم علق ثانيه ترجل من السياره كان يتحدث بهستيريه ويصرخ على الكل حتى ضن الجميع انها زوجته...بعد معاناه استطاع ان يتقدم قليلا...كان متأكدا أنهم سيسمحون له بالمرور حين يعلمون بحاله الولاده كانت الدقائق تمر كأنها دهر...
خنقت العبره صوته حين خفت صوت المرأه التي لم يكن يرافقها غير اثنين من اولادها الصبيان اخرسهم الخوف ...طلبت منهم ان يتصلوا بالأب اجابوا بصوت واحد ابي بعيدا عنا يعمل في شرطه الحدود وليست هناك شبكه اتصال هو يتصل بنا حين يذهب الى المدينه القريبه من وحدته...ازداد السائق حيره...همست الام أهتم بأولادي اتوسل اليك ......فليس لهم احد غيري هنا...
أجهش السائق بالبكاء...ولم يكمل القصه...انتظرته..مسح دموعه..وضرب مقود السياره من جديد...ثم اخرج سيكاره...
لم أجرئ على سؤاله عن نهايه قصته خشيت أن تكون أسوء مما توقعته...كنت انظر أليه بفضول شدتني تلك الملامح...يبدو ان للقصه نهايه حزينه ....وفجأه ضرب جندي صندوق السياره بقوه...افتح الصندوق وترجل من السياره..ناداه بانزعاج شديد...بعد أن شعر بتماهل السائق الذي مسح للتو دموعه وابتلع احزانه...لم يكمل القصه وربما سيبدأ معاناه جديده مع هذا الجندي الحانق...قد تكون حراره الجو هي السبب...وقد يكون محقا أذ أن طابور السيارات لا نهايه له لو تحمل برود اعصاب كل سائق لما كانت هناك نهايه لطابور التفتيش ...أخذتنا الذكريات الى قصه أشد أيلاما من وقوفنا هنا لمده ساعه ننتظر الدور خدرنا الحزن...حتى أننا لم نفرح بقرب الافراج عنا...الى طريق حريتنا المؤقته شعرت بمراره ...مر جندي اخر بجهاز سونارحول السياره أشار الجهاز الينا بحده...نظر الجندي الي بأمعان خفق قلبي خفت أن يكشف ما أخبئه من اطنان متفجرات في داخلي...ابتسم محرجا..قال متهكما...هل تحملين عطرا...اوحبه دواء....
تفاجئت كثيرا...لم يسألني أذا ما كنت أحمل سلاح او غير ذلك ابتسمت ببلاهه قلت لا....
تعجب السائق من جوابي فبادر قائلا...في رجلي شظايا من الحرب العراقيه الأيرانيه...
هكذا أذا....قال الجندي...الجهاز يشير لتلك الشظايا فضحكت...مع أن قلبي يكاد يخرج من صدري....ماذا لو امسكو بي وانا متلبسه....كيف ساحتمل قضبان السجن...واصابع الاتهام وهي تشير علي...
كنت مرتبكه جدا...كان واضحا علي اني كنت اخفي شيئ ما....لكنهم سمحوا للسياره بالمرور فما زال امامنا المرور من امام كلب مدرب لتفتيشها...سئلت السائق باستغراب كيف تحتمل هكذا معامله كل يوم....اجاب بتهكم...اليوم يعتبر نعمه مقارنه بباقي الايام....انا احتمل ما يعجز الحديد علی-;---;-----;-------;---- احتماله أشعر اني ميت اسير بين الاحياء ...
توقفنا امام الاستاذ(الكلب) اثارت انتباهي معاملتهم الخاصه به حيث الاهتمام وابداء الاحترام لشخصه الكريم...مد بوزه الينا حدق الي بتمعن ترآی-;---;-----;-------;---- لي أنه غمزني بنظره...قد يكون فهم علامات الارتباك علی-;---;-----;-------;---- وجهي...
كان الاطفال والنساء يهربون من السيارات اثناء تفتيش الاستاذ لها...الا انا بقيت في مكاني كان ممنونا جدا لتصرفي حدق بي بامعان أراد أن يكافئني بصمته عن عدم النباح وفضح جريمتي أو ربما كان مصابا بالزكام ولم يستطع اكتشاف قلبي الملئ بالعبوات الناسفه ...المهم عبرنا تلك السيطره المهلكه سالمين....بدون خسائر...
عاد السائق لطبيعته عاد الصمت من جديد يطبق علی-;---;-----;-------;---- روحي وحياتي وكل ما يحيط بي...
كنت احدق في السائق طول الوقت انتظر ان يكمل القصه...لكنه ابحر بعيدا بافكاره...
سنصل قريبا الی-;---;-----;-------;---- مبتغانا يكاد الفضول يقتلني لاعرف نهايه القصه...
المراه مع طفلتها وشاب اخر لم يحركوا ساكنا طوال الرحله...كل منهم كان يحمل اوراقا..بيده واحلاما قيد الانتظار...
لم تثر دهشتهم قصه السائق ولا ما حصل من تأخير...ولم يقتلهم الفضول لمعرفه النهايه ...همهم الوحيد الوصول مبكرا فأمامهم طوابير أخری-;---;-----;-------;---- سيقفون فيها طويلا...
وربما كانت قصصهم اكثر حزنا وعمقا....
واخيرا كسر حاجز الصمت قال بصوت مسموع يهرب العراقيون من الموت ليجدوه في كل مكان...وضعوا تلك السيطرات لحمايه الناس وأذا بها تكون سببا في انهاء حياه اسره كانت سعيده وتنتظر مولودا جديدا...تبا لهذه القوانين العقيمه...نموت بايدي الاعداء واهمال وتقصير من وجدوا لحمايتنا نحن شعب شبع ذلا وهوانا وما زال يفضل الصمت ويفكر باموره الشخصيه فقط المهم الوصول الی-;---;-----;-------;---- مبتغاه باي ثمن المهم ان يعيش ....يعيش فقط ويتنفس







#ميلاد_المكصوصي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- *** يكفي عناد ***
- *** ليتني لم أغضبك ***
- *** لحظه صدق ***
- *** آه يا زمن***
- *** لا تبتعد كثيرا ***
- ***يا صبرك ...يا محمد ***
- ***فتوی-;---;-- أم مفجوعه***
- ***افكار مجنونه***
- يوميات عائله مسلمه ***زمن الأنانيه
- ***خير الناس من نفع الناس***
- ***الطائفه التي كرهتني***
- عرس الفرسان***تاريخ وطن
- شر خلف لخير سلف
- عرس الفرسان *** قصه مني واحمد
- عرس الفرسان***قصه مريم
- **شلالات الحزن**
- عرس الفرسان


المزيد.....




- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميلاد المكصوصي - *** حاجز الصمت ***